• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

أبو ذر أصدق الناس

إني أستغرب كلامك، فكأنك لم تطالع تاريخ أبي ذر رحمه الله ولو لمرة واحدة، وإلا لما كنت تتكلم بهذا الكلام الواهي، فإن كلامك هذا يناقض كلام رسول الله (ص) ويخالف حديثه الشريف في حق أبي ذر إذ قال (ص): ما أقلت الغبراء وما أظلت الخضراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر.
وهذا حديث مشهور، نقله أعلامكم ومحدثوكم، منهم: محمد بن سعد في طبقاته 4/167 و 168، وابن عبد البر في الاستيعاب 1/48 باب جندب، والترمذي في صحيحه 2/221، والحاكم في المستدرك 3/342، وابن حجر العسقلاني في الاصابة 3/622، والمتقي الهندي في كنز العمال 6/169، والامام أحمد في المسند 2/163 و 175، وابن أبي الحديد في شرح النهج 3/56 ط. بيروت ـ دار احياء التراث العربي، والحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء، وفي كتاب " لسان العرب " وكتاب " ينابيع المودة " فقد رووه بأسانيد كثيرة وطرق عديدة.
بناء على هذا الحديث الشريف، لا يحق لكم أن تنسبوا الكذب لأبي ذر رحمه الله تعالى، لأن تكذيبه يكون تكذيب رسول الله (ص) وهو كفر!
ولذلك، فنحن نعتقد أن كل ما أعلنه أبو ذر صدق محض، وحق بحت، وليس لنا ولكم إلا التصديق والقبول.
وبناء على الحديث الآخر الذي رويته لكم قبل هذا، عن أعلامكم وطرقكم، بأن (ص) قال: إن الله تعالى أمرني بحب أربعة... كان أبو ذر أحدهم، ومن الواضح أن الله سبحانه لا يأمر نبيه بحبه رجل كاذب يجعل الحديث وينسبه إلى النبي والعياذ بالله!
ثم أقول: لو كان لبان، أي: لو كان أبو ذر كاذبا لكان علماؤكم بينوا أكاذيبه وأعلنوا كذبه، كما بينوا أباطيل أبي هريرة وأكاذيبه.
بالله عليكم فكروا في هذه الحقائق وأنصفوا!
هل من الحق والعدل والرحمة والرأفة: أن رجلا من خواص أصحاب محمد (ص) ومن المقربين لديه، والذي حبه فرض من الله عليه (ص) وهو أصدق الأمة، بل أصدق إنسان على وجه الغبراء وتحت السماء، يعامل تلك المعاملة السيئة، فيعذب وينفى إلى صحراء قاحلة، فيموت فيها جوعا وعطشا!! لأنه عمل بواجبه فأمر بالمعروف ونهى عن المنكر، وصدع بالحق وأعلن الحقيقة؟!!
والجدير بالذكر أن رسول الله (ص) أخبر بابتلائه ومصابه في الله تعالى، فقد روى أبو نعيم في حلية الأولياء 1/162 بإسناده عن أبي ذر الغفاري أنه قال: كنت عند رسول الله (ص) فقال: أنت رجل صالح وسيصيبك بلاء من بعدي.
قلت: في الله؟
قال (ص): في الله.
قلت: مرحبا بأمر الله.
والآن، وبعد سرد هذه الحوادث الفجيعة والوقائع الفظيعة، بقي عليكم، إما أن تردوا وتكذبوا كل أعلامكم وكبار علمائكم من أصحاب الصحاح والمسانيد والتواريخ والتفاسير وغيرهم الذين ذكروا هذه الحوادث ونقلوا تلك الوقائع.
وإما أن تذعنوا بأن عثمان لا تشمله الآية الكريمة، ولا تنطبق عليه جملة (رحماء بينهم) فقد كان فظا غليظا، وصعبا قاسيا، شديدا على المؤمنين، ورؤوفا رحيما شفيقا بالفاسقين والمنافقين!!
الحافظ: لقد ثبت عندنا وعند كثير من العلماء الأعلام: أن أبا ذر رحمه الله، هو الذي اختار المقام في الربذة من غير إجبار، بل أحب أن يجتنب الأحداث، فسافر إلى مسقط رأسه الربذة.
قلت: هذا قول بعض المتأخرين من علمائكم المتعصبين، وهو قول اجتهادي من غير دليل وبدون أي مستند تاريخي(53)، وإلا فكبار علمائكم ذكروا أنه أبعد إلى الربذة بالقهر والجبر، حتى كاد أن يكون هذا الخبر من المسلمات غير القابلة للنقاش.
وكنموذج، انقل هذا الخبر الذي رواه الامام أحمد في المسند 5/156، وابن أبي الحديد في شرح النهج 3/57، قال: روى الواقدي عن مالك بن أبي الرجال، عن موسى بن ميسرة: أن أبا الأسود الدؤلي قال: كنت أحب لقاء أبي ذر لأسأله عن سبب خروجه، فنزلت الربذة، فقلت له: أ لا تخبرني؟ أ خرجت من المدينة طائعا أم أخرجت مكرها؟
فقال: كنت في ثغر من ثغور المسلمين، أغني عنهم، فأخرجت إلى مدينة الرسول (ص) فقلت: أصحابي و دار هجرتي، فأخرجت منها إلى ما ترى!
ثم قال: بينا أنا ذات ليلة نائم في المسجد، إذ مر بي رسول الله (ص) فضربني برجله و قال: لا أراك نائما في المسجد!
فقلت: بأبي أنت و أمي! غلبتني عيني فنمت فيه.
فقال: كيف تصنع إذا أخرجوك منه؟!
فقلت: إذن ألحق بالشام، فإنها أرض مقدسة، و أرض بقية الإسلام ، و أرض الجهاد.
فقال: فكيف تصنع إذا أخرجت منها؟!
فقلت: أرجع إلى المسجد.
قال: فكيف تصنع إذا أخرجوك منه؟!
قلت: آخذ سيفي فأضرب به.
فقال (ص): أ لا أدلك على خير من ذلك، انسق معهم حيث ساقوك، و تسمع و تطيع، فسمعت و أطعت، و أنا أسمع و أطيع، و الله ليلقين الله عثمان و هو آثم في جنبي.
و كان يقول بالربذة: ما ترك الحق لي صديقا، ردني عثمان بعد الهجرة أعرابيا!

______________________________
53- أول من قال به هو قاضي القضاة عبد الجبار نقلا عن الشيخ أبي علي، كما رواه ‏ابن أبي الحديد في شرح النهج 3/52. ‏
((المترجم))


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page