• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أين دفنت السيدة زينب عليها السلام

دراسة القول الأول
لقد كان القول الأوّل : أنّها توفّيت في المدينة المنوّرة فدُفنت هناك.
ودليل هذا القول : هو أنّه ثَبَتَ ـ تارخيّاً ـ أن السيدة زينب وصلت إلى المدينة ودخلت إليها ، ولم يثبت خورجها من المدينة.
ونحن ـ في مجال توضيح هذا القول الأول ـ نذكُرُ كلام المرحوم السيد محسن الأمين ثم نعلّق عليه بعد ذلك.
كلام السيد الأمين
قال السيد محسن الأمين العاملي ما يَلي :
يَجبُ أن يكون قبرها في المدينة المنوّرة ، فإنّه لم يثبت أنها ـ بعد رجوعها للمدينة ـ خَرجت منها ، وإن كان (1) تاريخ وفاتها ومحل قبرها بالبقيع ( مجهولاً ) ، وكم من أهل البيت أمثالها من جُهِلَ محلّ قبره وتاريخ وفاته ، خصوصاً النساء. (2)
تعليق على كلام السيد الأمين
رغم أنّنا نُقدّر للسيد الأمين مكانته العلميّة ومؤلّفاته القيّمة ، ولكنّنا نقول :
إنّ التحقيق في القضايا التاريخيّة عام للجميع ، وليس وقفاً على إنسان معيّن ، فإذا كان السيد الأمين يقول بحُجّيّة الظن حتى في المسائل التاريخية ، فليست هذه المزية خاصّة به ، بل يجوز لغيره ـ أيضاً ـ أن يُبدي رأيه ، وخاصّة بعد الإنتباه إلى « حريّة الرأي » المسموح بها في هذه الأمور والمواضيع !
وعلى هذا الأساس .. فنحن نُناقشه في رأيه ونظريّته ، ونقول :
أولاً :إنّه لا يوجد في المدينة المنوّرة ـ وفي مقبرة البقيع بصورة خاصّة ـ قبرٌ للسيدة زينب عليها السلام.
فكيف يُمكن أن يكون قبرها هناك ، ولم يعلم بذلك أحد ؟!
مع الإنتباه إلى الشخصية المرموقة التي كانت للسيدة زينب في أسرتها ، وعند الناس جميعاً ؟!
فهل ماتت في المدينة ولم يحضر تشييع جنازتها أحد ؟!
ولم يشهد دفنها أحد ؟!
ولم يعلم بموضع قبرها أحد ؟
ولم يتحدّث أحد من أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) عن هذا الموضوع المهم ؟! وخاصّة الإمام السجاد والإمام الباقر والإمام الصادق ( عليهم السلام ).
ثمّ .. كيف ولماذا لم يُشاهد أحد من الأئمّة الطاهرين أو من شخصيّات بني هاشم .. عند قبرها ؟!
وكيف لم يتحدّث واحد منهم عن زيارة قبرها ، أو عن تعيين موضع قبرها في المدينة ؟! مع ما ورد عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حول الثواب العظيم لزيارة قبرها. (3)
وما هي الدواعي لهذا الغموض والتعتيم عن سبب وتاريخ وفاتها ومكان دفنها .. حتى من رجالات أهل البيت ؟!
فهل كانت هناك أسباب وحِكَم تَفرض إخفاء قبرها ، كما كانت ذلك بالنسبة إلى قبر والدتها السيدة فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ؟
أم أنّ هناك حقائق وأخباراً خَفيَت عنّا ؟!
هذه أسئلة حائرة .. تجعلنا لا نوافق على القول الأوّل !
ثانياً : هناك أقوال تقول : إنّها خرجت من المدينة .. إلى الشام أو إلى مصر ، وهي تمنع من موافقتنا على القول الأوّل ، لأنّه معارض بقولين آخَرين .. لكلّ واحد منهما وثائقهما وأدلّتهما.
ثالثاً : لَيتَ شعري هل يأذن لي السيد الأمين ( رحمه الله ) أن أسأله :
إن كانت السيدة زينب دُفنت في المدينة المنوّرة ، وكان المرقد الموجود في قرية الراوية في ضاحية دمشق قبر امرأة مجهولة النسب ، كما ادّعى ذلك السيد الأمين ، فلماذا دُفنَ السيد بعد وفاته عند مدخل مقام السيدة زينب بضاحية دمشق ؟!
فهل كان ذلك بوصيّةٍ منه ؟!
أم أنّ أولاده إختاروا لقبره ذلك المكان .. وهم يعلمون نظريّة والدهم حول ذلك المقام ؟!

دراسة القول الثاني :
 خلاصة القول الثاني هي : أنّ السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) سافرت مع زوجها إلى الشام بسبب المجاعة التي وقعت في المدينة المنوّرة ، وقد كانت لعبد الله بن جعفر في ضواحي دمشق ضَيعَة ( بستان أو مزرعة ) فسافرت السيدة زينب ( عليها السلام ) إلى هناك ، وبعد وصولها ـ بمدّة ـ مَرِضَت وماتت ودُفِنت هناك.
جاء في كتاب كامل البهائي : « رُوي أنّ أمّ كلثوم أُختَ الحسين ( عليه السلام ) توفّيت بدمشق ( سلام الله عليها ). (4)
وقال ابن بطوطة ـ في رحلته المعروفة ـ :
« وبقرية قِبَلي البَلَد ـ أي : بلدة دمشق ـ على فرسخ منها : مشهد أمّ كلثوم بنت علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) مِن فاطمة ( عليها السلام ).
ويُقال :
إنّ اسمها : زينب ، وكَنّها النبي « أمّ كلثوم » لِشَبَهِها بخالتها أمّ كلثوم بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعليه مسجد كبير ، وحوله مسكن وله أوقاف ، ويُسمّيه
أهل دمشق : قبر السِت أمّ كلثوم. (5)
وهنا أكثر من سؤال يتبادر إلى الذهن حول هذا القول :
السؤال الأول : إنّ التاريخ لم يَذكر مجاعةً وقعت في المدينة المنوّرة !! ففي أيّ سنة كانت تلك المجاعة ؟
وكم دامت حتى اضطرّ آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) إلى الهجرة إلى الشام ؟
السؤال الثاني : إذا كانت وفاة السيدة زينب ( عليها السلام ) في السنة الثانية والستّين ـ كما ذكره بعض المؤرّخين ـ فلماذا لم تكن في المدينة المنوّرة حينما حدثت مجزرة « واقعة الحَرّة » ؟
إذ لا يوجد لها ـ ولا لزوجها عبد الله بن جعفر ـ أيّ إسم أو أثَر ، فهل وقعت المجاعة قبل واقعة الحَرّة أم بعدها ؟!
هذه أسئلة وتساؤلات متعدّدة لا جواب لها سوى الإحتمالات ، والظنّ الذي لا يُغني عن الحقّ شيئاً.
هذا .. وقد حاول بعض المعاصرين في كتاب سمّاه « مرقد العقيلة » أن يُثبت مدفنها في دمشق .. لا القاهرة ، واستدلّ بأدلّة وتَشَبّث ببعض الأقوال ، ولكنّها لا تَفي بالغَرض ، لأنّ الأدلّة غير قاطعة ، والأقوال غير كافية للإحتجاج والإستدلال ، وكما يُقال : « غير جامعة وغير مانعة ».
وممّا يُضعّف القول الثاني : أنّه حينما أرادوا تجديد بناء حرم السيدة زينب ( عليها السلام ) الموجود في ناحية
دمشق ـ قبل حوالي أربعين سنة ـ وحَفَروا الأرض لبناء الأُسُس والأعمدة ووصلوا إلى القبر الشريف ، ووجدوا عليه صخرة رُخام .. هذه صورتها :
هذا قبر زينب الصغرى المكنّاة بام كلثوم ابنت علي بن ابي طالب امّها فاطمة البتول سيّدة نساء العالمين ابنت سيّد المرسلين محمد خاتم النبيين صلّى الله عليه وسلم
فإنّ صحّت هذه الكتابة فالقبر الموجود في ناحية دمشق قبرٌ لسيدة من بنات الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) واسمها : زينب الصغرى ، وهذا يدلّ على مدى إهتمام الإمام ( عليه السلام ) بهذا الإسم حيث اختاره لأكثر من بنت واحدة من بناته.
يُضاف إلى ذلك .. أنّنا نجد في بطون كتب التاريخ وصف السيدة زينب بـ « الكبرى » للفرق بينها وبين أختها.
وفي مجال دراسة القول الثاني .. هناك كلام طويل للسيد محسن الأمين في مناقشته لهذا القول ، ونحن نذكره ـ هنا ـ تتميماً للدراسة الموضوعيّة.
وليس معنى نقلنا لكلامه هو تأييدنا له في قوله ، بل .. إنّ هذا يعني أنّنا نضع المعلومات أمام الباحث ، ليكون على بصيرة أكثر من النقاط التي يُمكن أن تنفعه في إستكشافه لمحور البحث ، مع التنبيه المُسبَق ـ مِنّا ـ على إستغرابنا من كلامه ! ومن لهجته في التعبير عند الكتابة حول هذا الموضوع !!
وإليك نصّ كلامه :
« ... وفيما أُلحِقَ برسالة ( نُزهة أهل الحَرَمين في عمارة المشهدين ) في النجف وكربلاء ، المطبوعة بالهند ، نقلاً عن رسالة
( تحيّة أهل القبور بالمأثور ) عند ذكر قبور أولاد الأئمة ( عليهم السلام ) ما لفظه :
ومنهم : زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وكُنيَتها أم كلثوم ، قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر الطيار خارج دمشق الشام معروف ، جاءت مع زوجها عبد الله بن جعفر أيام عبد الملك بن مروان إلى الشام سنة المَجاعة ، ليقوم عبد الله بن جعفر في ما كان له من القرى والمزارع خارج الشام ، حتى تنقضي المجاعة ، فماتت زينب هناك ودُفنت في بعض تلك القُرى ، هذا هو التحقيق في وجه دفنها هناك ، وغيره غلط لا أصل له ، فاغتنم .. فقد وَهَمَ في ذلك جماعة فخبطوا العشواء ».
وفي هذا الكلام من خبط العشواء مواضع :
أولاً : إنّ زينب الكبرى لم يقل أحد من المؤرّخين أنها تُكنّى بأمّ كلثوم ، فقد ذكرها المسعودي والمفيد وابن طلحة وغيرهم ولم يقل أحد منهـم أنّهـا تكنّـى أم كلثـوم (6) ، بل كلّهم سمّوها : زينب الكبرى وجعلوها مقابل أمّ كلثوم الكبرى ، وما استظهرناه من أنّها تُكنّى أمّ كلثوم ظهر لنا ـ أخيراً ـ فساده.
ثانياً : قوله : « قبرها في قرب زوجها عبد الله بن جعفر » ليس بصواب ولم يقله أحد ، فقبر عبد الله بن جعفر بالحجاز ، ففي « عمدة الطالب » و « الإستيعاب » و « أُسد الغابة » و « الإصابة » وغيرها : أنّه مات بالمدينة ودُفن بالبقيع. وزاد في « عُمدة الطالب » القول بأنّه مات بالأبواء ودُفن بالأبواء ، ولا يوجد قرب القبر المنسوب إليها بالرواية قبر يُنسب لعبد الله بن جعفر.
ثالثاً : مجيؤها مع زوجها عبد الله بن جعفر إلى الشام سنة المجاعة .. لم نرَهُ في كلام أحد من المؤرّخين ، مع مزيد التفتيش والتنقيب. وإن كان ذُكرَ في كلام أحد من أهل الأعصار الأخيرة فهو حدس واستنباط كالحَدس ، والإستنباط من صاحب ( التحيّة ). فإنّ هؤلاء لَمّا توهّموا أنّ القبر الموجود في قرية راوية خارج دمشق منسوب إلى زينب الكبرى ، وأنّ ذلك أمرٌ مفروغ منه ـ مع عدم ذكر أحد من المؤرّخين لذلك ـ استنبطوا لتصحيحه وجوهاً بالحدس والتخمين .. لا تَستند إلى مستند ، فبعض قال : « إنّ يزيد ( عليه اللعنة ) طلبها من المدينة فعظم ذلك عليها ، فقال لها ابن أخيها زين العابدين ( عليه السلام ) : « إنّك لا تَصلين دمشق » فماتَت قبل دخولها. وكأنّه هو الذي عَدّه صاحب ( التحيّة ) غلطاً لا أصل له ووقع في مثله ، وعَدّه غنيمةً وهو ليس بها ، وعَدّ غيره خبط العشواء وهو منه. فاغتَنِم .. فقد وَهَمَ كلّ من زَعَم أنّ القبر الذي في قرية راوية منسوب إلى زينب الكبرى ، وسبب هذا التوهّم : أنّ مَن سمع أنّ
في راوية قبراً يُنسَب إلى السيدة زينب سَبَقَ إلى ذهنه زينب الكبرى ، لتبادر الذهن إلى الفرد الأكمل ، فلمّا لم يجد أثراً يدلّ على ذلك لجأ إلى استنباط العِلَل العليلة. ونظير هذا أنّ في مصر قبراً ومشهداً يُقال له : « مشهد السيدة زينب » ، وهي زينب بنت يحيى ، وتأتي ترجمتها ، والناس يتوهّمون أنّه قبر السيدة زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ولا سَبَبَ له إلا تبادر الذهن إلى الفرد الأكمل.
وإذا كان بعض الناس إختلقَ سبباً لمجيء زينب الكبرى إلى الشام ووفاتها فيها ، فماذا يختلِقون لمجيئها إلى مصر ؟! وما الذي أتى بها إليها ؟
لكن بعض المؤلفين من غيرنا رأيتُ له كتاباً مطبوعاً بمصر ـ غاب عنّي الآن إسمه ـ ذكر لذلك توجيهاً « بأنّه يجوز أن تكون نُقلت إلى مصر بوجهٍ خفي على الناس ». مع أنّ زينب التي هي بمصر هي زينب بنت يحيى حَسَنيّة أو حُسَينيّة كما يأتي ، وحال زينب التي برواية حالُها.
رابعاً : لم يَذكر مؤرّخ أنّ عبد الله بن جعفر كان له قُرى ومزارع خارج الشام حتى يأتي إليها ويقوم بأمرها ، وإنّما كان يَفِدُ على معاوية فيُجيزُه ، فلا يَطول أمر تلك الجوائز في يده حتّى يُنفِقَها بما عُرِف عنه من الجود المُفرط. فمِن أينَ جاءته هذه القُرى والمزارع ؟ وفي أيّ كتابٍ ذُكرت مِن كُتُب التواريخ ؟!
خامساً : إن كان عبد الله بن جعفر له قرى ومزارع خارج الشام ـ كما صَوّرته المُخيّلة ـ فما الذي يَدعوه للإتيان بزوجته زينب معه ؟! وهي التي أُتيَ بها إلى الشام أسيرةً بزيّ السبايا وبصورة فظيعة ، وأُدخلت على يزيد مع ابن أخيها زين العابدين وباقي أهل بيتها بهيأةٍ مُشجية ؟!
فهل من المتصوّر أن تَرغَب في دخول الشام ورؤيتها مرّةً ثانية وقد جرى عليها بالشام ما جرى ؟!
وإن كان الداعي للإتيان بها معه هو المجاعة بالحجاز .. فكان يُمكنه أن يَحمل غلات مزارعه ـ الموهومة ـ إلى الحجاز أو يبيعها بالشام ويأتي بثمنها إلى الحجاز ما يُقوّتها به ، فجاء بها إلى الشام لإحراز قوتها ، فهو ممّا لا يقبله عاقل ، فابن جعفر لم يكن مُعدَماً إلى هذا الحدّ ، مع أنّه يتكلّف من نفقة إحضارها وإحضار أهله أكثر من نفقة قوتها ، فما كان ليُحضرها وحدها إلى الشام ويترك باقي عياله بالحجاز جياعاً !!
سادساً : لم يُتَحقّق أنّ صاحبة القبر الذي في راوية تُسمّى زينب لو لم يُتحقّق عدمه ، فضلاً عن أن تكون زينب الكبرى ، وإنّما هي مشهورة بأمّ كلثوم ». (7) إنتهى كلامه.

دراسة القول الثالث :
 نُذكّر أنّه كان القول الثالث : هو أنّ مرقد السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) في مصر.
وقد كان هذا القول ـ ولا يزال ـ إحدى الإحتمالات لِمَكان المرقد الشريف ، وله أدلّته والأفراد القائلون به.
لكنّ بعد إكتشاف وانتشار كتاب « أخبار الزينبات » ـ للعُبيدلي ـ صار هذا القول أقوى الإحتمالات الثلاثة لمكان قبر السيدة زينب الكبرى ، لقوّة الأُسُس المَبنيّة عليها هذا القول ، وإليك بعض التوضيح لهذا الكلام:
لقد ذكر العُبيدلي أخباراً وتصريحات كثيرة ومهمّة حول رحلة السيدة زينب ( عليها السلام ) إلى مصر ، وذلك في كتابه « أخبار الزينبات ».
لكن بقيَ هذا الكتاب ـ طيلة هذه القرون ـ في زوايا الخمول والنسيان ، وفي أروقة المكتبات في رفوف الكتُب المخطوطة التي يظلِّلُ عليها غبار الجهل والإهمال.
وقد أمر بطبعه بصورة مستقلّة ـ ولاول مرّة ـ المرحوم آية الله السيد شهاب الدين المرعشي النجفي ( رحمه الله ) في مدينة قم عام 1401 هـ ، مع تعليقات مفيدة جداً. فقال ـ في مقدّمته على هذا الكتاب ـ ما خلاصته :
من هو العُبيدلي ؟
وما هو كتاب « أخبار الزينبات » ؟
الجواب : هو العلامة الجليل ، الشريف الطاهر ، المُحَدّث المُفَسّر ، النَسّابة ، الثِقَة الأمين ، أبو الحسين : يحيى العُبيدلي المَدَني ، العقيقي الأعرجي ، بن الحسن بن جعفر الحُجّة بن عبيد الله الأعرج ، ابن الحسين الأصغر ، ابن الإمام السجاد زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ).
وُلدَ العُبيدلي سنة 214 هـ في المدينة المنوّرة ، وتوفّي سنة 277 في مكّة المكرّمة. وهو يُعتَبَر من علمائنا بالمدينة المنوّرة ، وساداتها الشرفاء الكُرماء في القرن الثالث الهجري.
وقد روى عنه النجاشي المتوفّى سنة 450 هـ ، والحافظ أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة الهمداني ، المتوفّى عام 333 ، والشيخ المفيد ، والشيخ الصدوق في كتابه : « مَن لا يحضره الفقيه » ، والشيخ الطوسي ، وابن شهر آشوب ، والعلامة الحلّي في « تذكرة الفقهاء » وغيرهم من علماء الرجال.

كتاب أخبار الزينبات
يُعتبرُ كتاب « أخبار الزينبات » مِن أهمّ كتب التراجم والرجال ، ومِن الوثائق القويّة ، وأقدم المصادر في هذا
الشأن ، وقد اشتملَ على فوائد لم توجَد في غيره.
وإليك بعض المعلومات حول النسخة المخطوطة لهذا الكتاب :
وُجدَ هذا الكتاب في مدينة حَلَب ، قد كُتبَ بتاريخ سنة 676 هـ بخط الحاج محمد بلتاجي الطائفي ، المجاور للحرم النبوي الشريف ، والكتاب منقول عن أصلٍ مؤرّخ بتاريخ سنة 483 هـ ، وبخط السيد محمد الحسيني الواسطي الأصل.
مقتطفات من ( أخبار الزينبات )
ونحن نذكر بعض المقتطفات من هذا الكتاب الثمين ، وهي تُشَكّل الأدلّة على قوّة القول الثالث :
« زينب الكبرى بنت علي بن أبي طالب ، أمّها : فاطمة الزهراء بنت رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وُلدت في حياة جدّها ، وخرجت إلى عبد الله بن جعفر ، فولدت له أولاداً ، ذكرناهم في كتاب النَسَب ». (8)
« حدّثنا زهران بن مالك ، قال سمعتُ عبد الله بن عبد الرحمن العتبي يقول : حدّثني موسى بن سلمة ، عن الفضل بن سهل ، عن علي بن موسى ، قال :
أخبرني قاسم بن عبد الرزاق ، وعلي بن أحمد الباهلي ، قالا : أخبرنا مُصعَب بن عبد الله قال :
كانت زينب بنت علي ـ وهي بالمدينة ـ تُؤلّبُ الناس على القيام بأخذ ثار الحسين. (9)
فلمّا قام عبد الله بن الزبير بمكّة ، وحَمَل الناس على الأخذ بثار الحسين ، وخلع يزيد ، بَلَغ ذلك أهل المدينة ، فخطبت فيهم زينب ، وصارت تؤلّبهم على القيام للأخذ بالثار ، فبَلَغَ ذلك عمرو بن سعيد ، فكتب إلى يزيد يُعلِمُه بالخبر.
فكتب [ يزيد ] إليه : « أن فَرّق بينها وبينهم » فأمر أن يُنادى عليها بالخروج من المدينة والإقامة حيث تشاء.
فقالت : « قد علم الله ما صار إلينا ، قُتِل خَيرُنا ، وانسَقنا كما تُساق الأنعام ، وحُمِلنا على الأقتاب ، فوالله لا خرجنا وإن أُهريقَت دماؤنا ».
فقالت لها زينب بنت عقيل : « يا ابنة عمّاه ! قد صدقنا الله وعده وأورثنا الأرض نتبوّأُ منها حيث نشاء.
فطيبي نفساً وقَرّي عيناً ، وسيجزي الله الظالمين.
أتُريدين بعد هذا هوانا ؟!
إرحَلي إلى بلد آمِن »
ثمّ اجتمع عليها نساء بني هاشم ، وتَلَطّفنَ معها في الكلام ، وواسَينَها. (10)
وبالإسناد المذكور ، مرفوعاً إلى عبيد الله بن أبي رافع (11) ، قال : سمعتُ محمّداً أبا القاسم بن علي يقول :
« لمّا قَدِمَت زينب بنت علي من الشام إلى المدينة مع النساء والصبيان ، ثارت فتنةٌ بينها وبين عمرو بن سعيد الأشدَق ( والي المدينة مِن قِبَل يزيد ).
فكتب إلى يزيد يُشير عليه بنقلها من المدينة ، فكتَبَ له بذلك ، فجهّزها : هيَ ومَن أراد السفر معها من نساء بني هاشم إلى مصر ، فقَدِمتها لأيّام بَقيت من رجب ». (12)
حَدّثني أبي ، عن أبيه ، عن جَدّي ، عن محمد بن عبد الله ، عن جعفر بن محمد الصادق ، عن أبيه ، عن الحسن بن الحسن ، قال : « لمّا خرجت عمّتي زينب من المدينة خرج معها مِن نساء بني هاشم : فاطمة إبنة عمّي الحسين ، وأُختها
سكينة ». (13)
ورُويَ بالسند المرفوع إلى رقيّة بنت عقبة بن نافع الفهري ، قالت :
« كنتُ فيمَن استَقبَل زينب بنت علي لَمّا قَدِمَت مصر .. بعد المصيبة ، فتقدّم إليها مُسلمة بن مُخلّد ، وعبد الله بن حارث ، وأبو عميرة المزني ، فعَزّاها مسلمة وبكى ، فبَكت وبكى الحاضرون وقالت : « هذا ما وَعَد الرحمن وصدق المرسلون ».
ثمّ احتملها إلى داره بالحمراء ، فأقامت به أحد عَشَرَ شهراً ، وخمسة عشر يوماً ، وتُوفّيَت ، وشَهِدَت جنازتها ، وصلّى عليها مسلمة بن مُخلّد في جمع [ من الناس ] بـ [ المسجد ] الجامع ، ورجعوا بها فدفنوها بالحمراء ، بمخدعها من الدار بوصيّتها ». (14)
حدّثني إسماعيل بن محمد البصري ـ عابد مصر ونزيلها ـ قال : حدّثني حمزة المكفوف قال : أخبرني الشريف أبو عبد الله
القرشي قال : سمعتُ هند بنت أبي رافع بن عبيد الله بن رقيّة بنت عقبة بن نافع الفهري تقول :
« تُوفّيت زينب بنت علي عشيّة يوم الأحد ، لخمسة عشر يوماً مضت من رجب ، سنة 62 من الهجرة ، وشَهِدتُ جنازتها ، ودُفنت بمخدعها بدار مسلمة المستجدّة بالحمراء القصوى (15) ، حيث بساتين عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف الزهري. (16)

مناقشات حول القول الثالث
أقول : لقد قرأتَ أنّ العُبيدلي ذكر هجرتها إلى مصر ، وأنّ مسلمة بن مُخلّد استقبَلَها ... إلى آخر كلامه.
وتَرى بعض المؤلّفين يُضعّف سفرها إلى مصر ، ويستدلّ لكلامه « أنّ مسلمة بن مُخلّد كان من أصحاب معاوية ، ومن المنحرفين عن الإمام علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكيف يستقبل السيدة زينب ويُنزلها في داره » ؟
ونحن نقول : إنّ هذا الكلام لا يُضعّف القول الثالث ، لأنّ مجرّد إستقبال الوالي ـ وهو مُسلمة بن مُخلّد ـ لشخصيّة في مستوى السيدة زينب الكبرى .. ليس بأمرٍ عجيب !
مع الإنتباه إلى أنّه : أولاً :
إنّ مسلمة كان والياً من قِبَل بني أميّة ، وكان اللازم عليه أن يستقبل السيدة زينب ( عليها السلام ) تنفيذاً منه للمخطّط الأموي الذي أمَرَ بإبعاد السيدة زينب من المدينة المنوّرة.
ولعلّ يزيد هو الذي أمر مسلمة باستقبال السيدة زينب ، وإسكانها في قصره ، لكي تكون تحرّكاتها تحت مراقبته وإشرافه المباشر.
يُضاف على هذا ، أنّنا نقول :
أما كان النعمان بن بشير والياً على الكوفة من قِبَل معاوية ثمّ مِن قِبَل يزيد بن معاوية ، ومع كلّ ذلك فإنّنا نقرأ ـ في التاريخ ـ أنّه لمّا أراد يزيد إرجاع عائلة الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى المدينة أمَرَ النعمان بن بشير أن يُهيّئ لهنّ وسائل السفر ؟
وأن يُرافقهنّ من الشام إلى المدينة ، مُراعياً الإحترام والتأدّب ؟
فهل مِن المعقول أنّ النعمان بن بشير ـ مع سوابقه ـ يُرافق
عائلة الإمام الحسين من الشام إلى كربلاء ، ثمّ إلى المدينة المنوّرة مع مراعاة التأدّب والإحترام اللائق بهن ؟!
فإذا كان ذلك ممكناً ، فلا مانع من أن يستقبل مسلمة بن مخلّد السيدة زينب ( عليها السلام ) ويُنزلها في داره.
ثانياً : إنّ مسلمة كان يعلم تعاطف أهل مصر مع أهل البيت النبوي ، وكان يسمع بإستعداد الناس رجالاً ونساءاً لاستقبال السيدة زينب ( عليها السلام ) ، فهو لا يَتَمَكّن مِن أن لا يخرج لإستقبال هذه السيدة العظيمة ، التي يعلم مدى محبّة وتعاطف المصريّين لوالدها الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ).
وخاصّة وأنّه يسمع بخروج الجموع الغفيرة من مختلف طبقات الشعب لإستقبالها .. إستقبالاً مقروناً بالبكاء والدموع وهياج مشاعر الحزن لما جرى على آل الرسول الطاهرين في فاجعة كربلاء الدامية.

التالي...
بعض ما قيل فيها من الشعر
هناك أسباب وعوامل متعدّدة كان لها الدور الكبير في إثارة مشاعر وعواطف الشعراء ، وتَفَتُّح قرائحهم ، لكي ينظموا القصائد الرائعة في مدح ورثاء السيدة زينب ( عليها السلام ).

فمِن جملة تلك الأسباب :
1 ـ الشعور بالمسؤولية تجاه نصرة آل الرسول الكريم.
2 ـ إزدحام الفضائل ، وتجمّع موجبات العظمة والجلالة في شخصيّة السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ).
3 ـ الشعور الإنساني بالإندفاع لنصرة المظلوم.
إنّ هذه الأسباب ـ وغيرها ـ جعلت الشعراء يحومون حول هذه الشخصية العظيمة ، لكي تجول أفكارهم على مسرح الخيال والتصوّر ، تمهيداً للوصف ولصياغة المعاني في
قوالب الكلمات ، وصَبغها بطابع الشعر والأدب.
إنّ العواصف والأعاصر العاتية التي عصفت بحياة السيدة زينب ( عليها السلام ) حفّزت في الشعراء شعور القيام بنصرة المظلوم ، ليقوموا بواجبهم الإنساني والإسلامي تجاه ثاني أعظم سيدة من سيدات نساء التاريخ ، وليُلَبّوا نداء ضمائرهم في نصرة أخيها سيد المظلومين الإمام الحسين عليه السلام.
إنّ هؤلاء الشعراء الشرفاء سجّلوا أسماءهم في قائمة الذين نصروا أهل البيت النبوي ، ونالوا شرف خدمة آل الرسول الطاهرين ، فمدحوا مَن مدحهم الله تعالى في قرآنه المجيد ، ورَثَوا مَن بكت عليه الأرض والسماء ، والملائكة والأنبياء ، وحيتان البحار وطيور الفضاء !
وإليك بعض ما قيل من الشعر في السيدة زينب الكبرى عليها السلام :
قصيدة في ذكرى ميلاد السيدة زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) للشاعر الأديب السيد محمد رضا القزويني (17) :
وُلدتِ كما يُشرقُ الكوكب علـيٌ وفاطمـةٌ انجَبـاكِ وجاءا بكِ جَدّكِ المصطفى فأُمٌّ تُبـاهـي ويَزهـو أبُ عَيناً من الخيـر لا يَنضبُ ليختـار لاسمكِ ما يُعجِبُ
فقال : ولَستُ ـ كما تَعلَمـا وهـذا أخي جبرئيـل أتـى يقـول إلهك ربّ الجـلال : وكفّـلتهـا بأخيها الحسيـن لِتَحمـلَ أعبـاءَه كالليـوث أُسارى إلى الشام من كربلا نِ ـ أسبـقُ ربّي بما يَنسِبُ بـأمـرٍ مـن الله يُستَعـذبُ تـقبّلتهـا و اسمهـا زينـب ويـومٍ يَعُـزّ بـه المَشـرَبُ فيَسـري بأطفاله المَـركَـبُ ءَ وسوطٌ على ظهرهم يلهَبُ

أقائـدةَ الركـب يـا زينب خَطبـتِ فدوّى بسمع الزما أخاف الطغاة على عرشهم وأسقطتِ قبل فناه يزيد (18) ووَلّـت أميّـة مدحـورة وأنـتِ التي كُنتِ مأسورةً لكِ اليوم هذا الندى والجلا وقبـرٌ يطـوف به اللائذو منـاراً يَشِـعُّ بأفق السماء تَغَنّى بكِ الشـرق والمغربُ ن صوتٌ إلى الآن يُسترهَبُ فظنّوا عليّـاً بـدا يخطـبُ وضـاق على رأيه المَذهبُ و مـا ظل ذكـر لهم طيّبُ وما لكِ في الشام مَن يُنسَبُ ل مثالاً لأهل النُهى يُضرَبُ نَ رَمـزاً و ما عنده يُطلَبُ فيُعـلِنُهـا : هـذه زينـب
وللسيد محمد رضا القزويني قصيدة أخرى يقول فيها :
تتـراءى لـه الأُسـارى فتَبـدو وهي تَرعى الرؤوس فوق رماحٍ حَمَلَتهـا مـن كربلاء و قالت : إنّـهـا مـن محمـدِ وعـلـيّ وسياطُ الأعداء لم تَمنَـعِ الأختَ هُرعَـت و الخيـام مُشتعـلاتٌ رَفَعـت رأسهـا إلـى الله تشكو جـدّكـم أسَّسَ القواعـد للبيـتِ زينـب أمسَكـت بطفـلٍ يتيـم طابَ منها النجوى لأختٍ رَؤومِ (19) يـا سماء اهتدي بهذي النجـومِ قَدّمتهـا البتـول فـي تكـريـمِ وداع الـحسيـن بيـنَ الجسـومِ تتحَـرّى الأطفـال بين الرميـم فأتـاها الجـواب عبـر النسيـم و إسمـاعيـل ذبـحُ الحُـلـومِ
وانتَهـت فيكم النبـوّة والبيتُ ورأى الله في الحسينِ عظيماً ومـا في السِتـار والمعلومِ فـافتدى دينَه بذبـحٍ عظيمِ
وللشاعر الحسيني اللامع ، المرحوم الحاج محمد علي آل كمّونة ( رضوان الله عليه ) (20) قصيدة نَقتَطفُ منها الأبيات التالية :
لـم أنسَ زينبَ بعد الخِدر حاسرةً مَسجـورة القلـب إلا أنّ أعينَهـا تُبـدي النيـاحة ألحاناً فألحانـا كالمُعصرات تصُبّ الدمع عقيانا (21)
تـدعـو أبـاها أميـر المؤمنين ألا وغـابَ عنّـا المُحامي والكفيلُ فمَن إن عَسعَسَ الليل وارى بَـذلَ أوجُهنا نـدعـوا فلا أحدٌ يَصبوا لِدَعوتِنا (22) قُـم يا عليّ فما هـذا القعود و مـا عَجّـل لعلّك مِـن أسـرٍ أضَرّ بنـا و تَنثَني تـارةً تـدعـو عشيرتهـا يـا والدي حَكمَـت فينـا رَعايانا (23) يَحمي حِمانـا و مَن يُؤوي يَتامانا و إن تَنفّـس وجه الصبـح أبدانا و إن شكَونـا فلا يُصغى لِشَكوانا عهدي تَغُضّ علـى الأقذاء أجفانا تَفُكّنـا أو تَوَلّـى دفـن قتـلانـا مِن شيبة الحمـد أشيـاخـاً وشُبّانا (24)
قوموا غِضاباً مِن الأجداث وانتَدبوا واستَنقِـذوا مِن يَد البَلوى بٌقايانا (25)

وله قصيدة أخرى يقول فيها :
و لَئن نسيتُ فلَسـتُ أنسى زينبـاً حَمَلت مِن الأرزاء ما أ عيا الورى عن كَربها و بَلائها سَـل كربـلا طَـوراً على القتلى تنوح وتـارةً و تطوف حـول حمىً أباد حُماته مَـن مُبلغٌ عنّـي سرايـا هاشـم سُبيَت ، و أعظم ما شَجاني غَيرةً و وقوفهـا فـي مجلـسٍ جُلاسُه ودوام مِحنتهـا وطـول عنـائهـا حَمـلَ اليسير النَزر مِـن أعبائهـا سَـل كربلا عـن كربها و بلائهـا تحنـو محافظـة علـى أبـنائهـا صَرفُ الرَدى وأبـاحَ هَتكَ نسائها خَبَـراً يَـدُكّ الشمّ مـن بَطحائهـا ـ يا غيرة الإسلام ـ سَلبُ رِدائها أهوى بهـا الشيطـان في أهوائها (26)
وله ( رضوان الله عليه ) شعرٌ آخَر يُخاطب فيه الإمام الحسين ( عليه السلام ) بقوله :
وأمسَيـتَ رَهنَ الحادثات و أصبَحت حَيـارى يُـردِّدنَ النُـواح سَواغبـاً ومِن بينها مأوى البَليّات رَبّة الرزيّـ فَـريسـة أفـواه الحـوادث زينـبٌ تُنـادي وقـد حَـفّ العـدوّ برحلها فمَن مُبلغٌ عنّي الرسـول و حيـدراً بأنـّا سُبينـا ، والحسيـنُ عمـادُنا نساؤك بعد الصَون بينَ الأجـانب عُطاشى فلهفي للعُطاشى النـوادب ـات حَلفُ الحُـزن أمّ المصـائب ومَنهـبُ أنيـاب الرَدى والمَخالبِ و تَهتـِف لكن لم تَجد مِن مُجاوبِ وفاطمة الزهراء بنـت الأطـائبِ غدا موطئـاً للعـاديات الشَوازِب (27)
ويُسرى بنـا نحو الشام فـلا سَقَت ونُهدى إلى الطاغي يزيد نتيجة الـ و يَنكُتُ ظلماً بالقضيـب مَراشفـاً معـاهد أرض الشام جونُ السحائب ـدَعـيّ ابـن سفيان لَئيم المَناسِب تَرشّفهـا المختار بيـن المُصاحبٍ (28)
وله قصيدة أخرى يَصفُ ـ فيها ـ مصيبة الهجوم على مُخيّمات الامام الحسين ( عليه السلام ) ومنها قوله :
حُمـاةٌ حَمَـوا خـِدراً أبى الله هَتكهُ فأصبـح نَهبـاً للمغـاويـر بعدهم يُقنّعها بالسوط « شمرٌ » فـإن شكَت نـوائـح إلا أنّـهـنّ ثـواكــلٌ فعَـظّمـه شـأنـاً وشَـرّفه قَـدرا ومنه بنات المصطفى أُبرزت حَسرى يؤنّبهـا « زَجـرٌ » ويوسِعُهـا زَجرا عـواطـش إلا أنّ أعينهـا عَبـرى
يَصـون بيُمنـاها الحَيا ماء وَجهها و قُل لسـرايـا شيبة الحمد ما لكم و أعظمُ ما يُشجـي الغَيور دخولها يُقـارعهـا فيـه يـزيـد مَسَبّـةً ويَقـرَعُ ثَغـرَ السبـط شُلّت يمينه أينكُـتُ ثَغراً طَيّـبَ الدهـر ذِكرَه ويَستُرهـا إن أعوزَ السِتـر باليُسرى قعدتم وقـد سـاروا بِنسـوتكم أسرى إلـى مجلس مـا بارح اللهو والخَمرا و يَصـرفُ عنها وجهه مُعرِضاً كِبرا فأعظـم به قَرعـاً وأعظِـم به ثَغراً وما بـارَح التسبيـح والحمد والشُكرا (29)
وللعالم الجليل الشيخ جعفر النقدي (31) قصيدة نختار منها هذه الأبيات
يا دهرُ كُفّ سِهام خطبك عن حشىً في كـلّ يـوم للنوائـب صـارمٌ وأبيتُ والأرزاء تَنهـشُ مُهجَتـي لـم يَبـقَ فيهـا موضعٌ للأسهم يَسطو على قلبي ويَقطر مِن دمي نَهشاً يهونُ لديـه نَهـشٌ الأرقم (30)
أوَ كـان ذَنبـي أنّنـي مُتمسـّكٌ آل النبي المصطفـى مَـن مَدحُهُم وإلى العقيلة زينب الكبرى ابنة الـ هي رَبّة القَدر الرفيـع رَبيبـة الـ مَن فـي أبيهـا الله شَـرّفَ بيتـَه مَن بيتُ نشأتها بـه نـشأ الهـدى ضُربَت مَضاربُ عِزّها فوق السُها فَضلٌ كشمس الأفق ضاء فلو يشأ كانت مَهابتُـها مَهـابة جـدّهـا بالعـروة الوثقـى التي لم تُفصَمِ وردي وفيهـم لا يـزالُ تـَرنّمي ـكرّار حيـدر بالـولايـة أنتَمي ـخِدر المنيع وعِصمةُ المستَعصِم وبجَدّها شَرَفُ الحطـيمِ وزَمـزَمِ وبـه الهـدايـة للصـراط الأقوم وسَمَت فضائلهـا سُمـوّ المـرزمِ (32) أعـداؤها كتمـانَـه لـم يُكـتَـمِ خيرِ البـريّة والرسـول الأعـظم
كانـت بلاغتُها بلاغة حيدر الـ قد شابَهَت خيـر النسـاء بهَديها ومُقيمةَ الأسحار فـي مِحـرابها شَهِدِت لها سُوَر الكتـاب بأنّهـا زَهِدَت بدُنياها وطيـب نَعيمهـا وتَجرّعت رَنقَ الحيـاة وكابَدَت (33) فأثابهـا ربّ السمـاء كـرامةً فلَها ـ كما للشافعين ـ شفاعة بَلغت من المجد الموثّل موضعاً ـكـرّار إن تَخطب وإن تتكلّمِ ووقارها وتُقىً وحُسـنِ تـكرّمِ تَدعو وفي الليل البَهيم المُظلـم مِن خير أنصار الكتاب المُحكمِ طلَباً لمرضات الكريـم المُنعـم مِن دَهرها عيشاً مريـرَ المطعمِ فيها سوى أمثالهـا لـم يُـكرمِ يوم الجزاء بها نجـاة المجـرم ما كـان حتى للبتـولة مريـم
كـلا ولا لِلطُـهـر حـَوّا أو لآ هذي النساء الفُضلَيات وفي العُلا فاقَـت بـه كـلّ النسـاء ، ورَبّها لكنّ زينـب في عُـلاها قد سَمَت في عِلمِهـا وجمـالهـا وكمـالها مَن أرضَعَتهـا فاطـمٌ دَرّ العـُلى عن أمّها أخـذت علوم المصطفى حتى بهـا بلغـت مقامـاً فيه لَم شَهِـد الإمـام لها بـذاك وأنّهـا ولهـا بيوم الغاضـريّـة موقفٌ سيـةٍ وليس لأختِ موسى كلثَمِ كـلٌ أقامـت فـي مقامٍ قَيّـمِ في الخُلد أكرَمَهـا عظيم المَغنَمِ شَـرَفاً تأخّـر عنـه كلّ مقدّمِ والفضل والنَسَبِ الرفيع الأفخمِ مِن ثديها فَعَنِ العلـى لم تُفطِمِ وعلوم والدهـا الوصيّ الأكرم تَحتَـج لِتَعـليـمٍ ولا لمعـلّـمِ بعد الإمام لهـا مقـام الأعلـم أنسى الزمان ثَبات كلّ غَشَمشَمِ
حَمَلَـت خطـوباً لو تَحَمّل بعضَها ورأت مُصابـاً لـو يُلاقي شَجوَها في الرُزء شاركـت الحسين وبعده كانـت لنسوتـه الثـواكل سلـوةً ومُصابها فـي الأسـر جَدّد كلّما ودخـول كـوفـانٍ أبـاد فؤادها لم أنسَ خُطبتهـا التـي قَلَمُ القَضا نَزلت بها كالنار شـبّ ضـرامها جاءت بهـا عَلَويّـةً وقعـت على لانهـارَ كـاهـل يذبلٍ ويَلَملَـمِ العَذبُ الفرات كسـاه طعم العَلقمِ بَقِيـت تـُكافـح كلّ خطبٍ مؤلم عُظمـى وللأيتـام أرفـَقَ قـَيّمِ كانت تُقاسيـه بعـشـر محـرّمِ لكن دخول الشـام جـاء بأشـأمِ في اللوح مثل بيانهـا لم يُـرقـمِ في السامعين ، من الفؤاد المُضرَمِ قلب ابن ميسـونٍ كوقـعِ المِخذَم
أوداجه انتَفَخت بها فكأنّما فيها السيوف أصبنّه في الغلصمِ (35)

أشقيقـة السبطيـن دونـك مدحةً تمتـاز بالحـق الصـريح لو أنّها يَسلو المحبّ بها وتطعـن في حَشا بيَميـن إخلاصـي إليك رَفعتُهـا وعليكِ صلـى الله ما رُفعـَت له قِسّ الفَصاحة مِثلَهـا لم يَنـظمِ قيسَت بشعر البُحتـري ومسلـمِ أعداء أهل البيـت طعـن اللهذم (342) أرجو خلاصي من عذاب جهنّمِ أيدي مُحِـلٍّ بالدعـاء ومحـرِمِ
رغم كثرة ما قيل من الشعر في مدح ورثاء آل رسول الله الطاهرين .. فإنّ قصائد السيد حيدر الحلّي لا زالت متألّقة ومتفوّقة في سماء الشعر والأدب ، فقوّة التعبير ، وجمال الوَصف ومميّزات أخرى تجعل الإنسان حائراً أمام هذا المستوى الرفيع من الشعر ، والبيان الساحر ، والصياغة الرائعة الفريدة !
ولا عَجَبَ من ذلك ، فقد كتبوا عن هذا الشاعر العظيم أنّه ـ رغم مواهبه وثقته بنفسه وشعره ـ كان يُجري على بعض قصائده لَمَسات فاحِصة ، يقوم خلالها بالتغيير والتعديل والتجميل ، ويَستمرّ على هذا المنوال مدة سنة كاملة ، ولذلك جاء التعبير عن بعض قصائده بـ « الحَوليّات » !! (36)

أمّا شعره عن السيدة زينب الكبرى :
فالجدير بالذكر أني قرأت ( ديوان السيد حيدر الحلي ) ولم أجِد فيه التصريح باسم السيدة زينب ( عليها السلام ) رغم أنّه يتحدّث عنها وعن مصائبها الأليمة في كثير من قصائده الحسينيّة الرائعة !
فكأنّ التَهيّب والحياء ورعاية الأدب في السيد ، وجلالة
وعظمة مقام السيدة زينب ، وَضَعت أمامه حدوداً آلى على نفسه أن لا يتخطّاها ، ومنها التصريح باسم السيدة زينب عند ذكر مصائبها ، إذ من الصعب عليه ـ وهو الإبن البارّ لأهل البيت الطاهرين الغيور عليهم ـ أن يُصرّح بتفاصيل المأساة ، فشخصيّة السيدة زينب عظيمة فوق كلّ ما يتصوّر ، والمصائب التي انصَبّت عليها هي في شدّة الفظاعة ، فهو لا يذكر اسمها بل يُشير ويُلمّح ، ويرى أنّ التلميح خيرٌ من التصريح ، « والكناية أبلَغ مِن التصريح » ، ولعلّ الرعشة كانت تستولي على فكره وقريحته وقلمه ، فتمنعه من التصريح ، وانهمار الدموع لم يكن يسمح له أن يُبصِر ما يكتُب ! فاكتفى أن يحومَ حول الحِمى والحدود فقط.
ففي إحدى قصائده الخالدة يقول :
خُذي يا قلـوب الطالبيّين قُرحَةً فإنّ التي لم تبرح الخِدر أُبرزَت تزول الليالي وهي دامية القِرفِ (37) عَشِيّةَ لا كهفٌ فتأوي إلى كَهفِ
لقد رَفعَـت عنهـا يد القوم سَجفها وقد كان من فـرط الخفارة صوتها وهاتفةٍ نـاحت علـى فقـد إلفِهـا لقد فَزِعت من هجمـة القوم وُلَّهـاً فنـادت عليه حيـن ألفَتـه عـارياً حَملتُ الرزايا ـ قبل يومك ـ كلّها وكان صفيـح الهنـد حاشيـ السَجف (38) يُغَضُّ فغُضّ اليوم مِـن شـدّة الضَعفِ كمـا هتفـت بالـدَوح فاقـِدةُ الإلـف إلى ابن أبيها وهو فوق الثـرى مُغفـي على جسمه تسفي صبـا الريح ما تَسفي فما أنقَضَت ظهـري ولا أوهَنـَت كَتفي (39)
ويقول ( رحمة الله تعالى عليه ) ـ في قصيدة أخرى ، يَصِفُ فيها ساعة الهجوم على مُخيّمات الامام الحسين ( عليه السلام ) بَعدَ مقتل الإمام ـ :
وحائرات أطـارَ القـوم أعينَهـا كانت بحيثُ عليهـا قومُها ضربت يكاد من هيبـةٍ أن لا يطـوف به فغودِرَت بين أيـدي القوم حاسرةً نَعـم لَـوَت جيـدها بالعَتبِ هاتفةً عَجّت بهم مُذ على أبرادِها اختَلَفت رُعباً غداة عليهـا خِدرَها هجموا سُرادقاً أرضـه مِن عِزّهم حَرَمُ حتـى الملائك لـولا أنّهم خَدَمُ تُسبى وليس ترى مَن فيه تَعتَصِمُ بقومهـا وحشاهـا مِلـؤُهُ ضَرَمُ أيدي العَـدوّ ، ولكن مَن لها بِهِمُ
وله قصيدة أخرى يقوله فيها :
وأمضُّ ما جرعت من الغصص التي هتك الطغاة على بنات محمدٍ فتنازعت احشاءها حرق الجوى عجباً لحلم الله ، وهي بعينه قدحت بجانحة الهدى ايراءها حُجب النبوة خِدرها وخباءها وتجاذبت أيدي العدوِّ رِداءَها برزت تطيل عويلها وبكاءها (41)
إنّ الإنسان المُنصِف إذا وقف موقف الحياد ، ونظر نظرة فاحصة إلى ملف رجالات الشيعة ، وتتبع أحوالهم في أي مجالٍ من مجالات العلوم والفنون ، يجد أمامه الكفاءات العظيمة ، والقابليات الفريدة الّتي تناطح السحاب علواً وسمواً ، في كلّ مجالٍ من المجالات ، وفي مختلف العلوم والفنون.
أجل ..
إنّ الكفاءات عند المسلمين الشيعة كثيرة جداً وجداً وجداً ، ولكن ينقصها شيئان :
1 ـ التشجيع الكافي من القيادات الشيعية العُليا !!
2 ـ الحريّات الكافية والمناخ المناسب ، الذي يُساعد على نموّ الطاقات ، وبروز المواهب ، وظهور القابليات ، وتبلور العبقريات.
بعد هذا التمهيد .. أقول :
لا نجدُ في تاريخ العرب والإسلام شاعراً نظم ملحمة شعرية والتزم فيها بقافية واحدة ، وكان طويل النفس إلى أقصى حد .. سوى العلامة الأديب الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ( رحمة الله تعالى عليه ) فإنّ ملحمته الشعرية ـ رغم بساطتها وسلاسة التعبير فيها ـ فريدة .. ولا مثيل لها في التأريخ ، حيث إنّ أبياتها تُناهزُ الخمسين
ألف بيتاً (42) !!
وقد اخترنا من ملحمته الفريدة بعض الأبيات حول سيدتنا زينب الكبرى ( سلام الله عليها ) :
هي أزكى صديقةٍ قد تربّت وتغذت من فيض علم علي وارتوت بالمعين نهلاً وعلاً وتبنت نهج البلاغة نهجاً بين حجر الصديقة الزهراء وعلوم النبيّ خير غذاء من علوم السبطين خير ارتواء وهو فيض من سيد البلغاء )
وهي كانت تُفضي بعهد عليّ ورآها الوصي تروي ظماءً قال : هذي الحروف رمز خفيّ وبعهد السجاد للناس تفتي وعليّ السجاد أثنى عليها كان يروي ( الثبت ابن عباس ) عنها حيث كانت في الفقه مرجع صدقٍ بعلوم الأحكام بين النساء من علوم القرآن خير رواء لمصاب الحسين في كربلاء بدلاً عنه وهو رهن البلاء وعليّ من أفضل الأمناء وهو حَبرٌ من أفضل العلماء لرواة الحديث والفقهاء

هي قُدسٌ به العفاف تزكّى وهي أزكى قدساً من العذراء
هي قلبُ الحسين صبراً وبأساً وهي أختُ الحسين عيناً وقلباً شاركته بنهضة الحقّ بِدءاً وجهاد الحسين اصبح حيّاً وعظيم الإيمان منها تجلّى ربّ هذا قرباننا لك يهدى وعباداتُها وناهيك فيها حين تأتي بوردها من جلوسٍ عند دَفع الخطوب والأرزا ويداً في تحمل الأعباء وختاماً وفي عظيم البلاء بجهاد الحوراء للأعداء حين قالت والسبطُ رَهنَ العراء : فتقبل منا عظيم الفداء وهي أسمى عبادة ودعاء وهي نضوٌ من شدة الإعياء (43)
وللشاعر البارع العلامة الجليل السيّد رضا الموسوي الهِندي (44) هذه القصيدة الشَهيرة :
إنْ كانَ عندكَ عبرة تجريها فعسى نبُلّ بها مضاجع صفوةٍ ولقد مررت على منازل عصمةٍ فبكيت حتى خِلتُها سستجيبُني وذكرتُ إذ وقفت عقيلة حيدرٍ بأبي التي وَرِثَتْ مصائب أمّها لم تله عن جمع العيال وحفظهم فانزل بأرض الطفّ كي نسقيها ما بلّت الأكباد من جاريها ثِقلُ النوة كان ألقي فيها ببُكائها حزناً على أهليها مذهولة تصغي لصوت أخيها فغدت تقابلها بصبر أبيها بفراق إخوتها وفقد بنيها
لم أنسَ إذ هتكوا حِماها فانثَنَتْ تدعو فتحترق القلوب كأنَّها هذي نساؤك مَن يكونُ إذا سَرَتْ أيسوقها « زجر » بضرب متونها عجباً لها بالأمس أنتَ تصونُها وسَروا برأسِِك في القَنا وقلوبها إن أخّروه شجاه رويةُ حالها تَشكو لَواعجها إلى حاميها (45) يرمي حشاها جمره من فيها في الأسر سائقها ومن حاديها و « الشمر » يحدوها بسبّ أبيها واليومَ آلُ أميةٍ تُبديها تسمو إليه ، ووجدها يضنيها أو قدموه فحاله يشجيها (46)
وللسيّد رضا الموسوي الهندي قصيدة رائعة أخرى ، في رثاء الإمام الحسين عليه السلام ، وفيها يصف حال السيدة زينب حينما حضرت عند جسد أخيها العزيز ، وإليك هذه الأبيات المختارة :
حرّ قلبي لزينب إذ رأته أخرس الخطب نطقها فدعته يا منار الضلال والليل داجٍ كنتَ لي ـ يومَ كُنت ـ كهفاً منيعاً ترب الجسم مثخناً بالجراح بدموع بما تُجن فصاح (47) وظلال الرميض واليوم ضاحي (48) سجسج الظل خافق الأرواحِ (49)
أترى القوم إذ عليك مررنا إن يكن هيناً عليك هواني (50) ومسيري أسيرة للأعادي فبرغمي أنّي أراك مقيماً لكَ جسم على الرمال ، ورأسٌ منعونا من البكا والنياح واعترابي مع العدى وانتزاحي وركوبي على النياق الطلاح (51) بين سُمر القنا وبيض الصفاح رفعوه على رؤوس الرماح (52)
وله قصيدة أخرى يقول فيها :
هذا ابن هندٍ ـ وهو شرّ أمية ـ ويصون نسوته ويبدي زينباً لهفي عليها حين تاسرها العدى وتبيح نهب رحالها وتنيبها سلبت مقانعها وما أبقت لها من آل أحمد يستذل رقابا من خدرها وسكينة وربابا ذُلّاً (53)وتركبها النياق صعابا عنها رحال النيب والأقتابا حاشا المهابة والجلال حجابا (54)
وهناك قصيدة أخرى منسوبة إلى السيّد رضا الموسوي ، قد عُثر على خمسة أبيات منها ، فأعجب بها الخطيب الجليل الشيخ محمد سعيد المنصوري ، فانشَدَ أبياتاً شعرية على نفس الوزن والقافية وأضافها إليها ، وإليك الأبيات الخمسة ثم الأبيات المضافة إليها :
« سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر سلام على القلب الكبير وصبره وما سطعت شمسٌ وما أشرق البدر بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ
جحافل جاءت كربلاء بأثرها جرى ما جرى في كربلاء وعينها لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاً رأته ونادت يابن أمي ووالدي أخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُه أيدري حسامٌ حزّ نحرك حده عليّ عزيزٌ أن أسير مع العدى أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا أخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌ جحافل لا يقوى على عدها حصر ترى ما جرى ممّا يذوب له الصخر فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبر » لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُ وقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدر به حزّ من خير الورى المصطفى نحر وتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّ مقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُ وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ
أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذى أخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياً لقد حاربت عيني الرقاد فلم تنم أخي أنت تدري ما لأختك راحةٌ فلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرى ايمنعك القوم الفرات وورده أخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبي متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم وجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُ عليّ فلا صبح هناك ولا عصر ولي يا أخي إن لم تنم عيني العذر وذلك من يومٍ به راعها الشمر وحتّى الزلال العذب في فمها مُرُّ وذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُ وعن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسر وجوههم الغراء وانكشف الضر ففقدك كسر ليس يرجى له جبر (55)
وللشاعر الأديب ، الموالي المخلص الحاج هاشم الكعبي (56) قصيدة غراء تعتبر من أقوى وأشهر ما قيل من الشعر في رثاء سيّد شباب أهل الجنة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهي تتجاوز 136 بيتاً ، وفيها يصف حال حفيدات الرسالة وبنات الإمامة بعد مقتل سيّد الشهداء ، وخاصّة سيّدتنا الحوراء العقيلة زينب الكبري ( عليها السلام ) فيقول :
وثواكلٌ في النوح تسعد مثلها حنت فلم تر مثلهن نوائحاً عبراتها تحيي الثرى لو لَم تكن أرأيتَ ذا ثكلٍ يكونُ سعيدا إذ ليس مثلُ فقيدهن فقيدا زفراتها تدع الرياض همودا
وغدت اسيرة خدرها أبنة فاطمٍ تدعو بلهفة ثاكلٍ لعب الأسى تخفي الشجا جلداً فإن غلب الأسى نادت فقطّعت القلوب بصوتها إنسان عيني يا حسين أخي يا ما لي دعوت فلا تجيب ولم تكن ألمحنةٍ شغلتك عنّي أم قلىً لم تلق غير أسيرها المصفودا بفؤاده حتّى انطوى مفؤدا ضعفت فأبدت شجوها المكمودا لكنّما انتظم البيان فريدا أملي وعقد جماني المنضودا عودتني من قبل ذاك صدودا حاشاك إنّك ما برحت ودودا (57)
وللعالم الجليل الأديب النبيل الشيخ علي بن الحسين الحلّي الشفهيني (58) قصيدة رائعة نختار منها هذه الأبيات :
وعليك خزيٌ يا أميةُ دائماً هلا صفحتِ عن الحسين ورهطه وعففت يوم الطفّ عفة جدّه الـ أفهل يدٌ سَلَبت إماءك مثلما أم هل برزن بفتح مكة حُسّراً يبقى ، كما في النار دامَ بقاكِ صفح الوصيّ أبيه عن آباك ـمبعوث يوم الفتح عن طلقاكِ سَلَبَتْ كريماتِ الحسين يداكِ ـ كنسائه يوم الطفوف ـ نساك
بئسَ الجزاء لأحمدٍ في آله لهفي لآلك يا رسول الله في ما بين نادبةٍ وبين مروعةٍ تالله لا أنساكِ زينب ، والعدى لم أنس ـ لا والله ـ وجهك إذ هوت حتّى إذا همُّوا بسلبك صحت باسـ تستصرخيه أسىً وعزّ عليه أن وبنيه يوم الطفّ كان جزاكِ أيدي الطغاة نوائحاً وبواكي في أسرِ كلِّ معاندٍ أفّاكِ قسراً تجاذب عنك فضل رداكِ بالردن ساترةً له يمناك (59) ـم أبيك ، واستصرخت ثم أخاكِ تستصرخيه ولا يجيب نداك (60)
وللسيّد محمّد بن السيّد مال الله القَطيفي (61) قصيدة غرّاء ، جاءَ فيها :
قتل الحسين فيما سما ابكي دماً منعوه شرب الماء ، لا شربوا غداً ولزينب ندب لفقد شقيقها اليوم أصبغُ في عزاك ملابسي اليوم شبُّوا نارهم في منزلي اليوم ساقوني بظلم يا أخي حزناً عليه ويا جبالُ تصدعي من كفّ والده البطين الأنزع تدعوه يابن الزاكيات الرُكّعِ سوداً وأسكُبُ هاطلات الأدمع وتناهبوا ما فيه حتّى برقعي والضرب ألَّمَني وأطفالي معي
لا راحِمٌ أشكو إليه مصيبتي حال الردى بيني وبينك يا أخي أنعم جواباً يا حسين أما ترى فأجابها من فوق شاهقة القنا وتكفلي حال اليتامى وانظري لم ألف إلا ظالماً لم يخشع لو كنت في الأحياء هالَك موضعي شِمرَ الخنا بالسوط ألَّمَ أضلعي قضي القضاء بما جرى فاسترجعي ما كنتُ أصنعُ في حماهم فاصنعي (62)
وللشاعر الأديب الشيخ عبد الحسين بن أحمد شكر (63) ( رحمة الله عليه ) قصيدة يستنهض فيها الإمام المهدي المنتظر ( عجّل الله تعالى فرجه الشريف ) ويطلب منه أن يعجّل بالظهور ، لكي يطلب بثار جدّه الشهيد الإمام الحسين عليه السلام ، يقول فيها :
أتنسى ـ وهل يُنسى ـ وقوف نسائكم وعمتك الحوراء أنّى توجهت فما زينبٌ ذات الحجال ومجلساً لها الله من مسلوبةٍ ثوب عزّها لدى ابن زيادٍ إذ أماطَ حجابها رأتْ نائبات الدهر تقرع بابها به أسمَعَ الطاغي عداها خطابها كستها سياط المارقين ثيابها
تعاتب آساداً فنوا دون خدرها بني هاشمٍ هتكن منكم حرائرٌ تخوض المنايا لو يعون خطابها (64) حميتُم ، ببيض المرهفات قبابها (65)

وله قصيدة اخرى يقول فيها :
وترى مخدرة البتولة زينباً من حولها أيتام آل محمّدٍ لا تبزغي يا شمس من أفُقٍ حياً ذوبي فانّك قد أذبت فؤاد من وتقشعي يا سحب من خجلٍ ولا فبنات أحمدَ في الهجير صوادياً حرمٌ لهاشم ما هَتَفْنَ بهاشمٍ والخطبُ يصفق بالأكفّ جبينها يتفيؤون شمالها ويمينها من زينبٍ فلقد أطلت أنينها كانت تظللها الأسود عرينها تسقي الظماة مدى الزمان معينها أودى بها ظمأ يشيب جنينها إلا وسودت السياط متونها (66)
وله قصيدة أخرى يقول فيها :
أيها الراكب المجد إذا ما عج على طيبةٍ ففيها قبورٌ إنّ في طيّها أسوداً إليها فإذا أستقبلتك تسأل عنّا فاشرح الحال بالمقال وما ظنّـ نادِ ما بينهم بني الموت هبّوا تلك أشياخكم على الأرض صرعى نفحتْ فيك للسُرى مرقال (67) من شذاها طابت صبا وشمال تنتمي البيضُ القنا والنبالُ من لؤيٍ نساؤها والرجال ـي يخفى على نزار الحال قد تناهبنكم حدادٌ صقالُ لم يبلّ الشفاه منها الزلالُ
غسلتها دماءها ، قلبتها ونساء عودتموها المقاصيـ هذه زينبٌ ومن قبل كانت والّتي لم تزل على بابها الشا أمْسَت اليوم واليتامى عليها أرجُلُ الخيل كفنتها الرمال ـر ركبن النياق وهي هزالٌ بفنا دارها تحطُّ الرحال هق تلقي عصيها السؤال يا لقومي تصدق الأنذال (68)
ولخطيب المنبر الحسيني العلامة المجاهد المرحوم الشيخ هادي الخفاجي الكربلائي (69) قصيدة في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام ) ومنها هذه الأبيات :
خرّ قطب الوغى على الترب ظامٍ فبكته السما هناك نجيعاً جسمه بالضبا جريحاً كليما (70) وبها مأتمُ العزاء أُقيما (71)
وبنات الهدى برزن حيارى وأمام النساء حلف الرزايا تندب السبط والدموع هوامىٍ حر قلبي لقلبها مذرأتها يا أخي من ترى يذود الأعادي تندب الندب والهمام الكريما زينب من غدت تقاسي العظيما ولظى الوجد في الفؤاد أقيما وبنو الشرك منه حزوا الكريما بعدكم من ترى يحامي اليتيما (72)
وللشيخ هادي الخفاجي الكربلائي قصيدة أخرى ، نقتطف منها هذه الأبيات :
لو كان يبقى للمحب حبيبه فقد الأحبة والحماة بكربلا لم أنسه لمّا رأى أهل الوفا قطع الرجا منهم وعاد مودّعاً فبرزن من حرم الإله بندبها ما عاد حيراناً سليل محمّد وبقي فريداً لا يرى من منجد صرعى على حر الثرى المتوقّد حرم المهيمن من عقائل أحمد ولهى بنعي موجعٍ وتوجّد
وعليه درن صوارخاً ونوادبا واشدها حرقاً عقيلة أحمدٍ من بعد فقدك يا حمانا ملجأ من ذا ترى يحمي حماها إن غَدَت من بعدكم قد عيل صبري وانفنى أم كيف سلواني وخيل بني الشقا ولنعيها قد ذاب صم الجلمد تدعو أخاها السبط في قلبٍ صدي للحائرات ولليتامى الفقد من ضرب أعدها تدافع باليد عمري لرزئكم وبان تجلّدي تعلو صدوركم تروح وتغتدي (73)
ولسماحة الخطيب البارع العلامة الشيخ حسين الطرفي (74) هذه القصيدة المميزة بروح الولاء ونكهة الإخلاص وسلامة العقيدة :
عالمٌ جليل ، وخطيب بارع ، وشاعرٌ أديب.
وُلد في مدينة من مدن جنوب إيران ، في اليوم الثالث من شهر شعبان عام 1356 هـ. في السنة العاشرة من عمره هاجر ـ برفقة والده ـ إلى مدينة النجف الأشرف ، لينهل العلم في مدينة « باب مدينة العلم » : الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ( عليه السلام ). بقي في النجف أربع سنوات ، ثمّ عاد إلى وطنه في جنوب إيران ، ثمّ بعد مدّة .. هاجر إلى مدينة قم المقدسة في إيران ، لإكمال دراسته العليا هناك ، وبقي فيها أربع سنوات.
بدأ نظم الشعر في السابعة عشرة من عمره ، وافتتح قريحته الشعرية بقصيدة في مدح رسول الله سيّدنا محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلّم ).
هو اليوم .. خطيب بارز يرقى المنبر في الكويت ، ويتصدّى لتأسيس وإدراة مشاريع دينيّة وحسينية في جنوب إيران. من أبرز صفاته : التواضع وسعة المعلومات ، وإتقان علوم اللغة العربيّة.
نسأل الله تعالى له مزيد التوفيق ، وطول العمر .. مقروناً بالصحّة والسلامة.
بضعة البضعة البتولة فاطم بك يعتز هاشم حين تعزين يابنة المصطفى الذي اختاره الله وابنة المرتضى عليّ وأسمى ثمّ يا صنوة الإمامين طوبى إئذني يا عقيلة الطالبيّين يبتغي الإذن في اقتحام رحابٍ حرمٌ لا يحوم فيه سوى المأذون آيةُ الإذن عنده أن سيهدى وكفى تلك نسبةً للمكارم إليه إن قيل يا بنة هاشم رسولاً وللنبيّين خاتم والدٍ لابنةٍ نمتها الأعاظم لك أُخت العبّاس بدر الهواشم لمستأذنٍ على الباب جاثم من مزاياك واضحات المعالم منكم بأن يرى في المحارم لصواب المقال فيك الناظم
ليقول الّذي له أنت ِأهلٌ شفعي فيه حبه وولاه أسعفيه يسعد بك المتشائم ورجاه في أن يكون الخادم
خصك الله باصطفائك ردءاً قد أقام السبط القوائم للدين رامك السبط للبناء وللهدم شدت ما أسّس الحسين ، وهدت يا لذاك اللسان يفرغ عمّا مقولٌ طاح بالعتاة فأودى لإمامٍ على الشريعة قائم ليعلو وكنت إحدى القوائم لك الله من مشيدٍ وهادم بك مما شاد الطغاة دعائم بين لحيي أبيك سيفاً صارم بابن مرجانة الكفور الظالم
واغتدى في الشآم معول هدمٍ وأحلت الغرور فيه انهزاماً فل فيه عرش البغيض الحاكم حين في داره أقمت المآتم
لك قلبٌ ما ضاق وسعاً برزءٍ فبكاه من في السماء ومن في الـ ولكم كنت إذ تعانين ضعفاً جدت بالجهد كلّما تستطيعيـ لك عينٌ ترعى اليتامى وتبكي بين حرصٍ على العيال وجودٍ لم تطق حمله قلوب العوالم أرض حتّى لقد بكته البهائم من لغوبٍ تبدين أقوى العزائم ـن وبذل القوى لحفظ الفواطم للأيامى وما اغتدت عين نائم بدموعٍ سخينةٍ وسواجم
ولقد أذهل العقول وقوفٌ معك الحائرات قد حمن من حو ففزعتن للصريع على الرمضاء وشهدت الذي جرى من عظيم الـ وتحملت ترك شلو حسينٍ وتهيأت للتحمل فيما ما نسيت الحسين للموت حتّى لك عند الحسين والفكر هائم لك ذعراً كما تحوم الحمائم يشكو الظما عن الماء صائم ـخطب لم يجر مثله في العظائم عارياً والمسير فوق السوائم سوف يأتي من البلاء القادم متِّ والقلب فيه ما الله عالم (75)
وللشاعر الأديب ، الخطيب البارع ، المرحوم الشيخ محسن أبو الحَب (76) قصيدةٌ في رثاء سيّد الشهداء الإمام الحسين ( عليه السلام ) نقتطف منها هذه الأبيات :
وأذكر ولست أراك تنسى زينباً أحسين ! سلواني عليّ محرمٌ أخشى البعاد وأنت أقرب من أرى هذا عليلك لا يطيق تحركاً وتهون رحلتنا عليك ورأسك الـ وعساك تذكر قلبها الحرّانا أم بعد فقدك أعرف السلوانا حولي وأشكو الصدّ والهجرانا ممّا دهاه من الضنا ودهانا سامي نراه على القنا ويرانا ؟!
لي أخوة كانوا وكنت بقربهم واليوم أسأل عنهم البيض التي واليوم أسأل عنهم السمر الّتي واليوم أسأل عنهم الخيل الّتي ذهبوا كأن لم يخلقوا وكأنني أنا بنت من أنا أخت من أنا من أنا أحمي النزيل وأمنع الجيرانا صارت نحورهم لها أجفانا صارت رؤوسهم لها تيجانا صارت صدورهم لها ميدانا ما كنت آمنةٍ بهم أوطانا لو أنصف الدهر الّذي عادانا
ولسماحة الخطيب الأديب الشيخ محمّد باقر الإيرواني (77) القصيدة التالية :
يا زائراً قبر القيلة فق وقل : هذا ضريحك في دمشق الشام قد هذا هو الحق الذي يعلو ، ولا سَل عن « يزيدَ » وأين أصبح قبره أخزاهُ سلطانُ الهوى وأذلَّه أين الطغاة الظالمون وحكمهم ؟ أين الجناة الحاقدون ليعلموا منّي السلام على عقيلةِ هاشمِ عَكَفَت عليه قلوبُ أهلِ العالم يُعلى عليه ، برغم كلّ مخاصم وعليه هل من نائحٍ أو لاطم ؟؟ ومشى عليه الدهر مشية راغم لم يذكروا إلا بلعنٍ دائم هُدمت معالمهم بمعول هادم
ومصيرهم أمسى مصيراً أسوداً يا ويحهم خانوا النبيّ وآله عمدو لهدم الدين بغضاً منهم كم من دمٍ سفكوا وكم من حرمةٍ وبناتُ وحي الله تسبى بينهم وا لهفتاه لزينبٍ مسبيةً وترى اليتامى والمتون تسودت فإذا بكت ضربت ، وتُشتَمُ إن شكت بئس المصير إلى العقاب الصارم كم من جناياتٍ لهم وجرائمِ للمصطفى ولحيدر ولفاطم هتكوا كذي حنقً ونقمة ناقم من ظالمٍ تهدى لألعن ظالم بين العدى تبكي بدمعٍ ساجم بسياطهم ألماً ولا من راحم من ضاربٍ تشكو الهوان وشاتم
وللخطيب الجليل الشاعر النبيل الشيخ محمّد سعيد المنصوري (78)هذه الأبيات الشعريّة ، وقد نظمها بمناسبة وفاة السيّدة زينب الكبرى عليها السلام :
اليوم يومٌ حزنه لا يذهب ماتت ونار الوجد بين ضلوعها قد واصلت أيّامها بأنينها ما انفكّ رزءُ الطفّ يأكل قلبها ماتت به أمُّ المصائب « زينبُ » ممّا جرى في الغاضريّة تلهب وحنينها ، ودموعها لا تنصب ذاك الصبور لدى الخطوب ، الطيّب قلب تحمل من صروف زمانه محناً ثقالاً قد تحمّل قلبها رأت الأحبة والحسين بجنبهم فوق الصعيد جسومهم وعلى القنا فرحاً بقتل ابن النبي وذلكم ومشت وسائق ظعنها شمر الخنا فقضت زمان الأسر من بلدٍ إلى قد أوضحت بخطابها عمّا خفى لِم لا تكون أميرةً بخطابها بقيت ببحر الحزن تسبح والأسى ما منه يذبل خيفةً يتهيب من حادثاتٍ أمرها مستصعب ثاوٍ وكلٌّ بالدماء مخضب رأت الرؤوس ، وخصمها يتقلّب من كل ما لاقته « زينبُ » أصعب فإذا بكت وجداً تسب وتضرب أخرى تؤنّب في الخصوم وتخطب للناس من فضلٍ لها فتعجبوا وأمير كلّ المؤمنين لها أب بعد الحسين وللمنيّة تطلب
حتّى انتهت منها الحياة وقلبها ماتت وما ماتت عقيلة هاشمٍ فهي الّتي إن غُيّبت في لحدِها دَعها تُنعَّم في الجنان سفرٌ كبيرٌ بالشجون ومكتب فلها الوجود من المهيمن موهب فلها مواقف شمسها لا تغرب يرتاح منها اليوم قلبٌ متعب (79)
وللشاعر الأديب الحاج عبد المجيد العسكري الكربلائي (80) هذه الأبيات الّتي تنبُع عن قلبه المُفعم بولاء أهل البيت ( عليهم السلام ) :
لزينبٍ مرقدٌ يزهو لشيعتها يزورها من له علمٌ بشوكتها هي ابنةُ المرتضى والطهر فاطمةٍ في الشام بنت رسول الله حاويةٌ ونوره صاعدٌ للوح والقلم إني لها ومواليها من الخدم حقيدةٌ لنبيّ سيّد الأمم أسمى سموًُ وعزّاً غير منعدم
إنّا نضحّي نفوساً والنفيس لها هذي الولاية خص الله شيعتها إنّا نعادي معادي زينبٍ أبداً وليس يدركنا شيءٌ من السام بها ، وليس لهم في الحبّ من ندم وإنّه يستحقّ الدوس بالقدم (81)
 -----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------    
مِن مصادر هذا الكتاب
1 ـ الإحتجاج ، للشيخ الطبرسي ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1403 هـ ، منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات.
2 ـ أخبار الزينبات ، للسيّد يحيى بن الحسين العبيدلي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1401 هـ ، منشورات مكتبة السيّد النجفي المرعشي.
3 ـ أدب الطف ، للسيّد جواد شبّر ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1409 هـ ، منشورات دار المرتضى.
4 ـ الإرشاد ، للشيخ محمّد بن النعمان المفيد ، طبع إيران ـ قم ، منشورات مكتبة بصيرتي.
5 ـ أسرار الشهادات ، للفاضل الدربندي ، طبع البحرين ، سنة 1415 هـ ، منشورات شركة المصطفى للخدمات الثقافيّة.
6 ـ الإيقاد ، للسيّد محمّد علي الشاه عبد العظيمي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1411 هـ ، منشورات مكتبة الفيروزآبادي.
7 ـ بحار الأنوار ، للشيخ المجلسي ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1403 ، منشورات مؤسّسة الوفاء.
8 ـ تذكرة الخواص ، لسبط ابن الجوزي ، طبع طهران ـ إيران ، منشورات مكتبة نينوى الحديثة.
9 ـ تظلم الزهراء ، للسيد رضي بن نبي القزويني ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1420 هـ.
10 ـ الخصائص الزينبية ، للسيّد نور الدين الجزائري ، طبع قم ـ إيران ، سنة 1418 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي.
11 ـ الدرّ النظيم ، للشيخ جمال الدين يوسف بن حاتم الشامي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1420 هـ ، منشورات مؤسّسة النشر الإسلامي.
12 ـ ديوان إبن كمّونة ، الحاج محمّد علي آل كمّونة الأسدي الحائري ، طبع قم ـ إيران ، عام 1411 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي.
13 ـ رياحين الشريعة ، للشيخ ذبيح الله المحلاتي ، طبع طهران ـ إيران ، عام 1370 هـ ، منشورات دار الكُتُب الإسلاميّة.
14 ـ زينب الكبرى ، للشيخ جعفر النقدي ، طبع قم ـ ايران ، عام 1420 هـ ، منشورات المكتبة الحيدريّة.
15 ـ الطرائف ، للسيّد ابن طاووس ، طبع قم ـ ايران ، عام 1400 هـ ، منشورات مطبعة الخيّام.
16 ـ عبرات المصطفين ، للشيخ محمّد باقر المحمودي ، طبع قم ـ ايران ، عام 1417 هـ ، منشورات مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة.
17 ـ عِلَل الشرائع ، للشيخ الصدوق ، طبع بيروت ـ لبنان ، عام 1408 هـ ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات.
18 ـ الغيبة ، للشيخ الطوسي ، طبع قم ـ ايران ، عام 1408 هـ ، منشورات مكتبة بصيرتي.
19 ـ كامل الزيارات ، لجعفر بن محمّد بن قولويه ، طبع النجف الأشرف ، عام 1356 هـ ، منشورات المكتبة المرتضوية. )
20 ـ الملهوف على قتلى الطفوف ، للسيد ابن طاووس ، طبع قم ـ ايران ، 1414 هـ ، منشورات دار الأُسوة للطباعة والنشر.
21 ـ مناقب آل أبي طالب ، لإبن شهر آشوب ، طبع قم ـ إيران ، عام 1379 هـ ، منشورات مكتبة العلامة.
22 ـ المنتخب للطريحي ، للشيخ فخر الدين الطُريحي النجفي ، طبع قم ـ إيران ، عام 1413 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي.
23 ـ معالي السبطين ،للشيخ محمد مهدي المازندراني الحائري ، طبع قم ـ ايران ، عام 1419 هـ ، منشورات مكتبة الشريف الرضي.
24 ـ نفس المهموم ، للشيخ عباس القمي ، طبع قم ـ ايران ، عام 1405 هـ ، منشورات مكتبة بصيرتي.
25 ـ وقائع الأيّام ، للشيخ المُلا علي الخياباني ، طبع قم ـ إيرن ، عام 1362 هـ ، منشورات مكتبة المصطفوي.

الهوامش
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
1 ـ وإن كان : أي حتّى لو كان تاريخ وفاتها ومحل قبرها مجهولاً.
2 ـ موسوعة أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين ، الطبعة الحديثة عام 1403 هـ ، ج 7 ص 140.
3 ـ وقد ذكرنا ذلك في ص 35 مِن هذا الكتاب.
4 ـ كامل البهائي ، ج 2 ، ص 302.
5 ـ رغم مُضيّ أكثر من ألف وثلاثمائة وستّين عاماً على تاريخ وفاة السيدة زينب ( عليها السلام ) إلا أن الوثائق التاريخيّة لتحديد مكان قبر هذه السيدة العظيمة .. بصورة قاطعة ، لا زالت ناقصة يبقى الأمل في العثور على قرائن تاريخيّة مؤيّدة لأحد القولين ـ الثاني أو الثالث ـ في السنوات القادمة ، إن شاء الله تعالى ، إلا أنّ لكلّ قول من الأقوال الثلاثة المذكورة قائلين يميلون إليه ، لا لشيء إلا لإطمئنانهم النِسبي بوثائق ذلك القول ، وكان السيد الوالد ( مؤلف هذا الكتاب ) يميل ـ بقوّة ـ إلى القول بأنّ قبرها في مصر ، وإنّني أتصوّر أنّه لو كان كتاب ( أخبار الزينبات ) للعُبيدلي يُطبَع قبل مئات السنين لكان أكثر المحققين يقولون بدفنها في مصر.
إلا أنّ هذا لا يعني ـ أيضاً ـ القطع واليقين بذلك ، حتى يلزم منه إهمال القبر الموجود في ضاحية دمشق بالشام. فالتوسّل إلى الله تعالى بالسيدة زينب وطلب الشفاعة منها لقضاء حوائج الدنيا والآخرة .. له دوره الكبير ، سواء كان عند القبر في سوريا أو في مصر ، خاصةً مع احتمال كون ذلك القبر مدفناً لبنت ثانية لأمير المؤمنين ( عليه السلام ). وقد نَشَرت مجلة « أهل البيت » الصادرة من لبنان ، في تاريخ 1/صفر/1414 هـ مقالاً تحت عنوان : « ربع مليون زائر لمقام السيدة زينب في دمشق » ، ممّا يدلّ على أهمّية هذا المقام أيضاً.
ويُحكى أنّ هناك إعتقاداً عند المسلمين الشيعة في لبنان أن المرأة التي لم تُرزَق النسل والذريّة تَحضر عند قبر السيدة زينب في دمشق ، في ليلة أو يوم أربعين الإمام الحسين ( عليه السلام ) وتتوسّل إلى الله تعالى بجاه السيدة زينب ( عليها السلام ) ليتفضّل عليها بنعمة الولد ، وترى النتائج المطلوبة بسرعة !! المحقق
6 ـ كلام عجيب وادّعاء غريب ، تشهد الوثائق التاريخيّة الكثيرة على خلافه ! المحقق
7 ـ أعيان الشيعة ، للسيد محسن الأمين ، ج 7 ص 140.
8 ـ كتاب « أخبار الزينبات » ص 111 ، طبع ايران عام 1401 هـ.
9 ـ تُؤلِّبُ : تُحَرِّصُ. المعجم الوسيط.
10 ـ أخبار الزينبات ص 115 ـ 117.
11 ـ مَرفوعاً : السَنَد المرفوع : هي الرواية التي لم تُذكر فيه أسماء الوسائط ـ من الرواة ـ أو أسماء بعضهم.
12 ـ أخبار الزينبات ص 118.
13 ـ نفس المصدر ص 119.
14 ـ المخدَع ـ بضمّ الميم وفتحه ـ : البيت الصغير الذي يكون داخل البيت الكبير. كما في مجمع البحرين للطريحي. والمقصود : الحُجرة الصغيرة التي لها باب في الحجرة الكبيرة. وكان هذا متعارفاً في هندسة البناء في الزمن القديم. وكان يُعبّر عنها بـ « الخزانة ».
15 ـ الحمراء القُصوى : منطقة كانت بين القاهرة ومدينة الفسطاط ، في الزمن القديم ، وكانت تُعرف أيضاً بـ « قناطر السباع ». كما يُستفاد من المقريزي في كتابه « المواعظ والاعتبار » ج 2 ص 202.
16 ـ أخبار الزينبات ص 121 ـ 122.
17 ـ السيد محمد رضا بن العالم الجليل المجاهد السيد محمد صادق القزويني ، ابن عمّ مؤلّف هذا الكتاب. شاعر لامع ، وأديبٌ بارع ، يجري في دمه حبّ أهل البيت الطاهرين ( عليهم السلام ).
وُلِدَ في تاريخ 20/8/1940 م ، بدأ نظم الشعر مع بداية مرحلة المراهقة ، يتميّز شعره بمميّزات منها : قوّة المعنى وروعة الإبداع ، وجمال الإبتكار ، ونكهة الإخلاص.
له ديوان شعر مخطوط ، جمَعَ فيه ما نظمه حول النبي الكريم وآله المعصومين ( سلام الله عليهم أجمعين ).
وقد نظم هذه القصيدة في سوريا بمناسبة ذكرى ميلاد السيدة زينب الكبرى ( عليها السلام ) عام 1411 هـ الموافق لسنة 1990 م
18 ـ فناه : أي قبل فنائه وهلاكه.
19 ـ رَؤوم : مُشتقّ مِن المحبّة والعَطف ، قال الفيروز آبادي ـ في القاموس ـ : رَئمت الناقة وَلَدها : عطَفت عليه ، فهي رائمة ورؤوم.
20 ـ الحاج محمد علي آل كمّونة الأسدي الكربلائي ، شاعرٌ بليغ ، وأديب فصيح ، كان من الشعراء المتألّقين في عصره ، والأدباء اللامعين بين أقرانه وزملائه ، إستعمل قريحته الشعريّة ـ بنسبة كبيرة ـ في خدمة النبي وآله الطاهرين ، وله قصائد كثيرة في رثاء سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام ، مِن مميّزات شعره : طابع الشِجاوة ، ونكهة الإخلاص ، وسلاسة التعبير.
عند التأمّل في ديوان شعره نجد أنّ أشعاره تهزّ المشاعر والعواطف مِن الأعماق ، وتَنقل ذهن القارئ إلى أجواء الحرب والقتال.
وللمُميّزات المتوفّرة في شعره ـ ونخصّ منها : كونه شجيّاً ـ تَهافَتَ خطباء المنبر الحسيني على قراءة أشعاره في بداية ونهاية مجالسهم ومحاضراتهم الحسينيّة.
له ديوان مطبوع ، جُمعَ فيه بعض أشعاره.
ولد سنة 1202 هـ ، وتوفّي سنة 1282 هـ ، ودُفنَ في حرم الإمام الحسين عليه السلام.
21 ـ عِقياناً. العِقيان : الذهب الخالص. شَبّه الشاعر قطرات دموعهنّ الصافية الغالية بحَبّات الذهب الخالص من الشوائب.
22 ـ يَصبو : يميل ويَحِنّ. وفي نسخة : « نَدعوا فلا أحد يَرنو لَدَعوتنا ».
23 ـ رعايانا. رعايا ـ جمع رعيّة ـ : عامّة الناس الذين عليهم راع وحاكم ، يُدبّر أمورهم ويَرعى مصالحهم.
24 ـ شَيبَة الحَمد : هو عبد المطلب بن هاشم ، جدّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
25 ـ المصدر : ديوان ابن كمّونة ، طبع قم ـ ايران ، عام 1411 هـ ص 95. ورياض المدح والرثاء ، للشيخ حسين البحراني ، طبع ايران ، عام 1420 هـ ص 648.
26 ـ ديوان ابن كمونة ، ص 3.
27 ـ الشوازب ـ جمع شازِب ـ : الخَيل الغَضبان ، الذي يُسرع في ركضه للغارة والهجوم. كما يُستفاد من كتاب « العَين » للخليل بن أحمد.
28 ـ ديوان ابن كمّونة ، ص 12 ـ 13.
29 ـ ديوان ابن كمّونة ، ص 58 ـ 60.
30 ـ الشيخ جعفر بن الحاج محمد بن عبد الله التقي الربعي ، المعروف بـ « النقدي » ، : عالم خبير مُتبحّر ، وأديب واسع الإطّلاع ، له مؤلّفات كثيرة تَشهَد له بغَزارة العلم والأدب ، وُلِد في مدينة العمارة بالعراق سنة 1303 هـ ، هاجر إلى مدينة النجف الأشرف ، ودَرسَ فيها حتّى بلغ مرتبة عالية من العلم والثقافة.
شَغَل منصِبَ القضاء في مسقط رأسه ( العمارة ) حوالي عشر سنوات.
أمّا شعره : فهو مِن الطبقة الممتازة ، وأكثر شعره في مدح أهل البيت ( عليهم السلام ).
توفّي ( رضوان الله عليه ) بتاريخ 9/محرم/1370 هـ ، إقتطفنا ترجمة حياته من كتاب ( أدب الطف ) للخطيب السيد جواد شبّر ، ج 10 ص 8.
31 ـ الأرقَم : أخبَثُ أنواع الحَيّات ، وأطلَبُها للناس ، أو : ما في لونه سَواد وبَياض ، أو : ذكرُ الحيات .. والأنثى رَقشاء. كما في كتاب القاموس المحيط للفيروز آبادي.
32 ـ المِرزَم : السحاب الذي لا ينقطع رَعده. كما في « لسان العرب ».
33 ـ رَنقَ الحياة : كدَرّ الحياة ، يُقال : رَنَقَ عَيشُه : أي كَدِرَ.
34 ـ الغَلصَم : رأس الحُلقوم. كما في « لسان العرب ».
35 ـ اللّهذم : سيفٌ لَهذم : أي حادّ ، وقيل : كل شيء قاطع .. مِن سيف أو سنان. « لسان العرب »
36 ـ السيد حيدر بن السيد سليمان الحلّي ، وُلدَ في مدينة الحلة بالعراق سنة 1246 هـ ، وتوفّي سنة 1304 ، كان عالماً جليلاً ، وشاعراً مُجيداً ، وكان سيّد الأدباء في عصره.
37 ـ القِرف ـ بكسر القاف ، وقيل : بفتح القاف ـ : القِشر ، يُقال : تقرّفت القُرحَة : أي تَقشّرت بعد يُبسها. دامية القِرف : أي دائمة التَقشّر بسبب عدم بُرئها ، واستمرار نَضح الدم والقَيح منها.
38 ـ الصَفيح : السيف العريض ، وقيل : الصفيح الجَنب. الهِند : السيف. السَجف ـ بفتح السين وكسرها ـ : السِتر المُرخى ، وقيل : هو الستر المؤلّف من قماشين مقرونَين ، أو قماش وبِطانة للقماش.
39 ـ ديوان السيد حيدر الحلّي ، طبع لبنان ، عام 1404 هـ ، ج 1 ص 96.
40 ـ ديوان السيد حيدر الحلي ، ج 1 ص 105.
41 ـ ديوان السيّد حيدر الحلّي ، ج 1 ص 54.
42 ـ هو الشيخ عبد المنعم بن الشيخ حسين الفرطوسي.
شاعرٌ مجيد ، واديب شهير ، وخدم آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقريحته الشعرية المميزة. ولد في مدينة النجف الأشرف عام 1335 هـ. كان من أبرز صفاته : التواضع ونُكران الذات .. رغم علمه الوافر ومواهبه الكثيرة.
فارق الحياة سنة 1404 هـ رضوان الله عليه.
43 ـ كتاب « ملحمة أهل البيت » للشيخ الفرطوسي ، ج 3 ص 372 و 373
44 ـ هو السيّد رضا بن السيّد محمّد بن السيّد هاشم المُوسَوي المعروف بالهندي ، لهجرة أحد آبائه إلى الهند.
وُلِدَ عام 1290 هـ في مدينة النجف الأشرف.
درسَ علومَ العربيّة وعلمَ الفقه والكلام والمنطق حتّى بَلَغَ درجةً عالية ، فكان عالماً جليلاً ، وشاعراً قديراً ، وأديباً متفوقاً. وله مؤلفات مخطوطة.
من أشهر أشعاره : « القَصيدة الكَوْثَريّة » الّتي أشتهِرَت شهرةً عالمية.
فارق الحياة سنة 1362 هـ في مدينة النجف الأشرف ، وشُيّع جثمانه تشييعاً عظيماً ، رحمة الله تعالى عليه.
45 ـ لواعجها. لواعج ـ جمع لعج ـ : آلامَها وأحزانها. قال ابن دريد ـ في كتابه : جمهرة اللغة ـ : « اللعج : ما وجده الإنسان في قلبه من ألم أو حزن ». وقال إبن منظور ـ في كتابه : لسان العرب ـ : « لَعَجَه الضرب : آلمَه وأحرق جلده ، واللعج : ألم الضرب وكل محرق ».
46 ـ المصدر : ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي ، الطبعة الأولى ، بيروت ـ لبنان ، عام 1409 هـ ، ص 47.
47 ـ بما تجن : أي بما تخفي ، بمعنى : أنّ الدموع تفصح وتخبر عما تخفيه ـ في قلبها ـ من الهموم والأحزان. ويقرأ البعض : بما تُكِنُّ.
48 ـ الرميض : اليوم الشديد الحرّ ، والشمس الشديدة الحرارة. واليوم ضاحي : أي : عديم السحاب. قال ابن زكريا ـ في كتاب معجم اللغة ـ : « الرمض : حرُّ الحجارة من شدة حرّ الشمس ».
49 ـ سجسج الظل : لا حرّ فيه ولا برد ، بل هواءٌ معتدل طيب. المعجم الوسيط.
50 ـ لعلّ الأولى قراءته هكذا : لم يكُن هيّناً علك هواني. رغم كونِ هذا الكلام لسان الحال ، وهو لُغَة عاطفيّة .. تُستعمل حين التكلم عند جثمان أو قبر الميّت.
51 ـ الطلاح : الإبل الهزيلة المتعبة.
52 ـ ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي ، ص 54.
53 ـ لعلّ الأولى قراءته : ظُلْماً .. بدلاً عن : ذُلاً.
54 ـ ديوان السيّد رضا الموسوي الهندي ، ص 43.
55 ـ كتاب ( ميراث المنبر ) للخطيب الأديب الشيخ المنصوري ، ص 274.
56 ـ الحاج هاشم بن حردان الكعبي ، وُلد في « الدورق » في ضواحي مدينة الأهواز ـ جنوب إيران ـ ثمّ هاجَرَ إلى مدينة كربلاء المقدّسة ، فدرس في الحوزة العلمية هناك ، حتّى صار من أهل العلم والفضل ، وبرع في الشعر والأدب ، ولَمعَ نجمه حتّى حلَّق في عداد أبرز الشعراء المتألقين .. ليس في عصره فحسب ، بل في تاريخ الشعر والأدب .. وفي مختلف العصور !
توفّي سنة 1231 هـ ، رحمة الله تعالى عليه.
57 ـ رياض المدح والرثاء ، ص 481.
58 ـ هو الشيخ علي بن الحسين الحلّي الشَفَهيني ( رحمة الله تعالى عليه ).
لم يعرف ـ بالضبط ـ تاريخ ولادته أو وفاته ، إلا أنّه يعد من شعراء القرن الثامن الهجري ، كانَ عالماً جليلاً ، وشاعراً أديباً ، مَدَحَ أهل البيت ( عليهم السلام ) بقريحته الشعرية بنسبة كبيرة ، حتّى سجّل إسمه في سجل شعرائهم المتألقين في رتبة شعره.
59 ـ الرُدْن : الكُمّ.
60 ـ رياض المدح والرثاء ، ص 22 و 23.
61 ـ السيّد محمّد بن السيّد مال الله ، المشهور بلقب ( أبو الفلفل ) من أهل مدينة القطيف ، هاجَرَ إلى العراق ، وسَكَنَ في مدينة كربلاء المقدسة ، إلى أنْ وافاه الأجل عام 1261 هـ. كان شاعراً حسينياً مجيداً ، رحمة الله عليه.
62 ـ موسوعة ( أدَب الطّف ) للعلامة الخطيب المجاهد السيّد جواد شُبّر ، ج 6 ص 50 ، والأبيات الثلاثة الأخيرة غير مذكورة في كتاب ( أدب الطف ).
63 ـ جاء في كتاب ( أدب الطف ) ما ملخصه :
الشيخ عبد الحسين بن الشيخ أحمد بن شكر ، له قصائد كثيرة في رثاء أهل البيت ، وقد نالت أكثر قصائده إعجاب خطباء المنبر الحسيني الكرام ، فهم يزينون مجالسهم ومحاضراتهم بها. لا نعلم سنة ميلاده بالضبط. فارق الحياة سنة 1285 هـ. حُكي أن ( آل شكر ) أسرةٌ شريفة سكنت مدينة النجف الأشرف ، منذ زَمَن قديم ، وأصلُهم من عَرَب الحجاز.
لمعرفة المزيد عن حياته يراجع كتاب ( أدب الطف ) للسيّد جواب شُبّر ج 7 ص 187.
64 ـ لعلّ الأصحّ : بِخَوضِ المنايا.
65 ـ رياض المدح والرثاء ص 651.
66 ـ نفس المصدر ، ص 337.
67 ـ المرقال : الإبل الّتي تسرع في السَير. المعجم الوسيط.
68 ـ رياض المدح والرثاء ، ص 324.
69 ـ هو الشيخ هادي بن الشيخ صالح بن مهدي الخفاجي. وُلد سنة 1908 م. أكمل دراسته في الحوزة العلمية بمدينة كربلاء المقدسة ، وتتلمذ ـ في الخطابة ـ على يد خطيب كربلاء الشيخ محسن أبوالحَب.
كانتْ له قدرة عجيبة على تهييج العواطف وإبكاء العيون ، حتّى فاق زملاءه ومعاصريه في هذه المزيّة. وكان ناجحاً ـ بنسبة عالية ـ في تجسيد ووصف المشهد الذي يذكره من لقطات فاجعة كربلاء الدامية.
لَحِقَ بالرفيق الأعلى ليلة 30 / 6 / 1412 الموافق لـ 4 / 1 / 1992 م ، وجرى لجنازته تشييع مهيب في مدينة كربلاء. ودفن في ( وادي كربلاء ). تغمده الله برحمته الواسعة.
70 ـ كليما : مجروحاً.
71 ـ هذه الجملة إشارة إلى حادثة كونيّة وواقعة غيبيّة ! ورد ذكرها في كلمات زيارة الإمام الحسين ( عليه السلام ) وهي : « وفجعت بك أمّك فاطمة الزهراء ، واختلفت جنود الملائكة المقربين تعزّي أباكَ أمير المؤمنين ، وأقيمت لك المآتم في أعلى عليّيّن ، تلطم عليك فيها الحور العين ، وتبكيك السماوات وسُكانها ... ».
المصدر : بحار الأنوار للشيخ المجلسي ، ج 98 ص 241 ، باب 35.
72 ـ كتاب « ذكرى خطيب كربلاء » بقلم نخبة من أدباء كربلاء ، طبع بيروت ، دار الكتاب والعترة ، ص 19.
73 ـ كتاب « ذكرى خطيب كربلاء » ، ص 20.
74 ـ هو الشيخ حسين بن المرحوم الشيخ عبد العالي.
75 ـ المصدر : ديوان الشيخ حسين الطرفي ، مخطوط.
76 ـ الشيخ محسن أبو الحب : خطيبٌ بارع ، وشاعرٌ أديب ، وعالم متنوع في علومه ، ومتكلم متمكّن في خطابته. له ديوان شعر مخطوط ، كلّه في مدح ورثاء الأئمة الطاهرين.
وُلد سنة 1235 هـ ، في أسرةٍ عربية تعرف بـ « آل أبي الحَب ».
فارق الحياة ليلة الإثنين 20 / ذي القعدة / 1305 هـ ، ودُفِنَ في مدينة كربلاء المقدسة.
77 ـ الشيخ محمّد باقر الإيراواني : خطيب معاصر ، وأديب شاعر ، يصرف كثيراً من أوقاته في إغاثة الفقراء والمساكين. نسأل الله تعالى له مزيداً من التوفيق لما يحبه الله ويرضاه.
78 ـ هو الشيخ محمّد سعيد بن الشيخ موسى المنصوري :
خطيب كبير ، وشاعرٌ شهير ، ومؤلّف قدير.
وُلدَ في مدينة النجف الأشرف سنة 1350 هـ ، ونشأ فيها ، وأكمَلَ دراسته الحوزوية والخطابيّة ، ثمّ هاجر منها إلى مدينة عبّادان .. جنوب إيران. له قدرة عجيبة في سرعة وسهولة إنشاد الشعر ، بحيث يتذكّر الإنسان قول الله تعالى : ( وألنّا له الحديد ) !
له مؤلفات متعددة تنفع الخطباء بشكل خاص. نتمنّى له مزيداً من التوفيق لخدمة الدين والعقيدة.
79 ـ ديوان ميراث المنبر ، للشيخ المنصوري ، الطبعة الأولى ، ص 260.
80 ـ هو الحاج عبد المجيد بن علي أكبر العسكري.
وُلِدَ في مدينة كربلاء المقدسة ، عام 1347 هـ ، شاعر معاصر ، وأديب مثابر. من أشهر صفاته : التواضع ، ورقة قلبه الّتي تجعله ـ حين استماعه إلى مصائب أهل البيت ( عليهم السلام ) ـ تتسابق دموع عينيه بالإنهما ، فهنيئاً له على هذه الصفة.
له ديوان شعر مخطوط ، يقيم ـ حاليّاً ـ في مدينة قم المشرفة ـ بإيران. نتمنّى له مزيد التوفيق والسلامة من آفات الزمان.
81 ـ ديوان الحاج عبد المجيد العسكري ، مخطوط.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page