المثقف الحقيقي
3 ـ العلم والوعي
من مقدمات الحالة الثقافية حب العلم والتفكر والعمل الفكري والمعرفة ، والادوات التي غالباً ما يتعامل معها المثقف هي الدرس والمدرسة والكتاب والمعلم ونحوها ، وهو يتلذذ في بستان الفكر بتأهيل الذهن واعداد الذاكرة ; ولا يحصر المثقف نفسه في نطاق تخصصه ، وإنما ينطلق خارجه ليعالج مختلف المسائل الانسانية ، ويطّلع على شؤون العالم لكي ينتفع من تجارب الاخرين ، حلوها ومرها ، ويسخرها لصالح شعبه ، ويرفع من مستواه الثقافي والعلمي ، كما يجب على المثقف أن يكون مطّلعاً على قضايا شعبه ، واعياً لمشاكله ; ليفكر بحلها ويفكك عقدها . وفي مجال العلوم والمعارف ينبغي للمثقف أن يستلهم من ثقافته المحلية قبل أن يتجه نحو المعارف الاجنبية ، ويسبر غور حضارته الدينية والوطنية قبل أن يطلع على العلوم والحضارة الجديدة .