رجل سُنّي
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة لدجل شاهده من الشيخ عبد السلام الصوفي البصري أحد علماء السنّة الأعلام.
كان هذا الشيخ (عبد السلام) في البصرة، وبلغ في الزهد وعلوّ الدرجة حتّى كتب سلاطينهم اسمه على الأعلام التي تنشر في الحروب، فكتبوا عليها لا إله إلاّ الله، محمد رسول الله. الشيخ عبد السلام وليّ الله...
وكان يصلّي ذات يوم في المسجد فقال في أثناء الصلاة: كخ كخ. فلمّا فرغ سأله أصحابه عن ذلك القول في الصلاة.
فقال: إنّي رأيت وأنا في الصلاة كلباً قد دخل المسجد الحرام، وانتهى إلى باب الكعبة فزبرته حتى خرج.
فتعجّب الحاضرون من هذا الكشف العظيم([1]) حيث رأى وهو في البصرة كلباً في الكعبة.
فأتى رجل من الحاضرين إلى زوجته وكانت شيعيّة وذلك الرجل سنّي وحكى لها كرامة الشيخ وحثّها على متابعة دينه.
فقالت له: إن كنت تريد أنْ تحوّلني إلى دينك فأطلب هذا الشيخ إلى الضيافة يوماً حتّى أتحوّل إلى مذهبك في حضوره. ففرح الرجل، فواعد الشيخ يوماً فقال للمرأة: إصنعي هذا اليوم طعاماً للشيخ وأصحابه.
فلمّا جلسوا، ووضعت الصحون([2]) بين أيديهم، وعلى رأس كلّ صحن دجاجة، ودجاجة صحن الشيخ وضعتها تحت الطعام.
فلمّا نظر الشيخ إلى صحنه غضب غضباً شديداً، وامتنع عن الأكل وقال: كيف ما وضعتم لي دجاجة؟ وكانت المرأة واقفة تنظر إلى ما يصنع الشيخ، فلمّا رأت منه حالة الغضب أتت إلى صحنه وأخرجت الدجاجة من تحت الطعام، وقالت: يا شيخ إنّك في البصرة، ورأيت الكلب وهو في مكّة، حتّى قطعت الصلاة لأجله، فكيف لا ترى الدجاجة التي هي أمامك، وما بينك وبينها حايل سوى لقمة من الطعام؟
فقال ذلك الشيخ: هذه رافضيّة خبيثة. فقام وخرج. ورجع زوج المرأة إلى دين زوجته([3]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ وقد حضى الشيخ عبد السلام بهذه الكرامة كما حضى إمامه عمر بن الخطّاب بمثلها، فقد كان يخطب ذات يوم وهو في المدينة وإذا به يصيح: يا سارية الجبل (أي لذ بالجبل واختف عن العدوّ) وسارية كان ذلك الحين في نهاوند من بلاد إيران. ذكر له هذه الكرامة جماعة من أوليائه، منهم أحمد بن حجر في (الصواعق المحرقة) ص61 ط مصر عام 1324 المطبعة الميمنيّة، وأحمد زيني دحلان في (الفتوحات الإسلاميّة) ج2 ص438 طبع مصر عام 1354، والكاندهلوي في (حياة الصحابة) ج3 ص625، والسيوطي في (تاريخ الخلفاءص99 ط الهند.
[2] ـ جمع صحن، وهو القدح الضخم.
[3] ـ الأنوار النعمانيّة.