• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

علي (ع) فاروق بين الحق والباطل

ودليلنا الآخر على بطلان خلافة أبي بكر أن علي بن أبي طالب (ع) رفض البيعة له وخالف ولايته.
والنبي (ص) وصف عليا (ع) بأنه الفاروق بين الحق والباطل.
فخلافة أبي بكر التي خالفها علي (ع) باطلة لا محالة.
الحافظ: إن عمر بن الخطاب هو الفاروق الأعظم، وهو أول من بايع أبا بكر وسعى في تحكيم خلافته.
قلت: الناس لقبوا عمر بالفاروق، في قبال النبي (ص) إذ لقب عليا (ع) به، وزادوا " الأعظم " في لقب عمر ليؤكدوه فيه.
الحافظ: وهل لكم دليل على أن النبي (ص) لقب عليا كرم الله وجهه بالفاروق.
قلت: وهل نقلت إلى الآن خبرا في فضل الإمام علي (ع) بغير دليل من كتبكم ومسانيدكم المعتبرة عندكم؟! وهذا الموضوع أيضا سنده ودليله في كتبكم المعتبرة ومسانيدكم الموثقة.
لقد نقل الحافظ سليمان القندوزي الحنفي في كتابه " ينابيع المودة " باب 56: روى من كتاب " السبعين في فضائل أمير المؤمنين " حديث رقم 12، عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله (ص): ستكون من بعدي فتنة، فإن كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فإنه الفاروق بين الحق والباطل.
قال: رواه صاحب الفردوس.
وأخرجه أيضا العلامة المير السيد علي الهمداني في كتابه " مودة القربى " المودة السادسة، عن أبي ليلى الغفاري، عن النبي (ص) قال: ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليا، فإنه الفاروق بين الحق والباطل.
وروى العلامة الكنجي الشافعي في كتابه " كفاية الطالب " الباب الرابع والأربعين: بإسناده عن أبي ليلى الغفاري، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليا، إنه أول من يراني، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو معي في السماء العليا، وهو الفاروق بين الحق والباطل.
قال الكنجي: هذا حديث حسن عال، رواه الحافظ في أماليه.
وروى أيضا في الباب باسناده عن ابن عباس، قال: ستكون فتنة، فمن أدركها منكم فعليه بخصلة من كتاب الله تعالى وعلي بن أبي طالب (ع)، فإني سمعت رسول الله (ص) وهو يقول: هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني، وهو فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظلمة، وهو الصديق الأكبر، وهو بابي الذي أوتي منه، وهو خليفتي من بعدي.
قال الكنجي: هكذا أخرجه محدث الشام في فضائل علي عليه السلام في الجزء التاسع والأربعين بعد الثلاث مائة من كتابه بطرق شتى وأخرج شيخ الإسلام الحمويني بسنده عن علقمة بن قيس والأسود بن بريدة.
وأخرجه عنهما المير السيد علي الهمداني في آخر المودة الخامسة من كتاب " مودة القربى " باختلاف يسير في أوله، ونحن ننقل عنه..
قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري، قلنا: يا أبا أيوب! إن الله تعالى أكرمك بنبيك إذ أوحى إلى راحلته تبرك إلى بابك، فكان رسول الله (ص) صنع لك فضيلة فضلك بها.
أخبرنا بمخرجك مع علي (ع) تقاتل أهل لا إله إلا الله!
فقال أبو أيوب: فإني أقسم لكما بالله تعالى لقد كان والنبي (ص) معي في هذا البيت الذي أنتما فيه معي، وما في البيت غير رسول الله (ص) وعلي جالس يمينه، وأنس قائم بين يديه، إذ حرك الباب، فقال رسول الله (ص): انظر إلى الباب من بالباب؟
فقال: يا رسول الله! هذا عمار.
فقال: افتح لعمار الطيب المطيب.
ففتح أنس الباب، فدخل عمار على رسول الله (ص).
قال (ص): يا عمار ستكون في أمتي هنات حتى يختلف السيف فيما بينهم حتى يقتل بعضهم بعضا، فإذا رأيت ذلك فعليك بذلك الأصلع عن يميني ـ يعني علي بن أبي طالب ـ إ ن سلك الناس كلهم واديا وسلك علي واديا، فاسلك وادي علي وخل عن الناس.
يا عمار! علي لا يردك عن هدى، ولا يدلك على ردى.
يا عمار! طاعة علي طاعتي، وطاعتي طاعة الله.
أقول: فكانت الفتنة التي أشار إليها رسول الله (ص) وصرح بها وأفصح عنها، وهي اختلاف أصحابه بعده في أمر الخلافة، وقد بين (ص) ما عليه، من إرشاد أمته إلى الصراط المستقيم والطريق القويم، بأن يستضيئوا بنور وصيه وابن عمه علي بن أبي طالب (ع) ويتبعوه ويأخذوا جانبه، فإن الحق معه، وكان علي (ع) يخالف بيعة أبي بكر ويرفضها لأنها باطلة.
ونحن نعتقد أن السقيفة وخليفتها ما هي إلا مؤامرة نفر من قريش، أشهرهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح، وإذا لم تكن مؤامرة مدبرة بين هؤلاء كان عليهم أن يخبروا الصحابة الآخرين وخاصة الإمام عليا والعباس، وكان عليهم أن يشاوروهم ويأخذوا رأيهم. فكان يتعين حينئذ خليفة رسول الله (ص) على أساس الإجماع.
الحافظ: ما كانت هناك مؤامرة، وإنما الأوضاع الراهنة كانت خطيرة للغاية، بحيث رأوا التعجيل في تعيين الخليفة أمرا ضروريا لا يجوز تأخيره، وذلك في مصلحة الإسلام والمسلمين حفظا للدين.
قلت: هل إن الثلاثة الذين سبقوا بني هاشم وغيرهم من ذوي البصيرة والرأي، وحضروا السقيفة، هل كان إحساسهم في حفظ الدين أكثر من العباس ومن علي بن أبي طالب، مع سوابقه المشرقة في الجهاد والتضحية والذب عن الإسلام ونبيه (ص)؟!!
فإذا لم يكونوا متآمرين في سبيل نيل الخلافة، وما كانوا طامعين فيها، لكان على اثنين منهم أن يبقيا في السقيفة ويناقشا الأنصار ويهدئا الوضع، ويخرج الثالث إلى الصحابة وبني هاشم الذين كانوا في بيت النبي (ص) فيخبرهم باجتماع السقيفة، فكانوا سيشاركونهم فيها ويبدون رأيهم، ولحل الوفاق محل الاختلاف.
وصدقوني أيها الأخوة، إن كل ما نجده اليوم من افتراق المسلمين واختلافهم الذي انتهى إلى ضعفهم وكسر شوكتهم، وما حدثت من نزاعات داخلية بين المسلمين، والحروب الدامية والوقائع المخزية التي نشبت بينهم في الماضي والحاضر، كلها حصيلة يوم السقيفة ومؤامرة أولئك النفر وتعجيلهم في تعيين الخليفة.
النواب: سيدنا الجليل! ما هو السبب في تعجيل القوم؟! وما الذي حداهم إلى عدم إخبار بني هاشم والصحابة الذين كانوا مجتمعين في بيت رسول الله (ص)؟!
قلت: نحن على يقين أنهم كانوا يعلمون، لو لم يعجلوا في تعيين أحدهم بالخلافة، ولو صبروا حتى يحضر بنو هاشم وكبار الصحابة فيشاورهم في تعيين خليفة النبي (ص) ويسمع الحاضرون احتجاجهم ما عدلوا عن علي بن أبي طالب (ع) كما أن بشير بن سعد الأنصاري، وهو أول من بايع أبا بكر من الأنصار، لما سمع كلام الإمام علي (ع) وهو يحتج على أبي بكر، قال: لو كان هذا الكلام سمعته الأنصار منك يا علي قبل بيعتها لأبي بكر، ما اختلفت عليك!(35).
وحتى عمر بن الخطاب لم يكن موقنا بنجاح المؤامرة، وأن الخليفة الذي سينصبه هو(36) ويبادر إلى بيعته، سيصبح حاكما متمكنا، فلذلك كان يقول: إن بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها، فمن عاد إلى مثلها فاقتلوه(37).

_______________________
35- الإمامة والسياسة: 13 ط. مطبعة الأمة بمصر.‏
وروى ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 6/21 عن الزبير بن بكار ،قال: وكان عامة المهاجرين وجل الأنصار لا يشكون أن عليا هو صاحب الأمر بعد رسول الله ‏‏(صلى الله عليه وآله).‏
ونقل ابن أبي الحديد في شرحه 6/19 عن الزبير بن بكار، جواب زيد بن أرقم، في ‏رد عبد الرحمن بن عوف في أول يوم من بيعة أبي بكر، إذ قال:‏
يا معشر الأنصار ليس فيكم مثل أبي بكر ولا عمر ولا علي ولا أبي عبيدة!‏
فقال زيد كلاما طويلا، آخره: وإنا لنعلم أن ممن سميت من قريش ، من لو طلب هذا ‏الأمر لم ينازعه فيه أحد، علي بن أبي طالب.‏
ويقول الاستاذ عبد الفتاح عبد المقصود في كتابه " السقيفة والخلافة " صفحة ‏‏160:‏
فالراجح الذي يقارب اليقين أن أغلب المهاجرين، ثم أكثر الكثيرين من رفاق محمد ‏‏(صلى الله عليه وآله) على طريق الايمان منذ بدء الدعوة لهادية، كانوا بعيدين عن ‏مجال هذا الصراع السياسي بين فريقي المتنازعين يومئذ على السلطان، بعضهم ‏نفورا منه وبعضهم غفلة عنه، وعامتهم اطمئنانا يقينيا إلى أن خلافة صاحب الرسالة ‏باقية في بيته لا محالة، إذ كانوا لا يشكون لحظة واحدة في أن الولاية على ‏المسلمين مفضية حتما من بعد محمد (صلى الله عليه وآله) إلى علي بن أبي ‏طالب، بحق قدره وفضله، وليس فقط بحق صهره وقرياه، فهو من علم الناس موئل ‏علمه، ولجأ أمره، وموضع سره، ونجي قلبه ولصيق لبه، وأولاهم كافة ـ أمة وآلا ـ ‏بإمرة المؤمنين بلا مجادلة ونزاع. ‏
((المترجم))
36- قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة 1/174 ط. دار إحياء التراث:‏
وعمر هو الذي شد بيعة أبي بكر ووقم ـ أذل ـ المخالفين فيها، فكسر سيف الزبير ‏لما جرده ودفع في صدره المقداد، ووطيء في السقيفة سعد بن عبادة وقال: اقتلوا ‏سعدا، قتل الله سعدا، وحطم أنف الحباب بن المنذر، الذي قال يوم السقيفة: ‏جذيلها المحكك، وعذيقها المرجب.‏
وتوعد من لجأ إلى دار فاطمة (ع) من الهاشميين وأخرجهم منها، ولولاه لم يثبت ‏لأبي بكر أمر ولا قامت له قائمة.‏
انتهى كلام ابن أبي الحديد.‏
37- قال ابن ابي الحديد في شرح نهج البلاغة 2/26: فأما حديث الفلتة، فقد كان ‏سبق من عمر أن: قال بيعة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها، فمن عاد الى ‏مثلها فاقتلوه!‏
ثم نقل معنى " الفلتة " في صفحة 36 و37 فقال: ذكر صاحب الصحاح أن الفلتة ‏الأمر الذي يعمل فجأة من غير تردد ولا تدبر، وهكذا كانت بيعة أبي بكر، لأن الأمر لم ‏يكن فيها شورى بين المسلمين، وإنما وقعت بغتة لم تمحص فيها الآراء، ولم يتناظر ‏فيها الرجال، وكانت كالشيء المستلب المنتهب.‏
أقول لقد عبر أبو بكر عن بيعته أنها كانت " فلتة " قبل عمر، كما روى ذلك ابن أبي ‏الحديد في شرحه 6/47 عن عمر بن شبة.. ثم قام أبو بكر، فخطب الناس ، فأعتذر ‏إليهم، وقال: إن بيعتي كانت " فلتة " وقى الله شرها.. ولا يخفى أن قول عمر بأن ‏تلك البيعة كانت فلتة وقى الله المسلمين شرها قد نقله البخاري في صحيحه ‏‏:ج4ص127. ‏
((المترجم))


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page