• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

كيــف لا افتخـر بالحسيـن (علیه السلام) ؟

عصام المهاجر

المقدمة:

ان اعتزازنا وافتخارنا بالامام الحسين(ع)، ليس من باب الرغبة في اضافة شيء جديد الي عظمته، فالحسين عظّمه ويعظمه الله عزّ وجل و رسوله(ص) والائمة الاطهار: في الدنيا والخرة.
وانّما اعتزازنا و افتخارنا بالامام الحسين(ع)، هو من باب رعايةالامانة، لان الاءمام هو الامانة الالهية وامانة النبوة المستودعة لدي المؤمنين في الارض.
فقد ورد في زيارة الجامعة: انتم السبيل الاعظم، والصراط الاقوم، وشهداء دار الفناء، وشفعاء دار البقاء، والرحمة الموصولة، والية المخزونة، والامانةالمحفوظة....
وفي تفسير فرات الكوفي: عن الامام الباقر(ع) قال: نحن الامانة التي عرضت علي السماوات والارض والجبال.
والمهم هو معرفة كيفية رعاية وحفظ هذه الامانة عن الاندراس و الانطماس، وذلك ببيان حقيقة الاءمام وفضله وعظمته بالارق اموال دلالات التي لا تشوبها شائبة.
ونحن نقدّم هذا البحث الموجز في ثمانية مقاصد الي السائرين فيطريق البحث عن الحقيقة تحت عنوان: (كيف لا افتخر بالحسين(ع)؟)،ونامل ان يتحقّق هذا الغرض بعون الله وتوفيقه. المقصد الاوّل كيف لا افتخر بالحسين(ع) ؟

كيف لا افتخر بالحسين، وقد عظّمه الله في الدنيا والخرة؟ وتجلي هذا التعظيم الربّاني للحسين قبل ولادته، وبعد ولادته، وقبل استشهاده،وبعد استشهاده، ونقدم هذا بباقة من مصاديق هذا التعظيم لان المجال لايسعنا لذكر جميعها:
1 ـ ان الله عزّ وجل هو الذي سمّي' الحسين(ع) حُسيناً، واشتقه مناسمه المبارك: ذو الاحسان وهناك روايات متعددة تبيّن هذه الحقيقة،وحسبنا هنا رواية واحدة:
عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله(ص) لعلي بن ابي طالب(ع): لماخلق الله عزّ وجل دم و نفخ فيه من روحه واسجد له ملائكته، واسكنه جنّته، و زوّجه حوّاء امته، فرفع طرفه نحو العرش فاءذا هو بخمسة سطور مكتوبات، قال دم: يارب من هؤلاء؟ قال الله عزّ وجل له: هؤلاء الذين اذا تشفّع بهم الي خلقي شفّعتهم، فقال دم: يارب بقدرهم عندك ما اسمهم؟ قال تعالي: اما الاوّل: فانا المحمود وهو محمد،والثاني: فانا العالي وهو علي، والثالث: فانا الفاطر وهي فاطمة، والرابع: فانا المحسن و هو الحسن، والخامس: فانا ذو الاحسان وهو الحسين، كل يحمد الله عزّ وجل.

2 ـ اخبر الله عزّ وجل بقتل الحسين(ع) قبل ولادته: فعن الامام الصادق(ع)، قال: لما حملت فاطمة(س) بالحسين جاء جبرائيل الي رسول الله(ص)فقال: ان فاطمة ستلد غلاماً تقتله اُمتك من بعدك....
وجدير بالذكر ان الحسين(ع) كان يحدّث بذلك منذ طفولته، فعن حذيفة بن اليمان قال: سمعت الحسين بن علي(ع) يقول: والله ليجتمعن علي قتلي طغاة بني اُمية، ويقدمهم عمر بن سعد وكان ذلك في حياةالنبي(ص).

3 ـ ومن تعظيم الله تعالي للحسين(ع) بعد ولادته: ان جبرائيل(ع) كان يناغيه في مهده ويسلّيه، فعن طاووس اليماني: اءن جبرائيل(ع) نزل يوماًفوجد الزهراء(س) نائمة، والحسين في مهده يبكي، فجعل يناغيه ويسلّيهحتي استيقظت، فسمعت مَن يناغيه فالتفتت فلمتر احداً فاخبرهاالنبي(ص) انه كان جبرائيل(ع).

4 ـ ومن شواهد تعظيم الله عزّ وجل للحسين(ع) قبل استشهاده، انالقتل كُتب عليه وعلي اصحابه معاً، وان اصحابه معروفون قبل واقعةكربلاء باسمائهم واسماء بائهم لا يزيدون رجلاً ولا ينقصون رجلاً.
والي ذلك فقد عُنِّف ابن عباس علي تركه الحسين(ع) وعدم اشتراكهمعه في مواجهة الاعداء فقال: (ان اصحاب الحسين لم ينقصوا رجلاً ولميزيدوا رجلاً، نعرفهم باسمائهم من قبل شهودهم).
وقال محمد بن الحنفية: (واءن اصحابه عندنا لمكتوبون باسمائهمواسماء بائهم).

5 ـ وكانت الخطوة اللاحقة للتعظيم الاءلهي للحسين(ع)، هي جعلالاءمامة في ولده تعويضاً له عن القتل. وفي هذا المعني جملة روايات نذكرمنها ما يلي:
عن محمد بن مسلم، قال: سمعت ابا جعفر وجعفر بن محمد(ع)يقولان: اءن الله تعالي عوّض الحسين(ع) عن قتله ان جعل الاءمامة في ذريته، والشفاءفي تربته، واءجابة الدعاء عند قبره، ولا تعد ايام زائره جائياً وراجعاً من عمره...).

6 ـ لم يقتصر تعظيم الله تعالي للحسين(ع) في الدنيا باءعلاء ذكره، بلعظّمه في الخرة ايضاً، بجعله سيد شباب اهل الجنة، وقرط عرشه.
فعن ابي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله(ص): الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة.
عن عقبة بن عامر عن النبي(ص)، قال: الحسن والحسين شنفا العرش و ليسا بمعلقين، قال الديلمي: يعني بمنزله الشنفين من الوجه، و الشنف القرط المعلّق في الوجه اي الاُذن، قال: والمراد احدهما عن يمين العرش والخر عن يساره.
هذه المعاني والحقائق التي حصرناها في هذه العجالة، تكفي للوقوف علي ما كانت السماء توليه من عناية ورعاية واهتمام بالسبط الشهيد،وعليه من البديهي ان الافتخار بالحسين(ع) وحبّه يملا ان قلب الزمن. المقصد الثانيكيف لا افتخر بالحسين(ع)؟

كيف لا افتخر بالحسين وقد افتخر به واحبّه وعظّمه انبياء الله تعالي؟ولكن مع كل ذلك يبقي' حب نبيّنا محمد(ص) وتعظيمه فريداً من نوعه،وللاسف اننا لا نستطيع في هذا البحث الموجز جداً بيان القصة الكاملة لهذا الحب، والتعظيم النبوي للحسين(ع)؛ لان الروايات الواردة بهذا الصدد كثيرة جداً، ومتوفرة في المصادر العامة والخاصة معاً، بعضهامختصر العبارة، وبعضها مسهب، وهذه الروايات بمجموعها تحكي لناهذه القصة، ونحن نتوسل هنا بحديث واحد لينقذنا من هذه المسؤولية.
عن يعلي العامري انّه خرج مع رسول الله(ص) ـ يعني الي طعام دعوا اليه ـ قال: فاستقبل رسول الله(ص) امام القوم وحسين مع غلمان يلعب،فاراد رسول الله(ص) ان ياخذه فطفق الصبي يفر هاهنا مرة وهاهنا مرة،فجعل النبي(ص) يضاحكه حتي اخذه.

قال: فوضع احدي' يديه تحت قفاه والاُخري تحت ذقنه و وضع فاه علي فيه وقبّله وقال: حسين مني وانا من حسين، اللهم احب من احب حسيناً،حسين سبط من الاسباط.
هذا الحديث يكشف لكل مطلّع عن السيرة النبوية الشريفة، ان رسول الله(ص) كشف ما في قلبه من حب وتعظيم للحسين(ع)، في صورةرائعة في الجمال والدقة، تحكي للانسانية الي يوم القيامة بان الحسين(ع)رمز للذات المحمدية.
حيث ان قول النبي(ص): حسين مني وانا من حسين، يعني ان الحسين جزء منه، و هو جزء من الحسين، ولا انفكاك بينهما من الناحية الماديةو المعنوية.
فالمراد من قوله(ص): حسين مني...، هو ان الحسين(ع) نبت من لحم و دم رسول الله(ص)، ويتجسد هذا المعني في جملة روايات نكتفي بذكرواحدة منها:
عن ابي عبدالله(ع)، قال: لم يرضع الحسين(ع) من فاطمة(س) ولا من اُنثي،بل كان يُؤتي به الي النبي(ص) فيضع اءبهامه في فيه فيمص منها ما يكفيه اليومين و الثلاثة، فنبت لحم الحسين(ع) من لحم رسول الله(ص) ودمه.
واما المقصود من قول النبي(ص): .. وانا من حسين هو: ان الله تعالي الحق الحسين(ع) بالنبي(ص)؛ فكان معه في درجته ومنزلته، وذلك قول الامام الصادق(ع) في تفسير قوله تعالي: (وَالَّذِين مَنُوا وَاتَّبَعَتْهُم ذُرِّيَّتُهُمبِاءِيمان أَلْحَقْنَا بِهِم ذُرِّيَّتَهُم...) .

اذن.. فهل نبالغ بعد كل ذلك اذا قلنا: اءن هذه الخصيصة التي هي واحدةمن الخصائص الحسينية، تكفي لمن اراد ان يعتزّ ويفتخر بالحسين(ع)طول الدهر؟المقصد الثالث كيف لا افتخر بالحسين(ع)؟
كيف لا افتخر بالحسين وكفّته راجحة في الدنيا والخرة؟ فهو المنتصر حتي في قلوب اعدائه.
اذن فلا وجه للمفاضلة بين الامام الحسين(ع) و اعدائه.

(و راي معاوية واعوانه فيهذا اسبق من راي الطالبيين وخصوم الاُمويين، فقد تردّدوا كثيراً قبل الجهر باختيار يزيد لولاية العهد و بيعةالخلافة بعد ابيه، ولم يستحسنوا ذلك قبل ازجائهم النصح الي يزيد غيرمرة بالاقلاع عن عيوبه وملاهيه. ولما انكر بعض اولياء معاوية جراةالحسين(ع) في الخطاب، و اشاروا عليه ان يكتب له كتاباً يصغّر اليه نفسه.. قال: وما عساني ان اعيب حُسيناً؟! والله ما اري للعيب فيه موضع.

وهذا لسان حال عمر بن سعد حينما راود نفسه علي مقاتلةالحسين(ع):
فوالله ما ادري واني لحائرا فكّر في امري علي خطرين
ااتْرك مُلْك الري والري مُنيتيام ارجع ماثوماً بقتل حسين
وفي قتْلِه النارُ التي ليس دُونهاحجاب، ومُلك الري قُرّة عيني

اذن.. فقد غرق اعداء الحسين(ع) بالخزي الذيلا خزي مثله،.. وباءالحسين بالفخر الذي لا فخر مثله في تاريخ بني الانسان.خاتمة المقاصد
كما قلنا ضمن المقاصد الثمانية لهذا البحث، فان الله عزّ وجل هو الذي تبنّي تعظيم الامام الحسين(ع)، وما نريد قوله في هذا الختام، هو ان هذا التعظيم لم يكن معزولاً عن تخليد كل ما يمت بصلة للحسين بعداستشهاده...
فيوم في دنيا الاحزان ويوم في دنيا البطولات وموقف في وجه الظالمين وثار في الوجدان الانساني وحب في قلب الزمن وشعار في قلب الاحرار و دور في حركة التاريخ خالد ذاك دور الحسين.
خالد ذاك يوم مقتل الحسين خالد ذاك يوم الحسين خالد ذاك موقف الحسين خالد ذاك ثار الحسين خالد ذاك حب الحسين خالد ذاك شعار الحسين خالد ذاك دور الحسين. خالد ذاك دور الحسين.
فالتخليد الالهي لثار الحسين(ع)، جعل دور الحسين لا ينتهي بانتهاء عمره الشريف، بل ان اليات السماوية التي ظهرت بعد مقتل الحسين،كانت انذاراً الهياً للبشرية، بان التاريخ بات يتحرك بين ثورتين:
ثورة شعارها هيهات منّا الذلة، وهي ثورة الحسين(ع) وثورة مكمّلةلثورة الحسين في سبيل الكمال البشري، هي ثورة حفيده الامام المهدي المنتظر ـ عجّل الله تعالي فرجه ـ.
فمن اراد ان يعيش سعيداً، ويموت سعيداً، فعليه بالحسين(ع)، فانّه:مصباح الهدي وسفينة النجاة... اءذن.. فكيف لا افتخر بالحسين؟


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page