صاحب كتاب «مروج الذهب ومعادن الجوهر» يقول: وفضائل عليٍّ ومقاماته ومناقبه ووصف زهده ونسكه أكثر من أن يأتي عليها كتابنا هذا أو غيره من الكتب، أو يبلغه إسهاب مسهب أو إطناب مطنب لم يلبس(عليه السلام) في أيامه ثوباً جديداً، ولا اقتنى ضيعةً ولا ريعاً، إلاّ شيئاً كان له بسرف ممّا تصدّق به وحبسه. والأشياء التي استحقّ بها أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلم الفضل: هي السبق إلى الإيمان، والهجرة والنصرة لرسول الله صلّى الله عليه وسلم، والقربى منه، والقناعة وبذل النفس له، والعلم بالكتاب والتنزيل، والجهاد في سبيل الله، والورع والزهد، والقضاء والحكم، والعفة والعلم، وكلّ ذلك لعليٍّ(عليه السلام) منه النصيب الأوفر، والحظّ الأكبر، إلى ما ينفرد به من قول رسول الله صلّى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه: «أنت أخي» وهو صلّى الله عليه وسلم لا ضدّ له ولا ندّ، وقوله صلوات الله عليه: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي».
وقوله عليه الصلاة والسلام: «من كنت مولاه، فعليّ مولاه اللهمّ والِ من والاه وعادِ من عاداه» ثم دعاؤه(عليه السلام) وقد قدّم إليه أنس الطائر: «اللهمّ أدخل إليّ أحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر. فدخل عليه عليّ» إلى آخر الحديث، فهذا وغيره من فضائله، وما اجتمع فيه من الخصال ممّا تفرق في غيره([1]).
*****************
[1] ـ مروج الذهب: ج2 ص33 و35 و36، سجع الحمام: ص12.