طباعة

إبعاد بني قَينُقاع من المدينة

إبعاد بني قَينُقاع من المدينة

 

 

تقدّم أنّ النبيّ (ص) وادع اليهود وكتب معهم كتاب عمل على أن لا يظاهروا  عليه أحدا ً، ولكن بعد رجوع النبيّ (ص) والمسلمين منتصرين ظافرين في معركة بدر تغيّر الحال مع اليهود وأخذهم الحنق والحسد والحقد. وكان من أشجع اليهود يهود بني قينقاع، وقد شعروا بالخوف من قوّة المسلمين وتعاظم قدرتهم العسكرية بعد انتصارهم في معركة بدر الكبرى، فنقضوا العهد مع الرسول (ص) وكانوا يعملون في صياغة الذهب والمتاجرة به، فدخلت امرأة مسلمة سوقهم لشراء بعض الحلي فجلست أمام دكان أحدهم، وهي محتشمة بالحجاب، فقام النزق وعقد ذيل ثوبها إلى أعلى الثوب في ظهرها، وهي لا تشعر بهذا الغدر، فلمّا قامت انكشفت عورتها، فسخر اليهود منها، فصاحت مستغيثة غاضبة، فقام أحد المسلمين الحضور وانقضّ على اليهودي فقتله، فسمع النبيّ (ص) بتلك الحادثة فجمع يهود بني قينقاع وعرض عليهم الدخول في الإسلام، ولم يبدأهم بقتال، بل دعاهم بالحكمة والموعظة الحسنة، ثمّ ذكّرهم بهزيمة قريش يوم بدر وأنذرهم بمثلها، ولكن ردوا عليه بغرورهم المعروف، قائلين إنّا لو حاربناك لتعلمُنّ أنّك لم تقاتل مثلنا. فتوجّه الرسول (ص) إليهم بأصحابه وأعطى الراية لعمّه الحمزة مؤيّدة خفـّاقة وقذف الله الرعب في قلوب اليهود فتحصّنوا في حصونهم، وحاصرهم الرسول (ص) خمسة عشر يوما ً وبعدها طلبوا الصلح منه (ص) على أن يتنازلوا من أموالهم وسلاحهم له مقابل العفو عنهم، وأمر بهم أن يجلوا من المدينة، فخرجوا إلى أذرعات في بلاد الشام بعد ثلاثة أيّام من الصلح. وبهذا أنفل الله رسوله أموالا ً وسلاحا ً كثيرا ً في هذه الغزوة.