أحمد بن حنبل إمام المذهب الحنبلي يقول في الإمام(عليه السلام)
ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله(صلى الله عليه وآله) من الفضائل ما جاء لعليّ بن أبي طالب([1]).
إنّ عليّاً لم تزنه الخلافة ولكنّه زانها([2]).
قال ابن أبي الحديد: وهذا الكلام دلّ بفحواه ومفهومه على أنّ غيره ازدانَ بالخلافة، وتمّت نقيصته، وأنّ عليّاً(عليه السلام) لم يكن فيه نقص يحتاج إلى أن يتمم بالخلافة، وكانت الخلافة ذات نقص في نفسها فتمّ نقصها بولايته إيّاها.
إنّ عليّاً كان كثير الأعداء، ففتّش أعداؤه له عيباً فلم يجدوا، فعمدوا إلى رجل قد حاربه فأطروه، كيداً منهم لعليّ([3]) أراد أحمد بن حنبل بالذي حارب علياً معاوية بن أبي سفيان الأموي. وقد اطرى معاوية عدوّ الإمام(عليه السلام)ومحاربه جماعة ممّن يسمّون أنفسهم أهل السنّة، منهم العدوّ الناصب أحمد بن حجر الهيتمي فقد ألّف كتاباً سمّاه «تطهير الجنان واللسان عن الخطور والتفوه بثلب سيدنا معاوية بن أبي سفيان» حشره الله معه يوم القيامة أينما كان، وقد طبع ملحقاً بكتابه «الصواعق المحرقة» في مصر غير مرّة.
**************
[1] ـ نظم درر السمطين: ص80 ، وفي تاريخ الخلفاء: ص157 ط بيروت: (ما ورد) بدل (ما جاء)، الكامل في تاريخ: ج3 ص159، وفي الصواعق المحرقة: ص72، وإسعاف الراغبين: ص150: ما جاء لأحد من الفضائل ما جاء لعليّ. وفي الإصابة: ج2 ص501: لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعليّ وفي سجع الحمام: ص14: لم يرد في حقّ أحد من الصحابة بالأسانيد الجياد أكثر ممّا جاء في حقّ عليّ.
[2] ـ شرح نهج البلاغة: ج1 ص17، سجع الحمام: ص14، وعن تاريخ بغداد: ج1 ص135، وتذكرة خواصّ الاُمّة.
[3] ـ النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية: ص162.