• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

اعمال يوم الأول الرجب

اعمال يوم الأول الرجب
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزءو بعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهوركالمراحل إلى الموت و ما بعده من المنازل،و انّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه فيشهوره و أيّامه، فينبغي أن يكون محلّه علىقدر ما يتفضّل اللَّه جلّ جلاله فيه منإكرامه و انعامه.
و مذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذاشهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنارسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، و ماذكرناه فيه من الفضل المكمّل، لم تجد منالمنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضلمن هذا شهر رجب، لاشتماله على وقت إرسالاللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلواتاللَّه عليه إلى عبادة و إغاثة أهل بلادهبهدايته و إرشاده،
و لأجل حرماته التي يأتي ذكرها في رواياتبركاته و خيراته.
فكن مقبلا على مواسم هذا الشهر بعقلك وقلبك، و معترفا بالمراحل و المكارمالمودعة فيك من ربّك، و املأ ظهور مطاياهمن ذخائر طاعتك لمولاه و رضاه و ممّا يسرّكان تلقاه، و اجتهد ان لا تبقى في المنزلالّذي تعلم انّك راحل عنه ما تندم على تركهأوّلًا بذلك منه، فكلّما أنت تاركه منهوبمسلوب و أنت مطلوب مغلوب، و سائر عن قليلوراء مطايا أعمالك، و نازل حيث حملت ماقدّمت من قماشك و رحالك، فاحذّر نفسي وإياك ان يكون المقتول من الذخائر ندما وشرابه علقماً و عافيته سقماً.
فهل تجد انّك تقدر على إعادة المطايا إلىدار الرّزايا تعيد عليك ما مضى من حياتك، وتستدرك ما فرّطت فيه من طاعاتك و نقلمهماتك و سعاداتك، هيهات هيهات لقد كنتتسمع و أنت في الدنيا بلسان الحال تلهّفالنادمين و تأسّف المفرطين و صارت الحجّةعليك لربّ العالمين، فاستظهر رحمك اللَّهاستظهار أهل الإمكان في الظفر بالأمان والرضوان.
و سوف نذكر من طريق الاخبار طرفا منالعبادات و الأسرار في اللّيل و النّهارالمقتضية لنعيم دار القرار، فلا تكن عنالخير نوّاماً و لا لنفسك يوم القيامةلوّاماً، و إذا لم نذكر إسناداً لكلّهافسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات انّه منبلغه اعمال صالحة و عمل بها فإنّه يظفربفضلها، و قد قدّمناها في أول المهمّات، وانّما اعددناها هاهنا في المراقبات.
فمن ذلك‏ انّنا روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللَّه عليه من كتاب ثوابالأعمال فيما رواه بإسناده إلى صفوان عنأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام انّهقال: من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان لهأجر ذلك، و ان كان رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله لم يقله.
أقول: و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوبالكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، فيباب من بلغه ثواب من اللَّه تعالى على عملفصنعه فقال ما هذا لفظه:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبيعمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثوابعلى شي‏ء فصنعه كان له و ان لم يكن كمابلغه.
و وجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالمرحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام.
و من ذلك‏ بإسنادنا أيضا إلى محمد بن يعقوب فقال: عنمحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمدبن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بنمروان قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من بلغهثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعملذلك العمل، التماس ذلك الثواب أوتيه، و انلم يكن الحديث كما بلغه.
أقول: و هذا فضل من اللَّه جلّ جلاله و كرمما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزلهفي الكتاب و لم يأمر اللَّه جلّ جلالهرسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطرذلك العمل عليك، و تصير من سعادتك في دنياكو آخرتك.
فاعلم انّ هذا له مدخل في صفات الإسعاد والإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمتهوجوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لاينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و منكلّما وصل إلى أهل مملكته، فهو زائد فيمملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيتاخباراً لابن الفرات الوزير و غيره انّهمزوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا،فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا ما وقعفي التزوير، و هي من الأحاديث المشهورةعند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذاالمكان.
و قد جاءت شريعتنا المعظّمة بنحو هذهالمساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعةالمحمّديّة انّه لو التقى صفّ المسلمين فيالحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل‏
الإسلام كلمة اعتقدها كافر انّه قد أمّنهبذلك الكلام، لكان ذلك الكافر أماناً منالقتل و درعاً له من دروع الإسلام و الفضل،و قد تناصر ورود الروايات: «ادرءوا الحدودبالشبهات»، فكن فيما نورده عاملا علىاليقين بالظفر و معترفاً بحق محمد صلواتاللَّه عليه سيّد البشر.
فضل أوّل ليلة من شهررجب بالمعقول من الأدب‏
فنقول: قد عرفت انّ الحديث المتظاهر والعمل المتناصر اتّفقا على انّ هذه أوّلليلة من شهر رجب، من الليالي الأربع التيتحيي بالعبادات و المراقبات لعالمالخفيّات، و من فضل هذه الليلة انّالإنسان لمّا خرج شهر محرّم عنه، و كأنّهقد فارق الأمان الذي جعله اللَّه جلّجلاله بالأشهر الحرم، و أخذ ذلك الأمانمنه، فإذا دخلت أوّل ليلة من شهر رجبالمقبل عليه، فقد أنعم اللَّه جلّ جلالهعليه بالأمان الّذي ذهب منه، و أدخله فيالحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه.
و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بينالخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرّقابو مفارقة ما جعلوه أماناً عند خوف العتابأو العقاب، و بين الدخول في التشريفبالمقام في معاينة الثواب، فليكن الإنسانمعترفاً للَّه جلّ جلاله في أوّل ليلة منشهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب ومتمسّكاً بقوّة هذا السبب.
و اعلم انّه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضتفي الجاهليّة و الإسلام ترك الحروب والسكون عن الفعل الحرام، فكيف يحتمل هذهالشّهور ان يقع محاربة بين العبد و مالكهفي شي‏ء من الأمور، و كيف يعظّم وقوعالمحارم بين عبد و عبد مثله و لا يعظمأضعاف ذلك بين العبد و بين مالك امره كلّه،فالحذر الحذر من التهوين باللَّه في هذهالأوقات المحرّمة، و ان يهتك العبد شيئاًمن شهورها المعظّمة.
عمل أوّل ليلة من رجب بالمنقول عن ذوي الرتب‏
فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب، وجدناه في كتب الدعوات، و مرويّ عن رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول:اللّهُمَّ أَهِّلْهُ عَلَيْنابِالْأَمْنِ وَ الإِيمانِ وَ السَّلامَةِوَ الإِسْلامِ، رَبِّي وَ رَبُّكَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى هلالرجب قال:
اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ،وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنامِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.
قال: و يستحبّ أن يقرء عند رؤية الهلالسورة الفاتحة سبع مرّات، فإنّه من قرأهاعند رؤية الهلال عافاه اللَّه من رمدالعين في ذلك الشّهر.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى الهلالكبّر ثلاثاً و هلّل ثلاثاً ثمَّ قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَشَهْرَ كَذا، وَ جاءَ بِشَهْرِ كَذا.
فضل الغسل في أول رجب و أوسطه و آخره‏
وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليهأفضل الصلوات انّه قال: من أدرك شهر رجب،فاغتسل في أوله و أوسطه و آخره، خرج منذنوبه كيوم ولدته أمّه.
حديث الملك الداعيإلى اللَّه في كلّ ليلة من رجب‏
نقلناه من كتب العبادات عن النبيّ صلواتاللَّه عليه أنّه قال: إنَّ اللَّه تعالىنصب في السّماء السَّابعة ملكاً يقال له:الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملككلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبىللذاكرين، طوبى للطّائعين، و يقول اللَّه تعالى:
أنا جليس من جالسني، و مطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشّهر شهري، و العبدعبدي، و الرّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذاالشهر أجبته، و من سألني أعطيته، و مناستهداني هديته، و جعلت هذا الشّهر حبلًابيني و بين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ.
الدعاء في أول ليلةمن رجب بعد العشاء الآخرة
روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمّد بنعيسى- و قد زكاه النّجاشي و أثنى عليه -بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال:تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الاخرةبهذا الدعاء:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ أَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّالرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّيوَ رَبِّكَ‏
لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِأَنْجِحْ طَلِبَتِي، ثمَّ تسأل حاجتك.
صلاة أول ليلة من شهررجب و الدعاء بعدها
نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب،فقال ما هذا لفظه:
تصلّي أوّل ليلة من رجب عشر ركعات مثنىمثنى، تقرء في كلِّ ركعة فاتحة الكتابمرَّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرَّة، و تقول سبعين مرَّة:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِماتُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُفِيهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْأَفِ لَكَ بِهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ وَخالَطَهُ ما لَيْسَ لَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِيقَوَّيْتُ عَلَيْهَا بِنِعْمَتِكَ وَسِتْرِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِلذُّنُوبِ الَّتِي بارَزْتُكَ بِهادُونَ خَلْقِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّسُوءٍ عَمِلْتُ.
وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاإِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُذُو الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، غافِرُالذَّنْبِ وَ قابِلُ التَّوْبِ،اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِنَفْعاً وَ لا ضَرّاً، وَ لا مَوْتاً وَ لاحَياةً وَ لا نُشُوراً إِلّا ما شاءَاللَّهُ.
و تقول بعد ذلك:
سُبْحانَكَ بِما تَعْلَمُ وَ لاأَعْلَمُ، وَ سُبْحانَكَ بِما تَبْلُغُهُأَحْكامُكَ وَ لا أَبْلُغُهُ، وَسُبْحانَكَ بِما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَلا يَبْلُغُهُ الْحَيَوانُ مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِالَّذِي يُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضاكَ، وَسُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِ الَّذِي لَمْتُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِعِلْمِكَ فِيخَلْقِكَ كُلِّهِمْ، وَ لَوْعَلَّمْتَنِي أَكْثَرَ
مِنْ هذا لَقُلْتُهُ.
اللّهُمَّ لا خَرابَ عَلى‏ ماعَمَّرْتَ، وَ لا فَقْرَ عَلى‏ ماأَغْنَيْتَ، وَ لا خَوْفَ عَلى‏ مَنْأَمِنْتَ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي، فَاقْضِها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ يارافِعَ السَّماءِ فِي الْهَواءِ، وَكابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْماءِ، وَمُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِما لا يُرى‏،صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَأَهْلُهُ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَاأَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُعَبْدِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَسَمَّيْتَ بِهِ نَفْسِكَ، أَوْأَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أَوْعَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَ ذِهابَ هَمِّي وَغَمِّي.
اللّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو يااللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، اللّهُمَّخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ وَ ضَلَّتِالْأَحْلامُ فِيكَ، وَ ضاقَتِالْأَشْياءُ دُونَكَ، وَ مَلأَ كُلَّشَيْ‏ءٍ نُورُكَ، وَ وَجِلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ مِنْكَ، وَ هَرَبَ كُلُّشَيْ‏ءٍ إِلَيْكَ، وَ تَوَكَّلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ عَلَيْكَ.
أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وَأَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَؤُدُكَ شَيْ‏ءٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، يا غافِرَزَلَّتِي، وَ يا قاضِيَ حاجَتِي، وَ يامُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَ يا وَلِيَّنِعْمَتِي، أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ عَلى‏عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمالِي،وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبالَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ،فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِيبِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ، يا مَنْ هُوَ فِيعُلُوِّهِ دانٍ، وَ فِي دُنُوِّه‏
عالٍ، وَ فِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَ فِيسُلْطانِهِ عَزِيزٌ، ائْتِنِي بِرِزْقٍمِنْ عِنْدِكَ، لا تَجْعَلْ لِأَحَدٍعَلَيَّ فِيهِ مِنَّةً، وَ لا لَكَ فِيالآخِرَةِ عَلَيَّ تَبِعَةٌ إِنَّكَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَالرَّدْمِ، وَ أَنْ اقْتَلَ فِيسَبِيلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَلَدِيغاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِأَنَّكَ مَلِكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ ما تَشاءُمِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي، وَ تَبْلُغَنِيامْنِيَّتِي، وَ تُسَهِّلَ لِيمَحَبَّتِي، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي،وَ تُوصِلَنِي إِلى‏ بُغْيَتِي سَرِيعاًعاجلًا، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
و تقول بعد ذلك و في كلِّ ليلة من لياليرجب: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ أَلف مرَّة.
صلاة أخرى في أولليلة من رجب و ثوابها
وجدنا ذلك في كتب العبادات مروياً عنالنبيّ عليه أفضل الصلوات، قال عليهالسلام: ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى فيأوَّل ليلة من رجب ثلاثين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة الحمد مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ»، ثلاث مرّات إلّا غفراللَّه له كلَّ ذنب صغير و كبير، و كتبهاللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، وبري‏ء من النفاق.

اعمال يوم الأول الرجب
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
تعظيم شهررجب و التنبيه على شرف محله و تحف فضله‏
اعلم انّنا كنا ذكرنا في أَوائل هذا الجزءو بعد إثبات أبواب هذا الكتاب انّ الشهوركالمراحل إلى الموت و ما بعده من المنازل،و انّ كلّ منزل ينزله العبد في دنياه فيشهوره و أيّامه، فينبغي أن يكون محلّه علىقدر ما يتفضّل اللَّه جلّ جلاله فيه منإكرامه و انعامه.
و مذ فارقت أيّها الناظر في كتابنا هذاشهر ربيع الأول الّذي كان فيه مولد سيدنارسول اللَّه صلّى الله عليه وآله، و ماذكرناه فيه من الفضل المكمّل، لم تجد منالمنازل المتشرّفة بزيادة المكتسب أفضلمن هذا شهر رجب، لاشتماله على وقت إرسالاللَّه جلّ جلاله رسوله محمّداً صلواتاللَّه عليه إلى عبادة و إغاثة أهل بلادهبهدايته و إرشاده،
و لأجل حرماته التي يأتي ذكرها في رواياتبركاته و خيراته.
فكن مقبلا على مواسم هذا الشهر بعقلك وقلبك، و معترفا بالمراحل و المكارمالمودعة فيك من ربّك، و املأ ظهور مطاياهمن ذخائر طاعتك لمولاه و رضاه و ممّا يسرّكان تلقاه، و اجتهد ان لا تبقى في المنزلالّذي تعلم انّك راحل عنه ما تندم على تركهأوّلًا بذلك منه، فكلّما أنت تاركه منهوبمسلوب و أنت مطلوب مغلوب، و سائر عن قليلوراء مطايا أعمالك، و نازل حيث حملت ماقدّمت من قماشك و رحالك، فاحذّر نفسي وإياك ان يكون المقتول من الذخائر ندما وشرابه علقماً و عافيته سقماً.
فهل تجد انّك تقدر على إعادة المطايا إلىدار الرّزايا تعيد عليك ما مضى من حياتك، وتستدرك ما فرّطت فيه من طاعاتك و نقلمهماتك و سعاداتك، هيهات هيهات لقد كنتتسمع و أنت في الدنيا بلسان الحال تلهّفالنادمين و تأسّف المفرطين و صارت الحجّةعليك لربّ العالمين، فاستظهر رحمك اللَّهاستظهار أهل الإمكان في الظفر بالأمان والرضوان.
و سوف نذكر من طريق الاخبار طرفا منالعبادات و الأسرار في اللّيل و النّهارالمقتضية لنعيم دار القرار، فلا تكن عنالخير نوّاماً و لا لنفسك يوم القيامةلوّاماً، و إذا لم نذكر إسناداً لكلّهافسوف نذكر أحاديث مسندة عن الثقات انّه منبلغه اعمال صالحة و عمل بها فإنّه يظفربفضلها، و قد قدّمناها في أول المهمّات، وانّما اعددناها هاهنا في المراقبات.
فمن ذلك‏ انّنا روينا بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه رضوان اللَّه عليه من كتاب ثوابالأعمال فيما رواه بإسناده إلى صفوان عنأبي عبد اللَّه الصادق عليه السلام انّهقال: من بلغه شي‏ء من الخير فعمل به كان لهأجر ذلك، و ان كان رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله لم يقله.
أقول: و من ذلك ما رويناه بإسنادنا إلى محمد بن يعقوبالكليني رحمه اللَّه من كتاب الكافي، فيباب من بلغه ثواب من اللَّه تعالى على عملفصنعه فقال ما هذا لفظه:
علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبيعمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد اللَّهعليه السلام قال: من سمع شيئاً من الثوابعلى شي‏ء فصنعه كان له و ان لم يكن كمابلغه.
و وجدنا هذا الحديث في أصل هشام بن سالمرحمه اللَّه عن الصادق عليه السلام.
و من ذلك‏ بإسنادنا أيضا إلى محمد بن يعقوب فقال: عنمحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمدبن سنان، عن عمران الزعفراني، عن محمد بنمروان قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من بلغهثواب من اللَّه عزّ و جلّ على عمل، فعملذلك العمل، التماس ذلك الثواب أوتيه، و انلم يكن الحديث كما بلغه.
أقول: و هذا فضل من اللَّه جلّ جلاله و كرمما كان في الحساب، انك تعمل عملا لم ينزلهفي الكتاب و لم يأمر اللَّه جلّ جلالهرسوله ان يبلّغه إليك فتسلم ان يكون خطرذلك العمل عليك، و تصير من سعادتك في دنياكو آخرتك.
فاعلم انّ هذا له مدخل في صفات الإسعاد والإرفاد، فكيف لا يكون في صفات رحمتهوجوده لذاته و من لا نهاية لهباته و من لاينقصه الإحسان و لا يزيده الحرمان، و منكلّما وصل إلى أهل مملكته، فهو زائد فيمملكته و تعظيم دولته، و لقد رويت و رأيتاخباراً لابن الفرات الوزير و غيره انّهمزوّر عليهم جماعة رقاعاً بالعطايا،فعلموا انّها زوّر عليهم و أطلقوا ما وقعفي التزوير، و هي من الأحاديث المشهورةعند الأعيان فلا أطيل بذكرها في هذاالمكان.
و قد جاءت شريعتنا المعظّمة بنحو هذهالمساعي المكرمة، و ذاك انّ حكم الشريعةالمحمّديّة انّه لو التقى صفّ المسلمين فيالحرب بصفّ الكافرين فتكلّم واحد من أهل‏
الإسلام كلمة اعتقدها كافر انّه قد أمّنهبذلك الكلام، لكان ذلك الكافر أماناً منالقتل و درعاً له من دروع الإسلام و الفضل،و قد تناصر ورود الروايات: «ادرءوا الحدودبالشبهات»، فكن فيما نورده عاملا علىاليقين بالظفر و معترفاً بحق محمد صلواتاللَّه عليه سيّد البشر.
فضل أوّل ليلة من شهررجب بالمعقول من الأدب‏
فنقول: قد عرفت انّ الحديث المتظاهر والعمل المتناصر اتّفقا على انّ هذه أوّلليلة من شهر رجب، من الليالي الأربع التيتحيي بالعبادات و المراقبات لعالمالخفيّات، و من فضل هذه الليلة انّالإنسان لمّا خرج شهر محرّم عنه، و كأنّهقد فارق الأمان الذي جعله اللَّه جلّجلاله بالأشهر الحرم، و أخذ ذلك الأمانمنه، فإذا دخلت أوّل ليلة من شهر رجبالمقبل عليه، فقد أنعم اللَّه جلّ جلالهعليه بالأمان الّذي ذهب منه، و أدخله فيالحمى و الحرم الذي كان قد خرج عنه.
و ما يخفى عن ذوي الألباب الفرق بينالخروج عن حمى الملوك الحاكمين في الرّقابو مفارقة ما جعلوه أماناً عند خوف العتابأو العقاب، و بين الدخول في التشريفبالمقام في معاينة الثواب، فليكن الإنسانمعترفاً للَّه جلّ جلاله في أوّل ليلة منشهر رجب بهذا الفضل الذي غير محتسب ومتمسّكاً بقوّة هذا السبب.
و اعلم انّه إذا كانت أشهر الحرم قد اقتضتفي الجاهليّة و الإسلام ترك الحروب والسكون عن الفعل الحرام، فكيف يحتمل هذهالشّهور ان يقع محاربة بين العبد و مالكهفي شي‏ء من الأمور، و كيف يعظّم وقوعالمحارم بين عبد و عبد مثله و لا يعظمأضعاف ذلك بين العبد و بين مالك امره كلّه،فالحذر الحذر من التهوين باللَّه في هذهالأوقات المحرّمة، و ان يهتك العبد شيئاًمن شهورها المعظّمة.
عمل أوّل ليلة من رجب بالمنقول عن ذوي الرتب‏
فمن ذلك الدعاء عند هلال رجب، وجدناه في كتب الدعوات، و مرويّ عن رسولاللَّه صلّى الله عليه وآله أنّه كان يقول:اللّهُمَّ أَهِّلْهُ عَلَيْنابِالْأَمْنِ وَ الإِيمانِ وَ السَّلامَةِوَ الإِسْلامِ، رَبِّي وَ رَبُّكَاللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى هلالرجب قال:
اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ،وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَغَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنامِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ.
قال: و يستحبّ أن يقرء عند رؤية الهلالسورة الفاتحة سبع مرّات، فإنّه من قرأهاعند رؤية الهلال عافاه اللَّه من رمدالعين في ذلك الشّهر.
و روي أنّه عليه السلام كان إذا رأى الهلالكبّر ثلاثاً و هلّل ثلاثاً ثمَّ قال:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَشَهْرَ كَذا، وَ جاءَ بِشَهْرِ كَذا.
فضل الغسل في أول رجب و أوسطه و آخره‏
وجدناه في كتب العبادات عن النبي عليهأفضل الصلوات انّه قال: من أدرك شهر رجب،فاغتسل في أوله و أوسطه و آخره، خرج منذنوبه كيوم ولدته أمّه.
حديث الملك الداعيإلى اللَّه في كلّ ليلة من رجب‏
نقلناه من كتب العبادات عن النبيّ صلواتاللَّه عليه أنّه قال: إنَّ اللَّه تعالىنصب في السّماء السَّابعة ملكاً يقال له:الداعي، فإذا دخل شهر رجب ينادي ذلك الملككلَّ ليلة منه إلى الصّباح: طوبىللذاكرين، طوبى للطّائعين، و يقول اللَّه تعالى:
أنا جليس من جالسني، و مطيع من أطاعني، وغافر من استغفرني، الشّهر شهري، و العبدعبدي، و الرّحمة رحمتي، فمن دعاني في هذاالشهر أجبته، و من سألني أعطيته، و مناستهداني هديته، و جعلت هذا الشّهر حبلًابيني و بين عبادي، فمن اعتصم به وصل إليّ.
الدعاء في أول ليلةمن رجب بعد العشاء الآخرة
روينا بإسنادنا إلى أحمد بن محمّد بنعيسى- و قد زكاه النّجاشي و أثنى عليه -بإسناده إلى أبي جعفر عليه السلام قال:تدعو في أوّل ليلة من رجب بعد عشاء الاخرةبهذا الدعاء:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَمَلِيكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ أَنَّكَ ماتَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّالرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِإِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّيوَ رَبِّكَ‏
لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ، وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِأَنْجِحْ طَلِبَتِي، ثمَّ تسأل حاجتك.
صلاة أول ليلة من شهررجب و الدعاء بعدها
نقلناه من كتاب المختصر من كتاب المنتخب،فقال ما هذا لفظه:
تصلّي أوّل ليلة من رجب عشر ركعات مثنىمثنى، تقرء في كلِّ ركعة فاتحة الكتابمرَّة واحدة، و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» مائة مرَّة، و تقول سبعين مرَّة:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِماتُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُفِيهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَعْطَيْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ لَمْأَفِ لَكَ بِهِ، وَ أَسْتَغْفِرُكَ لِماأَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ وَخالَطَهُ ما لَيْسَ لَكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِلذُّنُوبِ الَّتِيقَوَّيْتُ عَلَيْهَا بِنِعْمَتِكَ وَسِتْرِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِلذُّنُوبِ الَّتِي بارَزْتُكَ بِهادُونَ خَلْقِكَ، وَ أَسْتَغْفِرُكَلِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُ وَ لِكُلِّسُوءٍ عَمِلْتُ.
وَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاإِلهَ إِلّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُذُو الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، غافِرُالذَّنْبِ وَ قابِلُ التَّوْبِ،اسْتِغْفارَ مَنْ لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِنَفْعاً وَ لا ضَرّاً، وَ لا مَوْتاً وَ لاحَياةً وَ لا نُشُوراً إِلّا ما شاءَاللَّهُ.
و تقول بعد ذلك:
سُبْحانَكَ بِما تَعْلَمُ وَ لاأَعْلَمُ، وَ سُبْحانَكَ بِما تَبْلُغُهُأَحْكامُكَ وَ لا أَبْلُغُهُ، وَسُبْحانَكَ بِما أَنْتَ مُسْتَحِقُّهُ وَلا يَبْلُغُهُ الْحَيَوانُ مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِالَّذِي يُوجِبُ عَفْوَكَ وَ رِضاكَ، وَسُبْحانَكَ بِالتَّسْبِيحِ الَّذِي لَمْتُطْلِعْ عَلَيْهِ أَحَداً مِنْخَلْقِكَ، وَ سُبْحانَكَ بِعِلْمِكَ فِيخَلْقِكَ كُلِّهِمْ، وَ لَوْعَلَّمْتَنِي أَكْثَرَ
مِنْ هذا لَقُلْتُهُ.
اللّهُمَّ لا خَرابَ عَلى‏ ماعَمَّرْتَ، وَ لا فَقْرَ عَلى‏ ماأَغْنَيْتَ، وَ لا خَوْفَ عَلى‏ مَنْأَمِنْتَ، وَ أَنَا بَيْنَ يَدَيْكَ وَأَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي، فَاقْضِها ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ يارافِعَ السَّماءِ فِي الْهَواءِ، وَكابِسَ الْأَرْضِ عَلَى الْماءِ، وَمُنْبِتَ الْخُضْرَةِ بِما لا يُرى‏،صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ افْعَلْ بِي ما أَنْتَأَهْلُهُ، وَ لا تَفْعَلْ بِي ما أَنَاأَهْلُهُ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَ ابْنُعَبْدِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍفِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضاؤُكَ،أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَسَمَّيْتَ بِهِ نَفْسِكَ، أَوْأَنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أَوْعَلَّمْتَهُ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ أَنْتَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَجَلاءَ حُزْنِي، وَ ذِهابَ هَمِّي وَغَمِّي.
اللّهُمَّ رَحْمَتَكَ أَرْجُو يااللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، اللّهُمَّخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لَكَ وَ ضَلَّتِالْأَحْلامُ فِيكَ، وَ ضاقَتِالْأَشْياءُ دُونَكَ، وَ مَلأَ كُلَّشَيْ‏ءٍ نُورُكَ، وَ وَجِلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ مِنْكَ، وَ هَرَبَ كُلُّشَيْ‏ءٍ إِلَيْكَ، وَ تَوَكَّلَ كُلُّشَيْ‏ءٍ عَلَيْكَ.
أَنْتَ الرَّفِيعُ فِي جَلالِكَ، وَأَنْتَ الْبَهِيُّ فِي جَمالِكَ، وَأَنْتَ الْعَظِيمُ فِي قُدْرَتِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي لا يَؤُدُكَ شَيْ‏ءٌ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، يا غافِرَزَلَّتِي، وَ يا قاضِيَ حاجَتِي، وَ يامُفَرِّجَ كُرْبَتِي، وَ يا وَلِيَّنِعْمَتِي، أَعْطِنِي مَسْأَلَتِي لاإِلهَ إِلَّا أَنْتَ.
أَصْبَحْتُ وَ أَمْسَيْتُ عَلى‏عَهْدِكَ وَ وَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ،أَعُوذُ بِكَ مِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمالِي،وَ أَسْتَغْفِرُكَ مِنَ الذُّنُوبالَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ،فَاغْفِرْ لِي وَ ارْحَمْنِيبِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ، يا مَنْ هُوَ فِيعُلُوِّهِ دانٍ، وَ فِي دُنُوِّه‏
عالٍ، وَ فِي إِشْراقِهِ مُنِيرٌ، وَ فِيسُلْطانِهِ عَزِيزٌ، ائْتِنِي بِرِزْقٍمِنْ عِنْدِكَ، لا تَجْعَلْ لِأَحَدٍعَلَيَّ فِيهِ مِنَّةً، وَ لا لَكَ فِيالآخِرَةِ عَلَيَّ تَبِعَةٌ إِنَّكَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَالْحَرَقِ وَ الشَّرَقِ وَ الْهَدْمِ وَالرَّدْمِ، وَ أَنْ اقْتَلَ فِيسَبِيلِكَ مُدْبِراً أَوْ أَمُوتَلَدِيغاً، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِأَنَّكَ مَلِكٌ، وَ أَنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ مُقْتَدِرٌ، وَ ما تَشاءُمِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ عَلى‏ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي، وَ تَبْلُغَنِيامْنِيَّتِي، وَ تُسَهِّلَ لِيمَحَبَّتِي، وَ تُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي،وَ تُوصِلَنِي إِلى‏ بُغْيَتِي سَرِيعاًعاجلًا، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ ياأَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
و تقول بعد ذلك و في كلِّ ليلة من لياليرجب: لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ أَلف مرَّة.
صلاة أخرى في أولليلة من رجب و ثوابها
وجدنا ذلك في كتب العبادات مروياً عنالنبيّ عليه أفضل الصلوات، قال عليهالسلام: ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّى فيأوَّل ليلة من رجب ثلاثين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة الحمد مرّة و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ»، ثلاث مرّات إلّا غفراللَّه له كلَّ ذنب صغير و كبير، و كتبهاللَّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، وبري‏ء من النفاق.

صلاة أخرى في أوَّل ليلة من رجب

صلاة أخرى في أوَّل ليلة من رجب:
و رأيت في كتاب روضة العابدين المقدم ذكرهصلاة في أوَّل ليلة من رجب، ذكر لها فضلًانذكر شرحها، قال: عن النبيّ صلّى الله عليهوآله: من صلّى المغرب أوَّل ليلة من رجبثمَّ يصلّي بعدها عشرين ركعة، يقرأ فيكلِّ ركعة فاتحة الكتاب و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مرَّة، و يسلّم بعد كلِّركعتين، قال رسول اللَّه صلّى الله عليهوآله: أ تدرون ما ثوابه؟ قالوا: اللَّه ورسوله أعلم، قال: فانَّ الرُّوح الأمينعلّمني ذلك، و حسر رسول اللَّه صلّى اللهعليه وآله عن ذراعيه و قال: حفظ و اللَّه فينفسه و أهله و ماله و ولده، و أجير من عذابالقبر، و جاز على الصراط كالبرق الخاطف منغير حساب.

صلاة أخرى في أول ليلة من رجب

صلاة أخرى في أول ليلة من رجب:
رأيناها في كتاب روضة العابدين المذكورعن النبيّ صلّى الله عليه وآله يقول: منصلّى ركعتين في أوَّل ليلة من رجب بعدالعشاء يقرأ في أوَّل ركعة فاتحة الكتاب،و «أَ لَمْ نَشْرَحْ» مرّة، و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرّات، و في الركعةالثانية فاتحة الكتاب و «أَ لَمْنَشْرَحْ» مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُأَحَدٌ» و المعوذتين. ثمّ يتشهّد و يسلّم،ثمَّ يهلّل اللَّه تعالى ثلاثين مرّة، ويصلّي على النبيّ صلّى الله عليه وآلهثلاثين مرّة، فإنّه يغفر له ما سلف منذنوبه، و يخرجه من الخطايا كيوم ولدتهأمّه.
ينبغي ان يكونالعارف عليه من المراقبات، في أوّل ليلةمن شهر رجب إذا تفرّغ من العباداتالمرويات المكرمات‏
اعلم انّ هذه اللّيلة موسم جليل المقامجزيل الانعام، أراد اللّه جلّ جلاله منعباده ان يطيعوه في مراده، بإحيائهابعباداته و طلب إسعاده و انجاده و إرفاده وهباته، فاذكر لو انّ ملك زمانك أحضرك وأطلق عنان إمكانك في ان تكون ليلة من عدّةشهور حاضرا فيها بين يديه، لتطلب منه ماتحتاج إليه، و تكون أنت فقيراً في كلّأمورك إليه، كيف كنت تكون مع ذلك السلطان،فاجعل حالك مع اللّه جلّ جلاله في هذهاللّيلة على نحو ذلك الاجتهاد، بغايةالإمكان.
و لا تكن حرمة اللّه جلّ جلاله و هيبةحضرته و ما دعاك إليه من خدمته و عرض عليكمن نعمته، دون عبد من عباده، و ارحم نفسكان يراك فيها مهوّناً باتّباع مراده،فكأنّك قد أخرجت نفسك من حمى أمان هذاالشهر العظيم الشأن و عرّضت نفسك للهوانأو الخذلان.
و قد نبّهنا فيما ذكرناه في أمثال هذهاللّيلة الّتي تحيي بالعبادة على مايستغنى به عن الزيادة، فان لم تظفر بمعناهفاعلم:
انّ المراد من إحيائها الّذي ذكرنا، انتكون حركاتك و سكناتك و إراداتك‏
و كراهاتك في هذه اللّيلة السعيدة، علىنيّة أنّها عبادات اللّه جلّ جلاله خالصةلأبوابه المقدّسة المجيدة، كما انّك إذاجالست فيها أعظم سلطان في الوجود، فاننفسك مراغبة لرضاه، كيف كنت من قيام و قعودو مأكول و مشروب و مطلوب و محبوب، و لايكلّفك اللّه ما لا تقدر عليه، بل ما يصحّمنك لسلطان هو مملوكه و من أفقر الفقراءإليه، و ان غلبك نوم فيكون نوم المتأدّبينبين يدي ربّ العالمين، الّذين يقصدونبالرّقاد القوّة على طاعته و زيادةالاجتهاد.
و تسلّم أعمالك فيها بلسان الحال و المقالإلى من يكون حديث تلك اللّيلة إليه، منالحمأة و الخفراء في الأيّام و الأعمال،ليتمّ ما نقص عليك و يكون فيما تحتاج إليهمن اللّه جلّ جلاله شفيعاً لك و بين يديك.

فضل صوم أوّل يوم من رجب و يوم من وسطه و يوم من آخره‏

فضل صوم أوّل يوم من رجب و يوم من وسطه و يوم من آخره‏
رويناه بإسنادنا إلى أبي جعفر بن بابويهقدس اللّه روحه من أماليه، و من عيون اخبارالرضا عليه السلام بإسناده إلى الرضا عليهالسلام قال: من صام أوّل يوم من رجب رغبة فيثواب اللّه عزّ و جلّ وجبت له الجنّة، و منصام يوماً من وسطه شفّع في مثل ربيعة ومضر، و من صام يوماً في آخره جعله اللّهعزّ و جلّ من ملوك الجنّة، و شفّعه في أبيهو أمّه، و ابنه و ابنته، و أخيه و أخته، وعمّه و عمّته، و خاله و خالته، و معارفه وجيرانه، و ان كانوا مستوجبي النار.

صوم أوّل يوم من رجب و ثلاثة أيام لم يعين وقتها

صوم أوّل يوم من رجب و ثلاثة أيام لم يعين وقتها
روينا ذلك بإسنادنا إلى أبي جعفر بنبابويه من كتاب من لا يحضره الفقيه، فقالما هذا لفظه: قال: قال أبو الحسن موسى بنجعفر عليه السلام: رجب شهر عظيم، يضاعفاللّه فيه الحسنات، و يمحو فيه السيئات،من صام يوماً من رجب تباعدت عنه النارمسيرة سنة، و من صام ثلاثة أيام وجبت لهالجنّة.

فضل أول يوم من رجب أيضا و صوم اليوم الأول منه و سبعة منه وثمانية و عشرة و خمسة عشر

فضل أول يوم من رجب أيضا و صوم اليوم الأول منه و سبعة منه وثمانية و عشرة و خمسة عشر
روينا ذلك بإسنادنا إلى جدي أبي جعفرالطوسي بإسناده إلى علي بن الحسن بن فضالمن كتاب الصوم له من تهذيب الأحكام، فقالفي التهذيب ما هذا لفظه: قال:
حدثنا كثير بيّاع النوى، قال: سمعت أباجعفر عليه السلام يقول: سمع نوح عليهالسلام صوت السفينة على الجودي فخاف عليه،فأخرج رأسه من جانب السفينة، فرفع يده وأشار بإصبعه و هو يقول: رهمان أتقن، وتأويلهما: يا ربّ أحسن، و ان نوحا عليهالسلام لمّا ركب السفينة ركبها في أوّليوم من رجب، فأمر من معه من الجن و الإنس أنيصوموا ذلك اليوم، و قال: من صامه منكمتباعدت عنه النار مسيرة سنة، و من صام سبعةأيام منه غلّقت عنه أبواب النيران السبعة،و ان صام ثمانية أيّام فتحت له أبوابالجنّة الثمانية، و من صام عشرة أيام أعطيمسألته، و من صام خمسة عشر يوما قيل له:استأنف العمل فقد غفر لك، و من زاد زادهاللّه.


عمل أول يوم من رجب من صلوات‏

عمل أول يوم من رجب من صلوات
فمن ذلك صلاة أوّل كل شهر و دعاؤها والصدقة بعدها، و قد ذكرنا ذلك عند عمل كلّشهر من الجزء الخامس من المهمات ما يكونأرجح.
و من ذلك ما رواه سلمان الفارسي رضوان اللّه عليه قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: ياسلمان الّا أعلّمك شيئا من غرائب الكنز؟قلت: بلى يا رسول اللّه، قال: إذا كان أوّليوم من رجب تصلّي عشر ركعات، تقرء في كلّركعة فاتحة الكتاب مرّة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات، غفر اللّه لكذنوبك كلّها من اليوم الذي جرى عليك القلمإلى هذه الليلة و وقاك اللّه فتنة القبر وعذاب يوم القيامة و صرف عنك الجذام و البرصو ذات الجنب.
و من الصّلاة في أوّل يوم من شهر رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جماعة، منهم جدي أبيجعفر الطوسي رحمه اللّه بإسناده فيما ذكرهفي المصباح فقال: و روى سلمان الفارسي رضياللّه عنه قال: دخلت على رسول اللّه صلّىالله عليه وآله في آخر يوم من جمادى الآخرةفي وقت لم ادخل عليه فيه قبله، قال: ياسلمان أنت منّا أهل البيت أ فلا أحدّثك؟قلت: بلى فداك أبي و أمّي يا رسول اللّه،قال: يا سلمان ما من مؤمن و لا مؤمنة صلّىفي هذا الشهر ثلاثين ركعة و هو شهر رجب،يقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة و «قُلْهُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و «قُلْيا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاث مرات،الّا محا اللّه تعالى عنه كلّ ذنب عمله‏

في صغره و كبره و أعطاه اللّه سبحانه منالأجر كمن صام ذلك الشهر كلّه، و كتب عنداللّه من المصلّين إلى السنة المقبلة، ورفع له في كلّ يوم عمل شهيد من شهداء بدر، وكتب له بصوم كلّ يوم يصومه منه عبادة سنة ورفع له ألف درجة، فإن صام الشهر كله أنجاهاللّه عزّ و جلّ من النار و أوجب لهالجنّة، يا سلمان أخبرني بذلك جبرئيل عليهالسلام و قال: يا محمّد هذه علامة بينكم وبين المنافقين، لانّ المنافقين لا يصلّونذلك.
قال سلمان: فقلت: يا رسول اللّه أخبرني كيفأصلّي هذه الثلاثين ركعة و متى أصلّيها؟قال: يا سلمان تصلّي في أوّله عشر ركعاتتقرء في كلّ ركعة فاتحة الكتاب مرة واحدة و«قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ثلاث مرات و«قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ» ثلاثمرات، فإذا سلّمت رفعت يديك و قلت:
لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَ لَهُالْحَمْدُ، يُحْيِي وَ يُمِيتُ وَ هُوَحَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما اعْطَيْتَ وَ لامُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَ لا يَنْفَعُذَا الْجِدِّ مِنْكَ الْجِدُّ، ثم امسحبهما وجهك.
و من الصّلوات في أوّل يوم من شهر رجب ما رأيناه في يد بعض أصحابنا من كتب العباداتمرويّاً عن النبيّ صلّى الله عليه وآله،قال: تصلّي أول يوم من رجب اربع ركعاتبتسليمة، الأوّلة بالحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» عشر مرات، و في الثانيةبالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «قُلْ يا أَيُّهَاالْكافِرُونَ» ثلاث مرات، و في الثالثةالحمد مرة و «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»عشر مرات و «أَلْهاكُمُ التَّكاثُرُ»مرة، و في الرابعة الحمد مرة و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمسة و عشرين مرة و آيةالكرسي ثلاث مرات.
ذكر صلاة في يوم من رجب، وجدتها بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بن عباس قال:قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله:
من صام يوماً من رجب و صلّى فيه اربعركعات، يقرء في أوّل ركعة مائة مرة آيةالكرسي، و يقرء في الثانية «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» مأتي مرة لم يمت حتّى يرىمقعده من الجنّة أو يرى له.

ذكر قراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فييوم الجمعة من رجب

ذكر قراءة «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» فييوم الجمعة من رجب:
رأيت في حديث بإسناد انّ من قرء في يومالجمعة من رجب «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ»مائة مرة كان له نوراً يوم. القيامة يسعىبه إلى الجنّة.
و ان كان أول يوم من رجب الجمعة ففيه صلاةزائدة.
ذكر صلاة يوم الجمعة من رجب، وجدناه بإسناد متّصل إلى عبد اللّه بنعباس قال:
قال رسول اللّه صلّى الله عليه وآله: منصلّى يوم الجمعة في شهر رجب ما بين الظهر والعصر اربع ركعات، يقرء في كلّ ركعة الحمدمرة و آية الكرسي سبع مرّات و «قُلْ هُوَاللَّهُ أَحَدٌ» خمس مرات، ثم قال:
اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَإِلَّا هُوَ وَ اسْأَلُهُ التَّوْبَةَ-عشر مرات، كتب اللّه تبارك و تعالى له منيوم يصلّيها إلى يوم يموت كلّ يوم ألف حسنةو أعطاه اللّه تعالى بكل آية قرأها مدينةفي الجنة من ياقوتة حمراء، و بكل حرف قصراًفي الجنّة من درّة بيضاء، و زوّجه اللّهتعالى من الحور العين و رضي عنه رضا لا سخطبعده و كتب من العابدين، و ختم اللّه تعالىله بالسعادة و المغفرة، و كتب اللّه لهبكلّ ركعة صلّاها خمسين ألف صلاة و توّجهبألف تاج، و يسكن الجنّة مع الصديقين و لايخرج من الدّنيا حتى يرى مقعده من الجنّة.

الدعوات في أول يوم من رجب و في كلّ يوم منه‏

الدعوات في أول يوم من رجب و في كلّ يوم منه‏
نقلناه من كتاب المختصر من المنتخب، فقال:و تقول في أول يوم من رجب:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا اللَّهُيا اللَّهُ يا اللَّهُ، أَنْتَ اللَّهُالْقَدِيمُ الْأَزَلِيُّ الْمَلِكُالْعَظِيمُ، أَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّالْقَيُّومُ الْمَوْلَى السَّمِيعُالْبَصِيرُ، يا مَنِ الْعِزُّ وَالْجَلالُ، وَ الْكِبْرِياءُ وَالْعَظَمَةُ، وَ الْقُوَّةُ وَ الْعِلْمُوَ الْقُدْرَةُ، وَ النُّورُ وَالرُّوحُ، وَ الْمَشِيَّةُ وَ الْحَنانُوَ الرَّحْمَةُ وَ الْمُلْكُلِرُبُوبِيَّتِهِ، نُورُكَ أَشْرَقَلَهُ كُلُّ نُورٍ، وَ خَمَدَ لَهُ كُلُّنارٍ، وَ انْحَصَرَ لَهُ كُلُّالظُّلُماتِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قِدَمِكَ وَأَزَلِكَ وَ نُورِكَ، وَ بِالاسْمِالْأَعْظَمِ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْكِبْرِيائِكَ وَ جَبَرُوتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَ عِزِّكَ، وَ بِجُودِكَالَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ،وَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهامِنْ رَأْفَتِكَ، وَ بِرَأْفَتِكَالَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ جُودِكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْغَيْبِكَ، وَ بِغَيْبِكَ وَ إِحاطَتِكَوَ قِيامِكَ وَ دَوامِكَ وَ قِدَمِكَ.
وَ أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَالْحُسْنى‏ لا إِلهَ إِلَّا أنْتَالْواحِدُ الْأَحَدُ الْفَرْدُالصَّمَدُ الْحَيُّ، الْأَوَّلُ الآخِرُالظّاهِرُ الْباطِنُ، وَ لَكَ كُلُّاسْمٍ عَظِيمٍ، وَ كُلُّ نُورٍ وَ غَيْبٍ،وَ عِلْمٍ وَ مَعْلُومٍ، وَ مُلْكٍ وَشَأْنٍ، وَ بِلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَتَقَدَّسْتَ وَ تَعالَيْتَ عُلُواكَبِيراً.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّاسْمٍ هُوَ لَكَ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ،طَيِّبٍ مُبارَكٍ مُقَدَّسٍ،أَنْزَلْتَهُ فِي كُتُبِكَ وَأَجْرَيْتَهُ فِي الذِّكْرِ عِنْدَكَ، وَتَسَمَّيْتَ بِهِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْخَلْقِكَ أَوْ سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْمَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ بِخَيْرٍ تُعْطِيهِفَأَعْطَيْتَهُ، أَوْ شَرٍّ تَصْرفُهُفَصَرَفْتَهُ، يَنْبَغِي أَنْأَسْأَلُكَ بِهِ.
فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تَنْصُرَنِيعَلى‏ أَعْدائِي وَ تَغْلِبَ ذِكْرِيعَلى‏ نِسْيانِي، اللّهُمَّ اجْعَلْلِعَقْلِي عَلى‏ هَوايَ سُلْطاناًمُبِيناً، وَ اقْرِنْ اخْتِيارِيبِالتَّوْفِيقِ، وَ اجْعَلْ صاحِبِيالتَّقْوى‏، وَ أَوْزِعْنِي شُكْرَكَعَلى‏ مَواهِبِكَ.
وَ اهْدِنِي اللّهُمَّ بِهُداكَ إِلى‏سَبِيلِكَ الْمُقِيمِ وَ صِراطِكَالْمُسْتَقِيمِ، وَ لا تُمَلِّكْزِمامِيَ الشَّهَواتِ فَتَحْمِلُنِيعَلَى طَرِيقِ الْمَخْذُولِينَ، وَ حُلْبَيْنِي وَ بَيْنَ الْمُنْكَراتِ، وَاجْعَلْ لِي عِلْماً نافِعاً، وَأَغْرِسْ فِي قَلْبِي حُبَّالْمَعْرُوفِ‏
وَ لا تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَ تُبْعَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُالرَّحِيمُ.
وَ عَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِوَ يُمْنَهُ، وَ ارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَ قِنِيالْمَحْذُورَ فِيهِ، وَ أَعِنِّي عَلى‏ما أُحِبُّهُ مِنَ الْقِيامِ بِحَقِّهِ،وَ مَعْرِفَةِ فَضْلِهِ، وَ اجْعَلْنِيفِيهِ مِنَ الْفائِزِينَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَالْمُتَعالِ الْجَلِيلِ الْعَظِيمِ، وَبِاسْمِكَ الْواحِدِ الصَّمَدِ، وَبِاسْمِكَ الْعَزِيزِ الْأَعْلى، وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنى‏ كُلِّها، يامَنْ خَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ وَ ذَلَّتْ لَهُالْأَعْناقُ، وَ وَجِلَتْ مِنْهُالْقُلُوبُ، وَ دانَ لَهُ كُلُّ شَيْ‏ءٍ،وَ قامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لاتُدْرِكُكَ الْأَبْصارُ وَ أَنْتَتُدْرِكُ الْأَبْصارَ وَ أَنْتَاللَّطِيفُ الْخَبِيرُ.
يا رَبَّ جَبْرَئِيلَ وَ مِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ، وَ جَمِيعِ الْمَلائِكَةِالْمُقَرَّبِينَ وَ الْكَروبِيِّينَ وَالْكِرامِ الْكاتِبِينَ، وَ جَمِيعِالْمَلائِكَةِ الْمُسَبِّحِينَبِحَمْدِكَ، وَ رَبَّ آدَمَ وَ شيثَ وَإِدْرِيسَ، وَ نُوحٍ وَ هُودٍ وَ صالِحٍ،وَ إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَ لُوطٍ، وَ يَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَ الْأَسْباطَ وَ أَيُّوبَ وَمُوسى‏ وَ هارُونَ وَ شُعَيْبٍ، وَداوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَرْمِيا، وَعُزَيْرٍ وَ حِزْقِيلَ، وَ شَعْيا وَإِلْياسَ، وَ الْيَسَعَ وَ يُونُسَ وَ ذِيالْكِفْلِ، وَ زَكَرِيّا وَ يَحْيى‏، وَعِيسى‏ وَ جِرْجِيسَ، وَ مُحَمَّدٍصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ،وَ عَلى‏ مَلائِكَةِ اللَّهِالْمُقَرَّبِينَ وَ الْكِرامِالْكاتِبِينَ وَ جَمِيعِ الأَمْلاكِالْمُسَبِّحِينَ وَ سَلَّمَ تَسْلِيماًكَثِيراً.
أَنْتَ رَبُّنَا الْأَوَّلُ الآخِرُ،الظّاهِرُ الْباطِنُ، الَّذِي خَلَقْتَالسَّماواتِ وَ الْأَرَضِينَ ثُمَّاسْتَوَيْتَ عَلَى الْعَرْشِالْمَجِيدِ، بِأَسْمائِكَ الْحُسْنى‏تُبْدِئُ وَ تُعِيدُ، وَ تُغْشِياللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُحَثِيثاً، وَ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَ الْفُلْكُ وَ الدُّهُورُوَ الْخَلْقُ مُسَخَّرُونَ بِأَمْرِكَ،تَبارَكْتَ وَ تَعالَيْتَ يا رَبَّالْعالَمِينَ.
لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ الْحَنّانُالْمَنّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، ذُو الْجَلالِ‏
وَ الإِكْرامِ، لَوْ كانَ الْبَحْرُمِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَالْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُرَبِّي وَ لَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِمَدَداً.
تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الْجِبَالِ وَمَكائِيلَ الْبِحارِ وَ عَدَدَالرِّمالِ، وَ قَطْرَ الْأَمْطارِ، وَوَرَقَ الْأَشْجارِ، وَ نُجُومَالسَّماءِ وَ ما أَظْلَمَ عَلَيْهِاللَّيْلُ وَ أَشْرَقَ عَلَيْهِالنَّهارُ، لا يُوارِي مِنْكَ سَماءٌسَماءً وَ لا أَرْضٌ أَرْضاً، وَ لابَحْرٌ مُتَطابِقٌ، وَ لا ما بَيْنَ سَدِّالرُّتُوقِ، وَ لا ما فِي الْقَرارِ مِنَالْهَباءِ الْمَبْثُوثِ.
أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِالْمَكْنُونِ النُّورِ الْمُنِيرِ،الْحَقِّ الْمُبِينِ، الَّذِي هُوَ نُورٌمِنْ نُورٍ وَ نُورٌ عَلى‏ نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَ نُورٌ مَعَكُلِّ نُورٍ، وَ لَهُ كُلُّ نُورٍ، مِنْكَيا رَبَّ النُّورُ، وَ إِلَيْكَ يَرْجِعُالنُّورُ.
وَ بِنُورِكَ الَّذِي تُضِي‏ءُ بِهِكُلُّ ظُلْمَةٍ، وَ تَبْطُلُ بِهِ كَيْدُكُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ، وَ تُذِلُّ بِهِكُلَّ جَبّارٍ عَنِيدٍ، وَ لا يَقُومُلَهُ شَيْ‏ءٌ مِنْ خَلْقِكَ وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْبَحْرُ، وَ تَسْتَقِلُّالْمَلائِكَةُ حِينَ يَتَكَلَّمَ بِهِ،وَ تَرْعَدُ مِنْ خَشْيَتِهِ حَمَلَةُالْعَرْشِ الْعَظِيمِ إِلى‏ تُخُومِالْأَرضِينَ السَّبْعِ، الَّذِيانْفَلَقَتْ بِهِ الْبِحارُ، وَ جَرَتْبِهِ الْأَنْهارُ، وَ تَفَجَّرَتْ بِهِالْعُيُونُ، وَ سارَتْ بِهِ النُّجُومُ،وَ ارْكِمَ بِهِ السَّحابُ وَ اجْرِيَ، وَاعْتَدَلَ بِهِ الضَّبابُ، وَ هالَتْبِهِ الرِّمالُ، وَ رَسَتْ بِهِالْجِبَالُ وَ اسْتَقَرَّتْ بِهِالْأَرضُونَ، وَ نَزَلَ بِهِ الْقَطْرُوَ خَرَجَ بِهِ الْحَبُّ، وَ تَفَرَّقَتْبِهِ جِبِلّاتُ الْخَلْقِ، وَ خَفَقَتْبِهِ الرِّياحُ، وَ انْتَشَرَتْ وَتَنَفَّسَتْ بِهِ الْأَرْواحُ.
يا اللَّهُ أَنْتَ الْمُتَسَمَّىبِالالهِيَّةِ، بِاسْمِكَ الْكَبِيرِالْأَكْبَرِ الْعَظِيمِ الْأَعْظَمِ‏
الَّذِي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، يا ذَاالطَّوْلِ وَ الآلاءِ، لا إِلهَ إِلَّاأَنْتَ يا قَرِيبُ، أَنْتَ الْغالِبُعَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ، أَسْأَلُكَاللّهُمَّ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّهاما عَلِمْتُ مِنْها وَ ما لَمْ أَعْلَمْ،وَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ انْ تَكْفِيَنِي امْرَأَعْدائِي وَ تُبَلِّغَنِي مُنايَ ياارْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَ آلَمُحَمَّدٍ وَ بارِكْ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَ بارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَعَلى‏ إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَإِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّأَعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَ الرَّفْعَةَ وَالْفَضِيلَةَ عَلى‏ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ فِي الْمُصْطَفَيْنَتَحِيَّاتِهِ، وَ فِي الْعِلِّيِّينَدَرَجَتَهُ، وَ فِي الْمُقَرَّبِينَمَنْزِلَتَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏جَمِيعِ مَلائِكَتِكَ وَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَ أَهْلِ طاعَتِكَ.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِماتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَ أَلِّفْ بَيْنَقُلُوبِنا وَ قُلُوبِهِمْ عَلَىالْخَيْراتِ، اللّهُمَّ اجْزِمُحَمَّداً صلّى الله عليه وآله أَفْضَلَما جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ،كَما تَلا آياتِكَ وَ بَلَّغَ ماأَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَ نَصَحَ لأُمَّتِهِوَ عَبَدَكَ حَتّى‏ أَتاهُ الْيَقِينُصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلى‏ آلِهِالطَّيِّبِينَ.
ثمَّ تقرء تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّالْعالَمِينَ- فَتَبارَكَ اللَّهُأَحْسَنُ الْخالِقِينَ- تَبارَكَ الَّذِينَزَّلَ الْفُرْقانَ عَلى‏ عَبْدِهِلِيَكُونَ لِلْعالَمِينَ نَذِيراً،الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِوَ خَلَقَ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فَقَدَّرَهُتَقْدِيراً- تَبارَكَ الَّذِي إِنْ شاءَجَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍتَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً- تَبارَكَالَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ عِنْدَهُعِلْمُ السَّاعَةِ وَ إِلَيْهِتُرْجَعُونَ- تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِيالْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ‏
تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌالَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَياةَلِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُعَمَلًا وَ هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ-تَبارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّماءِبُرُوجاً وَ جَعَلَ فِيها سِراجاً وَقَمَراً مُنِيراً.
وَ تقول: أَعُوذُ بِكَلِماتِ اللَّهِالتَّامَّاتِ كُلِّها الَّتِي لايُجاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَ لا فاجِرٌ، مِنْشَرِّ ابْلِيسَ وَ جُنُودِهِ، وَ مِنْشَرِّ كُلِّ شَيْطانٍ وَ سُلْطانٍ، وَساحِرٍ وَ كاهِنٍ، وَ شَرِّ كُلِّ ذِيشَرٍّ.
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَنَفْسِي وَ دِينِي وَ سَمْعِي وَ بَصَرِيوَ جَسَدِي وَ جَمِيعَ جَوارِحِي وَأَهْلِي وَ مالِي وَ أَوْلادِي وَ جَمِيعَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، وَ خَواتِيمَعَمَلِي وَ سائِرَ ما مَلَّكْتَنِي وَخَوَّلْتَنِي وَ رَزَقْتَنِي وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَ جَمِيعِالْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ، ياخَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَ يا خَيْرَ حافِظٍوَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَاللَّهُ اللَّهُ اللَّهُ اللَّهُاللَّهُ، الَّذِي لا إِلهَ إِلَّا هُوَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، أَنْتُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ وَ أَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي يارَبَّ السَّماواتِ وَ الْأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَ مُجْرِي الْبِحارِ وَرازِقَ مَنْ فِيهِنَّ، وَ فاطِرَالسَّماواتِ وَ الأَرَضِينَ وَأَطْباقِها وَ مُسَخَّرَ السَّحابَ وَمُجْرِي الْفُلْكَ.
وَ جاعِلَ الشَّمْسَ ضِياءً وَ الْقَمَرَنُوراً، وَ خالِقَ آدَمَ عَلَيْهِالسَّلامُ، وَ مُنْشِي‏ءَ الْأَنْبِياءِعَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ،وَ مُعَلِّمَ إِدْرِيسَ عَدَدَالنُّجُومِ وَ الْحِسابِ وَ السِّنِينِوَ الشُّهُورِ وَ أَوْقاتِ الْأَزْمانِ،وَ مُكَلِّمَ مُوسى‏، وَ جاعِلَ عَصاهُثُعْباناً، وَ مُنْزِلَ التَّوْراةِ فِيالْأَلْواحِ عَلى‏ مُوسى‏ عَلَيْهِالسَّلامُ.
وَ مُجْرِي الْفُلْكَ لِنُوحٍ، وَ فادى‏إِسْماعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَالْمُبْتَلِيَ يَعْقُوبَ بِفَقْدِيُوسُفَ، وَ رادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِبَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَالْبُكاءِ، فَتَفَرَّجَ قَلْبُهُ مِنَ‏
الْحُزْنِ وَ الشَّجى‏، وَ رازِقَزَكَرِيّا يَحْيى‏ عَلَى الْكِبَرِبَعْدَ الإِياسِ وَ مُخْرِجَ النَّاقَةِلِصالِحٍ، وَ مُرْسِلَ الصَّيْحَةِعَلى‏ مَكِيدِي هُودٍ، وَ كاشِفَالْبَلاءِ عَنْ أَيُّوبَ، وَ مُنْجِيَلُوطٍ مِنَ الْقَوْمِ الْفاحِشِينَ.
وَ واهِبَ الْحِكْمَةِ لِلُقْمانَ، وَمُلْقِي رُوحِ الْقُدُسَ بِكَلِماتِهِعَلى‏ مَرْيَمَ عَلَيْها السَّلامُ، وَخَلْقِكَ مِنْها عَبْدَكَ عِيسى‏عَلَيْهِ السَّلامُ، وَ الْمُنْتَقِمَمِنْ قَتَلَةِ يَحْيى‏ بْنِ زَكَرِيّاعَلَيْهِما السَّلامُ، وَ أَسْأَلُكَبِرَفْعِكَ عِيسى‏ إِلى‏ سَمائِكَ وَبِإِبْقائِكَ لَهُ إِلى‏ أَنْتَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدائِكَ.
وَ يا مُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليهوآله خاتَمِ أَنْبِيائِكَ إِلى‏ أَشَرِّعِبادِكَ بِشَرائِعِكَ الْحَسَنَةِ، وَدِينِكَ الْقَيِّمِ، وَ مِلَّةِإِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَيْهِالسَّلامُ وَ إِظْهارِ دِينِهِالْقَيِّمِ، وَ إِعْلائِكَ كَلِمَتَهُ ياذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ، يا مَنْ لاتَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لا نَوْمٌ، ياأَحَدُ يا صَمَدُ يا عَزِيزُ يا قادِرُ ياقاهِرُ، يا ذَا الْقُوَّةِ وَالسُّلْطانِ وَ الْجَبَرُوتِ وَالْكِبْرِياءِ.
يا عَلِيُّ يا قَدِيرُ يا قَرِيبُ يامُجِيبُ، يا حَلِيمُ يا مُعِيدُ، يامُتَدانِي يا بَعِيدُ، يا رَؤُوفُ يارَحِيمُ يا كَرِيمُ يا غَفُورُ، يا ذَاالصَّفْحِ يا مُغِيثُ يا مُطْعِمُ، ياشافِي يا كافِي، يا كاسِي يا مُعافِي، ياشافِي الضُّرِّ، يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ ياوَدُودُ.
يا غَفُورُ يا رَحِيمُ يا رَحْمانَالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ، يا ذَاالْمَعارِجِ يا ذَا الْقُدْسِ، يا خالِقُيا عَلِيمُ يا مُفَرِّجُ يا أَوّابُ ياذَا الطَّوْلِ يا خَبِيرُ، يا مَنْ خَلَقَوَ لَمْ يُخْلَقْ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، يا مَنْ بانَ مِنَالْأَشْياءِ وَ بانَتِ الْأَشْياءُمِنْهُ بِقَهْرِهِ لَها وَ خُضُوعِهالَهُ، يا مَنْ خَلَقَ الْبِحارَ وَأَجْرَى الْأَنْهارَ وَ أَنْبَتَالْأَشْجارَ، وَ أَخْرَجَ مِنْهاالنّارَ، وَ مِنْ يابِسِ الْأَرضِينَالنَّباتَ وَ الْأَعْنابَ وَ سائِرَالثِّمارِ.
يا فالِقَ الْبَحْرِ لِعَبْدِهِ مُوسى‏عَلَيْهِ السَّلامُ وَ مُكَلِّمَهُ، وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ وَ حِزْبَهُ‏
وَ مُهْلِكَ نمْرُودَ وَ أَشْياعَهُ، وَمُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِخَلِيفَتِهِداوُدَ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَ مُسَخِّرَالْجِبَالِ مَعَهُ يُسَبِّحْنَبِالْغُدُوِّ وَ الآصالِ، وَ مُسَخِّرَالطَّيْرِ وَ الْهَوامِّ وَ الرِّياحِ وَالْجِنِّ وَ الانْسِ لِعَبْدِكَسُلَيْمانَ عَلَيْهِ السَّلامُ.
وَ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِياهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَ فَرِحَتْ بِهِمَلائِكَتُكَ، فَلا إِلهَ إِلَّا أَنْتَخالِقُ النَّسِمَةِ وَ بارِئُ النَّوى‏وَ فالِقُ الْحَبَّةِ، وَ بِاسْمِكَالْعَزِيزِ الْجَلِيلِ الْكَبِيرِالْمُتَعالِ.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي يَنْفُخُ بِهِعَبْدُكَ وَ مَلَكُكَ إِسْرافِيلُعَلَيْهِ السَّلامُ فِي الصُّورِ،فَيَقُومُ أَهْلُ الْقُبُورِ سِراعاًإِلَى الْمَحْشَرِ يَنْسِلُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِالسَّماواتِ مِنْ غَيْرِ عِمادٍ وَجَعَلْتَ بِهِ لِلأَرَضِينَ أَوْتاداً،وَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَطَحْتَ بِهِالْأَرضِينَ فَوْقَ الْماءِالْمَحْبُوسِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِيحَبَسْتَ بِهِ ذلِكَ الْماءَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَمَلْتَ بِهِالْأَرَضِينَ مَنْ اخْتَرْتَهُلِحَمْلِها، وَ جَعَلْتَ لَهُ مِنَالْقُوَّةِ مَا اسْتَعانَ بِهِ عَلى‏حَمْلِها.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي تَجْرِي بِهِالشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ، وَ بِاسْمِكَالَّذِي سَلَخْتَ بِهِ النَّهارَ مِنَاللَّيْلِ، وَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذادُعِيتَ بِهِ أَنْزَلْتَ أَرْزاقَالْعِبادِ وَ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَأَرْضِكَ وَ بِحارِكَ وَ سُكّانِالْبِحارِ وَ الْهَوامِّ وَ الْجِنِّ وَالْإنْسِ وَ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌبِناصِيَتِها، وَ بِأَنَّكَ عَلى‏ كُلِّشَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.
وَ بِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَ بِهِلِجَعْفَرَ عَلَيْهِ السَّلامُ جِناحاًيَطِيرُ بِهِ مَعَ الْمَلائِكَةِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يُونُسُعَلَيْهِ السَّلامُ فِي بَطْنِ الْحُوتِفَأَخْرَجْتَهُ مِنْهُ، وَ بِاسْمِكَالَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ عَلَيْهِشَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، فَاسْتَجَبْتَلَهُ وَ كَشَفْتَ عَنْهُ ما كانَ فِيهِمِنْ ضِيقِ بَطْنِ الْحُوتِ.
أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَ رَسُولِكَ وَعَلى‏ آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَ أَنْ‏
تُفَرِّجَ عَنِّي وَ تَكْشِفَ ضُرِّي وَتَسْتَنْقِذَنِي مِنْ وَرْطَتِي، وَتُخَلِّصَنِي مِنْ مِحْنَتِي، وَتَقْضِيَ عَنِّي دُيُونِي، وَ تُؤَدِّيَعَنِّي أَمانَتِي، وَ تَكْبِتَأَعْدائِي، وَ لا تُشْمِتْ بِي حُسّادِي،وَ لا تَبْتَلِيَنِي بِما لا طاقَةَ لِيبِهِ، وَ أَنْ تُبَلِّغَنِي امْنِيَّتِي،وَ تُسَهِّلَ لِي مَحَبَّتِي، وَتُيَسِّرَ لِي إِرادَتِي، وَ تُوصِلَنِيإِلى‏ بُغْيَتِي، وَ تَجْمَعَ لِي خَيْرَالدّارَيْنِ، وَ تَحْرُسَنِي وَ كُلَّمَنْ يَعْنِيني أَمْرُهُ، بِعَيْنِكَالَّتِي لا تَنامُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ وَ الْأَسْماءِ الْعِظامِ.
اللّهُمَّ يا رَبِّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَ ابْنُ أَمَتِكَ وَمِنْ أَوْلِياءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَ عَلَيْهِمْ،الَّذِينَ بارَكْتَ عَلَيْهِمْ وَرَحِمْتَهُمْ وَ صَلَّيْتَ عَلَيْهِمْكَما صَلَّيْتَ وَ بارَكْتَ عَلى‏إِبْراهِيمَ وَ آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَحَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَ لِمَجْدِكَ وَطَوْلِكَ.
أَسْأَلُكَ يا رَبّاهُ يا رَبّاهُ، يارَبّاهُ، يا رَبَّاهُ. يا رَبَّاهُ، يارَبَّاهُ يا رَبَّاهُ، يا رَبَّاهُ يارَبَّاهُ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ صلّى الله عليه وآله، وَبِحَقِّكَ عَلى‏ نَفْسِكَ إِلَّاخَصَمْتَ أَعْدائِي وَ حُسَّادِي وَخَذَلْتَهُمْ وَ انْتَقَمْتَ لِيمِنْهُمْ، وَ أَظْهَرْتَنِي عَلَيْهِمْوَ كَفَيْتَنِي أَمْرَهُمْ، وَنَصَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَ حَرَسْتَنِيمِنْهُمْ، وَ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِيرِزْقِي وَ بَلَّغْتَنِي غايَةَ أَمَلِيإِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
و من الدعوات في غرّة رجب ما رويناه بإسنادنا من عدة طرق، منها إلى أبيالعبّاس أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثنامحمد بن غالب الأنصاري، قال: حدثنا علي بنالحسن الطاطري، قال: حدثنا أحمد بن أبيبشر، عن أبي حمزة الثمالي، قال:
سمعت علي بن الحسين عليهما السلام يدعو فيالحجر في غرّة رجب في سنة ابن الزبير،فأنصت إليه، و كان يقول:
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السّائِلِينَوَ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ،لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌوَ جَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَ أَيادِيكَالْفاضِلَةُ وَ رَحْمَتُكَ الْواسِعَةُ،فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْتَقْضِيَ حَوائِجِي لِلدُّنْيا وَالاخِرَةِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍقَدِيرٌ.
قال: و أسرّ البواقي فلم أفهمه.
أقول: و اعلم ان هذا الدعاء قد ذكره جدّيأبو جعفر الطوسي في أدعية كلّ يوم من رجب،و هو عارف بطرق الروايات، فيكون قد رويبطريق غير هذه انّه يدعى به كلّ يوم منأيّام رجب، فادع به كل يوم منه.
من الدعوات في كلّ يوم من رجب، ما رويناها عن جماعة و نذكرها بإسناد محمّدبن علي الطرازيّ من كتابه قال: أخبرنا أحمدبن محمّد بن عياش رضي اللّه عنه، قال:
حدّثنا أحمد بن محمّد بن سهل المعروف بابنأبي الغريب الضبّي، قال: حدّثنا الحسن بنمحمّد بن جمهور، قال: حدّثني محمّد بنالحسين الصائغ، عن محمد بن الحسينالزّاهريّ، من ولد زاهر مولى عمرو بنالحمق و زاهر الشهيد بالطفّ، عن عبد اللّهبن مسكان، عن أبي معشر، عن أبي عبد اللّهعليه السلام، أنّه كان إذا دخل رجب يدعوبهذا الدعاء في كلّ يوم من أيامه:
خابَ الْوافِدُونَ عَلى‏ غَيْرِكَ، وَخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلَّا لَكَ،وَ ضاعَ الْمُلِمُّون إِلَّا بِكَ، وَأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلَّا مَنِانْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌلِلرَّاغِبِينَ، وَ خَيْرُكَ مَبْذُولٌلِلطَّالِبِينَ، وَ فَضْلُكَ مُباحٌلِلسّائِلِينَ، وَ نَيْلُكَ مُتاحٌلِلامِلِينَ،
وَ رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُتَعَرِّضٌ لِمَنْ ناواكَ،عادَتُكَ الإِحْسانُ إِلَى‏الْمُسِيئِينَ، وَ سَبِيلُكَ الْإبْقاءُعَلَى الْمُعْتَدِينَ.
اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدَىالْمُهْتَدِينَ، وَ ارْزُقْنِياجْتِهادَ الْمُجْتَهِدينَ، وَ لاتَجْعَلْنِي مِنَ الْغافِلِينَالْمُبْعَدِينَ، وَ اغْفِرْ لِي يَوْمَالدِّينِ.
و من الدعوات كلّ يوم من رجب ما ذكره الطرازي أيضاً في كتابه، فقال أبوالفرج محمّد بن موسى القزويني الكاتب رحمهاللّه، قال: أخبرني أبو عيسى محمّد بن أحمدبن محمّد بن سنان، عن أبيه، عن جدّه محمّدبن سنان، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عندمولاي أبي عبد اللّه عليه السلام إذ دخلعلينا المعلّى بن خنيس في رجب فتذاكرواالدّعاء فيه، فقال المعلّى: يا سيّديعلّمني دعاء يجمع كلّ ما أودعته الشيعة فيكتبها فقال: قل يا معلّى:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَالشَّاكِرِينَ لَكَ، وَ عَمَلَالْخائِفِينَ مِنْكَ، وَ يَقِينَالْعابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، وَ أَنَاعَبْدُكَ الْبائِسُ الْفَقِيرُ، وَأَنْتَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ، وَ أَنَاالْعَبْدُ الذَّلِيلُ.
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ امْنُنْ بِغِناكَ عَلى‏فَقْرِي، وَ بِحِلْمِكَ عَلى‏ جَهْلِي،وَ بِقُوَّتِكَ عَلى‏ ضَعْفِي يا قَويُّيا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى‏مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍالْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيِّينَ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِالدُّنْيا وَ الاخِرَةِ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
ثمّ قال: يا معلّى و اللّه لقد جمع لك هذاالدّعاء ما كان من لدن إبراهيم الخليل إلىمحمّد صلّى الله عليه وآله.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب ما ذكرهالطّرازي أيضاً فقال: دعاء علّمه أبو عبداللّه عليه السلام محمّد السّجاد، و هومحمّد بن ذكوان يعرف بالسّجاد، قالوا: سجد
و بكى في سجوده حتّى عمي، روى أبو الحسن عليّ بن محمّد البرسي رضياللّه عنه، قال: أخبرنا الحسين بن أحمد بنشيبان، قال: حدّثنا حمزة بن القاسمالعلويّ العباسي، قال: حدّثنا محمّد بنعبد اللّه بن عمران البرقي، عن محمّد بنعليّ الهمداني، قال: أخبرني محمّد بنسنان، عن محمّد السجاد في حديث طويل، قال:قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداكهذا رجب علّمني فيه دعاء ينفعني اللّه به،قال: فقال لي أبو عبد اللّه عليه السلام:اكتب بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، و قل فيكلّ يوم من رجب صباحاً و مساء و في أعقابصلواتك في يومك و ليلتك:
يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ، وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يامَنْ يُعْطِي الْكَثِيرَ بِالْقَلِيلِ،يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ، يا مَنْيُعْطِي مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ وَ مَنْلَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً، أَعْطِنِي بِمَسْأَلَتِيإِيَّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الاخِرَةِ، وَ اصْرِفْعَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَشَرِّ الدُّنْيا وَ شَرِّ الاخِرَةِ،فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ماأَعْطَيْتَ، وَ زِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ ياكَرِيمُ.
قال: ثمّ مدّ أبو عبد اللّه عليه السلاميده اليسرى فقبض على لحيته و دعا بهذاالدّعاء و هو يلوذ بسبّابته اليمنى، ثمّقال بعد ذلك:
يا ذَا الْجَلالِ وَ الإِكْرامِ يا ذَاالنَّعْماءِ وَ الْجُودِ، يا ذَاالْمَنِّ وَ الطَّوْلِ، حَرِّمْشَيْبَتِي عَلَى النّارِ.
و في حديث آخر: ثمّ وضع يده على لحيته و لميرفعها إِلّا و قد امتلأ ظهر كفّه دموعاً.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب ما رويناه بإسنادنا إلى جدّي أبي جعفرالطوسي رحمه اللّه، و هو ممّا ذكره فيالمصباح بغير إسناد، و وجدته في أواخركتاب معالم الدّين مرويّاً عن مولاناالإمام الحجّة المهدي صلوات اللّه وسلامه‏
عليه و على آبائه الطاهرين، و في هذهالرّواية زيادة و اختلاف في كلمات، فقالما هذا لفظه: ذكر محمّد بن أبي الروادالرّواسي أنّه خرج مع محمّد بن جعفرالدّهّان إلى مسجد السّهلة في يوم منأيّام رجب فقال: قال: مل بنا إلى مسجد صعصعةفهو مسجد مبارك، و قد صلّى به أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليه و آله و وطئهالحجج بأقدامهم، فملنا إليه، فبينا نحننصلّي إذا برجل قد نزل عن ناقته و عقلهابالظّلال، ثمّ دخل و صلّى ركعتين أطالفيهما، ثمّ مدّ يديه فقال: و ذكر الدّعاءالّذي يأتي ذكره، ثمّ قام إلى راحلته وركبها.
فقال لي أبو جعفر الدّهان: ألا نقوم إليهفنسأله من هو؟ فقمنا إليه فقلنا له:ناشدناك اللَّه من أنت؟ فقال: ناشدتكمااللّه من ترياني؟ قال ابن جعفر الدّهان:نظنّك الخضر، فقال: و أنت أيضاً؟ فقلت:أظنّك إيّاه، فقال: و اللّه إنّي لمن الخضرمفتقر إلى رؤيته، انصرفا فانا إمامزمانكما، و هذا لفظ دعائه عليه السّلام:
اللّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِالسَّابِغَةِ، وَ الآلاءِ الْوازِعَةِ،وَ الرَّحْمَةِ الْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَ النِّعَمِالْجَسِيمَةِ وَ الْمَواهِبِالْعَظِيمَةِ، وَ الأَيادِيالْجَمِيلَةِ، وَ الْعَطاياالْجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُبِتَمْثِيلٍ، وَ لا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ،وَ لا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَفَرَزَقَ، وَ أَلْهَمَ فَأَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَ عَلافَارْتَفَعَ، وَ قَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ، وَ احْتَجَّفَأَبْلَغَ، وَ أَنْعَمَ فَأَسْبَغَ، وَأَعْطى‏ فَأَجْزَلَ، وَ مَنَحَفَأَفْضَلَ.
يا مَنْ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَخَواطِرَ الْأَبْصارِ، وَ دَنا فِياللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ،يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلانِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ
بِالْكِبْرِياءِ وَ الآلاءِ، فَلا ضِدَّلَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ.
يا مَنْ حارَتْ فِي كِبْرِياءِهَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِالْأَوْهامِ، وَ انْحَسَرَتْ دُونَإِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِالْأَنامِ، يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُلِهَيْبَتِهِ، وَ خَضَعَتِ الرِّقابُلِعَظَمَتِهِ، وَ وَجِلَتِ الْقُلُوبُمِنْ خِيفَتِهِ.
أَسْأَلُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتِيلا تَنْبَغِي إِلَّا لَكَ، وَ بِماوَأَيْتَ بِهِ عَلَى نَفْسِكَ لِداعِيكَمِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَ بِما ضَمِنْتَالإِجابَةَ فِيهِ عَلى‏ نَفْسِكَلِلدَّاعِينَ، يا أَسْمَعَالسَّامِعِينَ، وَ يا أَبْصَرَالْمُبْصِرِينَ، وَ يا أَنْظَرَالنَّاظِرِينَ، وَ يا أَسْرَعَالْحاسِبِينَ، وَ يا أَحْكَمَالْحاكِمِينَ، وَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خاتَمِالنَّبِيِّينَ وَ عَلى‏ أَهْلِ بَيْتِهِالطَّاهِرِينَ الْأَخْيارِ، وَ أَنْتَقْسِمَ لِي فِي شَهْرِنا هذَا خَيْرَ ماقَسَمْتَ، وَ أَنْ تَحْتِمَ لِي فِيقَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ، وَ تَختِمَلِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفُوراً،وَ أَمِتْنِي مَسْرُوراً وَ مَغْفُوراً.
وَ تَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْمُسائِلَهِ الْبَرْزَخِ، وَ ادْرَءْعَنِّي مُنْكَراً وَ نَكِيراً، وَ أَرِعَيْني مُبَشِّراً وَ بَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى‏ رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَ عَيْشاً قَرِيراًوَ مُلْكاً كَبِيراً، وَ صَلَّى اللَّهُعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثمّ تقول من غير تلك الرواية:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِعِزِّكَ عَلى‏ أَرْكانِ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهى‏ رَحْمَتِكَ مِنْ كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الْأَعْظَمِ، وَ ذِكْرِكَالْأَعْلى الْأَعْلى، وَ كَلِماتِكَالتّامّاتِ كُلِّها أَنْ تُصَلِّيَعَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ، وَ أَسْأَلُكَما كانَ أَوْفى‏ بِعَهْدِكَ. وَ أَقْضى‏لِحَقِّكَ وَ أَرْضى لِنَفْسِكَ، وَخَيْراً لِي فِي الْمَعادِ عِنْدَكَ، وَالْمَعادِ إِلَيْكَ، أَنْ تُعْطِيَنِيجَمِيعَ ما أُحِبُّ، وَ تَصْرِفَ عَنِّيجَمِيعَ ما أَكْرَهُ، إِنَّكَ عَلى‏كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ،
بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَالرَّاحِمِينَ.
وجدنا هذا الدّعاء و هذه الزّيادات فيهمرويّاً عن مولانا أمير المؤمنين صلواتاللّه و سلامه عليه.
و من الدّعوات في كلّ يوم من رجب ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسي رضياللّه عنه فقال: أخبرني جماعة عن ابن عيّاشقال: ممّا خرج على يد الشيخ الكبير أبيجعفر محمّد بن عثمان بن سعيد رضي اللّه عنهمن النّاحية المقدّسة ما حدّثني به خير بنعبد اللّه قال: كتبته من التوقيع الخارجإليه: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ادع فيكلّ يوم من أيّام رجب:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِيجَمِيعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُأَمْرِكَ، الْمَأْمُونُونَ عَلى‏سِرِّكَ، الْمُسْتَسِرُّونَ بِأَمْرِكَ،الْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ،الْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ.
أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْمَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَلِكَلِماتِكَ، وَ أَرْكاناًلِتَوْحِيدِكَ، وَ آياتِكَ وَمَقاماتِكَ، الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَهافِي كُلِّ مَكانٍ، يَعْرِفُكَ بِها مَنْعَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلَّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها و رَتْقُها بِيَدِكَ،بَدْؤُها مِنْكَ وَ عَوْدُها إِلَيْكَ،أَعْضادٌ وَ أَشْهادٌ، وَ مُناةٌ وَأَزْوادٌ، وَ حَفَظَةٌ وَ رُوَّادٌ،فَبِهِمْ مَلأْتَ سَماءَكَ وَ أَرْضَكَحَتّى‏ ظَهَرَ [أَنْ‏] لا إِلهَ إِلَّاأَنْتَ.
فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَ بِمَواقِعِالْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَ عَلاماتِكَ أَنْتُصَلِّيَ عَلى‏ مُحَمَّدٍ وَ آلِمُحَمَّدٍ، وَ أَنْ تَزِيدَنِي إِيماناًوَ تَثْبِيتاً، يا باطِناً فِيظُهُورِهِ، وَ يا ظاهِراً فِي بُطُونِهِوَ مَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَيْنَالنُّورِ وَ الدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاًبِغَيْرِ
كُنْهٍ، وَ مَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ،حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَ شاهِدَ كُلِّمَشْهُودٍ، وَ مُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ،وَ مُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَ فاقِدَكُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْمَعْبُودٍ، أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْجُودِ.
يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَ لايُأَيَّنُ بِأَيْنٍ، يا مُحْتَجِباً عَنْكُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ،وَ عالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى‏عِبادِكَ الْمُنْتَجَبِينَ، وَ بَشَرِكَالْمُحْتَجِبِينَ وَ مَلائِكَتِكَالْمُقَرَّبِينَ، وَ بُهَمِ الصّافِّينَالْحافِّينَ، وَ بارِكْ لَنا فِيشَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِالْمُكَرَّمِ وَ ما بَعْدَهُ مِنْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَ أَسْبِغْعَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ، وَ أَجْزِلْلَنا فِيهِ الْقِسَمَ، وَ أَبْرِرْ لَنافِيهِ الْقَسَمَ.
بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّالْأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَىالنَّهارِ فَأَضاءَ وَ عَلَى اللَّيْلِفَأَظْلَمَ، وَ اغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُمِنَّا وَ ما لا نَعْلَمُ، وَ اعْصِمْنامِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ وَاكْفِنا كَوافِي قَدَرِكَ، وَ امْنُنْعَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَ لاتَكِلْنا إِلى‏ غَيْرِكَ، وَ لاتَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ، وَ بارِكْلَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْأَعْمارِنا، وَ أَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَأَسْرارِنا، وَ أَعْطِنا مِنْكَالْأَمانَ، وَ اسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِالإِيمانِ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَالصِّيامِ، وَ ما بَعْدَهُ مِنَالْأَيَّامِ وَ الْأَعْوامِ، يا ذَاالْجَلالِ وَ الإِكْرامِ.
و من الدّعوات كلّ يوم من رجب، ما رويناه أيضاً عن جدّي أبي جعفر الطوسيقدّس اللّه روحه، فقال: قال ابن عيّاش: وخرج إلى أهلي على يد الشيخ أبي القاسم رضياللّه عنه في مقامه عندهم هذا الدّعاء فيأيّام رجب: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَبِالْمَوْلُودَيْنِ فِي رَجَبٍ،مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيِّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍالْمُنْتَجَبِ، وَ أَتَقَرَّبُ بِهِماإِلَيْكَ خَيْرَ الْقُرَبِ، يا مَنْإِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَ فِيمالَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤَالَمُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ
ذُنُوبُهُ، وَ أَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ،وَ طالَ عَلَى الْخَطايا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْأَلُكَالتَّوْبَةَ، وَ حُسْنَ الْأَوْبَةِ، وَالنُّزُوعَ مِنَ الْحَوْبَةِ، وَ مِنَالنَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ، وَالْعَفْوَ عَمّا فِي رِبْقَتِهِ،فَأَنْتَ يا مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِوَ ثِقَتِهِ.
اللَّهُمَّ وَ أَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَالشَّرِيفَةِ، وَ وَسائِلِكَالْمُنِيفَةِ، أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِيهذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَواسِعَةٍ، وَ نِعْمَةٍ وازِعَةٍ، وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى‏نُزُولِ الْحافِرَةِ، وَ مَحَلِّالاخِرَةِ، وَ ما هِيَ إِلَيْها صائِرَةُ.
و أقول: و قد قدّمنا في دعاء أول يوم من رجبما دعا به مولانا علي بن الحسين عليهالسلام في غرّة رجب في الحجر، الذي أوّله:«يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَالسَّائِلِينَ»، كما رويناه انه في أوليوم من الشهر، و قد ذكره جدّي أبو جعفرالطوسي في أدعية كل يوم من شهر رجب، فيدعىبه كل يوم منه احتياطاً للفضل المكتسب.




أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page