قلت:
أولا: قولوا لعلمائكم ومؤرخيكم لماذا ذكروا هذه الأخبار! ثم ردوا على شاعر النيل قصيدته العمرية وعاتبوه عليها وحاكموه على تلك الأبيات التي يتفاخر فيها ويتباهى بتلك الوقائع الأليمة والفجائع العظيمة ويعدها من فضائل القوم!!
ثانيا: وأما نحن فننقلها عنكم لإقامة الحجة عليكم (فلله الحجة البالغة)(47).
ولكي لا ينحرف التاريخ، فنعرف الحق حقا والباطل باطلا، والمظلوم مظلوما والظالم ظالما.
ثالثا: نحن ننقل هذه الأخبار عندما نواجه هجماتكم وحملات بعض المنسوبين إليكم من أصحاب الأقلام التي ما هي إلا أجيرة للأعداء لتبث البغضاء والشحناء بين المسلمين، فتتهم الشيعة الأبرياء والمؤمنين الأوفياء بالكفر والشرك! وتحرك علينا مشاعر العامة وخاصة الجاهلين والغافلين.
ونحن دفاعا عن مذهبنا ومعتقدنا، نبين الوقائع، ونكشف عن الحقائق، حتى يعرف الجميع أن عليا (ع) مع الحق والحق معه، ونحن أتباعه وشيعته، نشهد أن لا إله إلا الله جل جلاله، وأن محمدا رسول الله (ص)، ونقول في علي بن أبي طالب (ع) ما قاله رسول الله (ص) وذلك نقلا من كتبكم المعتبرة ومصادركم المشهورة، فنشهد بأن عليا (ع) عبد الله، ووليه، وأخو رسول الله، ووصيه، وهو خليفته الذي نص عليه بأمر الله تعالى.
أما في جواب قولكم بأن هذه الأخبار لا فائدة فيها سوى التفرقة وتشتت المسلمين.
فأقول: أنتم البادئون والعادون والمهاجمون ونحن مدافعون، فانتهوا وامنعوا أصحابكم عن التعرض وعن الكذب والافتراء علينا، حتى نسكت عن نقل هذه الأخبار.
الحافظ: أنا لا أوافق الذين يرمون الشيعة بالكفر والشرك، ولكني لا أسكت أيضا على بعض الأخبار المروية في كتبكم، والتي تنسبونها إلى رسول الله (ص) وهي تفسح مجال العصيان للعباد، فيعملون بالذنوب اتكالا على تلك الأخبار والأحاديث.
قلت: رجاء! بين تلك الأخبار، فربما نصل معكم إلى حل وتفاهم.
_______________________
47- سورة الأنعام، الآية 149.