طباعة

النبي (ص) في غار حراء

النبي (ص) في غار حراء

 

 

 

أجمع المحدّثون والمؤرّخون على انّ النبيّ (ص) وجماعة من بني هاشم كانوا قبل نبوّته على شريعة إبراهيم الخليل (ع)، ولم يعبدوا غير الله الواحد الأحد طرفة عين أبدا ً.

فلقد كان قومه (ص) يعبدون أصناما ً وأحجارا ً لا تنفع ولا تضرّ، وبعض الناس اتـّجه إلى المسيحية المليئة بما يثير الدهشة والاستغراب، لكنـّه (ص) اتـّجه إلى التفكير والتأمّل بعيدا ً عن إنسان عصره، يعبد إله الأرض والسماء. فالتجأ قبيل مبعثه إلى جبال مكـّة وشعابها ليكون بعيدا ً عن الناس ولغوهم. ووجد في غار حراء ما ينشده من الوحدة والخلوة مع نفسه، فكان يذهب إليه في شهر رمضان المبارك من كلّ عام يقيم فيه الشهر بكامله، مكتفيا ً بالقليل من العيش، يخلو مع نفسه يتأمّل في السماء ونجومها وكواكبها، وفي الصحراء ولهيبها، وفي البحار وأمواجها والأرض وما فيها من أشجار ونبات وأنهار... كلّ هذا لكي يصل إلى الحقيقة العليا ويخترق الحجب.