حجّة الوداع
لمّا حلّ شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن النبيّ (ص) عن عزمه على زيارة مكـّة لأداء فريضة الحجّ كما أنزلها الله سبحانه، ولم يحجّ منذ هاجر من مكة إلاّ تلك السنة، ولمّا انتشر هذا النبأ في المدينة وخارجها أسرع الناس من القرى والمدن للاشتراك في تلك الحجّة، فكان عدد مَن خرج مع النبيّ (ص) يتراوح بين أربعين ألف، ومائة وعشرين ألفا ً على اختلاف الروايات، وسمّيت تلك الحجة بـ «حجّة الوداع» أو «حجة الإسلام» أو «حجّة البلاغ». وفي تلك الفترة كان الامام علي (ع) في اليمن، فكتب إليه النبيّ (ص) أن يوافيه في مكة حاجّا ً. وامتثل عليّ (ع) وخرج ومَن معه من اليمن، وأدرك الرسول (ص) قبل أن يدخل مكة وحجّ بحجّ رسول الله (ص).