• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التهديد

التهديد

إذا كانت العقوبة لغرض التأديب .. فليطمئن الوالدان بأنّ التهديد يضعف من أثر التأديب.. كيف ?

لأنّ التهديد وحده دون تنفيذ العقوبة .. كأن تهدّد الأم صغيرها بالضرب أو حرمانه من شيء يحبّه .. ونفّذت التهديد، فالسلبيات تدخل في انواع العقوبة المؤذية التي لها آثار سلبية فضلاً عن عدم جدواها في التأديب .. وإذا لم تنفذ التهديد فهو خطأ جسيم آخر لأنه يضعف من شخصيها أمام الطفل.

من هنا نلحظ ان التهديد سواء نفذ ام لم ينفذ فلا فائدة مرجوة منه ولا يصل بالوالدين الى الهدف الذي ينشدانه في تأديب الطفل .. حتى بالتهديد المثير للذعر .. مثل تخويفه بالشرطة او بمن يسرقه او بالحيوان المفترس ... ويجب على الوالدين تركه لأنّه يؤثر على مشاعره ويزيد في مخاوفه ويثير قلقه.

ولعل سائلاً يقول :

لماذا تقرّ التربية الاسلامية إسلوب التهديد ? كما جاء في الآية الكريمة المقدسة : ﴿ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ (الماعون : 5) .

وجوابه إن العقوبة الإلهية للعبد تختلف عن العقوبة التي يستخدمها الوالدان للطفل بأنها (العقوبة الالهية) نتيجة طبيعية لفعل العبد ... مثل حصاد الاشواك لمن زرع بذرته .. أو فشل الطالب الذي انشغل باللعب واللهو في وقت الامتحان ... وتختلف عن عقوبة المربين بأنّها عارضة على الانسان . مثل ضرب الوالدين للابن لعدم اهتمامه بدراسته، او طرد الفلاح من المزرعة لعدم زرعه النباتات المثمرة المفيدة .. فالعقوبة الالهية إذن نتيجة طبيعية لفعل الإنسان ... وعقوبة الوالدين نتيجة غير طبيعية لفعل الأبناء .. ومن هنا كان التهديد الذي استعمله القرآن يختلف تماماً عن التهديد الذي يستعمله المربّون .. فهناك اختلاف كبير بين أن تقول للطالب مثلاً :

الويل لك إن لم تهتم بدراستك، فإنّ الفشل نصيبك.

او الويل لك إن لم تهتم بدراستك ? فان الضرب المبرح نصيبك.

فالنوع الاول من التهديد مفيد في التأديب والتربية، لأنّه لا يستبطن العقوبة المؤذية من جهة .. ولأنّه (التهديد) يلفت النظر ? وبدون إيذاء ? الى الخطأ الذي ينتظر الفاعل.

أما النوع الثاني من التهديد فهو غير مفيد لعدم تأثيره في الفاعل وللأسباب التي ذكرناها في موضوع التهديد .. ومن هنا كان الاسلوب القرآني في تربية العبد باستخدام التهديد مفيداً ومثمراً ومؤثراً .

إنّ العوامل النفسية التي تكمن وراء استخدام الوالدين انواع العقوبة القاسية تجاه أخطاء ابنائهم وكما يراها علماء التربية الغربيون .... هي مايلي :

1 ـ تعرّض الوالدين في صغرهم لنفس العقوبة التي يستعملونها مع أبنائهم ? كردّة فعل نفسية يندفع اليها الفرد حين لايتمكن من رد الاذى عنه ضعيفاً في الصغر .

2 ـ تنفيس لحالة الغضب التي يعايشها المعاقب بسبب توتّره من كلمة او إهانة او مشكلة يعاني منها لايقدر على مواجهتها فتنعكس على الابناء .

3 ـ شعور الوالدين بالعجز تجاه تصرفات أبنائهم الخاطئة او مع الآخرين لضعف شخصيتهم وعدم ثقتهم بأنفسهم، الأمر الذي يدفعهم الى العقوبة القاسية مع ابنائهم للتغطية على ضعفهم والخروج بمظهر القوة.

 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page