• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سيّد أحمد متولّي الشيخ من علماء الأزهر برشيد يقول في إمامنا(عليه السلام)

سيّد أحمد متولّي الشيخ من علماء الأزهر برشيد يقول في إمامنا(عليه السلام): الإمام الذي امتدحه الله في كتابه، واختطبه إلى كريمة نبيّه، فكان صهره وابن عمّه، وأوّل خليفة من آل بيته، وكان معه في شرف العنصر الكريم، ومعدن النسب الصميم .

نسبه، وكنيته، وصفته:
هو أميرالمؤمنين عليّ بن أبي طالب وكنيته أبو الحسن كان إذا تبسّم فعن مثل اللؤلؤ المنظوم وقد نعته ضِرار الصدائي لمعاوية بن أبي سفيان([1]) بنعوت لا تكاد توجد إلاّ في الأنبياء، فبكى معاوية عند ذلك وقال: رحم الله أبا الحسن كان والله كذلك([2]).
مولده، ونشأته، وإسلامه: وكان إسلام عليّ وهو صغير في السنة الثامنة أو العاشرة من عمره قبل أن يتدنّس بشيء من رجس الجاهلية([3])، ولذلك قيل فيه([4]): كرّم الله وجهه، لأنّه لم يسجد لصنم قطُّ ([5]).

شجاعته وفروسيته:
وإنّ من حقِّ عليٍّ ـ كرّم الله وجهه ـ أن يقدَّر في باب الشجاعة والفروسيّة بشعب كامل، كما قدّر الله تعالى إبراهيم الخليل في باب النبوّة باُمّة كاملة. ومن أدلّة ذلك: موقفه الخطير أمام جيش معاوية بصفّين، فقد حمل عليهم حملةً عنيفةً صدعت مقدّمتهم، ونقضت صفوفهم، حتى لم يبقَ لأهل الشام يومئذ صفّ إلاّ تقهقر إلى الذي يليه، وكاد معاوية أن ينهزم ويرجع بجيشه من حيث أتى، لولا أن تداركه عمرو بن العاص بدهائه([6]) لا بساعده .
وكم لعليٍّ من موقف مشرّف أعزّ الله به الإسلام، وأعلى منار مجده ؟

إمارته:
بينما الرسول(صلى الله عليه وآله) في غزوة خيبر، وقد أبطأ عليه الفتح جاءه المرسوم الإلهي بإسناد الإمارة إلى عليٍّ كرّم الله وجهه([7]) فقال: «لاُعطينّ الراية غداً رجلا يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، لا يولّي الدبر، يفتح الله عزّ وجلّ على يديه».
فبات المسلمون وكلّهم يتمنّى أن تكون الإمارة له، حتى قال عمر بن الخطاب: ما أحببتُ الإمارة إلاّ ذلك اليوم. فلمّا كان الغدّ بعث الرسول إلى عليٍّ، فجاء به سلمة بن الأكوع يقوده، وقد عصّب عينيه، فتفل الرسول في كفّه الشريفة ومسح عليهما فبرأ، حتى كأن لم يكن بهما وجع، ثم أعطاه الراية، وألبسه درعه، وقلّده سيفه وقال له: «امضِ لِما أمرك الله». فلمّا كان عند الحصن الذي هو أكبر معقل لليهود خرجوا إليه ودارت رحى القتال بينه وبينهم، فنصره الله وهزمهم شرّ هزيمة، وتمّ الفتح على يديه كما أخبر الرسول صلّى الله عليه وسلم إنّ الفضيلة والعزّة والكرامة فيما ناله في تلك الإمارة من وسام الشرف القدسي أمّا حصول الفتح على يديه فليس فيه غرابة ولا عجب; لأنّه كالشيء يقع موقعه ويصادف أهله .

مكانته عند الله والرسول([8]):
إنّ فضائله التي اكسبته تلك المكانة السامية ليس في إمكان مثلي أن يحيط بها، ولكن في الإمكان أن أقتطف منها نبذةً على سبيل التبريك بها والتيمّن بذكراها.
فمن ذلك: ثناء الله جلّ ذكره عليه في القرآن الكريم كقوله: (إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ([9]) نزلت في عليٍّ وفاطمة والحسنين، فقد جلّلهم الرسول كساءَه وقال: «اللهمّ هؤلاء أهل بيتي».
ومن ذلك: حديث المؤاخاة بينه وبين الرسول، فقد كان موضع الغبطة والإعجاب عند جميع الأصحاب. أخرج الترمذي: أنّ النبي صلّى الله عليه وسلم آخى بين أصحابه، فجاء عليّ(رضي الله عنه)يبكي ويقول: «يا رسول الله آخيت بين أصحابك، ولم تؤاخِ بيني وبين أحد، فقال له الرسول: أنت أخي في الدنيا والآخرة»([10]).
ومن ذلك أيضاً: حديث خطبة أبي بكر وعمرَ فاطمة الزهراء بنت الرسول من أبيها وأنّ الرسول سكت ولم يرجع إليهما شيئاً، وإنّهما انطلقا إلى عليّ فطلبا إليه أن يخطبها لنفسه، وأنّه لمّا سأل الرسول في ذلك أجابه بقوله: «أمرني ربّي أن اُزوّجها منك»([11]).
عبقريته في العلم والذكاء: وكان أوفرهم الصحابة نصيباً وأكرمهم مدداً من الرسول عليّ بن أبي طالب، ولهذا كانت إليه الفتوى في حياة الرسول وبعده، حتى ضرب به المثل بعد وفاة الرسول، فقيل: قضيّة ولا أبا حسن لها([12]).
ومن دلائل عبقريته المدهشة: أنّه كان يُسأل عن الاُمور المشكلة فيجيب فيها على البديهة، كما يجيب أحدنا إذا سُئل عن نصف الإثنين، ألا ترى إلى جوابه وهو على المنبر في الفريضة المنبريّة المشهورة وقوله على الفور: «صار ثمنها تسعاً». فإنّ أكثر العلماء([13]) لا يصل إلى تلك النتيجة إلاّ بواسطة عمل الفكر والقلم معاً. ومن ذلك أيضاً: جوابه للمرأة التي جاءت تشتكي وتقول: مات أخي ولم آخذ من تركته إلاّ درهماً واحداً، قد خلّف ستمائة درهماً، فأجابها على البديهة بقوله: «لعلّ أخاكِ قد ترك سواك زوجةً واُمّاً وابنتين واثني عشر أخاً» فقالت: نعم فقال: «ذاك حقّك».
إنّ هذه الثقافة العالية الخارقة للعادة ليست من ثمرة العلم الكسبي، وإنّما هي من ثمرات التعليم الإلهي([14]).

**************
[1] ـ كان معاوية أحد أعداء الإمام ومحاربيه.
[2] ـ إذن لماذا حاربته وأنت مستحلّ دمه يا معاوية؟
[3] ـ  كما تدنس به من تقدّموا عليه في الخلافة وغصبوه حقه منها. الرضوي.
[4] ـ  خاصة دون غيره.
[5] ـ  كما سجد هؤلاء للأصنام.
[6] ـ لا يُسمّى المكر والخداع والغدر دهاءً، بل الدهاء هو الفراسة في الخير والمواقف الحسنة التي يُحمد بها صاحبها، ولو كان كذلك لما قال أميرالمؤمنين(عليه السلام): «والله ما معاويةُ بأدهى منّي، ولكن!» ولو كان عمرو بن العاص داهيةً لَما كشف عن عورته في الحرب أمام أدهى الدُهات عليّ بن أبي طالب(عليه السلام) في صفّين!!
[7] ـ ألا يكفي هذا وحده في استحقاقه الخلافة بعد الرسول(صلى الله عليه وآله)؟ فهل من مدّكر؟ (الرضوي) .
[8] ـ إرساله(صلى الله عليه وآله) إلى غزوة خيبر تدلّ على مكانته(عليه السلام) عند الله تعالى ولولا ذلك لجعل الله الأمر في ذلك إلى الرسول يرسل من شاء، فهل من مدّكر؟
[9] ـ  الأحزاب: 33.
[10] ـ ألا تكفي منزلته هذه عند الرسول في وجوب تقديمه في الخلافة على من تقدّموا عليه فيها؟! فهل من مدّكر؟
[11] ـ وهذا مما يدلّ على منزلته عند الله تعالى حيث رآه أهلاً لذلك، فهل من مدّكر؟
[12] ـ هذه المقولة المذكورة قد اشتهرت عن عمر بن الخطّاب إضافةً إلى غيره، وهو القائل أيضاً: لو لا عليّ لهلك عمر.
[13] ـ الحق أنّ كلّ العلماء دون استثناء .
[14] ـ مجلة الأزهر: ج6 المجلد التاسع عام (1357 هـ ): ص393.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page