الإمام عليّ بن أبي طالب هو أوّل فتىً في الإسلام وفارس فرسانه والكتابة عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب كتابة عن الإيمان، وكتابة عن الحكم الإسلامي في ظلِّ الإيمان، وكتابة عن الإسلامية الصحيحة، ودفاع عن المسلمين على مرّ العصور، مَن حضر منهم في عهد عليّ(عليه السلام)ومَن حضر بعده أو قبله، منذ نزلت الرسالة على رسول الله محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم. لقد أجمع الرواة ـ وترى ذلك متواتراً طبقةً عن طبقة أنّ عليّ بن أبي طالب هو أوّل فتىً دخل في الإسلام، وسارت الركبان بهذا الحديث يسوقونه على أنّه ميزة لعليّ، بمعنى أنّه لم يَعِشِ الجاهليّة، وإنّما يكاد يكون مسلماً منذ أدرك فهل كانت هذه هي ميزته فحسب؟
كان عليّ ابن عمّ الرسول الأعظم ومتبنّاه، وكان عليّ أخاً لرسول الله والرسول أخوه كما يروي الرواة الثقات نقلا عن الرسول(صلى الله عليه وآله) نفسه حينما كان يتحدّث عن ابن عمّه عليّ، وكان بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لم يكن ثمّة نبيّ بعد محمّد بن عبد الله صلّى الله عليه وسلم، وكان هو وزير النبيّ وخليفته من بعده([1]).
وتلك نصوص قاطعة عن الرسول، قاطعة الدلالة على إمامة عليّ، فهل تكفي هذه الإشارات اللامحة للكشف عن أحقيّته في الإمامة(عليه السلام)؟
قال ابن مسعود في شأن الإمام: كنّا نتحدّث عن أفضل أهل المدينة هو عليّ، بل إنّ عمر نفسه كان يتعوّذ من معضلة ليس لها أبو الحسن، وكان يقول: «لولا عليّ لهلك عمر».
وهناك جوانبَ اُخرى عديدة يجب أن نجليها لأنفسنا وللعالم كلّه على السواء لقد نقض بعض الذين بايعوا عليّاً، ونقضوا ما عقدوا عليه العزم.
لو انتصر الحقّ لكان عليّ(عليه السلام) هو الحقيقة المجسّدة، وكان نصره فوق كيد الكائدين وقوّة المال والسلاح، وسطوة البغي والغرض والدهاء والإغراء.([2])
*****************
[1] ـ انظر: المستدرك على الصحيحين: ج3 ص109، مسند أحمد: ج4 ص281 الطبعة الاُولى، خصائص الإمام عليّ للنسائي: ص21 ط مصر، تفسير الفخر الرازي: ج13 ص48 ـ 49. أسباب النزول للواحدي: 135 طبعة مؤسسة الحلبي، حياة محمّد لمحمّد حسنين هيكل، ط اولى ص 104، جريدة السياسة المصرية: ملحق العدد 2751.
[2] ـ من مقدمته لكتاب «عليّ ومناوئوه» طبع مصر الطبعة الثانية.
الاُستاذ عبد الهادي مسعود
- الزيارات: 3067