بدء الدعوة
أمر الرسول (ص) بحمل الرسالة وتبليغ كلمة الله وإصلاح البشريّة، فانطلق مستجيبا ً لأمر الله يدعو إلى سبيل ربّه، فكان أوّل من دعاه زوجته خديجة بنت خويلد (رض)، وابن عمّه عليّ بن ابي طالب (ع)، فآمنا به وصدّقاه، فكانت البذرة الا ُولى للدين الجديد، وكان عليّ (ع) أوّل من أسلم وكان كما أراد الرسول (ص) المدافع والمخلص الوفي للنبيّ ورسالته، وكذلك كانت خديجة (رض) نِعمَ العون والنصير، فكانت دوما ً إلى جنب الرسول (ص) وقد صرفت ثروتها ومالها الوفير من أجل نصرة الإسلام.
لقد أدرك الرسول (ص) طبيعة مجتمعه، والقوى الطاغوتيّة الحاكمة عليه، فليس بوسعه أن يجهر بدعوته، فالتجأ إلى السريّة والكتمان، لحفظ الرسالة ومن آمن بها، فاستمرّ في دعوته السريّة ثلاث سنين أسلم فيها عدد لا بأس به، فأخذوا يتعلـمون القرآن، وأحكام الإسلام، بعيدا ً عن أنظار الطغاة اللئام، حتـّى إذا بلغ عددهم ثلاثين رجلا ً صار بعضهم يخرج إلى الشعاب والجبال لأداء الفرائض وإقامة الشعائر، وأخذ المشركون يترصّدونهم، ويتبعون آثارهم، وحصلت بعض الحوادث الجزئيّة بين بعض المسلمين والمشركين.