قلت: لقد أكدت وكررت عليكم بأن الشيعة حيث يتبعون الأئمة الصادقين من العترة الهادية الطاهرة، فلا يكذبون ولا هم بحاجة في إثبات عقائدهم إلى جعل خبر، أو وضع حديث.
فعلماؤهم وعامتهم على حد سواء في هذا الأمر، وكلهم يتبعون الصادقين الذين أمر الله عز وجل بمتابعتهم بقوله:
(يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين)(39).
وقد صرح كثير من أعلامكم أن المقصود من الصادقين في الآية الكريمة محمد المصطفى (ص) وعلي المرتضى (ع)، وممن صرح بذلك:
الثعلبي في تفسيره، وجلال الدين السيوطي في الدر المنثور، والحافظ أبو نعيم في " ما نزل من القرآن في علي "، والخطيب الخوارزمي في " المناقب "، والحافظ سليمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / الباب 39، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين، ومحمد بن يوسف الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / الباب 62 عن تاريخ ابن عساكر...، هؤلاء كلهم قد اتفقوا على المقصود من الصادقين: النبي الكريم (ص) والإمام علي (ع).
وقال بعض بأن المقصود من الصادقين في الآية الشريفة هم رسول الله (ص) والأئمة من أهل بيته وعترته(40).
فالشيعة مع الصادقين، يتبعونهم ويطيعونهم ويحذون حذوهم، وما لم يكونا كذلك فليسوا بشيعة حقا.
فكن على يقين ـ أيها الحافظ ـ بأننا لا نقول شيئا في حوارنا ونقاشنا إلا ويكون مصدره ومستنده كتب أعلامكم وأقوال علمائكم، فإن يكن لكم اعتراض فاللازم أن تعترضوا على علمائكم الذين كتبوا تلك الروايات والأدلة!
الحافظ: لم أعهد أحدا من علمائنا الأعلام كتب: بأن الصحابة بعد رسول الله قد نقضوا عهدا أو نكثوا بيعة كانت عليهم في حضور النبي (ص) أو أخذها عليهم رسول الله (ص) فنكثوها.
______________
39- سورة التوبة، الآية 119.
40- قال العلامة سبط الجوزي في ـ التذكرة ـ ص20 ط. النجف: قال علماء السير: معناه كونوا مع علي (عليه السلام) وأهل بيته.
وقال العلامة الخركوشي في كتاب شرف المصطفى: روي أي مع محمد وآل محمد (صلى الله عليه وآله).
وقال العلامة محمد صالح الكشفي الترمذي في " مناقب مرتضوي " /43 ط. بمبئ، مطبعة محمدي: روي عن ابن عباس: أي كونوا مع علي بن أبي طالب.
وقال العلامة الآلوسي في تفسير " روح المعاني " ج11/41 ط. المنيرية بمصر: روي أن المراد كونوا مع علي كرم الله وجهه بالخلافة.
((المترجم))