زادان (أبو عمرة) الفارسي يقول:رأيت عليّاً وهو أميرالمؤمنين يمشي في الأسواق فيمسك الشسوع بيده، فيناول الرجل الشسع، ويرشد الضالَّ، ويعين الحمّال على الحمولة، وهو يقرأ هذه الآية: (تِلْكَ الدّارُ الآْخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الاَْرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)([1]).
انطلقتُ مع قنبر غلام عليّ(عليه السلام) فإذا هو يقول: قم يا أمير المؤمنين فقد خبّأت لك خبيئاً، قال: «وما هو ويحك؟» قال: قم معي، فقام، فانطلق به إلى بيته وإذا بغرارة([2]) مملوءة من جامات ذهباً وفضّة، فقال: يا أمير المؤمنين، رأيتك لا تترك شيئاً إلاّ قسّمته، فادّخرتُ لك هذا من بيت المال.
فقال عليّ(عليه السلام): «ويحك يا قنبر! لقد أحببتَ أن تُدخِل بيتيَ ناراً عظيمة» ثم سلّ سيفه وضربه ضربات كثيرة فانتثرت من بين إناء مقطوع نصفه، وآخر ثلثه، ونحو ذلك ثم دعا بالناس فقال: «أقسِموه بالحصَص» ثم قام إلى بيت المال فقسّم ما وجد فيه ثم رأى في البيت إبرَاً ومسالَّ، فقال: «وَلْتَقسِموا هذا»، فقالوا: لا حاجة لنا فيه([3]).

************
[1] ـ  الفتوحات الإسلامية: ج2 ص506 والآية: 83 من سورة القصص.
[2] ـ الغِرارة ـ غرائر، جمع: الجوالق.
[3] ـ  شرح نهج البلاغة: ج1 ص181.

أضف تعليق