طباعة

اثر التوبة النصوح علي الشباب

اثر التوبة النصوح علي الشباب

اثر التوبة النصوح علي الشباب

يتصور بعض الناس أن تشريع التوبة والدعوة إليها إغراءً بارتكاب المعاصي، وتحريضاً على ترك الطاعة .ولكن هذا التوهم باطل ، فإنه لو كان باب التوبة موصداً في وجه العصاة ،واعتقد المجرم بأن العصيان لمرة واحدة يدخله في عذاب الله ، فلا شك في أنه سيتمادىفي اقتراف السيئات وارتكاب الذنوب ، معتقداً بأنه لو غير حاله إلى الأحسن لما كانله تأثير في تغيير مصيره .فلأي وجه يترك لذات المحرمات فيما يأتي من أيام عمره ؟ .وهذا بخلاف ما لو اعتقد بأن الطريق مفتوح والمنافذ مُشرعة ، وأنه لو تابتوبة نصوحاً ينقذ من عذابه سبحانه .فهذا الاعتقاد يعطيه الأمل برحمة الله تعالى ، ويترك العصيان في مستقبلأيامه .فكم وكم من الشباب عادوا إلى الصلاح بعد الفساد في ظل الاعتقاد بالتوبة ،فإنهم لولا ذلك الاعتقاد لأمضوا لياليهم في المعاصي ، بدل الطاعات .فنرى مثلاً في التشريعات الجنائية الوضعية ، قوانين للعفو عن السجناءالمحكومين بالسجن المؤبد إذا ظهرت منهم الندامة والتوبة ، وتغيير السلوك .فتشريع هذا القانون سيكون موجباً لإصلاح السجناء ، لا تقوية روح الطغيانفيهم ، فالإنسان حيٌّ برجائه ، ولو اكتنفه اليأس من عفو الله ورحمته لزاد في طغيانهما بقي من عمره .