المقدمة
كثيرون هم الذين يأتون إلى هذا العالم ويذهبون الى هذا العالم ويذهبون كما جاءوا . . . لم يخلفوا سوى خمول ذكر ، وخمود اسم . .
وكثيرون هم الذين خلٌفوا لعائن الأجيال والأمم ، وان بحثت عنهم فلاتجدهم إلا في مزابل التاريخ .
وسادةُ هذه القلّة القليلة وأشرافهم هم محمد المصطفى ، وأهل بيته سادات الورى ـ ولا يُقاس بآل محمد أحد ـ ، وما أنجب هذا البيت الطاهر من شخصيات فريدة مثل السيدة زينب ، والسيدة سُكينة ، وأبي الفضل العباس ، وعلي الاكبر ، ومسلم بن عقيل ، وغيرهم ، صلوات الله عليهم اجمعين .
ومن الذين انجبهم هذا البيت المبارك السيدة الجليلة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم ( عليهما السّلام ) .
وأهل بيت الوحي وأولادهم الطاهرون هم اعظم شأناً من ان تحويهم قوالب الألفاظ أو مرابع الأفكار ، بل إن الالفاظ والأفكار لتنحسر مبهوتةً من أنوارهم ، خجلى من عمظمتهم . ولكن ما لا يُدرك كله لا يُترك كله .
ومن شديد الأسف أنّ التاريخ ظلم هذه السيدة الطاهرة كما ظلم آباءها وأبناءهم ـ سلام الله عليهم ـ فلم يكتب عنهم إلا القليل القليل . ولذا كنت استنطق التاريخ ، وأبحث وأنقب في الكتب . . علٌني أجد كلمة او قصة تزيدنا معرفة بهذه السيدة المباركة . ومما تجمٌعَ عندي من معلومات ـ على قلتها ـ كان هذا الكتاب .
ومن شديد الأسف أنّ التاريخ ظلم هذه السيدة الطاهرة كما ظلم آباءها وأبناءهم ـ سلام الله عليهم ـ فلم يكتب عنهم إلا القليل القليل . ولذا كنت استنطق التاريخ ، وأبحث وأنقب في الكتب . . علٌني أجد كلمة أو قصة تزيدنا معرفةً بهذه ا لسيدة المباركة . ومما تجمٌع عندي من معلومات ـ على قلٌتها ـ كان هذا الكتاب .
ولا يفوتني أن أشكر كل من آزرني بمشورة ، أو ساعدني في فكرة أو إبداء ملاحظة ، فشكراً جزيلاً لهم ، ولكل من ساهَمَ في إخراج هذا الكتاب الى عالم النور .
لماذا عش آل محمد » ؟
قبل أن نشرع في هذه الرحلة الممتعة والقصيرة . .
فهي ممتعة لأنها عن حياة إحدى بنات الوحي والامامة . .
وهي قصيرة لان التاريخ بخل علينا فظلمها فلم يذكر عنها إلا النزر اليسير ، كما هو ديدنه مع سائر أهل ذلك البيت الطاهر .
قبل ذلك كلّه نطرح هذا السؤال :
لماذا سميت « قم » ب « عش آل محمد » ؟
الجواب : العش في اللغة هو المكان الذي تصنعه الطيور ، فتضع فيه بيضها ليفقس عن افراخ صغار ، تظل ترعاهم وتزفهم الطعام حتى يكبروا ، وعندها تستطيع الافراخ الطيران والتحليق في الجو .
كذلك « قم » بالنسبة ل « آل محمد » فهي المكان الذي كان ولا يزال يحتضن شيعة أهل البيت ويزقهم العلم الصحيح فيتربون فيها على تعاليم أهل البيت ( عليهم السلام ) ، ويترعرعون عليها حتى يتخرجوا من هذه المدرسة المقدسة ، عندها ينتشرون في أنحاء الأرض وأرجائها ، فيبثون ما تعلموه من علوم آل محمد ، وينشرونها .
ولذلك تخرٌج من مدينة « قم » الكثير الكثير من العلماء والمحدّثين ونحوهم .
فكانت « قم » ـ حقيقةً ـ عشا ومأوى لهذه البذور الطيبة .
فلعل هذا هو وجه تسميتها ب « عش آل محمد » .
وكانت السيدة الطاهرة فاطمة المعصومة ( عليها السلام ) سيدة هذا العش وراعيته والقائمة عليه والمأوى والملاذ فيه ، ولذلك كان عنوان هذا الكتاب الذي بين أيديكم :
« سيدة عش آل محمد » .