الحافظ: مما لاشك فيه أن المطاعن التي تروونها على الصحابة المقربين لرسول الله وبعض زوجاته الطاهرات رضي الله عنهم كفر صريح، إذ أن هؤلاء الصحابة هم الذين جاهدوا في سبيل الله وقاتلوا الكفار تحت راية النبي وقد قال سبحانه فيهم: (لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة)(22) فالذين يعلن الله تعالى رضاه عنهم، ورسول الله يكرمهم ويحترمهم ويحدث عن فضائلهم، وهو كما قال سبحانه في سورة النجم (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى)(23).
فالطعن فيهم إنكار للقرآن والنبي، وهو كفر، والمنكر كافر.
قلت: إني لا أحب أن يخوض في هكذا مسائل فالرجاء أن تترك هذا السؤال ولا تطالبني بالجواب في حضور هذا الجمع، بل أجتمع بك وحدك وأعطيك الجواب.
الحافظ: الحقيقة، إن هذا السؤال والموضوع مطروح من قبل الجماعة الذين معي لأنهم ألحوا علي وأكدوا في الليلة الماضية حينما انتهينا من البحث وخرجنا إلى البيت، على أن أطرح هذا البحث فكلهم يحب أن يسمع جوابكم.
النواب: صحيح يا مولانا كلنا نحب أن نسمع جواب هذا السؤال.
قلت: إني أتعجب من جنابكم وما كنت أتوقع طرح هذا السؤال، مع ما بيناه في الليالي الماضية وأوضحنا لكم معنى الكفر والشرك وأثبتنا بأن الشيعة سائرون في طريق أهل البيت (ع)، وتابعون لآل محمد (ص)، وهم المؤمنون حقا.
وأما الموضوع الذي طرحه جناب الحافظ، فهو ذو جهات، وليس موضوعا واحدا، ولابد لي أن أبسطه وأشرحه، حتى يعرف الحاضرون حقيقة الأمر ويقضوا بالحق، وحتى نزول الشبهات الواقعة في نفوسهم ضد الشيعة.
______________
22- سورة الفتح، الآية 18.
23- سورة النجم، الآية 3 و 4.