طباعة

مع الأسرة والعائلة

مع الأسرة والعائلة

ورد في الروايات الشريفة أن الذي يؤذي عائلته وخاصة زوجته وأطفاله فيغلظ عليهم في القول والأخلاق، فإنه سيعذب عذاباً أليماً في يوم القيامة، وإذا مات فستناله ضغطة القبر والعياذ بالله. وهذا أثر طبيعي ووضعي للعمل، لأن نتيجة الضغط على الأسرة في الدنيا هي ضغطة القبر في البرزخ.
وفي المقابل من أكرم عائلته ووسع عليهم في الرزق وعاشرهم بالمعروف وحسن الخلق، فسينال ثواب الآخرة ونعيم الجنة.
قال رسول الله (ص) : «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي»(1).
وعن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال: «إن سعدا لما مات شيعه سبعون ألف ملك، فقام رسول الله (ص) على قبره، فقال: ومثل سعد يضم، فقالت أمه: هنيئا لك يا سعد وكرامة، فقال لها رسول الله: يا أم سعد لا تحتمي على الله، فقالت: يا رسول الله قد سمعناك وما تقول في سعد، فقال: إن سعدا كان في لسانه غلظ على أهله»(2).
وعن معمر بن خلاد عن أبي الحسن (ع) قال: «ينبغي للرجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنوا موته، وتلا هذه الآية: (ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا)(3)، قال: «الأسير عيال الرجل، ينبغي إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم» الحديث(4).
وعن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) :
«من دخل السوق فاشترى تحفة فحملها إلى عياله، كان كحامل صدقة إلى قوم محاويج، وليبدأ بالإناث قبل الذكور، فإن من فرح ابنة فكأنما أعتق رقبة من ولد إسماعيل، ومن أقر عين ابن فكأنما بكى من خشية الله، ومن بكى من خشية الله أدخله جنات النعيم»(5).
وقال الصادق (ع) : «رحم الله عبدا أحسن فيما بينه وبين زوجته فإن الله عز وجل قد ملكه ناصيتها وجعله القيم عليها»(6).
وقال أبو عبد الله (ع) : «كانت لأبي (ع) امرأة وكانت تؤذيه فكان يغفر لها»(7).
عن أبي جعفر (ع) قال: «قال رسول الله (ص) : أوصاني جبرئيل (ع) بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلا من فاحشة بينة»(8).
قال (ع) : «من احتمل من امرأته ولو كلمة واحدة، أعتق الله رقبته من النار وأوجب له الجنة، وكتب له مائتي ألف حسنة ومحا عنه مائتي ألف سيئة ورفع له مائتي ألف درجة وكتب الله عز وجل له بكل شعرة على بدنه عبادة سنة»(9).
قال رسول الله (ص) : «ما من عبد يكسب ثم ينفق على عياله إلا أعطاه الله بكل درهم ينفقه على عياله سبعمائة ضعف»(10).
قال (ص) : «خير الرجال من أمتي الذين لا يتطاولون على أهليهم ويحنون عليهم ولا يظلمونهم ثم قرأ: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)(11) الآية»(12).
ومن هنا فقد أكد الإسلام على حفظ الأسرة وإكرام من يعوله الإنسان والسعي في خدمتهم وقضاء حوائجهم، فإن الأسرة تمثل مجتمعاً صغيراً بحد ذاتها وهي النواة للمجتمع الأكبر، فإذا صلحت صلح المجتمع وإلا فلا، ولا يكون صلاحها إلا بالمحبة والصداقة والاحترام المتقابل بين الأفراد.
إن هذه القاعدة (قاعدة الأسرة السليمة والمتحابة) وسائر القواعد الإسلامية الأخرى يجدها المتتبع بشكل واضح ومصداق عملي جلي في سيرة رسول الله (ص) وأهل بيته الأطهار (ع) فمثلاً إذا ما تصفحنا تاريخ الإمام السجاد (ع) وسلوكه مع أفراد عائلته سنراه في القمة، فإنه مضافاً إلى كونه (ع) أعبد أهل زمانه وأزهدهم، فهو لا ينسى رعاية من يعوله وإكرام اسرته الشريفة، بل يأخذ بخدمتهم ويهيأ لهم وسائل الراحة المشروعة ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم ويربيهم على أفضل العبادات:
 ______________________
(1) من لا يحضره الفقيه: ج3 ص555 باب النوادر ح4908.
(2) الزهد: ص87 ب16 ح233.
(3) سورة الإنسان: 8.
(4) وسائل الشيعة: ج21 ص540 ب20 ح27805.
(5) مستدرك الوسائل: ج15 ص118 ب5 ح17715.
(6) مكارم الأخلاق: ص217 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.
(7) من لايحضره الفقيه: ج3 ص441 باب حق المرأة على الزوج ح4528.
(8) مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.
(9) مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.
(10) مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.
(11) سورة النساء: 34.
(12) مكارم الأخلاق: ص216 ب8 ف5 في حق المرأة على الزوج.