• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مقاطع شعرية



السيد الحميري
من قصيدة له:
وكذا روينا عن وصـي محمدٍ
بأن ولي الأمر يفقـد لا يرى
ويقسم أموال العقود كأنمــا
له غيبة لا بد أن سيغيبــها ولم يك فيـما قـــال بالمــكذب
ســــنين كفعل الخائف المـترقب
تضمنـه تحـت الصفيـح المـنصب
فصلى عليه الله من متغـــــيب
ومن قصيدة أخرى:
في عصبةٍ حول مهدي يسير بهم
ليــسوا يريدون إلا الله ربـهم
حتى يلاقوا بنـي حربٍ بجمعهم من بطن مكـــة ركبانـاً وما شينا
نعم المــراد توخــــاه المريدونا
فيضربوا الهام منـهم والعـــرانينا



السيد الحميري
من قصيدة له:
وكذا روينا عن وصـي محمدٍ
بأن ولي الأمر يفقـد لا يرى
ويقسم أموال العقود كأنمــا
له غيبة لا بد أن سيغيبــها ولم يك فيـما قـــال بالمــكذب
ســــنين كفعل الخائف المـترقب
تضمنـه تحـت الصفيـح المـنصب
فصلى عليه الله من متغـــــيب
ومن قصيدة أخرى:
في عصبةٍ حول مهدي يسير بهم
ليــسوا يريدون إلا الله ربـهم
حتى يلاقوا بنـي حربٍ بجمعهم من بطن مكـــة ركبانـاً وما شينا
نعم المــراد توخــــاه المريدونا
فيضربوا الهام منـهم والعـــرانينا

مات التصبر في انتظارك

مات التصبر في انتظارك
السيد حيدر الحلي
مــات التصــبر في انتظـــــا
فانهـــض فمـــا أبقــى التحمل
قـــد مزقــت ثــوب الاســى
فالســــيف إن بــه شــــفاء
فســـواه منـهم ليــس ينعــش
طــــالت حبـــال عواتـــق
كـــم ذا القعـــود ودينكــــم
تنــعى الفــــروع أصــــوله
فيـــه تحـــكم مــن أبـــاح
فاشـــحذ شـــبا عضـب لــه
إن يـــدعها خفـــت لـــدعو
واطلـب بـه بـــــدم القتيــل
مــاذا يهيــجــك إن صــبرت
أتـــرى تجــــئ فجيــــعة
حـيث الحســين علـى الثـــرى
قتــــلته آل أميـــــــــة
ورضــيعه بـــــدم الوريــد
يــا غيـــــرة الله اهتفـــى
وضــبا انـتقــامــك جــردي
ودعــي جنـــود الله تـمـــلا
مـن حـامـل لـولـي الله مـالكـة
يـا بن الاولـى يقعـدون إن نهضـت
الخيـل عنـدك ملــتها مـرابطـها
هـذي الخـدور لها الاعـداء هـاتكة
لا تطهر الارض من رجس العدى أبدا
العـرم أعيـذ سيفك أن تصدى حديدته
قـد آن أن يمطـر الدنيـا وسـاكنـها
وإن أعجــب شـيء أن أبثـكـهـا
لاصـبر أو تضـع اليهجاء مـا حملت
هـذا المحـرم قـد وافتـك صـارخة
يملان سـمعك مـن أصـوات نـاعية
تنعـى إليـك دمـاء غـاب ناصـرها
مسـفوحة لـم تجـب عنـد استغـاثتها
حنـت وبيــن يديـها فتـية شـربت
موسـدين علـى الرمضـاء تنـظرهم
سـقيا لثـاوين لـم تبـلل مضـاجعهم
أفناهم صـبرهم تحـت الضـبا كرمـا
وخائضـين غمـار المـوت طافـحة
مشو إلى الحرب مشي الضاريات لـها
ولا غضـاضة يـوم الطـف ان قتلوا
فالحـرب تعلـم إن ماتـوا بـها فلقـد
أبـكيـهم لعـوادي الخيـل إن ركبـت
وللسـيوف إذا المـوت الـزؤام غـدا
قومـي الاولـى عقدت قدما مئـازرهم
عهـدي بهـم قصـر الأعمـار شبأنهم
مـا بـالهم لا عفـت منـهم رسـومهم
يـا غاديـا بمطايـا العـزم حمـلـها
عرج على الحي من عمرو العلى فأرح
وحـي منهـم خمـاة ليــس بأبنـهم
المشـبعين قـرى طـير السـما ولهم
والهاشـمين وكـل النـاس قـد علموا
قـف منـهم موقـفا تغـلو القلوب به
جفـت عـزائم فهـر أم تـرى بردت
أم لـم تجد لـذع عتبـي في حشاشتها رك أيّـها المحيــــي الشـريـعه
غيــر أحشـــــاء جزوعــه
وشــكت لواصــلها القطيـــعة
قلــوب شــيعتـك الوجيـــعه
هــذه النفــس الصــريـــعه
فمتــى تكــون بـــه قطيــعه
هـــدمت قواعـــده الرفيــعه
وأصــوله تنعـى فـــــروعه
اليــوم حوزتـــه المنيــــعة
الارواح مذعنــــة مطيــــعه
تــه وإن ثقلـت ســـريـــعه
بكربــلا فــي خيــر شـــيعه
لوقــعة الطــــــف الفضـيعه
بأمـض مـن تــلك الفجيــــعه
خيــل العـدى طحنـت ضــلوعه
ظـام إلى جنــب الشـــــريعه
مخضــــب فاطلــب رضيــعه
بحميـــة الديـــن المنيــــعة
لطــــلا ذوي البغــي التليــعه
هـــذه الارض الوســــــيعة
تطـوى علـى نفثـات كلهـا ضـرم
بهم لدى الروع في وجـه الضـبا الهمم
والبيـض منها عـرا أغمـادها السـأم
وذي الجبـــاه ألا مشـحوذة تســم
مـا لـم يســل فوقـها سـيل الـدم
ولم تكن فيه تجلــى هــذه الغــمم
دمـاً أغر عليـه النقــع مــرتـكم
كأن قلبـك خــال و هـو محتــدم
بطلقـة معـها مــاء المخــاض دم
ممـا اســتحلوا بـه أيـامه الحـرم
في مسـمع الدهـر من إعوالها صـمم
حتى أريقـت و لـم يرفـع لـكم علم
إلا بـأدمـع ثكلـى شــفها الألـم
من نحرها نصب عينيها الضبا الخـذم
حرى القلوب على ورد الردى ازدحموا
إلا الدمـاء و إلا الأدمـع الســـجم
حتى مضــوا ورداهم ملـؤه كـرم
أمواجـها البيـض في الهامـات تلتطم
فصارعوا المـوت فيـها والقنـا أجم
صـبرا بهيجـاء لـم تثبـت لها قدم
ماتـت بها منـهم الأسـياف لا الهمم
رؤســها لم يكفكـف عزمـها اللجم
فـي حــدها هـو والأرواح يختصم
على الحميـة ما ضـيموا ولا اهتظموا
لا يهـرمون وللهيـابة الهــــرم
قـروا وقـد حملتـنا الانيـق الرسم
همـا تضيق به الاضـلاع والحـزم
منـهم بحيـث اطمـأن البأس والكرم
من لا يرف عليـه في الـوغى العلم
بمنعة الجـار فيـهم يشـهد الحـرم
بأن للضـيف أو للسـيف ما هشموا
من فورة العتب واسـأل ما الذي بهم
منها الحميـة أم قـد ماتـت الشـيم
فقد تسـاقط جمـرا من فمـي الكلم

فيا معذا على وجناء مرتعها

فيا معذا على وجناء مرتعها
السيد رضا الهندي
فيا معـذا على وجنـاء مرتعـها
حب في المسـير هداك الله كل فلا
حتـى يبوؤك التـرحـال ناحـية
وروضة أنجم الخضراء قد حسدت
وأرض قدس من الاملاك طاف بها
فأرخص الدمع من عينيـن قد غلتا
وقل ولم تدع الاشجان منك سـوى
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا
طـالت علينا لياـلي الانتظار فهل
فأكحل بطلعتـك الغـرا لنـا مقلا
ها نحن مرمى لنبـل النائبات وهل
كم ذا يؤلف شـمل الظـالمين لكم
فانهـض فدتك بقـايا أنفس ظفرت
هب أن جنـدك معـدود فجـدك قد قطع الفجـاج ولمـع الال مـا ترد
عن الهدى فيه حتى للقطـار صـد
تحل من كرب اللاجـي بها العـقد
حصباءها وعلـيها يحـمد الحسـد
طوائـف كلما مروا بـها سـجدوا
على لهيب جـوى في القلـب يتقد
قلب الفريسـة إذ ينتاشـها الأسـد
ورد هنـئ ولا عيـش لنـا رغـد
يا بن الزكي للـيل الانتظـار غـد
يكاد يأتـي علـى إنسـانها الرمـد
يغني اصطبار وهى من درعه الزرد
وشـملكم بيــدي أعـدائكم بدد
بـها النوائـب لمـا خـانها الجـلد
لاقـى بسـبعين جيشـاً مـاله عدد

أيا راكباً نحو المدينة

أيا راكباً نحو المدينة
السيد الحميري
أيـا راكبـا نحو المديـنة جـرة
إذا ما هـذاك الله عاينت جعفـرا
ألا يـا أميـن الله وابـن أمينـه
إليك من الأمر الذي كنت مطنـبا
إليك رددت الأمـر غير مخـالف
سـوى ما تراه يا بن بنت محمّـد
وما كان قولي في ابن خولة مبطنا
و لكـن روينا عن وصـي محمّد
بـأن و لـي الأمـر يفقد لا يرى
فتقســم أمـوال الفقـيد كأنـما
فيمكـث حيـنا ثـم ينبـع نبـعة
يسـير بنصـر الله من بيـت ربه
يسـير إلـى أعـدائـه بلــوائه
فلمـا روي أن ابـن خولة غائب
وقلنا هو المهـدي و القـائم الذي
فإن قلـت لا فالحـقُّ قولك والذي
وأشـهد ربّـي أن قـولك حجـة
بـأن ولـي الأمـر والقائـم الذي
لـه غيبـة لابـد مـن أن يغيبها
فيمكـث حينـا ثـم يظهـر حينه
بـذاك أديـن الله سـراً وجهـرة عذا فرة يطـوي بها كل سبسـب
فقـل لـولي الله وابـن المهـذب
أتـوب إلى الرحمـان ثـم تأوبي
أحـارب فيه جاهـداً كـل معرب
وفئت إلى الرحمان من كل مذهب
فإن به عقـدي وزلفـى تقربـي
معانـدة منـي لنسـل المطيـب
و ما كـان فيـما قال بالمتكـذب
سـتيراً كفعـل الخائـف المترقب
تغيبـه بيـن الصـفيح المنصـب
كنبـعة جـدي من الافـق كوكب
على سـؤدد منـه وأمـر مسبب
فيقتـلهم قتلاً كحـران مغضـب
صـرفنا إليـه قـولنا لـم نكذب
يعيـش بـه من عدله كل مجدب
أمـرت فحـتم غير ما متعصـب
على الخلق طرا من مطيع ومذنب
تطلـع نفسـي نحـوه بتطـرب
فصـلى عليـه الله مـن متـغيب
فيملاً عـدلاً كـل شـرق ومغرب
ولسـت وإن عوتبـت فيه بمعتـب

أطلت النوى

أطلت النوى
القصيدة للشيخ عبد الحسين بن محمد علي الأعسم المتوفي عام 1247هـ.
نرى يدك ابتلّت بقائمة العضبِ
أطلت النوى فاستأمنت مكرك العدى
إلام لنا في كلّ يومٍ شكايةٌ
هلمّ فقد ضاقت بنا سعة الفضا
ونيت وعهدي أنّ عزمَكَ لا يني
أحاشيك من غضِّ الجفون على القذى
متى ينجلي ليل النوى عن صبيحة
فديناك أدركنا فإنّ قلوبنا
قد العزم واستنقذ تراتك من عدى
خلافة حق خصَّكم بسريرها
أدليت اليكم قائماً بعد قائم
وما أمرت أفلاكها باستدارة
متى تشتفي منك القلوب بسطوة
وأظلمت على الماء الحسين وأوردت
غداة تشفى الكفر منكم بموقف
وغصت الى قرب النواويس كربلا
بأية عين ينظرون محمدا
وجاؤوا بها شوهاء خرقاء أركسوا
شقوا وسعدتم وابتلوا واسترحتم
عمى لعيون الشامتين بعظم ما
ألا في سبيل الله سفك دمائكم
ألا في سبيل الله سلب نسائكم
ألا في سبيل الله حمل رؤوسكم
ألا في سبيل الله رضّ خيولكم
فيا لرزياتكم فرين مرارتي
وفت لكم عيني بأدمعها فإن
أأنسى هجوم الخيل ضابحة على
عشية حنّت جزعا خفراتكم
صرخن بلا لب وما زال صوتها
فأبرزن من حجب الخدور تود لو
وسيقت سبايا فوق أحلاس هزل
يسار بها عنفا بلا رفق محرم
ويحضرها الطاغي بناديه شامتا
ويوضع رأس السبط بين يديه كي
ويسمع آل الله شتم خطيبه
يصلي عليه الله جل وتجتري
وكم خلدت في السجن منكم اعزة
وكم ينس قتل السبط حتى تألبت
إلى أن قضوا لا غلة أبردت لهم فحتّام حتّام انتظارك بالضرب(1)
وطالت علينا فيك ألسنةُ النَّصب
تعج بها الأصوات بُحّا من النَّدب
من الضيم والأعداء آمنة السِّرب
ولكنما قد يربضُ الليث للوثب
أن تملأ العينين نوما على الغلب
نرى الشمس فيها طالعتنا من الغرب
تَلظّى إلى سلسال منهلك العذب
تباغت عليكم بالتَّمادي على الغصب
نبي الهدي عن جبرائيل عن الرَّبّ
وندبا له تلقى المقاليد عن ندب
على الأفق إلا درن منكم على قطب
تدير على أعداك أرحية الحرب
دماء وريديه سيوف بني حرب
جزرتم به جزر الأضاحي على الكثب
بأشلاء قتلاكم موسّدة الترب
وقد قتلوا صبرا بنيه بلا ذنب
بها سبّة شنعاء ملء الفضا الرحب
وخابت مساعيهم وفزتم لدى الرب
تجرعتموه ومن بلاء ومن كرب
جهارا بأسياف الضغائن والنصب
مقانعها بعد التخدر والحجب
إلى الشام فوق السُّمر كالانجم الشهب
جسومكم الجرحى من الطعن والضرب
بجوفي وصيّرن البكاء والجوى دأبي
ونت لم يخنكم في كآبته قلبي
خيام نسائكم بالعواسل والقضب(2)
بأوجهها ندباً لحامي الحمى الندب(3)
يغض ولكن صحن من دهشة اللب
قضت نحبها قبل الخروج من الحجب
إلى الشام تطوي البيد سهبا على سهب
بها غير مغلول يحن على صعب
بما نال أهل البيت من فادح الخطب
تدار عليه الراح في مجلس الشرب
أبالحسن الممدوح في محكم الكتب
على سبّه من خصها الله بالسب
الى أن قضت نحبا بطامورة الجب
لأبنائه الغر الثمانية النجب
ولم يشف صدر من عناء ومن كرب

الهوامش
(1) العضب: السيف القاطع.
(2) العواسل: واحدها العسال وهو الرمح الذي يهتز لينا.
(3) الخفرات: واحدها الخفرة، تطلق على المرأة الحيّية.

الآية الكبرى

الآية الكبرى
القصيدة للشاعر عبد الحسين شكر، هو عبد الحسين ابن الشيخ أحمد شكر النجفي المتوفي عام 1285هـ.
يابن الغطارفة الأمجاد من ضربوا
ومن هم الآية الكبرى وعندهم
مصادر الفيض صفاهم إلههم
حتى مَ نجرع من أعدائكم غصصا
عجل إلينا وزل عنا بطلعتك الـــ
تبدد الدين فانهض موقظا عجلا
ألست من قد تجلى فيه خالقه
ومن به رفع الخضرا كما سطح الـــ
ومن عليه رحى الأكوان دايرة
فيا مليك الورى طرا وغيثهم
عجّل فديناك فالأحشاء في شُعل
وننظر العدل مبسوطا ومنتشرا
عطفا وعفوا وإن كنا عصاة فمن
ضاق الفضاء بنا يا خير مدخر
فقم تلاف الهدى وأنقذ بقيته
واستنهض النصر في ثار ابن فاطمة
سبط النبي وشبل الطهر حيدرة
فهد ركن الهدى لما هوى وهوى
وكورت حزنا شمس الوجود له
والمكرمات غدت تبكي دما حزنا
لله من فادح أبكى السماء دما
وإن نسيتُ فلا أنسى حرائره
حواسرا سلب الاعدا براقِعَها
تدعوا أباها بقلب ثاكل وله
ياغوث كل الورى ماذا الصدود فقم
أسرى سواغب قد أودى بها ظلمأ على جباه العلى دون الورى قُببا
علم الكتاب وما في اللوح قد كتبا
لما اصطفاهم لإيجاد الورى سببا
حاشاك تغمض طرفا والعلى ذهبا
ــغرّا هموما علتنا واكشف الكربا
عزما تحك به الأفلاك والشبها
بخلقه وبه عنهم قد احتجبا
ــغبرا به وبه قد أمطر السحبا
حيث اجتباه لها ربّ العلى قطبا
وغوثهم إن همُ لم يأمنوا النّوبا
لعلّنا من عداكم نبلغ الأربا
وفي الأعادي غراب البين قد نعبا
يعفو سواك عن العاصي إذا غضبا
والجور أوقد في أحشائنا لهبا
وشيد الدين يابن السادة النجبا
من قد قضى بين ارجاس العدى سغبا
وابن البتولة من فاق الورى نسبا
نجم الفخار وبدر السعد قد غربا
والكون اصبح داجي اللون مكتئبا
إذ كان دون الورى أما لها وابا
وزلزل العرش بل قد هتَّك الحجبا
مستصرخات لها جيش الضلال سَبا
وخِدرها قد غدا للشرك منتهبا
وأدمع العين منها تخجل السحبا
وانظر بنات المعالي قد علت قُتُب(1)
ونوح أطفالها قد زادها وصب(2)


الهوامش
(1) القتب: الرحل..
(2) الوصب: التعب.

أبناء غالب

أبناء غالب
القصيدة للشيخ عبد الحسين بن محمد علي الأعسم المتوفي عام 1274هــ.
بقية الله سوم عرابها
وثر مستفزاً آل فهر لثارها
فقد قوضت أبناء حرب قبابكم
وشرعة طه غودرت نهب رأيها
وأشياعكم ضاعت فحيث توجهت
عرانينها جذبت غلابا وهذه
إلام مواليكم طعام صوارم
أتغمض طرفا عن أمي وإنها
أثر نقعها واستنهض الغلب غالبا
فتلك بنو حرب على الرغم توجهت
وقوس أمي قد أصابت سهامه
وتلك جسوم الهاشميين غودرت
وتلك سرايا شيبة الحمد هشمّت
أتسطيع صبرا أن يقال أمية
وأن برغم الغلب أبناء غالب
تخاطب شجوا حامليه نساؤه
أيا حاملا بالرمح رأسا بحمله
أتعلم ماذا قد حملت على القنا
وأي مذاب القلب عاطته بعدما
أتنسى وهل ينسى مصاب حرائر
أتنسى وهل ينسى وقوف نسائكم
فما زينب ذات الحجال ومجلسا
أتسطيع صبرا أن يقال نساؤكم
لها الله من مسلوبة ثوب عزها
وعمتك الحوراء أنى توجهت
تعاتب آسادا فنوا دوهن خدرها
بني هاشم هُتكن منكم حرائر
هتكن وأنى تعرف الهتك والسبّي
أذيبت برمضاء الهجير قلوبها
وإن اللواتي ما عرفن مهانة
وأرياقها تشكو النضوب من الظَّما
فلا بل أجداثاً لآل أمية
لئن أنشبت يوماً من الدهر ظفرها
فإنّ بغمد الغيب للثار صارما
لكفّ إمام يورد البيض عذبها
وليث إذا ما استلَّ صارم بأسه فقد سلبت حرب نزارا إهابها
وجرّد مواضيها وقوم كعابها
وفي حيكم بالرغم أرست قبابها
وقد أنزل الباري عليكم كتابها
رأت حرب قد سدت عليها رحابها
مفارقها فيكم رأت ما أصابها
رقابهم بالرغم أضحت قرابها
دما حلبت من آل طه رقابها
وثر مستفزاً خيلها وركابها
برأس حسين في الطفوف حرابها
ذرى العرش أو شقت لقوسين قابها
طعام ضبى كانت دماهم شرابها
عوادي الأعادي شيبها وشبابها
أجالت على جسم الحسين عرابها
كريمته أضحى الدماء خضابها
وقد شب في أحشائها ما أشابها
لوت ذلة أبناء لوي رقابها
وأي بني وحي تقل كتابها
قضى ظمأ شمس الهجير رضابها
أصابك ما يوم الطفوف أصابها
لدى ابن زياد إذ أماط حجابها
به أسمع الطاغي عداها عتابه(1)
سبايا قد ابتز العدو نقابها
كستها ثياب المارقين ثيابها
رأت نائبات الدهر تقرع بابها
تخوض المنايا لو يعون عتابها
حميتم ببيض المرهفات قبابها
حرائر قد ألبسنها الأسد غابها
فألبسن من آماقهن مذابها
ركبن من النّوق الهزال صعابها
فتوردها شمس الهجير لعابها
سقيطٌ ولا صوب الغمام أصابها
بأحشاء أبناء النبيّ ونابه(2)
يد الله قدما أودعته قرابها
وسود قلوب المارقين عذابها
له مدت الاعناق طوعا رقابها

الهوامش
(1) الحجال: مفردها الحجلة وهو الستر يضرب في جوف البيت.
(2) انشبت من نشب الشيء بسواه إذا علق به..


زعم الزمان

زعم الزمان
القصيدة للسيد سليمان بن داود الحلي، المتوفي عام 1247هــ، وهو والد الشاعر الشهير السيد حيدر الحلي.
زعم الزمان علي
كذب الزمان بزعمه
بالقائم المهدي عنّي
ياابن النبي ومن به
فلأنت تعلم أنني
ولدي ما باتت ضلوعي
وتناهبت قلبي ضباه
وعلي إن تعطف فكيف أبواب الشدائد منه ترتج(1)
من غمّه لم الق مخرج
كل ضيق فيه يفرج
صبح الهداية قد تبلج
لك من جميعه الناس أحوج
منه فوق الجمر تشرج(2)
فعاد في دمه مضرج
الكرب عني لا يفرج


الهوامش
(1) ترتج: تغلق، يقال: ارتج الباب إذا أغلقه إغلاقا وثيقا.
(2) تشرج: تنضد، يقال: شرج الحجارة إذا نضدها وضم بعضها الى بعض.

كم توعد الخيل

كم توعد الخيل
القصيدة للسيد حيدر بن سلمان الحلي المتوفي عام 1304هــ.
كم توعد الخيل في الهيجاء أن تلجا
وكم قنا الخط كف المطل تفطما
وكم تعلّل بيض الهند مغمدة
يا ناهجا في السرى قفراء موحشة
صديان يقطع عرض البيد مقتعدا
خذ من لساني شكوى غير خائبة
تستنهض الحجة المهدي من ختم
لم يستتر تحت ليل الريب صبح هدىً
من نبعة تثمر المعروف مورقة
المورد الخيل شقرا ثم يصدها
والضارب الهام يوم الروع مجتهدا
والطاعن الطعنة النجلاء لو وقعت
والملقح الغارة الشعواء في أسد
الفارجين مضيق الكرب إن ندبوا
إن ضالتهم سماء النقع يوم وغى
يا مدرك الثار كم يطوي الزمان على
لا نوم حتى تعيد الشم عزمتكم
في موقف يخلط السبع البحار معا
من عصبة ولجت يوم الطفوف على
يوم تهجم وجه الموت فيه وقد
في فتية كسيوف الهند قد فتحوا
وأضرموها على الأعداء ساعرة
ضراغم إن دعا داعي الكفاح بهم
ما غودروا في الوغى إلا قضت لهم
من كل اغلب في الهيجاء صعدته
أشم ينشق أرواح المنون إذا
أو أصحرته لدى روع حفيظته
بيض الوجوه قضوا والخيل ضاربة
وغودرت في شعاب الطف نسوتهم
من كل صادقة الأحشاء ناهلة
تدعوا فيخرج دفاع الزفير حشى
لا صبر يا آل فهر وابن فاطمة
مقلقلا ضاقت الأرض الفضاء به
لقد قضى بفؤاد حرّ غلّته
الله أكبر آل الله مشربهم
مروعون وهم أمن المروع غدا
قد ضرج السيف منهم كل ذي نسك
فغودرت في الثرى صرعى جسومهم ما آن في جريها أن تلبس الرهجا
ما آن أن ترضع الأحشاء والمهجا
عن الضراب ولما تعترق ودجا
ما كان جانبها المرهوب منتهجا
غوارب العيس لم يقعد بهن وجا
من ضيق ما نحن فيه تضمن الفرجا
الله العظيم به آباءه الحججا
إلا وللخلق منه كان منبلجا
في طينة المجد ساري عرقها وشجا
دهما عليها إهاب النقع قد نسجا
في الله ليس يرى في ضربها حرجا
في صدر يذبل وهو الصلد لا نفرجا
من كل شيخ نخى نجد وكهل حجى
والكاشفين ظلام الخطب حين دجى(1)
كانت وجوههم في ليلها سرجا
إمكان إدراكه الأعوام والحججا
قاعا بها لا ترى أمتا ولا عوج(2)
بمثلها من نجيع قد طغت لججا
هزبركم غاب عز قط ما ولج(3)
لا قى ابن فاطمة جذلان مبتهجا
من مغلق الحرب في سمر القنا الرتج(4)
ثم اصطلوا دونه من جمرها الوهجا
نزا من الرعب قلب الموت واختجل(5)
غمارها أنهم كانوا لها ثبج(6)
ترى تمائمها الأكباد والمهج(7)
تفاوحت بين أطراف القنا أرجا
فقلب كل هزبر لم يكن ثلج(8)
رواق الليل من النقع المثار سج(9)
يجهشن وجدا متى طفل لها نشج(10)
من دمعها والشجى في صدرها اعتلجا
صدورها ويرد الكظم ما خرجا
يمسي وكان أمان الناس منزعجا
حتى على لفح نيران الظما درجا
لو قلّب الصخر يوما فوقه نضجا
بين الورى بزعاف الموت قد مزجا
وسع الفضاء عليهم ضيقا جرحا
بغير ذكر إله العرش ما لهج(11)
وفي نفوسهم لله قد عرجا

الهوامش
(1) وفي نسخة جاءت: حيث دجى.
(2) الأمت: بمعنى الضعف.
(3) الهزبر: من أسماء الأسد، والجمع هزابر.
(4) الرتج: هو الباب العظيم: والجمع رتاج.
(5) نزا: بمعنى وثب، واختج بمعنى انتزعه واجتذبه.
(6) الثبج: هو الوسط من كل شيء.
(7) التمائم: واحدها التميمة وهي العوذة تعلق على الاطفال للوقاية من العين.
(8) أصحرته: يقال: أصحره إذا أخرجه إلى الصحراء، والأمر أظهره.
(9) ضرب الليل رواقه: أي خيم ودجا، وسجا بمعنى سكن.
(10) أجهش: بمعنى تهيأ للبكاء، والجهشة بمعنى العبرة.
(11) ضرج: يقال: ضرج الثوب بالدم بمعنى لطخه، وجاء في الرياض (خرج) وما أثبتناه من الديوان هو الصحيح.

طير الهدى

طير الهدى
القصيدة للشيخ محمد علي بن يعقوب اليعقوبي المتوفي عام 1385هــ.
اليوم طير الهدى بالبشر قد صدحا
اليوم قد ختم الله العظيم به
اليوم قد عبق الأقطار قاطبة
يا ليلة النصف من شعبان قد نعمت
سعدت إذ لاح نور الله فيك فما
بطيب ذكراك ترتاح النفوس إذا
أضحت رياض الأماني فيك زاهرة
خصصت بالبشر (سامراء) فابتهجت
لله فجرك إذ أبدى لنا قمرا
ماحن قلب الهدى إلا إليك هوى
لو وازنتك الليالي كلها شرفا
أسفرت من رحمة لله شاملة
ونعمة لا يزال الدين يرقبها
لم يمنح الدين قبلا مثلها هبة
فليهنأ المسلمون اليوم فيك بمن
أطلعت بدر هدى يزهو وبحر ندى
تباشر الملأ الأعلى بمولده
خل النسيب ودع ما رق من غزل
لا تسقني اليوم أقداح الطلا وأدر
تخالني إن جرت ذكراهم بفمي
لا أبتغي بدلا فيهم ولا حولا
متى نرى الطلعة الغراء نيرة
متى تقر عيون فيك ساهرة
ساد الفساد وقد عم البلا فمتى
أضحى الكتاب كتاب الله منتبذا
متى يرف لواء العدل منتشرا
متى تعود ظنون الشرك خائبة
نهضا فقد بلغ السيل الزبى وذوى إذ نال في مولد المهدي ما اقترحا
من فيهم بدئ الإيجاد وافتتحا
شذا من العالم القدسي قد نفحا
عين العلى فيك واختال الهدى مرحا
بدر السما مشرقا ما الشمس رأد ضحى
ما مر يوما على الأسماع أو سنحا
لما سقاها سحاب اللطف مندلح(1)
بفرحة عمت الدنيا بها فرحا
يجلوا دجى الهم مهما جن أو جنحا
ولا لغيرك طرف الحق قد طمحا
لَحُزتِ من بينها الفضل الذي رجحا
على العوالم طرا فيضها رشحا
ظن الزمان بها واليوم قد سمحا
شكرا لما وهب الباري وما منحا
يميط عنها الأسى والهم والترح(2)
إن أمحل العام أو وجه الثرى كلحا
والكون ماس ببرد الحُسنِ متّشحا
يا صاح واتلو بذكر (الصاحب) المدحا
من حب آل رسول الله لي قدحا
نشوان مغتبقا راحا ومصطبحا
عنهم ولم أتبع من لامني ولحى
لو قابلت بسناها البدر لا فتضحا
شوقا ويدمل قلب بالنوى جرحا
نرى بسيفك هذا الكون قد صلحا
خلف الظهور ودين الحق مطَّرحا
والنصر ينحوه في الآفاق أين نحى
متى نرى أمل التوحيد قد نجحا
عود الرجا وإناء الظلم قد طفحا

الهوامش
(1) اندلح السحاب: إذا غزر ماءه.
(2) الترح: الحزن الهم.


طال الزمان

طال الزمان
القصيدة للسيد رضا بن محمد الموسوي الهندي المتوفي عام 1362هــ.
أيان تنجز لي يا دهر ما تعد
طال الزمان وعندي بعد امنية
تمضي الليالي ولا أقضي المرام وهب
على مَ أحبس عن غاياتها هممي
ولا أداوي بأتلاف العدى سقمي
والدهر يبطش بي جهلا ويحسبني
كأنما في يدي عن بطشها شلل
وما درى بل درى لكن تجاهل بي
لو كان يجهل فتكي في الحروب لما
فيما مجدا على وجناء مرتعها
تطوى القفار بهن حرف عملَّسة
كأنها عرش بلقيس وقد علقت
جب في المسير هداك الله كل فلا
حتى يبوّءك الترحال ناحية
وبقعة ترهب الأيام سطوتها
وروضة أنجم الخضراء قد حسدت
وأرض قدس من الأملاك طاف بها
فأرخص الدمع من عينين قد غلتا
وقل ولم تدع الأشجان منك سوى
يا صاحب العصر أدركنا فليس لنا
طالت علينا ليالي الانتظار فهل
فاكحل بطلعتك الغرّا لنا مقلا
ها نحن مرمى لنبل النائبات وهل
كم ذا يؤلّف شمل الظالمين لكم
فانهض فدتك بقايا أنفس ظفرت
هب أن جندك معدود فجدك قد
غداة جاهد من أعدائه نفرا
وعصبة جحدوا حق الحسين كما
وعاهدوه وخانوا عهده وعلى
سمّوا نفوسهم بالمسلمين وهم
تجمّعت عدة منهم يضيق بها
فشد فيهم بأبطال إذا برقت
أسد إذا لقحت حرب سوابغهم
شبوا سنا النار في حرب عداتهم
وليدهم كاد أن تغشاه شبيهته
صالوا وجالوا وأدوا حق سيدهم
وشاقهم ثمر العقبى فأصبح في
حتى إذا حميت شمس الضحى اتخذوا
وعاد ريحانة المختار منفردا
وتر به أدركوا أوتار ما فعلت
يكر فيهم بماضيه فيهزمهم
لو شئت يا علة التكوين محوهم
لكن صبرت لأمر الله محتسبا
فكنت في موقف منهم بحيث على
حتى مضيت شهيدا بينهم عميت
يا ثاويا في هجير الشمس كفنه
لا بل ذا غلة نهر قتلت به
على النبي عزيز لو يراك وقد
وأصدروك لهيف القلب لا صدروا
ولو ترى أعين الزهراء قرتها
له على السمر رأس تستضيء به
إذا لحنّت وأنّت وانهمت مقل
عجبت للأرض ما ساخت جوانبها
وللسماوات لم لا زلزلت وعلى
الله أكبر مات الدين وانطمست
وقوضت خيم الأطهار من حرم الـ
وربَّ بارزة من خدرها ولها
تقول يا أخوتي لا تبعدوا أبدا
لم يبق لي إذ نأيتم لا فقدتكم
إلا فتى صدره عن رعي أسرته
وكيف يملك دفعا وهو مرتهن
ونحن فوق النياق المصعبات بنا
في كل يوم بنا للسير مجهلة
فلا حُليّ سوى الأسواط توسعنا
يا آل أحمد جودوا بالشفاعة لي
لكم بقلبي حزن لا يغيره
ثوب الجديدين يبلى من تقادمه قد عسرت فيك آمالي ولا تلد
ياتي عليها ولا يأتي بها الأمد
أني ابن عاد فكم يبقى له لبد(1)
ولي هموم تفانى دونها العدد
وكم يقيم على أسقامه الجسد
يغض عيني عنه العجز لا الجلد
لا أنها لي على هذا الزمان يد
أني مخيف الردى والضيغم الأسد
ظلت فرائصه إن صلتُ ترتعد
قطع الفجاج ولمع الآل ما ترد(2)
شملا له حرة مرقالة أجد(3)
بها أماني سليمان إذ اتخذ
عن الهدى فيه حتى للقَطا رصد(4)
تحل من كرب اللاجي بها العقد
وليس تهرب من ذؤبانها النَّقد(5)
حصباءها وعليها يحمد الحسد
طوائف كلما مرّوا بها سجدوا
على لهيب جوى في القلب يتّقد
قلب الفريسة إذ يتناشها الأسد
ورد هنيء ولا عيش لنا رغد
يابن الزكي لليل الانتظار غد
يكاد يأتي على إنسانها الرمد(6)
يغني اصطبار وهي من درعه الزرد
وشملكم بيدي أعدائكم بدد
بها النوائب لما خانها الجلد(7)
لاقى بسبعين جيشا ما له عدد
جدوا بإطفاء نور الله واجتهدوا
من قبل حق أبيه المرتضى جحدوا
غير الخيانة للميثاق ما عهدوا
لم يعبدوا الله بل أهواءهم عبدوا
صدر الفضا ولها أمثالها مدد
سيوفهم مطروا حتفا وما رعدوا
حفائظ وظباهم في الوغى نجدو(8)
لها وقود اذ تذكو وتتَّقد
إن لم يشب فلقد شابت له كبد
في موقف فيه عقّ الوالد الولد
صدورهم شجر الخطي يختضد(9)
من القنا ظللا في ظلها رقدوا
بين العدى ما له حام ولا عضد
بدر ولم تكفهم ثارا لها أحد
وهم ثلاثون ألفا وهو منفرد
ما كان يثبت منهم في الوغى أحد
إياه والعيش ما بين العدى نكد
رحيب صدرك وفّاد القنا تفد
عيونهم شهدوا منك الذي شهدوا
سافي الرياح ووارته القنا القصد
مورى الفؤاد أواما وهو مطرد
شفى بمصرعك الأعداء ما حقدوا
وحلّئوك عن المورود لا وردو(10)
والنبل في جسمه كالهدب ينعقد
سمر القنا وعلى وجه الثرى جسد
منها وجرّت بنيران الأسى كبد
وقد تضعضع منها الطود والوتد
من بعد سبط رسول الله تعتمد
أعلامه وعفا الايمان والرشد
ــمختار لما هوى من بينها العمد
قلب تقاسمه الأشجان والكمد
عن حيكم وبلى والله قد بعدوا
حام فيرعى ولا راع فيفتقد
أساره ونحول الجسم والصفد
بالسير ممتحن بالأسر مضطهد
يجاب حزم الربى والغور والسند
تطوى ويبرزنا بين الورى بلد
ضربا ولا ساترا غير الدجى نجد
في يوم لا والد يغني ولا ولد
مر الزمان ويفنى قبله الأبد
وخطبكم أبدا أثوابه جدد(11)

الهوامش
(1) ابن عاد: هو لقمان العادي الكبير، وهو غير لقمان الحكيم، قيل إنه كان أطول الناس عمرا بعد الخضر عليه السلام، عاش خمسمائة وستين سنة، وكان من بقية عاد الاولى. ذكروا انه أعطي عمر سبعة أنسر فجعل يأخذ فرخ النسر الذكر فيجعله في الجبل الذي هو في أصله فإذا مات اخذ آخر فرباه حتى كان آخرها (لبدا) وكان أطولها عمرا، فقيل طال الأبد على لبد، قال الشاعر:
وعاش ابن عاد عمر سبعة أنسر ثمانون عاما ما يعمره النسر
(2) الوجناء: الناقة الشديدة. الفجاج: جمع فج وهو الطريق الواسع بين جبلين. لمع الآل: لمع السراب.
(3) المرقالة من الإبل: المسرعة.
(4) تخد: تسرع وترمي بقوائمها كالأنعام.
(5) النقد: جنس من الغنم صغير الأرجل.
(6) إنسان العين: ما يرى في سوادها، أو هو سوادها.
(7) الجلد والجلادة: بمعنى القوة والشدة والصلابة.
(8) اراد بها أنهم اسود إذا اشتد وطيس الحرب ذادوا عن محارمهم بسيوفهم.
(9) الخطي: تعني الرمح والجمع خطية، نسبة الى الخط وهو مرفأ بالبحرين حيث تباع الرماح.يختضد: يتكسر، ومنها قول الشاعر:
وهذه قامتي طود يلاذ بها فيها الأسنة والاسياف تختضد
(10) حلئوك: منعوك، يقال حلأه عن الماء إذا طرده ومنعه عن وروده، ومنها قول طرفة بن العبدـــ من الطويل ـــ :
وكري إذا نادى المضاف محلا كسيد الغضا نبهته المتورد
(11) أراد بالجديدين الليل والنهار.


أطلت نزوحا

أطلت نزوحا
القصيدة للسيد ابراهيم الطباطبائي، هو السيد ابراهيم ابن السيد حسن ابن الرضا ابن السيد بحر العلوم المتوفي عام 1319هــ.
عهدتك يابن العسكري تزجّها
إلى مَ ولمّا تستفزك عزمة
وكم ذا وقلب الدين صاد غليله
أطلت نزوحا والعدو بمرصد
إلى أي يوم لم يقم لك موقف
فليس بمعذور فتى الحرب أو ترى
أثرها تسد البيد شعواء غارة
أباحوا بمستنَّ النزال دماءكم
وفت لابن هند بالضغون فوزّعت
وكم بسطت كفا إليكم قصيرة
ومالت إليكم بالعوالي فأرغمت
فكيف وأنتم كالأسود ضواريا
فهبّوا إليهم واثبين بعزمة
وعسّالة سمر وبيض بواتك
وقودوا إليها المسرجات تخالها
فما بعد فوت الثار إلا مذلة
تناسيتم بالطف جسم زعيمكم
ورأسا على الرمح الرَّديني مشرقا
قضت بحدود السيف صحب تفرسّت
فمن كل ليث ذي براثن مشبل
فمن فارس في المأزق الضنك فارس
وأبيض وضّاح الجبين مشمر
فما ظفرت منهم بكف مسالم
مغاوير لا يستضعف الكر جهدهم
فما راعهم قرع النضال ولا انثنوا
تعانق خرصان الرماح كأنما
تقصّد في لباتها تحت قسطل
فكم طعنة نجلاء منهم تخاوصت
وكم ضربة ورعاء منهم لأروع
وعادوا يحيّون النبال بأوجه
تطامن منها الجأش في صدر معرك
إلى أن تهاووا كالنجوم غواربا
وكم من فتاة من بني الوحي حرة
يفرّط منها الرعب منظوم عقدها
تشيب نواصيها الخطوب فتنثني
تنادي أباها الندب نادبة له عرابا على أبناء ناكثة العهد
تجشّم فيها الحزن وخدا على وخد(1)
تلثّم عرنين المهنّد بالصّد
يجرّد أسيافا وسيفك في الغمد
به الشوس تقعي والرؤوس به تخدي
له وثبة من دونها وثبة الأسد
سميراك فيها الرمح والصارم الهندي
بمسنونة الغربين مرهفة الحد
لحومكم نهشا بأنيابها الدرد
زعانف طول الدهر مقبوضة الأيدي
أنوفا برغم الدين منكم على عمد
تذودكم ذود الغرائب بالطرد
تقطِّعُ غيظا منكم حلق السّرد
وأغلمة مرد وملمومة جرد
إذا انبعثت باللُّجم قعقعة الرَّعد
إذا لم ترووا من دماهم قنا الملد
جديلا عليه الخيل ضابحة تردي
تضيء به الآفاق منعفر الخد
بعضّ الثرى من دونه صهوة المجد
يميس غداة الروع منسحب البرد
يرد صدور الخيل بالفرس النّهد(2)
لدى الهبوات السّود عن ساعد الجد
ولا قلب رعديد ولا بقنا مكد
بمزدلف أدوا به غاية الجهد
نواكص خوف الحتف عن منهج الرّشد
تعانق خمصان الحشى من ظبا نجد
به الأروع المقدام حاد عن القصد
إليها بنو الزرقاء بالأعين الرّمد
إذا أنكرتها الشوس تعرف بالقد
يصرّح فيها النبل بالحسب العد
تكدس فيه الخيل قانية اللبد(3)
بمشبوبة هيماء صالية الوقد
من الوجد ثكلى لا تعيد ولا تبدي
فتبدوا من الأستار منثورة العقد
تنادي شيوخا من بني شيبة الحمد
وإن جد فيها الخطب تهتف بالجد


الهوامش
(1) الوخد: سرعة السير، يقال: وخد البعير إذا أسرع وصار يرمي بقوائمه كالأنعام فهو واخد.
(2) الفرس النهدي: تعني الفرس الحسن الجميل الجسيم.
(3) اللبد: هو ما يجعل على ظهر الفرس تحت السرج، وتطلق أيضا على كل شعر أو صوف متلبّد.

نجل الكرام

نجل الكرام
أبو أمل الربيعي
غنّ طيور الرّوض فوق العود
فعذوبة النّعم الرّخيم تحلّ في
وإذا سقيت الجالسين سلافة
أقبل عليّ بما الجوارح تشتهي
بولادة المهدي صفوة ربّنا
فعليه صلّوا يا كرام وآله بروائع الألحان والتغريد
روحي حلول الدم بين وريدي
يا أيّها الساقي بهذا العيد(1)
من خيرة الإيمان لا العنقود
نجل الكرام الطيبين الصّيد
وعلى النبيّ المصطفى المحمود

الهوامش

(1) السلافة والسلاف هو ما سال وتحلّب من الخمر قبل عصره.

عزف الوتر

عزف الوتر
أبو أمل الربيعي
طربت لأنعام عزف الوتر
وهامس أذنيّ لحن جميل
فساءلت هل يومنا يوم عيد
فقالوا: أما تدري أن الإله
بميلاد قائم آل النّبيّ
فأولهم حيدر المرتضى وزقزقة الطّير فوق الشجر
أزاح عن القلب كلّ الضجر
به فرح اليوم كلّ البشر
على الناس منّ بيوم أغر
وإنّ الأئمة اثنا عشر
وآخرهم شبله المنتظر


غدا مولد الموعود بشرى

غدا مولد الموعود بشرى
الشيخ محسن الانصاري
غداً مولد الموعود بشرى إذا غدا
له الله من مولىًً تهاب قدومه
جنينٌ أخاف الظالمين حديثه
به السعد وافى كلّ قلبٍ مُروّع
تباركت يا شعب العراق على المدى
إذا بان جود المرء من فيض كفّه
عطاؤك ثرٌّ قد سموت به يدا
لقد كَلّ سيف البغي منك مقارعاً
أيا شعبنا المظلوم صبراً فما بدا
جمعت خصالاً ليس يجمع بعضها
مضيت تباهي المجد فيما بنيته
كذا الثائر المقدام ينسج صيحه
ويخلق من دمع سخين وحسرة
إذا ضاقت الدنيا تفتّق قوّةً
أيا ابن الفراتين الذي سام خصمه
تخاف جموع الكفر أن تلتتقي الهدى
إذا استضعفوك اليوم كبراً ففي غدٍ
رويدكم يا ساسة العُرب إنّكم
غريباً على طبع العراق وطهره
تبرّأ منه الشعب فِكراً ومنهجاً
وقامت جموع يعلم اللهُ أنّها
إلى المجد لا تلوي عناناً بكرّةٍ
أفيقوا على صوت اليتيمة إنّها
ورقّوا لدمعٍ مُذ جرى كان عاتباً
ولَبُّّوا سراعاً حاجة الشعب إنّما
فكم يجرع المرَّ العراقُ وأهلُه
ألم تسمعوا بالهور جفّت مياهُه
وأنّ الذي قد أحرق البعث داره
فهيّا انصرونا نَسْتَعِدْ حقّ شعبنا
ونبني على الأشلاء صرحاً لعزّةٍ
ولا تحسبوا الباقي على سيفهم دمي
إذا حكّني جسمي مددت له يدي
وليس الذي أبكى طفولة شعبنا
وإنّ الذي يبني إلى العهر مخدعاً
تهاوت علوج الظالمين حقيرةً
يد الغيب لم تُمهل طويلاً مكابراً
توالت على حكم العراق أراجلٌ
فليس غريباً أن ترى العدل مبعداً فباركه مولوداً وباركه موعدا
طغاةُ بني العبّاس معدومة الهدى
فكيف إذا أضحى على الكون سيّدا؟
فحيّوا به الزهرا وحيّوا محمّدا
لك الخير ينمى والكرامة والندى
فأنت جواد الروح والبذل والفدى
وصبرك بحر لن يغور وينفدا
فليس عجيباً أن تموت فتولدا
من الجور يستدني إلى النصر موعدا
فلا غرو أن تشدو حواليك حسّدا
وأنت نزيف دافق ما تجمّدا
من الليل لا يثنيه ما كادت العدا
سعادةَ أجيالٍ ونصراً مؤكّدا
تحيل تراب الارض مالاً وعسجدا
نكالاً بسيف الحقّ حتّى تبدّدا
ترى بعده أمناً وفي قُربه الردى
على قدميك الكلّ يهوون سُجّدا
نصرتم لقيطاً للطغاة تبغددا
نتاجاً لحزبٍ قد أضرّ وأفسدا
وهبّ يواري سوءة العار مفردا
ترى الموت للعليا طريقاً معبّدا
وإن رجعت فالخاسرون هم العدا
تنادي الغيور الحرّ إن كان مُنجدا
عليكم وما للمرء من معتب غدا
بقلبٍ رحيم لا بقلب تجلمدا
ويصرخ لكن لا يجيب سوى الصدا
وأصبح شعب الهور يحيا على الندا
يعيش بلا مأوى طريداً مشرداً
وإلاّ اتركونا نصرع السيف بالمدى
يعيش مدى الايام رمزاً مخلدا
دعاة سلام ينشدون لي الهدى
وليس الذي أدماه أرجوه منجدا
وأشبعها قهراً غيوراً ومسعدا
أيُرجى لأن يبني إلى الدين معبدا؟
ودالت به الأيّام تصدق موعدا
وفي بغتةٍ ترميه سهماً مسدّدا
وكلٌّ على الحق المبين تمرّدا
وليس عجيباً أن ترى الظلم سيّدا

في مدح صاحب الزمان عليه السلام

في مدح صاحب الزمان عليه السلام
السيد حيدر الحلي
وإنّ أعجبَ شيءٍ أن أبُثَّكَه
ما خلتُ تقعدُ حتّى تستَثار لهم
أسيافُهم مِنكم على ابنِ تُقىً
فلا وصفحِكَ إنّ القومَ ما صَفَحوا
أُمِّكَ قِدماً أسقطوا حَنَقا
لا صبرَ أو تضعُ الهيجاءُ ما حملتْ
هذا المحرّمُ قد وافَتْكَ صارخةً
يملأنَ سمعَك مِن أصواتِ ناعية
تنعى إليكَ دماءً غاب ناصرُها
تدعو وجُرد الخيلِ مُصغيةٌ
وتكادُ ألسنةُ السيوفِ تُجيبُ
فصُدورُها ضاقتْ بسرٍّ
ماتَ التصبُّر في انتظا
فانهَضْ فما أبقى التحمُّلُ
قد مزَّقتْ ثوبَ الأسى
فالسيفُ إنّ به شفاءَ
فسِواهُ مِنهم ليس يُنعِشُ
كَم ذا القُعود ودِينُكم
تَنعى الفُروعُ أُصولَه
فيه تحكَّمَ مَن أباحَ اليـ
ماذا يهيجكَ إن صبرتَ
أترى تجيء فجيعةٌ
حيثُ الحسينُ على الثَّرى
قَتَلتْهُ آلُ أُميّة
ورَضيعُهُ بدمِ الوريدِ كأنّ قلبَك خالٍ وهو مُحتدِمُ
وأنتَ أنتَ وهم فيما جَنَوْهُ هُمُ لم تُبقِ
فكيف تُبقي عليهمْ لا أباً لَهُمُ
ولا وحلمِكَ إنّ القومَ ما حلموا فحملَ
وطفلَ جدِّك في سهمِ الرَّدى فَطَموا
بطلقةٍ معها ماءُ المخاضِ دمُ
مَمّا استحلُّوا به أيّامُه الحُرمُ
في مسمعِ الدهرِ مِن إعوالِها صمَمُ
حتّى أُريقتْ ولم يُرفَع لكم عَلَمُ
لدعوتِها سَميعَه
دَعوتَها سَريعة
الموت فأْذَنْ أن تُذيعَه
رِكَ أيُّها المُحيي الشَّريعه
غيرَ أحشاءٍ جَزوعه
وشَكَتْ لواصلِها القَطيعَه
قلوبِ شيعتِكَ الوَجيعَه
هذه النفسِ الصَريعَة
هُدِمَت قواعِدُه الرَفيعه
وأُصولُه تنعى فُروعَه
ـوم حُرمتَه المَنيعة
لوقعةِ الطفِّ الفَظيعه
بأمضّ مِن تلكَ الفَجيعة
خَيلُ العُدى طَحَنتْ ضُلوعه
ظامٍ إلى جنبِ الشَّريعَه
مُخَضّبٌ فاطْلُبْ رَضيعَه
وقال مخاطباً الإمام المهدي عليه السلام
مَن حاملٌ لوليّ الأمر مألكةً
يابنَ الأُلى يُقعدون الموتَ إن نهضتْ
الخيلُ عندَكَ مَلَّتْها مَرابطُها
لا تطهرُ الأرضُ مِن رِجسِ العِدى أبداً
بحيثُ موضعُ كلٍّ منهمُ لكَ في
أُعيذُ سيفَك أن تَصدى حديدتُه
قد آن أن يُمطر الدُّنيا وساكنَها
حرّان تدمغ هامَ القوم صاعقةٌ
نَهضاً فمَن بِظباكم هامُه فُلِقَتْ
وتلك أنفالُكم في الغاصبينَ لكم تُطوى على نفثاتٍ كلِّه ضَرَمُ
بهم لدى الرَّوعِ في وجهِ الضبا الهِممُ
والبِيضُ منها عَرى أغمادَها السأمُ
ما لم يسلْ فوقَها سيلُ الدمِ العرمُ
دِماه تغسله الصمصامةُ الخذمُ
ولم تكنْ فيه تُجلى هذه الغممُ
دماً أغرَّ عليه النقعُ مُرتكمُ
مِن كفِّه وهي السيفُ الّذي عَلِموا
ضرباً على الدّينِ فيه اليومَ يحتكمُ
مقسومةٌ وبعَينِ الله تُقتَسَمُ

شعّي على الافاق ياطلعة المهدي

شعّي على الافاق ياطلعة المهدي
د. الشيخ محمد حسين الصغير
بطلعته الغرّاء نُهدى ونستهدي
أقيمي الضحى حَيّاً فما برح الدُّجى
وفجر الهدى يختالُ نوراً وبهجة
تعاليتَ يا سرّ الإمامةِ والنُّهى
فيا شعلةَ الحَقِّ المبين توهّجي
أعيدي لنا عَهْد (النبيّ) بيثرب
أعيدي صدى القرآن كالأمس هادراً
متى تشرق الدّنيا، ويشمخُ أنْفُها
ويزحفُ مِنْ بَطحاءِ مَكَّةَ (قائمٌ)
فيملؤها عَدْلاً وقسْطاً وَرَحمةً
ويا صاحبَ الأمر استطالَ بِناَ المَدى
ويا صاحب الأمرِ استجارَ بكَ الهُدى
أجِلْ طَرْفَكَ المحزونَ فينا فهل تَرى
فديتكَ عَجِّل بالظهورِ فإنّما
أجِرْ حَوزَةَ الإسلام مِن كلّ جائرٍ
ودمِّر طواغيتَ الزمانِ بثَورَةٍ
وضيّق خِناقَ الحاقدينَ على الهُدى
فأنتَ عِمادُ الدّين ما زالَ قائماً
نؤمّلُ أن نحيا بظلّكَ أمَّةً
فَقْد عُطل الشَّرعُ الشريف وأُثخنت
ويا صاحب الأمر المطلّ بمجدِهِ
تغيّبتَ حتى قيل: أنّكَ لم تكن
فمن مُنكِرٍ لا عن دليلٍ وحجّةٍ
وما خفيتْ شمسُ النهار لناظرٍ
وُجودُكَ فينا عِلّةٌ في وجودنا
وإنّك من هذي العوالمِ سِرُّها
وآباؤك الغرّ الهداة صحائِفٌ
بهاليلُ في الجلّى، مصاليتُ في الوغى
وأعداؤكم أحدوثةٌ من فضائحٍ
إذا شُمْتمُ من محكم الذكر آيةً
وإمّا رويتمْ بالأحاديث مسنداً
وأنتم بنو الزهراء.. مجدٌ مؤثّلُ
أئمة أجيالٍ، وقادةُ أمةٍ
بكم ولكم أمْسي وأصبِحُ واجماً
مصائبكمْ لا تنتهي بروايةٍ فشعّي على الآفاق يا طلعةَ المهدي
ينيخُ على الدنيا بأربدَ مُسوَدّ
ويحتضن الأرجاء في أرجِ النَدِّ
وبوركتَ يا رَمْزَ القَداسة والرُّشدِ
ويا صَولَةَ الدّين الحنيف بنا جدِّي
وعَصْرَ (عليّ الطّهر) في كُوفَةِ الجُنْدِ
وما شيَّدَ الاسلامُ في سالفِ العَهْدِ
بمُنْصَلتٍ كالسيفِ سُلَّ مِنَ الغِمْدِ
يقومُ على اسم الله باليُمنِ والسَّعد
كما مُلئَتْ بالجَورِ والظّلمِ والحِقْدِ
وحنّتْ إلى لُقياكَ أفئِدَةُ المَجدِ
وخصَّكَ ما بين البَريّةِ بالقَصْدِ
سِوى نَزواتٍ مِن جُنوحٍ وَمِنْ صدِّ
كجَمْرِ الغضا هذي القلوبُ مِنَ الوَجْدِ
وطَهّرْ بلادَ اللهِ مِنْ كُلِّ مرتَدِّ
وطَوِّقْ شياطينَ السّياسَةِ بالرّصْدِ
وَشمّر إلى الاصلاح عن ساعدِ الجَدِّ
ومُنْتَظَرُ الأجيالِ للحلّ والعَقْدِ
مُنَفَّذَة الأحكام، مَبْسوطةَ الأيْدي
جراحُ الهدى من واثبين عَلى عَمْدِ
على الكونِ في حبلٍ من النور مُمْتَدّ
وأشكلت حتّى قيل: جاز عن الحدّ
ومن جاحدٍ غاوٍ مصرٍّ على الجَحدِ
وما حُجِبَتْ.. فالذنبُ للأعينِ الرُمْدِ
ونفحُ عبير الورد يُنْبي عن الوردِ
فما حيرةُ الألباب في الجوهر الفردِ
مِنَ النور نتلوها بألسنَةِ الحَمْدِ
مصابيح في البَلوى، مناجيدُ في الرَّفد
رَوَتْ عن (بني الزرقاء) لؤمَ (بني هندِ)
تغنَّوا بذكرى مِنْ سُعادٍ وَمِنْ دعْدِ
أقاموا على نجوى الأحاديث مِن نَجدِ
من النسب الوضّاح والحسبِ العَدِّ
وأعلامُ تأريخٍ، وأقمارُ مستهدي
وعندي من الهمّ المبرَّح ما عندي
وأرزاؤكم جَلّتْ عن الحصرِ والعدّ

كوكب السعد

كوكب السعد
المرحوم محمد صالح جعفر الضالمي
على أفق سامرا بدا كوكبُ السعْدِ
هو ابن رسول الله وهو وصيّهُ
هو (ابن علي الطهر من آل هاشمٍ)
به قد نجا في الفلك نوحٌ وبدِّلت
لقد فاقَ موسى حيثُ غُيّبَ حملُه
به بشّرت آيات ربِك جهرةً
وقال رسولُ الله والحق قوله
ومن مات لم يعرف إمام زمانه
سيملؤها عدلاً وقِسطاً بحُكمهِ
وينشُر أبرادَ السعادةِ بعدما
فقم نتعاطى من كؤوس ولائهم ينيرُ الدجى من طلعةِ القائم المهدي
ووارثه في الحكم والعلم والزهدِ
وأكرمِ حيٍّ من بني شيبةِ الحمدِ
على حبّهِ نارُ الخليلِ الى بردِ
ولولاه عيسى ما تكلَّم في المهدِ
بسورةِ صاد ثم في الحجِ والرعد
هنيئاً لقوم يثبتون على العهد
يمتْ جاهلياً في ضلالٍ وفي جحد
كما مُلئت بالظلمِ والجورِ والحقد
يحقّقُ شرعَ اللهِ بالصارمِ الهندي
ألذّ من الماذي وأحلى من الشهدِ

فديناك طالَ الانتظارُ ولم نجدْ
متى تشرقُ الدنيا بفجرِك أبلجاً
تُجدّدُ دينَ الله بعد ضياعهِ
فديناك أَدركْ أمةً عافَ جيلُها
نست ربَّها والدينَ والعقلَ أمةٌ بطلعتك الغرّاءِ إطلالةَ الوعد
وتستلُّ سيفاً ضجّ من صدأ الغمدِ
وتحكمُ بالقرآنِ في الحلِّ والعقد
شريعةَ خيرِ المرسلين على عمدِ
فما ميّزت بين المهازلِ والجِدّ

إمامَ الهدى إنّا ندبناك منقذاً
ويُلبسهم ثوباً من العزّ سابغاً
فقد سامنا الأعداءُ خَسفاً ولم نجد
وأمّتنا أضحْت فريسةَ ناهزٍ
لجأنا إلى الأعداء نطلبُ رِفدهم
فهيّا الزموا نهج الولاء لحيدرٍ يخلّص أيدي المسلمين من القَيد
ويبنى لهم صرحاً من العدل والمجد
سواك لدينِ اللهِ من ثائرٍ صلد
لكلِّ طويلِ النابِ أو أسدٍ وغدِ
مبادئ كفرٍ ذلَّ ذلك من رِفد
فهيهات يبني المَجد غيرُ الفتى الجلدِ

رعياً لصبحك

رعياً لصبحك
حسين بن المرحوم حسن آل جامع
رَعْياً لِصُبْحِكَ هذا الواعدُ الغَرِدُ
تهفو لمقدمِهِ الدنيا التي اتَّقدت
جالت على صدرها الأمواج عاتيةً
وأوهنتها الدياجي، كلّما طفقتْ
طالت بأحشاء هذا الليل رحلتها
وبين أحضانها الأرزاءُ تُرضعها
ما إن تفيق من المأساةِ في بلدٍ
فراوحت تقرأُ الأيام أسئلةً:
أما لهذا الحصاد المرِّ من أمدٍ؟
فتلكَ أياميَ الحُبلَى التي شُغِفتْ
ليلٌ يمُور وأنواءٌ وعاصفةٌ
تخبو، فأجمعُ أشلائي التي انتشرتْ
أكلّما قلت هذا البرُّ يا سُفُني
وكلّما شعّ في عيني بصيصُ سَنا
متى ألملمُ أحلامي فأرْسِمُها
متى أشمُّ عبيرَ النورِ في رِئَتي
متى أحسُّ انهمارَ الغيثِ يغمرني
متى تُمدُّ إلى قيدٍ وَهيْتُ لهُ
متى انطفاءُ غليلٍ فَتَّ في كبدي
شاختْ على عتباتِ الغيبِ أسئلتي
لكن وُعِدتُّ بأن الله مُنْتَقِمٌ
بدولةٍ من خيوطِ الوحيِ قد نَسَجتْ
وقائمٍ تُسرِجُ الآفاقَ طلعتُه
يقومُ بين يَدَيْهِ العدلُ ملحمةً
وحين يُنفَخُ في أصْوارِ دعوتِه
هي الظماء إلى محرابِه ازْدَلَفتْ:
وراح ينصبُّ من ميزابِ رحمتهِ
والحق قد مدَّ ممَّا ناله رَهَقاً
يُهْنِيكِ يا هذه الدنيا فإنَّ لهُ
حجَّتْ لِكَعْبَتِها الأرواح مذ عَلِمَت
وأنها البحرُ بالخيراتِ عامرةٌ
وأنها زمزمُ الأنْداءِ مُشْرَعَةً
بُورِكْتِ يا هذه الدنيا بمشرقِ مَنْ
يا أيها (القائم المهديُّ) إنَّ بنا
عشناك عشقاً، صموداً، رفعةً وهدىً
وعاش أسلافُنا معناك في دمهم
فأنت أكبرُ من آمالنا أمَلاً
جئنا نجدد عهداً .. بيعةً .. ثقةً تهفو لمقدمهِ الدنيا وتحتشدُ
بالموبِقاتِ، وما تَنْفَكُّ تَتَّقِدُ
وراح ينحتُ في أعضادها الزبدُ
تحل من عقدِ الظلماء.. تنعقدُ
واغتال أحداقها الإرهاقُ والسهدُ
حتى إذا فطمتَ أشبالَها.. تلدُ
إلاّ أعان على ضرّائها بَلدُ
أمَا لهذا الهوان المستميت غدُ؟
أم أنّه السيل يستشري و يَطَّرِدُ؟
بالنائباتِ، على كلّ المُنى رصَدُ
تظلُّ من هولها الآمال ترتعدُ
فوق الضّراوةِ، من ماتوا ومن فُقدوا
راحت عن المرفأ المأمونِ تبتعدُ؟
من كُوّة الفجرِ.. حالت دونهُ لُبَدُ؟
مشارقاً بالغد الوضاء تنفردُ؟
ويرحَلُ الوهمُ من عينيَّ والرمدُ؟
لطفاً، ويمسحُ عني كلما أجدُ؟
يَدُ النجاة .. وكم تُثْري الوجودَ يَدُ
تزيدُ فورتَه الآهاتُ والكمدُ؟
وطالَ دونَ بلوغِ الغايةِ الأمدُ
من الطُغاةِ.. ومن جاروا، ومن جحدوا
ثوبَ الحياةِ، فلا زيغٌ ولا صددُ
وطوعُ إمرتِهِ الأنحاء والأمد
وجُنْدُ منهجهِ الإيمانُ والرشدُ
إلى الخلاصِ فمن آلامها تَفِدُ
اَلقلبُ والروحُ والأنفاسُ والجسدُ
ريٌّ رويٌّ هنيءٌ سائغٌ بَرَدُ
كلتا يَدَيْهِ من الألطاف يبتردُ
ذكرى على هامةِ الأيامِ تنعقدُ
أن المآب عليها هانئٌ رغَدُ
شُطآنه، أينما يمَّمته تَردُ
ما رُدَّ ـ إن جاءها مُستَرْفِداً ـ أحدُ
فِداهُ أنفسنا والمالُ والولدُ
شوقاً إليك بعُمْر العُمْرِ يطّردُ
برغم من كابَروا بغياً ومن حسدوا
حتى ورثناه مذخوراً لمن وُلِدوا
ونَصْبُ عينِك ما نلقى وما نجدُ
فكلُّ أيامِنا في حبكم جُدُدُ

تحت قبة الزمان

تحت قبة الزمان
أ. غني العمار
أحرَقتُ أضرِحتي وجئتُ إلى ترابِكَ مُعلنا
أنا عِندَ قَبوك تائبٌ شدَّ الرِحال إلى الفنا
أنا دَمعُ قافلةٍ على راياتِها كُتِب الضَّنا
ولقد رأيتُ الظُلمَ فوق أصابعي متغضّنا
ومِن السقيفةِ هدّموا بيتاً لهُ خَشَع السَّنا
وعِيالُه هُزُلٌ على هُزلٍ، وشِمرٌ ظاعِنا
لا زِلتُ أحلمُ سَيّدي بكَ منقذاً لنفوسنا
سيجيئُ، قالَ أبي وأُمي والفراتُ ونخلُنا
فعلى يديهِ مثابُنا وعلى يديهِ خلاصُنا
يا حكمةً ألقى بها (يحيى) إليك تيمُّنا
يا دورةَ الأرضِ الطويتَ جناحَها لكَ مَسكنا
ليهدّ خيبرَ، ذي خيابرهم تَقرّش بيننا
ورُحىً تدوسُ كبودنا، لتلو كَها (هندُ) الخَنا
فهنا على جسر الرصافةِ أنّةٌ لصغيرنا
يا كربلاءاتِ الزمانِ صَداكِ وَقْفَ شِفاهنا
ومشى إلى بلدي البلاءُ، وقمّطتهُ أكفُّنا أنا مَحضُ طينٍ جاسَ نهرَ حشاشتي فتوطَّنا
أنا مِن مقابرَ ضاعَ شاهدُها فصارتْ ألسُنا
فوقفتُ مِلء منيّتي بيدَيكَ ألتمس المُنى
مُذْ كُنتُ طفلاً كان وجه أبي يُحدّث حزنَنَا
مُذ أن رأتْ عيني كتابَ الله يُرفَعُ بالقنا
أدركتُ في سِرِّ الظهور تعلّقي، مُتيقّنا
لا زلتُ أُدرِكُ أن خطوك هاهُنا.. بل هاهُنا
ليَشدَّ قلبَ المؤمنين، يُتمَّ أمراً بيّنا
ولضوءِ غرّته المهيبةِ خُشّعاً تقفُ الدُّنا
ليتمّها عيسى، وراءك قائماً ومؤذّنا
يا وارثَ السيفِ العليِّ، وقد تملمَلَ ساكنا
فهناكَ يُُذبحُ أهلنا، وهُنا يُقَدُّ قميصُنا
وبكلِ يومٍ يُسقطون لآلِ أحمَد (مُحسِنا)
وعباءةٌٌ من خَلِفُ شبّاكِ (الحبيس) تدلُّنا
يا سيّدي، وفِداك روحي أَجدَبَتْ (كوفانُنا)
فعلى يَديكَ خلاصُنا، وبكَ استقامةُ أمرِنا

يافرج الله اتغضي وقد أسقطوا محسناً

يافرج الله اتغضي وقد أسقطوا محسناً
السيد خضر القزويني
إلى مَ التواني صاحبَ الطلعةِ الغَرّا
فديناك لِمْْ أغضيت عمّا جرى على
أتُغضي وتنسى أمّكَ الطُّهر فاطماً
وتُغضي وشبّوا النارَ في باب دارها
أتُغضي وهم قد أسقطوا الطُّهرَ مُحسناً
أتغضي وسوط العبد وشّح متنَها
أتغضي وقد ماتت وملؤ فؤادها
أتغضي وقد أردى حسامُ ابن ملجمٍ
أتغضي وقد ألوى لؤيّاً مصابه
أتغضي وقد دسَّ السموم أخو الشقا
أتغضي وقد أودى به فتقطّعت
أتغضي ويوم الطفِّ آلُ أميّةٍ
أتغضي وفيه مثّلت بعد قتله
أتغضي وقد سارت بربّات خِدره
أتغضي وقد طافت بها كلّ بلدةٍ
فحتى متى تُغضي ولم تلفَ ثائراً
فهُبَّ لها واسقِ حسامك من دما أما آن مِن أعداكَ أن تطلب الوترا
بني المصطفى منها وقد صدّع الصخرا
غداةَ عليها القوم قد هجموا جَهرا
وقد أوسعوا في عصرهم ضِلعها كَسرا
وقادوا عليَّ المرتضى بعلَها قَسرا
ومن لطمةِ الطاغي غدت عينُها حَمرا
شجىً وعليّ بعدُ شيعّها سرّا
علياً وطرف الشرك حين قضى قهرا
وغادر حتى الحشر أكباده حرّا
إلى المجتبى كيما به يفجع الزهرا
غداة به أودى قلوبُ الورى طُرّا
بقتل سليل الطُّهر أدركتِ الوترا
ومن دمه قد روّت البِيض والسُّمرا
سبايا وسوط الشمر أَوسعها زجرا
على هزّل تنعى وأعينها عبرى
بوتر بني الهادي الذين قضوا صبرا
عداك وغادر خضم هاماتها نثرا

متى من بني الزهراء يظهر قائم

متى من بني الزهراء يظهر قائم
السيد عبد المهدي الاعرجي
متى من بني الزهراء يظهر قائمُ
فيا ابن الأولى بابُ الهدى فُتحت بهم
أثرها عراباً كالسعالي شوازباً
فقد عمّنا الجور الشديد وعُطّلت
وقد شاع فينا الظلم وانطمس الهدى
أغثنا رعاك الله يا ابن محمّد
لنا كل يوم ندبة بعد ندبةٍ
أتغضي وقد أمست حنيفة جدكم
أتغضي وشمل الدين أمسى مبدداً
أتنسى هجوم القوم للدار عنوةً
وجدّك في محرابه غدروا به
وعمّك بالسم النقيع وفاته
وجدّك بالقفرا أراقت دماءه الـ
غداة أتى أرضَ العراق بفتيةٍ
هم الأسدُ لكنّ السيوفَ مخالب
بهم ذلك الغطريف والسيد الذي
هو ابن الزكي المجتبى القاسم الذي
فوالله لا أنساه في حملاته
يلاقي السيوف البارقات بطلعةٍ فقد ظهرت في العالمين العلائم
وجدّهم المختار للرسل خاتم
عليها من الفتيان أسدٌ ضراغم
من الشرع أحكامُ له ومحاكم
ولم نَر مَن فيه تُردّ المظالم
وأنت بما قد حلّ فينا لَعالم
تغصّ حناجير بها وغلاصم
يجور عليها بالقطيعة هادم
وأجزاؤه بالجمع لا تتلائم
وقد خرجت عنها تدافع فاطم
وأردوه دامٍ للثرى وهو صائم
ولم تُرعَ فيه للنبي ذمائمِ
عدى فارتوت منه القنا والصوارم
مصابيح أنوارٍ إذا الليل فاحمُ
هم الشهب لكن للكماة رواجم
نمته إلى سبط النبي الفواطم
لِهام الأعادي بالمهند قاسمُ
كمثل علي والصفوف تزاحمُ
كبدر الدياجي أبرزته الغمائم

صاحب الأمر

صاحب الأمر
راجي سوادي الخزاعي
صاحب العصر وقد طال المدى
ولك التيجان إذ ذلت ومَن
ياابن هذي الأرض ياشبل الحسين
وهو عزمٌ أي عزم ظافرٍ
سوف تنداح السما يوماً له دمت سيفاً مُصلتَاً لن يُغمدا
ساد بالطغيان والبغي فِدا
قد ألفنا الصبر زاداً وهدى
عزم كل الأرض إلاّه سدى
إنها البشرى بها(الروحُ) شدا
* * * *
حجة الله سليل الأوليا
وذراعاً ليس تلوى كفهُا
سيدي هذي بلادي حرّة
أزف الوعد وحانت ساعةٌ
وهما نصران غاياتهما دمت للإيمان سيفاً ويدا
ومناراً للعلا لن يخَمدا
يبتغي إذلالها حشدُ العدا
آذنت إمّا حياة أو فِدا
أشرفُ الغايات عنوان الهدى
* * * *
ولنسلْ مجد أبي السجاد هل
ولنسل صرحاً بناه صابراً
كيف نال المجد ظمآن له
واعتلى ذروته طول المدى
والدُ الأخيار أعلام الهدى طاله الموت؟ وهل نال الردى؟
إذ به شاد العُلا والسؤددا؟
شرب الصبر رواءً أوحدا
حيث ساد الاكرمين الشهدا
وأبو الأحرار أبطالِ الفِدا
* * * *
ايهِ ياقائمَ آل البيت مَن
سيدي كالليل أضحى أفقنا
لم تعد حتّى روابي أرضنا
وأديمُ الأرض في أرجائنا
فمتى ياسيدي موعدنا
سيدي، والوعد دين ثابت لاح في الافق ضياءًو بدا
ونواعينا نشيد وصدى
تلهم الطير فيشدو غرِدا
ينبت الهمّ ويجني الكمداَ
وهَوى لُقياك فينا اتقّدا
شيمة الحر يفي ما وعَدا
* * * *
وليد بسامراء أشرق نوره
الشيخ محمد علي اليعقوبي
تبلّجَ أفقُ الكونِ باليُمنِ والسَعدِ
وليدٌ بسامراءَ أشرقَ نورُهُ
فعرِّج بها مستنشقاً من عِراصها
وهاتيك دارُ القدسِ فاحبسْ بربعها
يضوع شذى الهادي بزهرِ رياضها
ولم تدرِ إن شاهدتَ منها قبابَها
وإن زرتَ منها روضةً عسكريةً أبدرُ الهدى قد لاح أم طلعةُ (المهدي)
فأصبحَ في لألائه الكونُ يستهدي
عبيراً فما نفحُ الخمائل والنِد؟
ركابَكَ لا في ربعِ (ميّةَ) أو (دعد)
فتحسَبها نجداً وما هي من نجد
أتلكَ بروجُ الشهبِ أم غابة الأُسْدِ
فإنّكَ لا تعدو بها جنّةَ الخُلدِ


يامهدينا

يامهدينا
محمد عبد المحسن شعابث
لمْ تزل رؤياك صبحاً ومساءا
والفضاءان هما آفاقنا
فجرى حبُك في نبضاتها تتجلّى في الفضائَين ضياءا
وقلوب شفّها الوجدُ ولاءا
في سباقٍ يتبارى والدماءا
* * * *
دارَ دولابُ رزايانا على
وابتلانا بالذي ما مثلُهُ
أجهز الظلمُ على أنفاسنا
وأمرّ الكأس قد جرّعنا
نحن لولا أملٌ فيكَ لما كلّ حرّ ٍ فغدتْ دُنياه داءا
شهدَ الخلقُ مدى الدهر ابتلاءا
وكأنّ الأرض ضاقت والسماءا
وجميل الصبر قد شفّ رداءا
ترك اليأسُ لنا إلا الفناءا
* * * *
إنْ دعوناك بتعجيلٍ فقد
فبأيٍّ نحن ندعوك وفي
ما الذي للغد أعددْنا لكي
كم <حسينٍ > مع <مهديّ> لنا
والذي يقتل فكراً فلقد
صاحبَ العصر آعْتُصرْنا بالأذى
وآحتملنا فوق حدّ الصبر ما
ويئسنا لو أردتَ الصدق في
غير أن الأمل الزاهي على
وستعلو بالهدى رايتُنا
وسنىً من آل بيت المصطفى أعرقتْ جبهتَنا الدعوى حياءا
قشرة الدين تعلّقنْا رياءا
ندّعي النُصرةَ لو وَعْدك جاءا
قُتلا في كلّ يومٍ أبرياءا
قَتَل النفسَ التي جادت عطاءا
وعلى جمرٍ قبضنا أوفياءا
لو على صخرٍ جرى ذاب عياءا
قولتنا_لولا تشفّي_مَن أساءا
بابنا تطرق بُشراه انتشاءا
لا بما شئنا فإن الله شاءا
كلَّ يومٍ منه نُحيْي كربلاءا
* * * *

يا إمام العصر

يا إمام العصر
هاشم السهلاني
ابِـن سـبـل اليقـين و زده نـورا
فقـد خَـفِـيت مـعالمـه دهـورا
وقـد مُلِـئـت مـن البهـتان حتى
سُحقـنا تحـتـه ظـلـمـا و زورا
فجلجل يا ابـن فاطـمة بـصـوت
فـقدناه عـلى مَضَـضٍ عـصـورا
فأنـت المرتـجـى إن عـمّ جـور
و حوّل دُورَنـا حـقـا قـبــورا
وثارات الحـسـين وها تـنـادي
لقـد آن الأوان لكـي تـثـورا
وثارات الحـسـيـن وانـت أدرى
لقـد ملأت جـوانحنـا سـعـيرا
وتملـؤهـا جـراحـا غـائـراتٍ
تـزيـد أسـاتـها منها نـفـورا
فهل تـنـساه إذ نـادى وحـيدا
بجمع لـم يجـد فـيـهم نـصـيرا
فوا لهـفـي علـيك أبـا عـلـيّ
و قـد واجـهتهم فردا جـسـورا
ووا لهـفي علـيـك أبـا عـلـيّ
صـريع الدمع منسـكبا غـزيـرا
و هل تنسـى أبا الفـضل المرجـى
قـطيـع الكفّ و البـطل المغـيرا
وقـد أردوه جـنب النهـر غـدرا
فـزاد كرامـة...وعـلا مصــيرا
وهل تنسى العـقيـلة يـوم نـادت
أخي أدرك عـيالك.. يـا غـيـورا
فلم تسـمع مـن المـولى جـوابـا
و كان جـوابـها سَـبياً عـسـيرا
و من أدهى الدواهـي يـوم قـامت
تخـاطـب بعدكم جلفـا حـقـيرا
وثارات الحسـيـن تَمـدُّ حـتمـا
إلـى أعـماق محـنـتـنا جـذورا
إذ الكرار يُبـعَـدُ عـن مـقـام
ليُـحـدِث قـومـه فـيها أُمورا
فـما انـقـادوا لحكم الله فـيهـا
وقـد تركوا الوصـية والغـديرا
يُـقـادُ إلى تجـمّعهـم- وويحـي
أأنطـقـها أبـاحـسـن- أسـيرا
وفاطـمـة وراء البـاب ثـكلـى
تحـسّ بجـنبهـا ضلعـا كسـيرا
و انـت مجـنـدل الأقـران طُـرّاً
وقـد عرفَـتك سـاحتها جسـورا
هِزَبـراً يخـطف الأعـمار خـطفاً
وليـثا عـنـد وطأتهـا هـصـورا
إذا اشـتَدت تشـدُّ عـلى المـنايـا
وتسقي حتفـها حـتـفا مـريـرا
تلـفّ زِمامهـا فـي الهـول لفـّا
ويرجع طـرفها خجـلا حـسـيرا
فما دارت عـلـيـك ولا وربـي
و لكن دُرتَ محـتسـبا صـبـورا
فـيا لله مـن قـوم ... اعــدّوا
لظلم الآل شـرّا مـسـتـطـيرا
وهم عِـدلُ الكـتاب ومـا علمنـا
لهـم عِدلاً سـواه ولا نـظـيـرا
فـعجل بالظـهور فـقـد سئِـمنا
حـيـاة الذل لا نـلقى سـرورا
ومن أيـن السـرور وأنـت عَـنّا
بعـيـدٌ والغياب غـدى دهـورا
أغـثنـا يـا إمام العـصـر حـتى
تُـنـر سـبل اليـقين وزده نـورا

الغائب الحاضر

الغائب الحاضر
السيد حيدر الحلي
فيشهده البرُّ والفاجرُ
يبلّغها الغائب الحاضرُ
ويقذى لقومٍ بها ناظرُ
وقلبُ لها فرحاً طائرُ
وانجد بطرفك يا غائرُ
وحسبك ما نشر الناشرُ
لنا معجز أمره باهرُ
أخو علّة داؤها ظاهرُ
رام هو الزمن الغادرُ
لدى من هو الغائب الحاضرُ
عن القصد في أمره جائرُ
ومن ضجره فكره جائرُ
وبارحه ذلك الضائرُ
يدُ كلّ حيّ لها شاكرُ
كذلك انشأها الفاطرُ
يضيق شجى صدرها الواغرُ
له النهي وهو هو الآمر
يلفّقه الفاسق الفاجرُ
وفي نشرها فمك العاطرُ
كذا يظهر المعجز الباهرُ
ويروي الكرامة مأثورةً
يقرّ لقوم بها ناظرُ
فقلب لها ترحاً واقعُ
أجل طرف فكرك يا مستدلّ
تصفّح مآثر آل الرسول
فمن (صاحب الأمر) أمس استبان
بموضع غيبته قد ألمّ
رمى فمه باعتقال اللسان
فأقبل ملتمساً للشفاء
ولقَّنه القول مستأجر
فبيناه في تعب ناصب
إذا انحلّ من ذلك الاعتقال
لعمري لقد مسحت داءه
يدُ لم تزل رحمة للعباد
تحدّث وإن كرهت أنفس
وقل إنّ قائم آل النبي
فهذي الكرامة لا ما غدا
أدم ذكرها يا لسان الزمان

إني احبك سيدي

إني احبك سيدي
حسين كاظم الزاملي
خذني إليك فما قصـدت سـواكـا
رغم السنين وجـورهـا أهـواكا
رغم الضياع ورغـم كـل رزية
أبقى أنقــب من عسـاه رآكـا
رغم المسافات البعيـدة والأسـى
والشوك والأصفـاد رغم عداكـا
أبقى أسبح باسمـك المشفـي ولا
أبغي سوى أن أهتدي لرضـاكـا
حنت لـك الأيتـام وهي كثيـرة
تشكو وتصرخ سيدي رحماكــا
إني أحبك سيـدي ومخلصـــي
روحي وكل العالميـن فداكـــا
دعني أطوف على جراحك .قبلتي
هي . والمصلـى غارق بدماكـا
أنا فـي شتـات أستغيث فدلنــي
وامدد يديك وضمنـي بـرداكــا
أنا في سرابٍ . لـم أزل متتيــه
لم يغـن عنـا من أنـاب هداكـا
إني انتظرتـك والزمان يهدنــي
جور هنا يا سيــدي وهناكـــا
مازلت أحتضن الدروب مناطـرا
أصغي.. لعلـي أرتـوي بنداكـا
ومشيت أستبق الخيال مضــرج
بدمي . ولكن من يحيـط مداكـا
دعني أسافر في هواك . فمنيتـي
هي أنـت لا شـيء لدي سواكـا
أنت الصباح إذا تنفس عسعسـت
كل الليالـي وانجلـت بضياكـا
أنـت الحياة وأنت كل سعــادة
أنـت الجنان وعطرهـن شذاكـا
أنت الذي ذبـح القنوط مجــددا
في الروح عزما يستظـل عُلاكـا
أنـت المعَدُُّ لقطع دابـر ظالــم
ومـلاذ كل المتقيــن لواكــا
يا مالأ الدنيـا بنـورك بعدمــا
ساد الظـلام واتخمـت أشـوكا
يا هادما مدن الضلالة والــردى
ومعز كـل المدقعيـن عطاكــا
يا ناشـرا للفتـح أعظـم رايـة
وموحـد الدنيـا بفيض رؤاكــا
لا تنتهي الدنيا ويختــم سفـرها
حتى تعـود لنرتقـي بهداكـــا
يابن البتـول ويابن أكـرم مرسل
ضاقت ولا أمــل يلوح سواكـا
المنقذون وقد تشتـت أمرهـــم
كـلُّ وفيمــا يدعيــه يراكـا
يابن الحسين . أتيت شخصك مذنبا
رحماك . إني قد قصدت حماكـا
أدري بقلبــك يستغيث مقطعـا
يا جدُّ نـادى أيهــم آذاكـــا
أتراه من قطع الوتيــن أو الذي
صفع العقيلــة شاتمـا إياكــا


شمس خلف السحاب

شمس خلف السحاب
هاشم السهلاني
سـامى للثـريا مـا نقـول
وما وفـّى بمدحتـه الوصـول
ابا الزهـراء أنّـى لي بـلاغ
وما بلغت كفايتـها الاصـول
وهل يرجى الى العليـاء وصف
ووصفي معجزاتك مسـتحيل
وما درٌ نضـيد فـوق جيـد
بابهى من سـنا حرف يطـول
من اسم محمد وهـو المرجّـى
ليوم يشخص البصر الكليـل
بدأت بمدح طه كـي اوافـي
امام العصـر وهو لنا دليـل
فيا شمس السحاب اجز مقـالي
وهل يرجى لغيرك ما اقـول
غدونا من غيـابك في بـلاء
تخطفـنا الضـغائن والذحول
وكم قد سامنا السلطان خسفا
لأنّـا لا نحيـد ولا نـحول
لأن عقيدة رسـخت يقيـنا
لآل المصطفـى وهم السـبيل
بذلنـا دونـها دمـنا ولمّـا
نـوفي حقهـا .. دمنـا قليل
ركبنـا في سـفينة آل طـه
لننجـو ليس دونـهم بديـل
فهم عدل الكتـاب وحاملوه
وليس لهم بما بلغـوا عديـل
ووثقنـا الولايـة فـي علـي
هو المولى واسـوتنا الرسـول
فتمت نعمـة المـولى عليـنـا
وخاب عدونـا وهـو الذليـل
فيـا مهـدي يا امـلا مرجّـى
ويا شمسـا تجـنبهـا الافـول
على عهـد نظـل وبانتـظـار
يسـدد خطـونا امـل جمـيل
لقد ملئت من الاعـداء جـورا
ولا يرجـى لعثرتـها مقيـل
وسـالت بالدمـاء لنا هضاب
ووديـان وما جـف المسـيل
وباتت شـيعة الحـق انتهـابا
لموتـور بموطنـنـا يصـول
يحاصـر اهلنـا في كل شـعب
يفجـر..او يهجـر..او يغـول
ويمعـن في الضـلالة دون وعي
يكفـرنا وينكـر ما نقـول
بـأن الهـنا احـد وفـرد
وان نبينـا الهـادي الرسـول
ولم نشـرك كما زعمـوا ولكن
تتبعنـا الدليـل فـلا نحـول
ووالينـا ولاة الامـر منـكم
كمـا امر الالـه وذا السـبيل
وآمـنا بعصمتـكم يقـينـا
لأن الله يأمـر اذ يـقـول
بنفي الرجس عنكم دون ريـب
وتطهـير لكـم وبـه الدليـل
على عهـد الولايـة لانبـالي
أزاد الظلـم او كثـر العويـل
وموعـدنا غدا والمـوت حـق
وحوض فيه شـرب سلسـبيل
لـواء الحمـد يحملـه امـام
نلـوذ بظـله وهـو الظليـل


ياصاحب العصر ياسلوى لمن صبروا

ياصاحب العصر ياسلوى لمن صبروا
عمار جبار
يا صاحب العصر يا سلوى لمن صبروا
جئنا وفي الاحداق دمع نكفكفها
ونصف شعبان ميعاد لنا فغدا
يا صاحب العصر يا عشقا نبوح به
سفينة الحق انتم شق مبحرها
وانتم الخير والتطهير معدنكم
وانت مولاي بعد الله مفزعنا
يا بن الحسين وحسبي انه المٌ
كم نستفيق على الذكرى فان بها
وهي السنين نطويها ونقلبها
وكم دماءا اريقت ظل نازفها
عجل الى الثار من قوم مساوئهم
يا قائم الآل كم مرت بنا محن
لو تسال الناس عما تشتكي لجثت
من جوعوا الخلق من طفل ومرضعة
وخوفوا الناس تهديدا بسطوتهم
وصيروا الدين جلبابا ومأزرة
فشرعة الله كم ألقوا بها بدعا
توارثوا الشر ما طال الزمان بهم
عابوا علينا حبا فيه نتبعكم
ان قلت شيعي قالوا كافرٌ وانا
لم يكتفي القوم من حرب وما فعلت
وامك الطهرلم تكفي مظالمها
انظر الى القوم عتّوا في عداوتهم
يفتون في الناس والفتوى لهم شططٌ
وينسبوا الامر توحيدا لخالقنا
هل يرتضي العقل ان تدعى جرائمهم
سبحانك الله ما هذي شريعتنا
هذا حسين ما عاداه طاغية
بقية الله يا ركنا نلوذ به
إنا على الوعد تواقون ما برحت جئنا نعد دماءا مالها خثر ُ
فنمسح الحزن يوما فيه نصطبر
يوم الولاء له الاحرار تعتمر
على الزمان وان البعض قد سخروا
بحر الظلام وانجت من بها عبروا
وانتم النور والايات والسور
فهل يخيب من في صوبك انحدروا؟
وانه الحزن في الاحشاء يستعر
عيد القلوب والافراح تنتشر
شوقا اليك لعل الدهر يختصر
من الضحايا لثار منك منتظر
موروثة الدهر من اجدادهم خوَر
وليس إلاك يجليها فتنحسر
تشكوا اليك اناسا مالهم خفر
واستحلبوا الضرع خيرا كله احتكروا
اذ السيوف على الاعناق تبتدر
كما تراه وفي الاذقان يختصر
على العقول ضلالا ليس يغتفر
زمرٌ تغور وتاتي بعدها زمر
وشرعوا القتل حتى ملت العُصُر
الا الى الله قلبي خاشع حذر
يوم الطفوف لآل البيت اذ نحروا
بقية الله , ويوم الضلع اذ كسروا
كي يمحق الحق حاشا انهم خسروا
لعترة الحق قبرا هدمه امروا
وانما القوم للتوحيد قد هجروا
سنن النبي وقد افتى بها النكر
بل انه الوزر والتزييف والخور
الا استحال بخزي ماله اثر
وراية الحق معقود بها الظفر
منا القلوب الى لقياك تنتظر

الموعود

الموعود
جابر النجفي
هو الموعود بالنصر
ملا قلبي هوى المهدي
أذا ضاقت أمانينا
فيجلو الله مافينا
فكم شيعي راى الحجه
فمهدي الال تلقاه
فياربي انا ارجو
وان مت عسى اخرج
ارى مولاي في حب
اكون السابق الفادي
يزور الطف في شوق
ارى طفلا علاه الدم
حسين سيدي يندب
أياابني خذ الثارا
فياربي اطل عمري
اكون الجندي في جيش
ويامن عشت في الدنيا
غدا في ساحة الله امامي ياهوى يجري
سقا روحي مدى عمري
دعوناه الى اليسر
يموت الهم لا يسري
ونال الخير في صبر
أذا ماعشت في طهر
مع المهدي دما اجري
غدا من ظلمة القبر
ازيح الشر عن صدري
ارى مولاي في فجري
ارى ما فيه من سحر
علاني الدمع من قهري
امامي المهدي في فخر
من الظلام والكفر
عساني ان افي نذري
هو الموعود بالامر
تحب الال في شكر
تنال الخير في الحشر

سيدي طال الفراق

سيدي طال الفراق
جابر النجفي
سيــــدي طال الفراق
سيدي ياغائبا أظهــر علينــا
سيدي طال النوى طال الفـراق
سيدي والشوق فينا ياأمامــي
طافح يملي قلوبا في أحتـراق
ياأمان الارض أظهر لا أمـــان
سيدي في الارض قد بان الشقاق
أنتقم ياسيدي من كــل بــاغ
أنتقـم لله من أهــل النفــاق
ياأله الكون عجل يا ألـــهي
في ظهور الحق فينا الاشتيـاق
قد راينا كل مكــروه أتانــا
قد رأينا كـل ظلـم لا يطــاق
قد رأينا من نحور داميـــات
يجري دم للثــرى غطى يــراق
ذنبه أن قال أنـي للمعــالي
عاشق حب الألى أبغي أعتنــاق
ذنبه حب العلا العالــي علـي
قد نجا بالعروة الوثقى وثاق
ذنبه ميـــلاده قد صار فيــها
ذنبه أن عاش في ارض العـراق
عاش في أرض علـــي مرتــضانا
عاش في أرض الحسين في وفـاق
أننا في شوق للملقى أسانـــا
راح يعلو والهوى ثاوي وضـاق
سوف أبقى في أنتظار ياحبيبي
علني ألقـــاك يوما لا مشـاق
أنني أدعو ألهـي أن أتانــي
صائح بالموت يدعو أن أســاق
من ترابي أن أقوم الفجر حيا
ناطقا حين الظهور والعنــاق

الله ياوقعة الطف

الله ياوقعة الطف
أ. عبد الحسين حمد
أبهى من الشمسِ أو أسنى من النورِ
يا ليلةَ النصفِ من شعبان ضاحيةً
يا ليلةَ العدلِ إنّ العدلَ موعدُنا
فآيةُ (المنِّ) في القرآنِ آيتهُ
إنهضْ فديتك لا تبقِ على صنم
فكم عُتُلٍ عتى في الأرض ثانيةً
ما زال من عبد شمسٍ ذاحلٌ حنق
وما تزال لدى سفيان داعرةٌ
ولم تزل من (يزيد البغي) عاديةٌ
إظهر فكم من مضامٍ عام في دمه
الله يا وقعةَ الطفِ التي هَتكت
لم أنسَ يوماً به الإسلامُ منتهك
وراضعٍ من نجيع النحر أرشفه
وحرةٍ نحوه ترنو فما نظرت
وللفواطم إرنانٌ بمتشجرٍ
جرّد حسامَك أردانا تجلُدنا
لو لم يكنْ غير هذا فاجع لكفى
يا حجةَ اللهِ ما بينَ الضلوعِ جوىً
لم نشتكِ الظِلَم من شِركٍ ومن كفُر
المدّعينَ لباسَ الدينِ من سفهٍ
فالدينُ سِلمٌ وإحسانٌ ومنصفةٌ
وليسَ في الدينِ إرهابٌ وغائلةٌ
شَرُّ من الشرِّ تضليل بزي هُدىً
يا ليتهم لم يكونوا أسلموا أبداً
كفعل أسلافهم إذ أسلموا وَجَلاً
باسم الهدى ذبحوا واسم الهدى نبحوا
إن كان دينكُمُ للذبحِ مجزرةً فجرٌ سيخلق أسدافَ الدياجير
لأنتِ والقدرُ صنوانٌ بتقديري
في قائمٍ بالهدى والقسطِ منصورِ
تتلى وكم من حديثٍ فيه مشهورِ
قد آب يعثو فأُب يا مطلعَ النورِ
وكم حسينٍ بسيفِ البغي منحورِ
ولم نزلْ حطباً يُزجى لتنورِ
تلوك أكبادَ منذورين للنورِ
زُمَّتِ على الجور في دَجْل وتزوير
وكم دموعٍ همت من أعين الحور
خِدرَ الهدى واستباحت كل محظورِ
في معلم بترابِ الطفِ معفورِ
ـ وهو الضمي ـ بسهم قوسُ مسعور
إلا لمفتطمٍ بالنبلِ مجزور
من الرماح وأسجاعٌ على الكورِ
وغالنا صبرُنا ياثأر موتور
بأن تقيمَ عليهم نفخةَ الصور
كموقِدٍ بلظى النيرانِ مسجورِ
لكنْ شكوناً مغالاةَ الخنازيرِ
والدينُ ـ لو فقهوا ـ أسمى الدساتير
وليسَ في الدينِ من فتكٍ وتدميرِ
ولا اغتصابٌ ولا ذبحُ القوارير
وأجرمُ الجرمِ إفسادٌ بتبرير
ـ إذن ـ لصينَ الهدى من كل تزويرِ
واللهِ ما أسلموا إلا لمحذورِ
واسم الهدى فعلوا أفعالَ (تيمور)
فشسعُ نعليَ أزكى في المعايير


يالثارات يوم الطف

يالثارات يوم الطف
د. عبد الهادي الحكيم
تنطوي هذه السُنون سراعاً
مُلئتْ أرضُنا عذاباً وعسفاً
كلما أعتم الدّجى خِلتُ أنّي
وبأني سأستفيق وخيطُ
وأرى داءنا العُضالَ سقيماً
وأرى بين شفرة السيفِ
جاذبتها سنابكُ الخيل فَانْثالَتْ
وأرى ثَم (يا لثارات يوم الطف)
وأرى الأرضَ تنثني ثم تهتزّ
ويسوس المستضعفون بذي
وأرى العدلَ والمحبّةَ والألفةَ
وأرى بعدُ (فقهَ آلِ رسولِ الله)
وأرى ـ يا لفرحتي ـ صاحبَ
هكذا دغدغت جراحي آمالي و(الهلال المحجوبُ) لا يتراءى
صُبّ صبّاً، وأدمعاً وبكاءا
سأرى بين جانحيه الضّياءا
الفجْرِ يختال أبيضاً وضّاءا
وأرى (سيفَ ذي الفقار) دواءا
والسيفِ حروباً ضروسةً حمراءا
عليها مصارعاً ودماءا
تعلو فتملأ الأرجاءا
ليحدو ضياؤها الظّلْماءا
الأرض طواغيتَ أهلها الأُمراءا
شَرعاً ما بيننا والإخاءا
فينا مُحكَّماً والقضاءا
العصر أَمامي وصحَبه النُجباءا
فزيّنتُ للجراح الدّواءا
* * * *
غيرَ أني أفقتُ والفجر ناءٍ،
والسيوفُ الظمآي لإعزاز دين الله
تتلوّى على لهيب المُعاناة
وأسىً كلّما تقادم عهدٌ
وحنيناً مُرّاً ووجداً وشوقاً
وسؤالاً تديرُه الأعينُ الحيرى
أترانا نعيشُ عصرَ الغياب المرّ..؟
أترانا لم نجتزِ الابتلاءا
أتراه لا يرتضينا صِحاباً
ربِّ نضِّرْ وجوهَنا لنوافي
ربِّ طهِّرْ قلوبَنا لنُلاقي والليالي لما تَزلْ ظلماءا
لمّا تزلْ إليه ظماءا
انتظاراً ليومِهِ ورجاءا
دون أن تلمحَ العيونُ الضّياءا
وأنيناً لفقدهِ وبكاءا
فترتدُّ للسؤال ابتداءا
لا عصرَ مجدهِ الوضّاءا
أترانا لا نستحقُ الولاءا
أم ترانا ـ يا ويلتي ـ الأعداءا
(صاحبَ العصرِ والزمانِ) وضاءا
سيدَ العصرِ خُلَّصاً صُلحاءا
* * * *


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
رمضان
الأدعية
المحاضرات
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

30 رمضان

وفاة الخليفة العباسي الناصر لدين الله

المزید...

23 رمضان

نزول القرآن الكريم

المزید...

21 رمضان

1-  شهيد المحراب(عليه السلام). 2- بيعة الامام الحسن(عليه السلام). ...

المزید...

20 رمضان

فتح مكّة

المزید...

19 رمضان

جرح أميرالمؤمنين (عليه السلام)

المزید...

17 رمضان

1 -  الاسراء و المعراج . 2 - غزوة بدر الكبرى. 3 - وفاة عائشة. 4 - بناء مسجد جمكران بأمر الامام المهد...

المزید...

15 رمضان

1 - ولادة الامام الثاني الامام الحسن المجتبى (ع) 2 - بعث مسلم بن عقيل الى الكوفة . 3 - شهادة ذوالنفس الزكية ...

المزید...

14 رمضان

شهادة المختار ابن ابي عبيدة الثقفي

المزید...

13 رمضان

هلاك الحجّاج بن يوسف الثقفي

المزید...

12 رمضان

المؤاخاة بين المهاجرين و الانصار

المزید...

10 رمضان

1- وفاة السيدة خديجة الكبرى سلام الله عليها. 2- رسائل أهل الكوفة إلى الامام الحسين عليه السلام . ...

المزید...

6 رمضان

ولاية العهد للامام الرضا (ع)

المزید...

4 رمضان

موت زياد بن ابيه والي البصرة

المزید...

1 رمضان

موت مروان بن الحكم

المزید...
012345678910111213
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page