طباعة

سِماتُ الحُسين (عليه السلام)(شؤون أُخرى)

سِماتُ الحُسين (عليه السلام)
7- شؤون أُخرى :

1- بين الحسن والحسين : جاء في النصوص عن أهل البيت عليهم السلام أنّه : [13 و14] كان بين الحسن والحسين: طهر، وحمل(30) .
وأقلّ الطهر عشرة أيّام ، وكان الحمل ستّة أشهر ، وهو أقلّ ما يُمكن منه ، وقد صرّح أهلُ البيت بأنّه لم يولد لها إلاّ الحسين وعيسى (31).
فالذي كان بين ولادتي الحسن والحسين من التفاوت هو ستّة أشهر وعشرة أيام , وهو ما جاء التصريحُ به في المأثور من تاريخ أهل البيت عليهم السلام .
2 - عند الولادة :
جاء في الحديث عن بشر بن غالب قال [9] كنتُ مع أبي هريرة فرأى الحسين بن عليّ ، فقال : يا أبا عبد الله ، لقد رأيتُك على يدي رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم قد خضبتهما دماً ، حين أُتي بك ، حين وُلِدتَ ، فسرّرك ، ولفّك في خرقة ، ولقد تفل في فيك ، وتكلّم بكلام ما أدري ما هو ؟ولقد فعلَ رسول الله صلّى الله عليه واَله وسلّم كلّ ذلك خصّيصاً بالحسين عليه السلام وهو أمر لا يخفى على الحسين أنّ جده فعله ، فلا بُدّ أنّ أخصّ أهله به قد أخبره ، ولكن ماذا في إخبار أبي هريرة به من فائدة ؟
هل يريد أن يُثبت اتّصاله بالنبيّ وحضوره معه منذ السنة الرابعة من الهجرة ؟
أو يريد أن يزعم أنّه كان من خاصّة النبيّ فكان قريباً منه إلى هذا الحدّ ؟لكن : ما هو الجواب عن الأخبار الكثيرة المصرّحة بتأخّر إسلام أبي هريرة ، و لحوقه بالنبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم بعد مولد الحسين عليه السلام ، وبالضبط في السنة السابعة من الهجرة المباركة؟
3- الرضاع :
لابُدّ أنّ الحسين ارتضع بلبان المعرفة والحكمة من الزهراء أُمّه ، وقد ورد
في الحديث أنّ الرسول نفسه زقّه بلسانه ، وبإبهامه يمصّ منهما ما يُنبت اللحم .
لكن جاء في الحديث أنّ زوجة العبّاس عمّ النبيّ ، كانت مرضعةً له ، وهي أُمُّ الفضل بنت الحارث : [8] إنّها رأتْ - في ما يرى النائمُ - أنّ عضواً من أعضاء النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم ، في بيتها . قالت : فقصصتُها على النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم ، فقال : خيراً رأيتِ ، تلدُ فاطمة غلاماً فترضعيه بلبن قُثَم . فولدتْ فاطمةُ غلاماً ، فسمّاه النبيّ صلّى الله عليه واَله وسلّم حُسيناً ، ودفعه إلى أُمّ الفضل ، وكانت ترضعه بلبن قُثَم(32)ٍ.
فقُثَم بن العبّاس كان رضيعَ الحسين عليه السلام .
وله رضيع آخر جاء اسمه في مقتل الحسين عليه السلام وهو عبد الله بن يَقْطُر ، كان رسوله عليه السلام إلى الكوفة ، قتله عُبيد الله بن زياد ، قبل وقعة كربلاء (33).
4- الغنّة الحُسينيّة :
جاء في الحديث : [264] عن سفيان ، عن شهاب بن حراش ، عن رجل من قومه ، قال : كنت في الجيش الذي بعثهم عبيد الله ابن زياد إلى حسين بن عليّ - وكانوا أربعة آلاف يريدون الديلم ، فصرفهم عبيد الله بن زياد إلى حُسين ابن عليّ -فلقيتُ حُسيناً ، فرأيته أسود الرأس واللحية ، فقلتُ له : السلام عليك يا أبا عبد الله . فقال : وعليك السلام - وكانت فيه غُنّة - فقال : لقد باتت منكم فينا سلة منذ الليلة - يعني : سُرِقَ - . قال شهاب : فحدّثتُ به زيد بن عليّ فأعجبه : < وكانت فيه غُنّة > . قال سفيان : وهي في الحُسينيّينَ .
5-كان يصبغ بالوسمة :
جاء في الحديث [54] : عن عمر بن عطاء ، قال : رأيتُ الحُسين بن عليّ يصبغ بالوسمة ، أمّا هو فكان ابن ستّين ، وكان رأسه ولحيته شديدَي السواد .
6-تواضع وكرم :
جاء في الحديث : [196] عن أبي بكر ابن حزم : مرّ الحسين بمساكين يأكلون في الصُفّة ، فقالوا : الغداءَ . فنزل ، وقال : إنّ اللهّ لا يحبُّ المتكبّرين ، فتغدّى ، ثم قال لهم : قد أجبتُكم ، فأجيبوني . قالوا : نعم . فمضى بهم إلى منزله ، فقال للرباب : أخرجي ما كنتِ تدّخرينَ (34).
_______________________________________
(30) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور( 7/ 116).
(31) تاريخ أهل البيت عليهم السلام(ص74 ).
(32 ) لاحظ تاريخ دمشق، الحديث .[232] و [231] ومختصر تاريخ دمشق، لابن منظور( 7/116 ).
(33 ) لاحظ تسمية من قتل مع الحسين عليه السلام (ص152) رقم (25).
(34) مختصر تاريخ دمشق ، لابن منظور (7/ 129).