• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الحرب العالمية في عصر الظهور

 

تدل أحاديث متعددة على وقوع حرب عالمية قرب ظهور المهدي(عج). ومن المستبعد انطباقها على الحربين العالميتين الأولى والثانية القريبتين من عصرنا ، لأن أوصافها المذكورة تختلف عن أوصافهما ، فهي تنص على ظهوره بعدها أو أثناءها ، بل يظهر من بعض أحاديثها أنها تقع في سنة ظهوره ، أو بعد بداية حركته المقدسة . وهذه نماذج من أحاديثها:
عن أمير المؤمنين علیه السلام قال: ( بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض . وجراد في حينه وجراد في غير حينه كألوان الدم . فأما الموت الأحمر فالسيف . وأما الموت الأبيض فالطاعون) . (الإرشاد للمفيد ص 405 والغيبة للطوسي277 ).
وتدل عبارة(بين يدي القائم) على أن هذه الحرب والموت الأحمر تكون قريبة جداً من ظهور المهدي(عج). ولا يعين الحديث مكان وقوعها .
وعن الإمام الباقر علیه السلام قال: ( لايقوم القائم إلا على خوف شديد وزلازل وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك ، ثم سيف قاطع بين العرب ، واختلاف بين الناس، وتشتت في دينهم ، وتغير في حالهم ، حتى يتمنى المتمني الموت صباحا ومساء من عِظَم ما يرى من تكالب الناس وأكلهم بعضهم بعضاً). ( كمال الدين للصدوق ص 434 ).
وهو يدل على وقوع الطاعون قبل الخوف الشديد الذي قد يكون الحرب العامة . ولكن يصعب استفادة التسلسل في أحداثه حتى لو فرضنا أن الراوي لم يقدم ويؤخر فيها ، لأن جملة (سيف قاطع بين العرب) المعطوفة بـ (ثم) يصح عطفها على جملة (وطاعون قبل ذلك) المعترضة، فيكون اختلاف العرب هذا بعد الطاعون، ويصح عطفها على جملة (وبلاء يصيب الناس) فيكون قبل الطاعون . مضافا إلى الاجمال في هذه الحوادث .
نعم يفهم منه وجود فترة شديدة على العرب والناس أمنياً وسياسياً واقتصادياً ، وقد تكون هي سنة الجوع الموعود في الرواية التالية عن الإمام الصادق علیه السلام قال: (لابد أن يكون قدام القائم سنة يجوع فيها الناس ويصيبهم خوف شديد من القتل) (البحار:52/229) .
                                                                                                     
ويدل الحديث التالي على أن هذه الشدة والحرب ، أو حالة الحرب ، تستمر حتى يكون النداء السماوي في شهر رمضان قرب ظهور المهدي(عج)،
فعن الإمام الباقر علیه السلام قال: ( يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة . ويلقى الناس جهداً شديداً مما يمر بهم من الخوف . فلايزالون بتلك الحال حتى ينادي مناد من السماء . فإذا نادى فالنفر النفر ) ( البحار:52/235) .
وهو يدل أيضاً على أن خسائرها تقع أساساً على الأمم غير الإسلامية ، فعبارة: (يختلف أهل الشرق وأهل الغرب ، نعم وأهل القبلة) عبارة دقيقة تشعر بأن اختلاف أهل القبلة أي المسلمين ثانوي بالنسبة إلى اختلاف الغربين والشرقيين ، وكأنه ناتج عنه وتابع له .
وهذا هو الأمر الطبيعي في الحرب العالمية المتوقعة حيث ستكون أهدافها عواصم الدول الكبرى وقواعدها العسكرية ولا تصل إلى المسلمين إلا بشكل غير أساسي ، وقد صرحت بذلك بعض الأحاديث  فعن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله (الإمام الصادق علیه السلام)يقول:  (لايكون هذا الأمر حتى يذهب ثلثا الناس ، فقلنا: إذا ذهب ثلثا الناس فمن يبقى؟ قال: أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي) (البحار:52/ 113)

ولعل أكثر النصوص تحديداً لوقت هذه الحرب وسببها الخطبة المروية عن أمير المؤمنين×التي يذكر فيها عدداً من علامات ظهور المهدي(عج) وأحداث حركته ، وقد ورد فيها فقرتان تتعلقان بالحرب العالمية . قال:
( ألا أيها الناس ، سلوني قبل أن تشغر برجلها فتنة شرقية ، تطأ في خطامها بعد موت وحياة ، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض ، رافعة ذيلها تدعو ياويلها،  بذحلة أو مثلها . ويخرج رجل من أهل نجران (راهب من أهل نجران) يستجيب الإمام فيكون أول النصارى إجابة ، ويهدم صومعته ويدق صليبها ، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل ، فيسيرون إلى النخيلة بأعلام هدى ، فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق(وهي محجة أمير المؤمنين×بين البرس والفرات)، فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف (ألف) من اليهود والنصارى ، يقتل بعضهم بعضاً ، فيومئذ تأويل هذه الآية: فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّى جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ . بالسيف ) (البحار:53 /82 و 84).
وقوله: (قبل أن تشعر برجلها فتنة شرقية) يدل على أن بداية هذه الحرب من الشرق ، أو من نزاع في منطقة الشرق .
وقوله: (أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض) يدل على أن مركز تدميرها هو البلاد الغربية ، وحطبها الكثير القابل للإشتعال ، أي قواعدها العسكرية وعواصمها ومراكزها الهامة .
ويبدوأن معنى قوله:(فيكون مجمع الناس جميعاً من الأرض كلها بالفاروق) أن الناس يأتون يومئذ من أنحاء الأرض للإلتحاق بالمهدي(عج)، ويكون مقره في العراق بين الكوفة والحلة ، كما يأتيه ذلك الراهب النجراني في وفد من المستضعفين .
ويظهر أن عبارة (وهي محجة أمير المؤمنين وهي ما بين البرس والفرات) حاشية من الراوي أو الناسخ ، دخلت في الأصل .
ولعل معنى المحجة أنها مكان اجتماع قوافل الحج في زمن أمير المؤمنين علیه السلام، أو أنها كانت مكاناً تجتمع فيها رايات الوفود إلى معسكره أو زيارته .
(فيقتل يومئذ ما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف ألف) أي ثلاثة ملايين ، وقد وضعنا كلمة (ألف) بين قوسين لأنها وردت في رواية أخرى في البحار:52 /274 ، ولعلها سقطت من هذه الرواية .
ولايعني ذلك أن مجموع قتلى الحرب العالمية هو ثلاثة ملايين فقط ، بل قد يكون قتلى ذلك اليوم أو تلك الفترة ، وتكون مرحلة من مراحل الحرب العالمية  وآخر مراحلها . فقد تقدم أن مجموع خسائرها مع الطاعون الذي يكون قبلها أو بعدها يبلغ ثلثي سكان العالم ، وفي رواية خمسة أسباعهم، كما عن الإمام الصادق علیه السلام: ( قدام القائم موتان موت أحمر وموت أبيض ، حتى يذهب من كل سبعة خمسة)(البحار:52/207) ، وفي بعضها تسعة أعشار الناس .

وقد يكون اختلاف الروايات بسبب تفاوت المناطق أو غيره من الأسباب . وعلى كل حال فخسائر هذه الحرب تكون من المسلمين قليلة .

وخلاصة القول: أن الأحاديث الشريفة تدل على أنه يوجد خوف عالمي شامل من القتل قبيل ظهوره، في سنة ظهوره مثلاً ، وخسائر فادحة جداً في الأرواح  وبشكل أساسي في غير المسلمين .
وهو أمر يصح تفسيره بالحرب العامة ووسائلها التدميرية الحديثة المخيفة لجميع أطرافها وجميع الشعوب . إذ لو كانت حرباً تقليدية لما كان خوفها بهذا الشمول الذي تصفه الروايات ، ولكان منها طرف على الأقل أو مناطق لا يشملها خوف القتل .
ولكن توجد روايات وقرائن ترجح تفسيرها بموجة من الحروب الإقليمية خاصة التعبير الوارد عن الإمام الباقر×عن سنة الظهور: (وتكثر الحروب في الأرض) ، حيث ينص على أنها حروب متعددة في تلك السنة. وعليه يكون الجمع بينها وبين روايات الإختلاف والحرب بين أهل الشرق والغرب ، أن ذلك يأخذ شكل حروب إقليمية بينهم ويتركز دمارها على غربي الأرض .
أما وقتها ، فيفهم من الأحاديث أنه قريب جداً من ظهوره×، في سنة ظهوره مثلاً ، وإذا أردنا أن نجمع بين أحاديث هذه الحرب وصفاتها ، فالمرجح أنها تكون على مراحل حيث تبدأ قبيل بداية حركة ظهوره× ثم تكون بقية مراحلها بعد حركة ظهوره ، ويكون فتحه للحجاز في أثنائها ، ثم تنتهي بعد فتحه العراق .
أما إذا فسرنا أحاديثها بحرب نووية شاملة ، وأخذنا بما تكتبه الصحف عن الحرب النووية العالمية فإن مدتها تكون قصيرة جداً ، لا تزيد عن شهر واحد كما يذكرون . والله العالم . 


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page