• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) عبر القرون (القرن الأول الهجري)

العلوية لمياء الموسوي
بسم الله الرحمن الرحيم (الفاتحة -1) الحمد لله وسلامٌ على عباده الذين اصطفى (النمل -2) آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين، ذرية بعضها من بعضٍ والله سميعٌ عليم (آل عمران - 33 -34) إنه لقول رسولٍ كريم (الحاقة -40) إني لكم رسول أمين (الشعراء - 107) أبلغكم رسالات ربي و (الأعراف -62) لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى (الشورى-23) وآتِ ذا القربى حقه (الإسراء - 26) ذلك خير للذين يريدون وجه الله وأولئك هم المفلحون (الروم - 38). صدق الله (آل عمران - 95) العلي العظيم (البقرة: 255).
قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): إن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاةٍ وإمام خيرٍ ويمنٍ وعزٍ فخرٍ وبحر علمٍ وذخر) صدق رسوله الكريم (صلى الله عليه وآله) (عيون أخبار الرضا: 1/ 62).
إن محور المراقد المقدسة للهاشميين هو مرقد الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) حيث أنه يقع في قلب العالم الإسلامي، ولقد أصبح بعد الحرمين الشريفين والغري مركزاً دينياً جديداً جاثياً ما بين ضفة الفرات وحافة الصحراء على مفترق الطرق من العالم القديم ليمد أنوار النبوة المشعة من المدينة المنورة إلى بقية أقطار العالم الإسلامي من بلاد الشام وبلاد الرافدين وإيران وقفقازيا وتركستان والصين وغيرها وجعلت كربلاء المقدسة وبيت الله الحرام في مصاف واحد يدركها من لم يستطع إدراك حرم الله الأقدس.
ولقد تعرض مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) محاولات هدم وإخفاء للمعالم على مر التاريخ، فخطئ الحائر بعد تلك المحن خطوة أوسع من ذي قبل في الاتجاه نحو أقطار الشرق الأقصى، فجثا حرم الإمام الرضا (عليه السلام) على أبواب الهند في خراسان ليبعث بهذا النور في الاتجاهات المختلفة الأخرى من مصدره في المدينة المنورة والنجف الأشرف وكربلاء المقدسة فضربت هاشم قبابها الشامخة المشعة في أنحاء المعمورة في الحجاز وعلى ضفة الفرات ودجلة والنيل والبحر المتوسط وعلى ضفاف بردى في الشام وفي خراسان والهند والصين وغيرها وبقيت آثار أمية الطاغية مطمورة مخذولة وملعونة ومنكودة كما عرفت وعهدت.
فما اهتمام الناس بمرقد الإمام الحسين (عليه السلام) إلا من حيث كونه يحتضن بين جنباته جسد إمام عظيم شهيد، كما هو الحال لباقي الأئمة (عليهم السلام) من أهل البيت النبوي والأصحاب الصالحين، ومن هذا المنطلق نشأت واستمرت ولا زالت حتى يومنا أهمية زيارة هذه المراقد والأضرحة للتبرك بالراقدين بها والتوسل إلى الله عز وجل تحت قبابهم لما لهم من منزلة ومكانة عند الله جل شأنه.

تطور مرقد الإمام الحسين (عليه السلام):

إن مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ظل منذ أن احتضنته أرض كربلاء قبله لملايين الأباة والأحرار، ومهوى لجميع المؤمنين والموالين باختلاف ألسنتهم وقومياتهم على مر العصور، ورغم محاولات الطغاة لطمسه إلا انه بقي مركز إشعاع للعالم حيث مكروا ومكر الله والله خير الماكرين. لقد أصبح المرقد الحسيني الشريف حربة ذا حدين يستخدمها السلاطين والأمراء، والرؤساء والوزراء كأداة داعمة من جهة، ووسيلة دامغة من جهة أخرى، وعلى أثره صنع تاريخ مرقده الشريف، الذي نحاول إلقاء الضوء عليه واستعراض ما يمكن استعراضه بشكل موجز وسريع جداً.

1- القرن الأول الهجري:

أول من أقام رسما لقبر الإمام أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) هو الإمام السجاد علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) مع بني أسد، حين دفنوا الإمام الحسين (عليه السلام) وأجساد الشهداء من أهله وأنصاره وذلك يوم الثالث عشر من شهر محرم الحرام عام 61ه‍ الموافق لـ(15/10/680م. وذلك تطبيقاً لما روته السيدة زينب الكبرى (عليها السلام) في حديثها إلى الإمام السجاد (عليه السلام) حيث قالت: (لقد أخذ الله ميثاق أناس من هذه الأمة لا تعرفهم فراعنة هذه الأمة وهم معروفون من أهل السماوات أنهم يجمعون هذه الأعضاء المتفرقة فيوارونها وهذه الجسوم المضرجة، وينصبون لهذا الطف علماً لقبر أبيك سيد الشهداء لا يدرس أثره ولا يعفى رسمه، على مرور الليالي والأيام... ثم يبعث الله قوماً من أمتك لا يعرفهم الكفار، لم يشاركوا في تلك الدماء بقول ولا فعل ولا نية فيوارون أجسامهم ويقيمون رسما لقبر سيد الشهداء بتلك البطحاء يكون علماً لأهل الحق وسبباً للمؤمنين إلى الفوز) (كامل الزيارات: لابن قولويه 262- 265).
ولعل القبر الشريف كان في بداية الأمر مرتفعاً وبارزاً قليلاً عن الأرض، كما يظهر من كلام جابر الأنصاري حين زار القبر الشريف في الأربعين الأول حيث قال: (ألمسوني القبر) (مدينة الحسين: لمحمد حسن بن مصطفى الكليدار: 1/ 19)، بل يؤيد ذلك ما يروى من أن السيدة سكينة (عليها السلام) ضمت قبر أبيها الحسين (عليه السلام) عند رجوعها من الشام، وقيل إن بني أسد حددوا له مسجداً وبنوا على قبره الشريف سقيفة وقيل إنهم وضعوا على القبور الرسوم التي لا تبلى (تاريخچة كربلاء: محمد بن أبي تراب كرباسي حائري: 56) وما بين عامي 61 - 63ه‍ يذكر محمد باقر بن عبد الحسين مدرس: (أنهم بنوا في العهد الأموي مسجداً عند رأس الحسين (عليه السلام)... ثم شيِّد القبر من قبل الموالين) (شهر حسين: 160) وأما عن عام 64ه‍ يقول الرحالة الهندي محمد هارون: (أول من بنى صندوق الضريح بهيئة حسنة وشكل مليح بنو نضير وبنو قينقاع) (مجلة الموسم الهولندية: عدد 14، ص329). ويظهر أن التوابين عندما قصدوا زيارة قبر الإمام الحسين (عليه السلام) في ربيع الأول من عام 65ه‍ قبل رحيلهم إلى عين الوردة طافوا حول هذا الصندوق وكان عددهم يقارب أربعة آلاف رجل.. (مدينة الحسين: محمد حسن بن مصطفى الكليدار 1/ 20).
وفي سنة 66ه‍ وعندما استولى المختار بن أبي عبيدة الثقفي على الكوفة عمّر على مرقده الشريف قبة من الجص والآجر، وقد تولى ذلك محمد بن إبراهيم بن مالك الأشتر، واتخذ قرية من حوله، وكان للمرقد بابان شرقي وغربي وبقي على ما قيل حتى عهد هارون العباسي (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: عبد الجواد بن علي الكليدار 160) وإلى هذا يشير السماوي في أرجوزته:
وجاء بعد ذلك المختار حين دعاه والجنود الثار وعمر المسجد فوق الجدث فهو إذاً أول شيء محدث وبقي المسجد حول المرقد إن كان قد أسس للتعبد ولم يزل يزار في جناح حتى أتى الملك إلى السفاح (مجالي اللطف: 2/ 18).
ويذكر المؤرخ السيد عبد الجواد الكليدار تفصيل حول مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) ومقاساته وشكله وموقعه ومن جملة كلامه (...فيلمع للناظر عن بعيد كبيضة نعامة في وسط الصحراء، وفوق هذا البناء الجميل البسيط تستقر سقيفة تعلوها قبة هي أول قبة من قباب الإسلام الخالدة التي خيمت لأول مرة في الجانب الشرقي من الجزيرة العربية بين ضفة الفرات وحافة الصحراء في الاتجاه الشمالي...الخ) (تاريخ كربلاء وحائر الحسين: 81). 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page