بعد أن أتمّ الرسول (ص) مناسكه قفل راجعا ً الى المدينة، ولمّا وصل إلى غدير خم” قرب الجحفة وقبل أن يتفرّق الناس نزل عليه الوحي: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَالله يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}[1].
فاستوقف الرسول (ص) المسلمين لكي يتلو عليهم نبأ السماء، وكان الوقت حارّا ً بحيث كان الرجل منهم يلفّ رداءه على قدميه لكي تبقي بها حرارة الرمضاء. فارتقى الرسول (ص) على رحال جمعت له حتى يراه جميع الناس ويسمعوه، ودعا أمير المؤمنين (ع) فرقى معه حتـّى قام عن يمينه، ثمّ خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه... ثمّ نادى بأعلى صوته: «ألست أولى بكم منكم بانفسكم؟»
قالوا: اللّهم بلى، فقال لهم وقد أخذ بضبعي أمير المؤمنين عليّ (ع) فرفعهما حتـّى بان بياض ابطيهما-: «فمن كنت مولاه فهذا عليّ مولاه، اللّهم وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل من خذله» ثمّ نزل (ص) وصلـّى ركعتين، فأذّن مؤذنّه للظهر، فصلـّى بأصحابه، ثمّ جلس في خيمته، وأمر عليّا ً أن يجلس في خيمة اُعدّت له، فأمر المسلمين ببيعته بالخلافة، فبايعه المسلمون رجالا ً ونساءً، وبايعه كبار الصحابة أيضا ً.
بيعة الغدير
- الزيارات: 6126