الهجرة الا ُولى إلى الحبشة
قال اليعقوبي في تاريخه: «ولمّا رأى رسول الله (ص) ما فيه أصحابه من الجهد والعذاب، وما هو فيه من الأمن بمنع أبي طالب عمّه إيّاه، قال لهم: ارحلوا مهاجرين إلى أرض الحبشة إلى النجاشي، فإنـّه يحسن الجوار»[1] .
وبهذا بدأت الهجرة في رجب في السنة الثانية، بعد إعلان النبيّ (ص) دعوته المباركة، وهي السنة الخامسة للبعثة النبويّة.
ففرّ المسلمون إلى الله بدينهم، وقصدوا الحبشة ودخلوها، وكان عدد مَن هاجر اثني عشر رجلا ً[2] وأقاموا فيها عند ذلك الملك الذي لا يُظلم عنده أحد، كما قال النبيّ (ص)[3] .
ومكثوا في الحبشة شعبان ورمضان، ثمّ عادوا مرّة اُخرى إلى مكـّة المكرّمة، حيث اُشيع أنّ قريشا ً صالحت المسلمين، وتحسّنت علاقتها بهم، فوصلوها في شهر شوّال من نفس السنة، ولكن لم يدخلوها إلا بجوار وحماية من بعض شخصيّات مكـّة ورجالاتها.