• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

هل يستمر الحوار؟

لما وصل الحديث إلى هنا، نظر بعض العلماء إلى ساعته وقال: أخذنا الحديث كل مأخذ، وانقضى من الليل نصفه أو أكثر، لذا نترك متابعة الموضوع والحديث إلى الليلة القابلة إن شاء الله.
الحافظ: لقد سررنا بلقياكم، وفرحنا بمجالسكم، وانجذبنا إلى حديثكم، فانقادت مسامعنا بل قلوبنا أيضا إلى كلامكم القويم، وبيانكم الرصين، وبقي عندنا كلام كثير ما أبديناه لضيق الوقت، وعدم المجال، فتؤجله إلى وقت آخر، وسفر آخر إنشاء الله، فإننا نريد أن رجع إلى الوطن [أفغانستان] فإن لنا هناك أعمالا وأشغالا كثيرة قد تعطلت وأمورا تأخرت، وإن لنا هناك مهاما تفوتنا إن لم نحضر.
لذا أرجو أن تتفضل علينا وتأتي إلى بلادنا، فنقوم بضيافتكم، ونستمر في البحث والحوار معكم، لعلنا نصل إلى نتيجة فيها رضا الله سبحانه.
النواب ـ متوجها إلى الحافظ قائلا ـ: نحن لا ندعك أن ترجع إلى بلادك حتى نصل إلى نتيجة قطعية مع السيد المبجل، لأنكم كنتم تقولون لنا إن الرفضة [الشيعة] ليسوا أهل بحث ومناقشة، ولا أهل عقل ومنطق، لأنهم لا يملكون أدلة وبراهين في إثبات عقائدهم، وإذا جلسوا معنا على طاولة النقاش والحوار سوف يتنازلون لدلائلنا وبراهيننا القاطعة.
ولكنا على عكس ذلك، رأيناكم خاضعين أمام براهين السيد، مستسلمين لأدلته، ونحن كلنا شهود.
فالرجاء منكم، أن تبقوا عندنا، وتستمروا في المناظرة والحوار حتى يتبين الحق وتظهر الحقيقة، فحينئذ نختار لأنفسنا المذهب الحق الثابت بدلائل القرآن الحكيم والعقل السليم.
الحافظ: نحن ما خضعنا ولا استسلمنا لأدلة السيد، وإنما سكتنا لنستفيد من بيانه العذب وحديثه الطيب فإنه خطيب عجيب، ذو سحر في البيان، وطلاقة في اللسان، فاستمعنا حلاوة كلامه، وذهلنا لسحر بيانه، وانجذبنا لعذوبة لسانه، فقد راعينا الأدب في حقه، وما أردنا أن يتأذى ضيفنا العزيز، وإلا فإنا بعد لم ندخل في صلب المواضيع الأساسية، وإذا أردنا أن نقيم الدليل والبرهان، لثبت لكم أن الحق معنا.
النواب: أما نحن فإلى هذه الساعة لم نسمع منكم كلاما مستدلا وحديثا مستندا إلى العقل السليم والقرآن الكريم.
وأما كلام مولانا السيد فكله مستند إلى كتاب الله وأحاديث رسول الله (ص) المروية في كتب علمائنا.
فإذا كانت عندكم أدلة وبراهين تنقض كلام مولانا السيد فأتوا بها ، وإلا فإني أقول لكم بصراحة: إن هذه المحاورات والمناظرات قد انتشرت في الصحف والمجلات، وأوقعت الشك والترديد في نفوس أكثر أهل السنة والجماعة، في هذا البلد.
فإذا لم تظهروا الحق، ولم تعلنوا الحقيقة التي يريدها الله تعالى من عباده، فإنكم مسؤولون أما الله سبحانه وأما صاحب الشريعة المقدسة، النبي الكريم (ص).
على أثر هذا الكلام امتقع لون الحافظ وتغير وجهه، وقد ظهر أثر الفشل والخجل على وجوه علماء القوم، فكان الحافظ ينظر إلي تارة وينظر إلى الأرض أخرى، ثم توجه إلى النواب قائلا:
أرجو أن تراعوا جانب الضيف الكريم فإنه كان يريد السفر إلى خراسان لزيارة علي بن موسى الرضا، ولكنه تفضل علينا بتأخير سفره، فلا يجوز لنا أن نأخره أكثر من هذا.
قلت: إنني أشكر ألطافكم وإحساسكم، صحيح إني كنت عازما على السفر والزيارة، وأخرت سفري لأجلكم، ولكني فرحت بتأخير سفري، إذ عملت بواجبي، وخدمت الدين والمجتمع في كشف الحقيقة وإثبات الحق من خلال مناظرتي وحواري معكم، وفي حضور هؤلاء الطيبين الكرام، فعرفوا الحق أحسن من ذي قبل.
وإنني مستعد لأبقى معكم وأستفيد من مجالستكم سنة أو أكثر حتى ينكشف الحق.
ولكني خجل من مضيفي الكريم الأستاذ الميرزا يعقوب علي خان، فقد أتعبته في هذه المدة كثيرا.
وإذا بالميرزا يعقوب علي خان وإخوانه ـ ذي الفقار علي خان، وعدالت علي خان، وكلهم من شخصيات قزلباش ـ أجابوا قائلين: يا مولانا السيد ما كنا نتوقع منكم هذا الكلام، فإن بيوتنا كلها بيوتك، ونحن نفتخر بخدمتك، ونتشرف بإقامتك عندنا.
ثم تقدم السيد محمد شاه ـ وهو من أشراف " بيشاور " وأعيانها ـ وكذلك السيد عديل أختر ـ وهو من علماء الشيعة في " بيشاور " ـ فقالوا: نحن نرجو من سماحتكم أن ينتقل هذا المجلس إلى بيوتنا حتى نحظى بخدمتكم ونتشرف ونفتخر بوجودكم عندنا.
فقال الميرزا يعقوب علي خان: لا يمكن ذلك أبدا، بل مادام مولانا في " بيشاور "، وهذا المجلس مستمر في الانعقاد، فبيتي محله ومستقره.
قلت: أشكر الجميع، وبالأخص صاحب البيت الأستاذ الكريم الميرزا يعقوب علي خان المحترم.
الحافظ ـ بعدما هدأ المجلس ـ قال: وأنا أنزل عند رغبة الأستاذ النواب والأخوة الحاضرين وأؤجل سفري وإن كانت عندي مهام وأعمال معطلة في أفغانستان ، ولكن أرجو أن ينتقل مجلسنا هذا في الليالي القابلة إلى البيت الذي نحن فيه، مراعاة للعدالة، ورعاية لأهل هذا البيت الكريم، فإنهم تعبوا كثيرا، وأثقلنا عليهم كثيرا.
قلت: لا مانع لدي من ذلك، ولا أصر على أن يكون المجلس في هذا البيت فقط، إلا أن هذا البيت فقط، إلا أن هذا البيت واسع بحيث يضم الجمع الغفير الذي يحضر كل ليلة، وإن وسائل الضيافة والتكريم متوفرة عندهم، فالاختيار إليكم، وأما أنا فأينما يتعقد المجلس أحضر إن شاء الله تعالى.
الميرزا يعقوب علي خان: أظن أن الحافظ لا يعرف عادات ورسوم قبيلة قزلباش، ولكن أهل البلد يعرفون ويعلمون أن قبيلتنا يحبون الضيف ويفرحون به، ويفتخرون بخدمته وخاصة إذا كان الضيوف علماء ومشايخ وسادة، مثل فضيلة مولانا السيد سلطان الواعظين، ومثل سماحة الحافظ، وحضرات العلماء الحاضرين، والاخوة الأعزة المحترمين من كل الطبقات والأصناف، فأهلا بكم ومرحبا في كل يوم.
الحافظ: أشكركم جميعا وأستودعكم الله، وإلى اللقاء في الليلة الآتية إن شاء الله تعالى.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page