لقد تطرق الإمام الغزالي في كتابه " سر العالمين " إلى قضايا الإسلام وما حدث بعد رسول الله (ص) فقال في المقالة الرابعة:
أسفرت الحجة وجهها، و أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبته ص في يوم غدير خم باتفاق الجميع و هو يقول: من كنت مولاه فعلي مولاه، فقال عمر: بخ بخ لك يا أبا الحسن! لقد أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة!!
هذا تسليم و رضى و تحكيم، ثم بعد هذا غلب الهوى لحب الرئاسة، و حمل عمود الخلافة و عقود البنود و خفقان الهواء في قعقعة الرايات و اشتباك ازدحام الخيول و فتح الأمصار، سقاهم كأس الهوى فعادوا إلى الخلاف الأول (فنبذوه وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلًا فَبِئْسَ ما يَشْتَرُونَ)(43)!!
ولما مات رسول الله (ص) قال قبل وفاته: إيتوني بدواة وبياض لأزيل عنكم إشكال الأمر وأذكر لكم من المستحق لها بعدي!
قال عمر: دعوا الرجل فإنه ليهجر!! وقيل يهذو!!
فإذا بطل تعلقكم بتأويل النصوص أيضا، فإن العباس وأولاده وعليا وزوجته وأولاده لم يحضروا حلقة البيعة وخالفكم أصحاب السقيفة في مبايعة الخزرجي ثم خالفهم الأنصار.انتهى.
فانتبهوا أيها الحاضرون! واعلموا بأن الشيعة لا يقولون إلا ما قاله بعض أعلامكم المشتهرين وعلماؤكم المعتبرين.
ولكن لسوء ظنكم بل سوء نظركم بالنسبة إلى الشيعة.. لا تقبلون منهم حتى إذا كان مصدر كلامهم مسانيدكم وكتب علمائكم!
الشيخ عبد السلام: كتاب سر العالمين لم يكن من تأليف الإمام الغزالي وإنما أنتم تنسبونه إليه لتحتجوا به علينا.
والإمام الغزالي هو أجل شأنا وأعظم قدرا، من أن يتكلم بهذا الكلام على الصحابة.
______________
43- سورة آل عمران، الآية 187.