رجل سنّي 2
إعتنق مذهب الشيعة الإماميّة لرؤيا رآها في نومه، فأصبح وهو على يقين من صحّة مذهبهم.
في كتاب (نور العيون) للسيّد محمد باقر بن محمد شريف الأصفهاني قال: حججت سنة 1173 فسمعت بين حرمي مكّة والمدينة أنّ جماعة من صلحاء بلدة تستر قد حجّوا في تلك السنّة، وقد صاحب رجلين منهم في الطريق شخص من أهل الخلاف، وكانا يتحاجّان معه في الإمامة، وهو على ماهو عليه من الضلالة.
ولمّا وردوا المدينة، ورأى الرجل قبرهما([1]) في ذلك المكان زاد ايمانه بهما، وقال لصاحبيه: لا يؤثر فيّ كلامكما بعد هذافانّهما لو كانا على الباطل ما كانا ضجيعي النبيّ([2]) فيئسا من هدايته ولم يتعرّضا له في المذهب، إلى أن أصبح يوماً، وقام إليهما وسألهما أن يعلّماه معالم الشيعة، وآداب مذهب الإماميّة فامتنعا منه، فألحّ فتعجّبا من إصراره، وسألاه عن سببه؟
فقال: رأيت في النوم أنـّه قد ارتفع الشباك الذي حول الحجرة الطيّبة للنبي(صلى الله عليه وآله)، والحجّاب والخدم واقفون في أطرافها، وبيد كلّ واحد قضيب([3])، والناس يدخلون للزيارة أفواجاً فيمنعون بعضهم، فدخلت فمنعوني، فسئلت عن سبب الردّ فقالوا: إنّ رسول الله(صلى الله عليه وآله) أمر برفع الشبّاك لأن يزور شيعة عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) وهو(صلى الله عليه وآله)جالس وهم يتشرّفون بزيارته، ولم يرخّص لغير الشيعة فانتبهت مذعوراً وأناعلى يقين من حقيّة مذهبكم([4]).
--------------------------------------------------------------------------------
[1] ـ يعني أبا بكر وعمر.
[2] ـ حقاً ما أجهل هؤلاء القوم وأبعدهم عن العقل والتعقّل. حدّثني رجل من أهل النجف من عوامّ الناس، وقد حجّ بيت الله الحرام قال: جرى ذات يوم بيني وبين أحد قضاة الوهابيين وعلماءهم كلام حول الشيخين أبي بكر وعمر فاحتجّ الوهابي عليّ بإنّهما أفضل من عليّ بن أبي طالب بدليل أنّهما دفنا عند النبيّ(صلى الله عليه وآله) وعليّ(عليه السلام) دفن في العراق، وبينه وبين النبيّ مسافة بعيدة جداً.
فقلت له: إنّ دفنهما في هذا المكان لا يدلّ على فضل لهما، وذلك لأنّ كلاًّ منهما لمّا مات كان سلطان عصره وحاكم زمانه، وطبيعة الحال تقضي أن يدفنا في أفضل مكان، ولا مكان أفضل من جوار النبيّ(صلى الله عليه وآله) فأين هذا الفضل؟ وأنا أسئلك لماذا لم يدفن عثمان قرب النبيّ(صلى الله عليه وآله)ودفن بعد ثلاثة أيّام ليلا في حشّ كوكب ولم يصلّ عليه خليفة المسلمين عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، وكان حاضراً في المدينة، مع أنّ الصلاة على المسلم واجبة؟ فلم يحر جواباً.
وأضاف: وقلت له: اقسم عليك بالله هل الشيخين أقرب إلى رسول الله(صلى الله عليه وآله) أم الحسن بن عليّ(عليه السلام) سبطه وابن بنته؟ قال: بل الحسن أقرب. فقلت: فما بال الحسن يدفن في البقيع وهو سبط رسول الله(صلى الله عليه وآله) وريحانته، وأبو بكر وعمر يدفنان عند قبره؟ فلم يحر جواباً.
[3] ـ السيف القطّاع.
[4] ـ دار السلام.