• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سيرة عثمان على خلاف الشيخين

لقد أجمع المؤرخون والأعلام، مثل: ابن خلدون، وابن خلكان، وابن أعثم الكوفي، وأصحاب الصحاح كلهم، والمسعودي في مروج الذهب 1/435، وابن أبي الحديد في شرح النهج، والطبري في تاريخه، وغيرهم من علمائكم، قالوا: إن عثمان بن عفان حينما ولي الخلافة سار على خلاف سنة الرسول(ص) وسيرة الشيخين، ونقض العهد الذي عاهده عليه عبد الرحمن بن عوف في مجلس الشورى حين بايعه على كتاب الله وسنة الرسول(ص) وسيرة الشيخين، وأن لا يسلط بني أمية على رقاب المسلمين.
ولكن حينما استتب له الأمر خالف العهد، وتعلمون بأن نقض العهد من كبائر الذنوب، والقرآن الحكيم يصرح بذلك.
قال تعالى: (.... وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤلا)(35).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون)(36).
الحافظ: نحن لا نعلم لذي النورين خلافا، وإنما هذا قولكم ومن مزاعم الشيعة ولا دليل عليه!
قلت: راجعوا شرح النهج ـ لابن أبي الحديد ـ 1/198 ط دار إحياء التراث العربي، فإنه قال: وثالث القوم هو عثمان بن عفان.... بايعه الناس بعد انقضاء الشورى واستقرار الأمر له، وصحت فيه فراسة عمر، فإنه أوطأ بني أمية رقاب الناس، وولاهم الولايات، وأقطعهم القطائع، وافتتحت أفريقية في أيامه فأخذ الخمس كله فوهبه لمروان.
وأعطى عبدالله بن خالد أربعمائة ألف درهم.
وأعاد الحكم بن أبي العاص إلى المدينة، بعد أن كان رسول الله( ص) قد سيره ـ أي: نفاه من المدينة ـ ثم لم يرده أبو بكر ولا عمر! وأعطاه مائة ألف درهم.
وتصدق رسول الله (ص) بموضع سوق بالمدينة ـ يعرف بمهزوز ـ على المسلمين، فأقطعه عثمان الحارث بن الحكم أخا مروان.
وأقطع مروان فدك، وقد كانت فاطمة بنت رسول الله(ص) طلبتها بعد وفاة أبيها(ص) تارة بالميراث، وتارة بالنحل، فدفعت عنها.
وحمى المراعي حول المدينة كلها من مواشي المسلمين كلهم إلا عن بني أمية.
وأعطى عبدالله بن أبي السرح جميع ما أفاء الله عليه من فتح أفريقية بالمغرب، وهي من طرابلس الغرب إلى طنجة، من غير أن يشركه فيه أحد من المسلمين.
وأعطى أبا سفيان بن حرب*(37) مائتي ألف من بيت المال ، في اليوم الذي أمر فيه لمروان بن الحكم بمائة ألف من بيت المال، وقد كان زوجه ابنته أم أبان. فجاء زيد بن أرقم صاحب بيت المال بالمفاتيح، فوضعها بين يدي عثمان وبكى وقال:... والله لو أعطيت مروان مائة درهم لكان كثيرا!
فقال: ألق المفاتيح يابن أرقم، فإنا سنجد غيرك!
وأتاه أبو موسى بأموال من العراق جليلة، فقسمها كلها في بني أمية.
وأنكح الحارث بن الحكم ـ أخا مروان ـ ابنته عائشة، فأعطاه مائة ألف من بيت المال، بعد طرده زيد بن أرقم عن خزانته.
وانضم إلى هذه الأمور، أمور أخرى نقمها عليه المسلمون، كتسيير أبي ذر رحمه الله تعالى إلى الربذة، وضرب عبدالله بن مسعود حتى كسر أضلاعه، وما أظهر من الحجاب، والعدول عن طريقة عمر في إقامة الحدود ورد المظالم وكف الأيدي العادية والانتصاب لسياسة الرعية!
وختم ذلك ما وجدوه من كتابه إلى معاوية يأمره فيه بقتل قوم من المسلمين.... إلى آخره.
هذا كلام ابن أبي الحديد في عثمان بن عفان.
وذكر المسعودي في مروج الذهب 2/ 341 ـ 343:
فقد بلغت ثروة الزبير خمسين ألف دينار وألف فرس وألف عبد وضياعا وخططا في البصرة والكوفة ومصر والإسكندرية، وكانت غلة طلحة بن عبيدالله(38) من العراق كل يوم ألف دينار، وقيل أكثر.
وكان على مربط عبد الرحمن بن عوف مائة فرس، وله ألف بعير، وعشرة آلاف شاه، وبلغ ربع ثمن ماله بعد وفاته أربعة وثمانين ألفا.
وحين مات زيد بن ثابت خلف من الذهب والفضة ما كان يكسر بالفؤوس غير ما خلف من الأموال والضياع بقيمة مائة ألف دينار.
ومات يعلي بن منية وخلف خمسمائة ألف دينار وديونا وعقارات وغير ذلك ما قيمته ثلاثمائة ألف دينار.
أما عثمان نفسه... فكان له يوم قتل عند خازنه مائة وخمسون ألف دينار وألف ألف[أي: مليون] درهم، وقيمة ضياعه بوادي القرى وحنين وغيرهما مائة ألف دينار، وخلف خيلا كثيرا وإبلا.
ثم قال المسعودي بعد ذلك: وهذا باب يتسع ذكره، ويكثر وصفه فيمن تملك الأموال في أيامه.
انتهى كلام المسعودي.
هكذا كان عثمان وحاشيته يتسابقون في كنز الذهب والفضة، وجمع الخيل والإبل والمواشي، وامتلاك الأراضي والعقار، في حين كان كثير من المسلمين المؤمنين لا يملكون ما يسدون به جوعهم ويكسون به أجسامهم.
أكان هذا السلوك يليق بمن يدعي خلافة رسول الله(ص) وهل كان النبي(ص) كذلك؟!
كلا وحاشا، ولاشك أن عثمان خالف طريقة أبي بكر وناقض سيرة عمر أيضا، وكان هو قد عاهد على أن يسلك سبيلهما.
ذكر المسعودي في مروج الذهب، ج1، في ذكره سيرة عثمان وأخباره ، فقال بالمناسبة: إن الخليفة عمر مع ولده عبدالله ذهبا إلى حج بيت الله الحرام، فلما رجع إلى المدينة كان ما صرفه في سفره ستة عشر دينارا، فقال لابنه: ولدي لقد أسرفنا في سفرنا هذا.
فقايسوا بين تبذير عثمان لأموال المسلمين وكلام عمر بن الخطاب، وشاهدوا كم الفرق بينهما؟!

______________________
35- سورة الاسراء، الآية 34.‏
36- سورة الصف، الآية 2 و 3‏
37- ربما يتسائل القارىء: من كان أبو سفيان؟ ولماذا يمنحه عثمان هذا المبلغ من ‏بيت مال المسلمين؟ أكان هذا العطاء من أجل خدمة قدمها للدين؟! فأنا أنقل قضية تاريخية حتى يعرف القارىء الكريم جواب ما تساءل عنه:‏
روى إبن أبي الحديد في شرح النهج 9/53 ط دار إحياء التراث العربي، عن الشعبي، ‏إنه قال: فلما دخل عثمان رحله ـ بعدما بويع له بالخلافة ـ دخل إليه بنو أمية حتى ‏امتلأت بهم
الدار، ثم أغلقوها عليهم، فقال أبو سفيان بن حرب: أعندكم أحد من غيركم؟
قالوا: لا.‏
قال: يا بني أمية! تلقفوها تلقف الكرة، فوالذي يحلف به أبو سفيان، ما من عذاب ‏ولا حساب، ولا جنة ولا نار، ولابعث ولاقيامة؟؟ ‏
((المترجم))
38- قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2/161 ط دار إحياء التراث العربي:‏
قال أبو جعفر ـ الطبري، صاحب التاريخ ـ: وكان لعثمان على طلحة بن عبيدالله ‏خمسون ألفا، فقال طلحة له يوما: قد تهيأ مالك فاقبضه، فقال: هو لك معونة على مروءتك.‏
وقال ابن أبي الحديد في ج 9/35: روى أن عثمان قال: ويلي على ابن الحضرمية ـ ‏يعني:‏ طلحة ـ أعطيته كذا وكذا بهارا ذهبا. وهو يروم دمي يحرض على نفسي.‏
قال: والبهار: الحمل؛ قيل: هو ثلاثمائة رطل بالقبطية. ‏
((المترجم))


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page