• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

موقف عثمان من صحابة النبي (ص) المقربين - موقف الصحابة من عثمان

موقف الصحابة من عثمان
وأما صحابة رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأكثرهم تألبوا على عثمان ‏وقاموا في ‏وجهه ينهونه عن أعماله التعسفية، وتصرفه بغير حق في الأمور المالية ‏وانحيازه لبني أمية.‏
وقد ذكر الطبري(49): أن نفرا من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏تكاتبوا، فكتب بعضهم إلى بعض أن أقدموا، فإن الجهاد بالمدينة لا بالروم.‏
واستطال الناس على عثمان، ونالوا منه، وذلك في سنة أربع وثلاثين، ولم ‏يكن أحد من الصحابة يذب عنه ولا ينهى، إلا نفر منهم: زيد بن ثابت وأبو ‏أسيد الساعدي وكعب بن مالك وحسان بن ثابت.‏
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2/134 ط. دار احياء التراث العربي:‏
قال أبو جعفر محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى: ثم إن سعيد بن ‏العاص قدم على عثمان سنة إحدى عشرة من خلافته فلما دخل المدينة ‏اجتمع قوم من الصحابة فذكروا سعيدا و أعماله و ذكروا قرابات عثمان و ‏ما سوغهم من مال المسلمين و عابوا أفعال عثمان.‏
فأرسلوا إليه عامر بن عبد القيس ـ و كان متألها و اسم أبيه عبد الله و هو ‏من تميم ثم من بني العنبر ـ فدخل على عثمان فقال له: إن ناسا من ‏الصحابة اجتمعوا و نظروا في أعمالك فوجدوك قد ركبت أمورا عظاما ‏فاتق الله و تب إليه
فقال عثمان: انظروا إلى هذا تزعم الناس أنه قارئ ثم هو يجي‏ء إلي ‏فيكلمني فيما لا يعلمه! و الله ما تدري أين الله!‏
فقال عامر: بلى و الله إني لأدري إن الله لبالمرصاد!‏
فأخرجه عثمان.‏
وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج 2/144: و روى أبو جعفر [ الطبري ] ‏قال: كان عمرو بن العاص شديد التحريض و التأليب على عثمان.‏
وقال في صفحة 149: قال أبو جعفر [ الطبري ]: أن عثمان مر بجبلة بن ‏عمرو الساعدي، و هو في نادي قومه، و في يده جامعة فسلم فرد القوم ‏عليه، فقال جبلة: لم تردون على رجل فعل كذا و فعل كذا؟! ثم قال لعثمان: ‏و الله لأطرحن هذا الجامعة في عنقك أو لتتركن بطانتك هذه الخبيثة مروان ‏و ابن عامر و ابن أبي سرح فمنهم من نزل القرآن بذمه و منهم من أباح ‏رسول الله ص دمه.‏
وقال: قيل: إنه خطب يوما و بيده عصا كان رسول الله ص و أبو بكر و ‏عمر يخطبون عليها فأخذها جهجاه الغفاري من يده، و كسرها على ركبته ‏فلما تكاثرت أحداثه و تكاثر طمع الناس فيه كتب جمع من أهل المدينة من ‏الصحابة و غيرهم إلى من بالآفاق إن كنتم تريدون الجهاد فهلموا إلينا فإن ‏دين محمد(صلى الله عليه وآله) قد أفسده خليفتكم فاخلعوه فاختلفت عليه ‏القلوب و جاء المصريون و غيرهم إلى المدينة حتى حدث ما حدث.‏
ونقل أبن أبي الحديد في شرح النهج 2/161: قال أبو جعفر [ الطبري ]: و ‏كان لعثمان على طلحة بن عبيد الله خمسون ألفا، فقال طلحة له يوما: قد ‏تهيأ مالك فاقبضه، فقال: هو لك معونة على مروءتك.‏
فلما حصر عثمان، قال علي (عليه السلام) لطلحة: أنشدك الله إلا كففت عن ‏عثمان!‏
فقال: لا و الله حتى تعطي بنو أمية الحق من أنفسها.‏
فكان علي (عليه السلام) يقول: لحا الله ابن الصعبة! أعطاه عثمان ما أعطاه ‏و فعل به ما فعل!‏
ونقل ابن أبي الحديد في شرح النهج 9/3 عن أحمد بن عبد العزيز الجوهري ‏في كتاب " أخبار السقيفة " بسنده عن أبي بن كعب الحارثي، في رواية ‏مفصلة، إلى أن قال في صفحة 5: فتبعته [ أي: عثمان ] حتى دخل المسجد، ‏فإذا عمار جالس إلى سارية، و حوله نفر من أصحاب رسول الله (صلى الله ‏عليه وآله) يبكون، فقال عثمان: يا وثاب! علي بالشرط فجاءوا ، فقال: ‏فرقوا بين هؤلاء ففرقوا بينهم.‏
ثم أقيمت الصلاة فتقدم عثمان فصلى بهم، فلما كبر قالت امرأة من حجرتها: ‏يا أيها الناس ثم تكلمت و ذكرت رسول الله (صلى الله عليه وآله) و ما بعثه ‏الله به، ثم قالت تركتم أمر الله و خالفتم عهده... و نحو هذا ثم صمتت، و ‏تكلمت امرأة أخرى بمثل ذلك فإذا هما عائشة و حفصة.‏
قال: فسلم عثمان، ثم أقبل على الناس و قال إن هاتين لفتّانتان يحل لي ‏سبهما و أنا بأصلهما عالم.‏
فقال له سعد بن أبي وقاص أ تقول هذا لحبائب رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله)!‏
فقال: و فيم أنت و ما هاهنا؟!‏
ثم أقبل نحو سعد عامدا ليضربه فانسل سعد فخرج من المسجد، فاتبعه ‏عثمان فلقي عليا (ع) بباب المسجد، فقال له (ع): أين تريد؟
قال أريد هذا الذي كذا و كذا ـ يعني سعدا يشتمه ـ فقال له علي (عليه ‏السلام)‏: أيها الرجل دع عنك هذا.‏
قال: فلم يزل بينهما كلام حتى غضبا، فقال عثمان أ لست الذي خلفك ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) يوم تبوك؟!‏
فقال علي عليه السلام: أ لست الفار عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) ‏يوم أحد ؟!‏
قال: ثم حجز الناس بينهما.‏
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 9/35 و 36: و روى الناس الذين صنفوا ‏في واقعة الدار أن طلحة كان يوم قتل عثمان مقنعا بثوب قد استتر به عن ‏أعين الناس يرمي الدار بالسهام.‏
و رووا أيضا أنه لما امتنع على الذين حصروه الدخول من باب الدار حملهم ‏طلحة إلى دار لبعض الأنصار فأصعدهم إلى سطحها و تسوروا منها على ‏عثمان داره فقتلوه.‏
و رووا أيضا: أن الزبير كان يقول: اقتلوه فقد بدل دينكم.‏
قال ابن أبي الحديد في شرح النهج 3/27 و 28: و روى شعبة بن الحجاج ‏عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف قال: قلت له: كيف لم يمنع ‏أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن عثمان؟!‏
فقال إنما قتله أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله).‏
قال: و روي عن أبي سعيد الخدري، أنه سئل عن مقتل عثمان هل شهده ‏أحد من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله)‏
فقال: نعم، شهده ثمانمائة!‏
قال: و هذا عبد الرحمن بن عوف و هو عاقد الأمر لعثمان و جالبه إليه و ‏مصيره في يده، يقول ـ على ما رواه الواقدي و قد ذكر له عثمان في ‏مرضه الذي مات فيه ـ: عاجلوه قبل أن يتمادى في ملكه، فبلغ ذلك عثمان، ‏فبعث إلى بئر كان عبد الرحمن يسقي منها نعمه فمنع منها و وصى عبد ‏الرحمن ألا يصلي عليه عثمان، فصلى عليه ‏الزبير ـ أو سعد بن أبي وقاص ـو قد كان حلف لما تتابعت أحداث عثمان ‏ألا يكلمه أبدا.‏
قال: و روى الواقدي، قال: لما توفي أبو ذر بالربذة، تذاكر أمير المؤمنين ‏‏(عليه السلام) وعبد الرحمن فعل عثمان، فقال أمير المؤمنين ‏(عليه السلام) ‏له: هذا عملك! فقال عبد الرحمن: فإذا شئت فخذ سيفك و آخذ سيفي إنه ‏خالف ما أعطاني.‏
وقال في شرح النهج 3/50 و 51: و قد روي من طرق مختلفة و بأسانيد ‏كثيرة أن عمارا كان يقول: ثلاثة يشهدون على عثمان بالكفر و أنا الرابع و ‏أنا شر الأربعة { ... وَ مَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ ‏الْكافِرُونَ}(50) و أنا أشهد أنه قد حكم بغير ما أنزل الله.‏
وقال: و روي عن زيد بن أرقم من طرق مختلفة أنه قيل له بأي شي‏ء ‏كفرتم عثمان؟
فقال: بثلاث: جعل المال دولة بين الأغنياء و جعل المهاجرين من أصحاب ‏رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمنزلة من حارب الله و رسوله و عمل ‏بغير كتاب الله.‏


موقف عثمان من صحابة النبي (صلى الله عليه وآله) المقربين‏
ومن أسباب ثورة المسلمين على عثمان وقتله، إيذاؤه بعض الصحابة ‏المقربين إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) والمكرمين لديه، وما كان لهم ‏جرم سوى إنهم كانوا ينهونه عن المنكر ويأمرونه بالمعروف، منهم: ‏
عبد الله بن مسعود، وهو الحافظ لكتاب الله، والكاتب الضابط للقرآن الكريم ‏على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكان يحظى عند النبي (صلى ‏الله عليه وآله) وعند الشيخين باحترام وافر.‏
وذكر ابن خلدون في تاريخه أن عمر بن الخطاب في أيام خلافته وحكومته ‏كان يقرب عبد الله بن مسعود ولا يفارقه أبدا، لأنه كان ذا اطلاع كامل على ‏القرآن، وقد روى المحدثون أحاديث كثيرة عن رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) في حقه، ذكرها ابن أبى الحديد أيضا في شرح النهج.‏
وذكر المؤرخون: أن عثمان لما أراد أن يجمع المصاحف أمر بأخذ النسخ ‏الموجودة عند الأصحاب، ومنها النسخة التي كانت عند عبد الله بن مسعود، ‏اذ كان من كتاب الوحي ومحل ثقة النبي (صلى الله عليه وآله)، ولكن ابن ‏مسعود أبا أن يعطيه نسخته، فذهب عثمان بنفسه إلى بيت ابن مسعود وأخذ ‏نسخته قهرا، فلما سمع ابن مسعود أن نسخته أحرقت مع سائر النسخ، حزن ‏حزنا شديدا وكان حينذاك بالكوفة، فبدأ يطعن في عثمان، ويكشف الستار ‏عن أعماله المخالفة لسنة النبي والقرآن وسيرة الشيخين.‏
وكان الجواسيس يخبرون الوليد بن عقبة والي الكوفة، فكتب فيه الوليد إلى ‏عثمان، فأمره أن يبعثه إلى المدينة.‏
وقال ابن أبى الحديد في شرح النهج 3/43 ـ عن الواقدي وغيره: أن ابن ‏مسعود دخل المدينة ليلة جمعة، فلما علم عثمان بدخوله قال: أيها الناس إنه ‏قد طرقكم الليلة دويبة، من تمشي على طعامه يقي‏ء و يسلح.‏
فقال ابن مسعود: لست بدويبة، و لكنني صاحب رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله) يوم بدر، و صاحبه يوم أحد، و صاحبه يوم بيعة الرضوان، و صاحبه يوم ‏الخندق، و صاحبه يوم حنين.‏
و صاحت عائشة: يا عثمان! أ تقول هذا لصاحب رسول الله (صلى الله عليه ‏وآله)؟!‏
فقال عثمان: اسكتي، ثم قال لعبد الله بن زمعة بن الأسود: أخرجه إخراجا ‏عنيفا!‏
فأخذه ابن زمعة، فاحتمله حتى جاء به باب المسجد، فضرب به الأرض، ‏فكسر ضلعا من أضلاعه.‏
فقال ابن مسعود: قتلني ابن زمعة الكافر بأمر عثمان.‏
و في رواية: أن ابن زمعة كان مولى لعثمان، أسود مسدما طوالا.‏
وقال ابن أبى الحديد في صفحة 44: وقد روى محمد بن اسحاق عن محمد ‏بن كعب القرظي: أن عثمان ضرب إبن مسعود أربعين سوطا، لأنه قام ‏بتجهيز أبي ذر الغفاري ودفنه.‏
قال: وهذه قصة أخرى، ثم يذكرها بالتفصيل.‏
أقول: الله أكبر! وهل دفن مؤمن كأبي ذر، يستوجب التعزيز والتعذيب؟!‏
وقال ابن أبي الحديد في صفحة 42 و 43: و لما مرض ابن مسعود مرضه ‏الذي مات فيه أتاه عثمان عائدا.‏
فقال: ما تشتكي؟
فقال: ذنوبي.‏
قال: فما تشتهي.‏
قال: رحمة ربي.‏
قال: أ لا أدعو لك طبيبا؟‏
قال: الطبيب أمرضني.‏
قال: أ فلا آمر لك بعطائك؟
قال: منعتنيه و أنا محتاج إليه و تعطينيه و أنا مستغن عنه!‏
قال: يكون لولدك.‏
قال: رزقهم على الله تعالى.‏
قال: استغفر لي يا أبا عبد الرحمن.‏
قال: أسأل الله أن يأخذ لي منك حقي!‏
وقال ابن أبي الحديد في صفحة 42: وقد روي عنه أيضا من طرق لا ‏تحصى كثيرة، أنه كان يقول: ما يزن عثمان عند الله جناح ذباب.‏
قال ابن أبي الحديد: وتعاطي ما روي عنه في هذا الباب يطول، و هو أظهر ‏من أن يحتاج إلى الاستشهاد عليه، و أنه بلغ من إصرار عبد الله على ‏مظاهرته بالعداوة، أن قال لما حضره الموت: من يتقبل مني وصية أوصيه ‏بها على ما فيه؟
فسكت القوم و عرفوا الذي يريد.‏
فأعادها، فقال عمار بن ياسر رحمه الله تعالى: أنا أقبلها.‏
فقال ابن مسعود: ألا يصلي علي عثمان.‏
قال: ذلك لك.‏
فيقال: إنه لما دفن جاء عثمان منكرا لذلك، فقال له قائل: أن عمارا ولي ‏الأمر.‏
فقال لعمار: ما حملك على أن لم تؤذني؟!‏
فقال: عهد إلي ألا أؤذنك.‏
فوقف على قبره و أثنى عليه. ثم انصرف و هو يقول: رفعتم و الله أيديكم ‏عن خير من بقي.‏
فتمثل الزبير بقول الشاعر:‏

 

لا ألفينك بعد الموت تندبني وفي حياتي ما زودتني زادي


______________________________
49- نفس المصدر.‏
50- سورة المائدة، الآية 44.‏


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page