عليّ بن خالد الزيدي([1])
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة لمعجزَة ظهرت له على يد الإمام محمد بن عليّ الجواد(عليه السلام)، الإمام التاسع من أئمـّة أهل البيت(عليهم السلام).
روى الشيخ المفيد طاب ثراه مسنداً إليه قال: كنت بالعسكر([2]) فبلغني أنّ هناك رجلا محبوساً اُتي به من ناحية الشام مكبولا([3]) وقالوا: إنّه تنبّأ، قال: فأتيت وداريت البوّابين حتى وصلت اليه، وإذا رجل له فهم وعقل فقلت له: يا هذا ما قصّتك؟ فقال: إنّي كنت بالشام أعبد الله تعالى في الموضع الذي يقال انّه نصب فيه رأس الحسين(عليه السلام)، فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل على المحراب أذكر الله عزّ وجلّ إذ رأيت شخصاً بين يدي فنظرت اليه، فقال لي: قم، فقمت معه، فمشى بي قليلا فإذا انا بمسجد الكوفة، فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ فقلت: نعم، هذا مسجد الكوفة، قال: فصلّى وصلّيت معه، ثمّ انصرف وانصرفت معه، فمشى بي قليلا، وإذا نحن بمسجد الرسول(صلى الله عليه وآله) فسلّم على رسول الله(صلى الله عليه وآله) وصلّى وصلّيت معه، ثمّ خرج وخرجت فمشى قليلا فإذا أنا بمكة، فطاف بالبيت وطفت معه، ثمّ خرج فمشى قليلا فإذا أنا بموضعي الذي كنت أعبد الله فيه بالشام، وغاب الشخص عن عيني فبقيت متعجباً حولا ممّا رأيت.
فلمّا كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلمّا أراد مفارقتي بالشام قلت له: سألتك بالحقّ الذي اُقدرك على ما رأيت منك إلاّ أخبرتني من أنت؟
فقال: أنا محمد بن عليّ بن موسى بن جعفر. فحدّثت من كان يصير اليّ بخبره، فرقى ذلك إلى محمد بن عبد الملك الزيّات.
فبعث اليّ فأخذني فكبّلني في الحديد وحملني إلى العراق وحبست كما ترى، وادّعى عليّ المحال.
فقلت له: فأرفع عنك قصّة إلى محمد بن عبد الملك الزيّات؟ فقال: افعل، فكتبت قصّته شرحت أمره فيها. ورفعتها إلى محمد بن عبد الملك الزيّات، فوقّع في ظهرها، قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلى الكوفة ومن الكوفة إلى المدينة، ومن المدينة إلى مكّة، وردّك من مكّة إلى الشام أن يخرجك مِن حبسك هذا.
قال عليّ بن خالد: فغمّني ذلك من أمره، ورققت له، وانصرفت محزوناً عليه.
فلمّا كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه الحال، وآمره بالصبر والعزاء فوجدت الجند، وأصحاب الحرس وصاحب السجن وخلقاً عظيماً من الناس يهرعون، فسألت عن حالهم، فقيل لي: المحمول من الشام المتنبّي إفتقد البارحة من الحبس فلا ندري خسفت به الأرض، أو اختطفه الطير.
وكان هذا الرجل أعني عليّ بن خالد زيديّاً، فقال بالإمامة لما رأى ذلك وحسن إعتقاده([4]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ للتعرّف على العقيدة الزيديّة في الإمامة راجع ص 21.
[2] ـ سامراء، سميت بذلك لأن المعتصم العباسي بناها، وانتقل بعسكره اليها.
[3] ـ مقيّداً.
[4] ـ الإرشاد في معرفة حجج الله على العباد.