كان لعليّ بن أبي طالب ثلاث، لو كان لي واحدة منهنّ كانت أحبّ إليّ ممّا طلعت عليه الشمس: تزويجه فاطمة، وإعطاؤه الراية، وآية النجوى([2]).
الرضوي: آية النجوى هي قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً)([3])عن ابن عباس(رضي الله عنه) قال:كان لعليٍّ(عليه السلام)دينار فباعه بعشرة دراهم، فكان كلّما ناجاه قدّم درهماً، حتى ناجاه عشر مرّات، ثم نسخت، فلم يعمل بها أحد غيره([4]).
سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله) في حجّة الوداع وهو على ناقة، فضرب على منكب عليّ وهو يقول: «اللهمّ اشهداللهمّ قد بلّغت هذا أخي وابن عمّي وصهري وأبو ولدي اللهمّ كُبَّ من عاداه في النار»[5]إذا أردتَ أن تسأل عن عليّ بن أبي طالب فانظر إلى منزله من رسول الله هذا منزله وهذا منزل رسول الله (ص)وإنّما المنزل بصاحبه.
قال الزرندي الحنفي: يعني أنّ منزلته من رسول الله كمنزلة بيته من بيته في القرب([6]). ما آسى على شيء إلاّ أنـّي لم اُقاتل مع عليّ بن أبي طالب الفئة الباغية([7]).
سابقة من سوابقه خير من الدنيا وما فيها([8]). إنّ أبي جمع أهل الشورى الذين قبض رسول الله صلّى الله عليه وسلم وهو عنهم راض فكان أحقّهم بها عليّ([9]).
واللهِ ما أُحبّ أنّ لِيَ الدنيا وما عليها وإنّي أظهرت أو أضمرت عداوة عليّ([10]). ما أنا كعليٍّ في الإسلام والهجرة، ومكانه من رسول الله صلّى الله عليه وسلم([11]).
آخى رسول الله بين أصحابه، فجاء عليّ(عليه السلام) تدمع عيناه، فقال: «يا رسول الله، آخيت بين أصحابك ولم تؤاخِ بيني وبين أحد؟ فقال له رسول الله(صلى الله عليه وآله): أنت أخي في الدنيا والآخرة»([12]).
قال الكنجي الشافعي بعد ذكره لهذا الحديث في كفاية الطالب: قلت: هذا حديث حسن عال صحيح، أخرجه الترمذي في جامعه. فإذا أردت أن تعلم قرب منزلته من رسول الله(صلى الله عليه وآله) تأمّل صنعه في المؤاخاة بين الصحابة، جعل يضمّ الشكل إلى الشكل، والمِثل إلى المِثل، فيؤلّف بينهم، إلى أن آخى بين أبابكر وعمر، وادّخر عليّاً(عليه السلام)لنفسه، واختصّه باُخوّته، وناهيك بها من فضيلة وشرف (إنّ في ذلكَ لَذِكرى لِمَن كان لَهُ قَلبٌ أو ألقَى السَمعَ وهُوَ شَهيدٌ)([13]).
آخى رسول الله(صلى الله عليه وآله) بين أصحابه حتى بقي عليّ، وكان رجلاً شجاعاً ماضياً على أمره إذا أراد شيئاً، فقال رسول الله (ص): «أما ترضى أن أكون أخاك؟ قال: بلى يا رسول الله، رضيت، قال: فأنت أخي في الدنيا والآخرة»([14]). أسلم عليّ وهو ابن ثلاث عشرة سنة، وتوفّي وهو ابن ثلاث وستّين سنة([15]).
قال رسول الله (ص): «الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خيرٌ منهما»([16]).
*****************
[1] ـ كان عبد الله بن عمر في المتخلّفين عن بيعة عليّ في الخلافة (عليّ بن أبي طالب بقية النبوّة: ص76)، كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عبد الله بن عمر كتاباً يستميله فيه جاء فيه: فذكرت خذلك إيّاه (عثمان)، وطعنك على أنصاره فتغيّرت لك، وقد هوّن عليّ ذلك خلافك على عليّ وطعنك عليه، وردّني إليك بعض ما كان منك(عليّ بن أبي طالب بقية النبوّة): ص402.
وقال ابن أبي الحديد بعد ذكر إتمام البيعة للإمام(عليه السلام): وتخلّف جماعة عن البيعة له، منهم: عبد الله بن عمر، فأمر باحضار عبد الله بن عمر، فقال له: بايع، قال: لا اُبايع حتى يبايع جميع الناس، فقال له علي(عليه السلام): فأعطني حميلاً أن لا تبرح، قال: ولا اُعطيك حميلاً. فقال الأشتر: ياأمير المؤمنين، إنّ هذا قد أمن سوطك وسيفك، فدعني أضرب عنقه، فقال: لست اُريد ذلك منه على كره، خَلّوا سبيله شرح نهج البلاغة: 1 / 340.
أقول: وإنّما لم يُكْرِهْهُ(عليه السلام)على ذلك; لأنّ الله تعالى يقول: (لا إكْراهَ في الدينِ) البقرة: آية الكرسي. (الرضوي).
[2] ـ  كفاية الطالب: ص53، تذكرة خواصّ الاُمّة: ص21، وفيه: (أحبّ إليَّ من حُمُر النِعَم).
[3] ـ  المجادلة: 12.
[4] ـ  ينابيع المودة: ص101 .
[5] ـ  النصائح الكافية لمن يتولّى معاوية: ص67.
[6] ـ نظم درر السمطين: ص104.
[7] ـ  اُسد الغابة: ج4 ص33، في رحاب عليّ: ص219، الاستيعاب بهامش الإصابة: ج3 ص53.
[8] ـ  عن المناقب: ج1 ص240.
[9] ـ  الإمامة والسياسة: ج1 ص50.
[10] ـ  الإمامة والسياسة: ج1 ص50، عليّ بن أبي طالب بقية النبوّة: 274.
[11] ـ  عليّ بن أبي طالب بقية النبوّة: ص403. الإمامة والسياسة: ج1 ص93. شرح نهج البلاغة: ج1 ص260، وفيه «الإيمان» بدل «الإسلام».
[12] ـ  مجلة منبر الإسلام المصرية: العدد 7، السنة 26 عام 1388.
[13] ـ  كفاية الطالب: 82، والآية 37 من سورة ق .
[14] ـ  مجلة منبر الإسلام المصرية: العدد7، السنة 26 عام 1388.
[15] ـ  شرح نهج البلاغة: ج1 ص377.
[16] ـ  السنن لابن ماجة: ج1 ص44 ط دار الفكر.

أضف تعليق