عبد العزيز الحنفي الباكستاني
موظّف حكومي في سيالكوت ـ الباكستان
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة على أثر مطالعات بعض الكتب والحضور في مجالس الشيعة والاستماع إلى علمائهم.
ولد عبد العزيز في الباكستان عام 1902 م تسلمت منه كتاباً في 8/13836 هـ جاء فيه:
كانت على القرب منّا قرية تسمّى (خانپورسيدان) يسكنها الشيعة، وكانوا يقيمون المآتم في أيّام محرّم، فكنت أحضر تلك المجالس إلى أن منعني من الحضور فيها عمّي، وقال لي: إنّ النظر إلى مواكبهم يوجب بطلان الزواج للرجال المتزوّجين وللنساء المتزوّجات، فنفرت من الحضور فيها، فلم أحضرها قط، إلى أن هداني الله إلى التشيّع فأدركت معنى قول النبيّ الأكرم محمد المصطفى(صلى الله عليه وآله) «يا عليّ لا يبغضك إلاّ ولد زنا» وقلت في نفسي إنـّهم يحضرون هذه المواكب دائماً فيبطل نكاحهم ثمّ لا يجددونه، فيولد أولادهم وذريّاتهم من حرام (حسبما يعتقدون).
كنت أعتقد ما يعتقده عامّة السنّة في الإمام عليّ(عليه السلام) أنّه رابع الخلفاء إذ لم أكن أطالع من سيرته شيئاً. وعقيدتي الآن بأن خلق هذا الكون لم يبتدئ إلاّ بمحمّد(صلى الله عليه وآله)وعليّ(عليه السلام)، وأنّهما العلّة الغائية لهذا الكون كلّه أرضه وسماءه، ناره ونوره، وأن الأنوار الخمسة([1]) كلّها قد اشتقت من نور الله جلّ جلاله، ولنعم ما قال إقبال:
مسلم أول شير مردان عليّ***عشق را سرمايه إيمان عليّ
مرسل حق كرد نامش بو تراب***حق يد الله خواند در امّ الكتاب
مرتضى كز تيغ أو حق روشن است***بو تراب از فتح اقليم تن است
هر كه در آفاق گردد بو تراب***باز گرداند ز مغرب آفتاب
ماذا أقول فيمن شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله وأصبح مالكاً لرضاه تعالى، وقد فنى في ذاته تعالى.
السبب الداعي إلى اختياري مذهب الشيعة: هو انّي انتقلت في سنة 1927 م من (چوندا) إلى المدرسة الحكومية الثانوية في (قُصور)([2])، فصادفت فيها صديقين أحدهما شيعي والآخر سنّي وكانا على استعداد للامتحان السنوي للحصول على شهادة (منشي فاضل) وكان يتباحثان في مختلف المسائل الدينيّة، فشاركتهما في بحثهما وانست به، ثمّ طالعت كتابين أحدهما (چهار مقاله) وقد راقني من مقدّمته كلمة الله، النبيّ، الامام، الخلافة، الحكومة... وثانيهما كتاب تاريخ بني اُميّة) وكان يدرّس في الجامعة، يشتمل هذا الكتاب على أحوال معاوية ويزيد ومروان وأضرابهم. طالعت شتى المواضيع من هذا الكتاب ومنها منع عمر بن عبد العزيز من سبّ الإمام عليّ(عليه السلام)، ثمّ حضرت مجالس الشيعة واستمعت إلى علمائهم، فانكشف لي الحقّ فاعلنت إعتناقي التشيّع. ثمّ حضرت خدمة العلاّمة الحائري([3]) وأخذت من فضيلته كتباً عديدة طالعتها، فاطّلعت على حقيقة مذهب السنّة، وأنـّه مذهب مجعول من قبل عمر، وبعض حكّام بني أميّة، والحمد لله لقد تشيّع بعدي كلّ من كان في بيتي، فلم يبقَ منهم معاند للحقّ، ونسأله تعالى أنْ يوفّقنا لزيارة الأئمة المعصومين، ولحجّ بيته الحرام، وأن يجعل عاقبة أمرنا خيراً، وأنْ يحشرنا تحت لواء عليّ(عليه السلام)، ويسقينا من حوضه إنّه خير موفق ومعين.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ هم أصحاب الكساء، النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين(عليهم السلام).
[2] ـ اسم مدينة هناك.
[3] ـ هو العلاّمة الخطيب البارع والعلم اللاّمع السيّد عليّ بن السيد أبو القاسم الحائري اللاّهوري كان; فذّاً في الخطابة والكلام تشيّع ألفا رجل في إحدى مجالس خطابته تغمّده الله برحمته وحشره مع أجداده الطاهرين(عليهم السلام). أشار إلى قوله تعالى (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) البقرة: 207 ورد في عدّة من كتب السنّة نزول هذه الآية في أمير المؤمنين عليّ(عليه السلام) منها نور الأبصار للشبلنجي: ص78، ط مصر عام 1312 هـ ، المطبعة الميمنية جاء فيه: أورد الإمام الغزالي في كتابه (إحياء العلوم) أنّ ليلة بات عليّ (رضي الله عنه)على فراش رسول الله(صلى الله عليه وآله) اوحى الله تعالى إلى جبريل وميكائيل اِنّي آخيت بينكما ، وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة ، فاختار كلاهما الحياة وأحبّاها، فأوحى الله إليهما أفلا كنتما مثل عليّ بن أبي طالب آخيت بينه وبين محمّد فبات على فراشه يفديه بنفسه، ويؤثره بالحياة، اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه . فكان جبريل عند رأسه، وميكائيل عند رجليه ينادي ويقول: بخّ بخّ مَن مثلُك يا ابن أبي طالب يباهي الله بك الملائكة ، فأنزل الله عزّ وجلّ (وَمِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ وَاللّهُ رَؤُفٌ بِالْعِبادِ) وفي تلك الليلة انشأ عليّ (رضي الله عنه):
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى***وأكرم خلق طاف بالبيت والحِجرِ
وبتّ أراعي منهم ما يسوئني***وقد صبرت نفسي على القتل والأسرِ
وبات رسول الله في الغار آمِناً***وما زال في حفظ الاله وفي السترِ
وباقي الكتب السنّية التي روت نزول هذه الآية الكريمة فيه(عليه السلام) ذكرنا أحاديثها في كتابنا (عليّ في القرآن فأين تذهبون)؟