طباعة

بيعة العقبة الثانية

بيعة العقبة الثانية

 

 

لقد أوجد مصعب بن عمير ومَن معه من المسلمين تيّارا ً إسلاميّا ً قويّا ً، وكوّنوا واجهة سياسيّة اجتماعيّة وجهاديّة موثـّرة، فقد شكـّلوا وفدا ً من ثلاثة وسبعين رجلا ً، وامرأتين، وسار ذلك الوفد حتـّى دخل مكـّة، ونظّموا لقاء سرّيا ً مع الرسول الأكرم (ص)، فالتقوا به في العقبة، وكان معه عمّه العبّاس بن عبد المطـّلب، وقد مضى من الليل ثـُلثـَهُ، فبايعوا الله ورسوله بيعة السمع والطاعة والحماية. روي عن عبادة بن الصامت: «بايعنا رسول الله (ص) بيعة الحرب على السمع والطاعة في عسرنا ويُسرنا ومنشطِنا ومكرهنا، وأثـَرَةٍ علينا، وأن لا ننازع الأمر أهلـَهُ، وأن نقول بالحقّ أينما كنّا لا نخاف في الله لومة لائم» [1].

ثمّ أمرهم الرسول (ص) أن يختاروا منهم اثني عشر نقيبا ً يمثـّلوا قومهم، فاختاروا تسعة من الخزرج وثلاثة من الأوس، وكان الهدف من ذلك واضحا ً؛ إذ انـّه (ص) أراد أن يحكم تلك البيعة.

 


 

[1] السيرة النبوية لابن هشام 2: 97.