الشيخ مصطفى الطائي:
بسم الله الرحمن الرحيم, المناظرة الرابعة والتي جرت في غرفة الحق.
السيد رفيق الموسوي مدير الحوار من طرف الاثني عشرية:
الآن يبدأ إن شاء الله الشيخ عثمان دقيقتين مقدمة وبعد يبدأ سماحة الدكتور السيد عصام أيضاً دقيقتين تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة على محمد وعلى آله الأولين والآخرين.
أما بعد، أولاً أحب أن أقول للدكتور الشيخ عصام أهلاً وسهلاً وأسأل الله تبارك وتعالى أن يهدينا وإياك إلى صراطه المستقيم وأن يوفقنا جميعاً إلى اتباعه.
وأدعوه وأدعو نفسي وأدعو جميع الحاضرين إلى أن نقول جميعاً «اهدنا الصراط المستقيم، صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين» وأن نكون صادقين في كلمتنا هذه. وأرجو كذلك من الدكتور عصام أثناء المحاورة أن لا يحيد عن الجواب فإذا سأل عن شيء يجيب وأطلب هذا من نفسي كذلك وأرجو منكم أن تحاسبوني على هذا الأمر.
إذا سئل عن شيء أو سئلت أنا أن لا نحيد، أما أن يقول أعلم أو لا أعلم ويجيب بما يعلم وأجيب أنا بما أعلم فانه لا يجوز أبداً في نظام المناظرات أن تكون هناك حيدة وأن يكون هناك امتناع عن الجواب. وإن كانت هناك أسئلة يرى أني لم أجب عليها فأرجوا كذلك أن يبينها وأن ألزم كذلك بالإجابة عليها هذا أمر أنا ملتزم به إن شاء الله تبارك وتعالى, ولذا أقول هذه الأسئلة أذكرها سريعة التي سألتها للدكتور الشيخ عصام وما سمعت جواباً لها إن شاء أجاب وإن شاء ترك, ولكن أرجو أن يجيب قال: إن «حديث الثقلين» كتاب الله وعترتي في صحيح مسلم وأنا أنكرت عليه ذلك وطالبته بأن يذكر لي في أي مكان في صحيح مسلم يوجد كتاب الله وعترتي، ولم يجبني عن ذلك والشريط موجود.
و قال إن محمد البار من كبار علماء الوهابية وسألته من ترجم له، ولم يجب. وسألته عن الغلاة الذين لعنهم ولم أسمع جواباً. وسئل من غيري عن نفسه لمّا يقول أنتم أيها الوهابية... أيها الوهابية... أيها الوهابية... عندما كنت وهابياً... والوهابية يقولون كذا... يعني يكرره أنا لا يخجلني أو يحزنني أبداً بأن أكون وهابياً متبعاً لسنة النبي متبعاً لمحمد بن عبد الوهاب. لا يحزنني هذا أبداً والله لا يحزنني ولا يضايقني بل والله أني أتشرف أن أنتسب لهذا الرجل. ولكن القصد أنه لما يقول هذه الكلمة هو يريد بها والله أعلم بقصده, ولكن هذا ظاهر كلامه يريد أن يبيّن للناس أن الوهابية غير أهل السنة وهناك فرق بين الوهابية وأهل السنة وكذا... وكذا... فلو ترك هذه الكلمة أنا ما قلت رافضة ولا قلت غلاة ولا قلت كذا عن علماء الشيعة, أقول الشيعة كلمة تعجبكم وتفرحون بها وما تطرقت إلى كلمات تحزنكم، الدكتور عصام يقول كنت وهابياً، كنت وهابياً فقال له سائل يعني هل فعلاً كنت تقول أنا وهابي، هل رأيت أحداً يقول أنا وهابي، فأيضاً لم أسمع جواباً شافياً لهذه المسألة.
الأخ رفيق:
سمعنا رأي الشيخ عثمان وننتقل الآن إلى رأي سماحة الدكتور السيد عصام وطبعاً من الاتفاقات التي تمت بأن لا يكون فيه خروج عن الموضوع, الأسئلة التي خارج عن الموضوع, يعني لا يمكن الإجابة عليها فهي تخضع إلى حوار آخر هذه من الأمور التي اتفقنا عليها، أن لا يكون السؤال خارج مضمار الحوار هذا شيء مهم, فهناك بعض الأسئلة التي أنا سمعتها من الشيخ عثمان أعتقد أنها خارجة عن الموضوع.
نسمع رأي سماحة الدكتور السيد عصام فيما ذكره الشيخ عثمان, وننتقل بعد ذلك إلى أمور أُخرى, تفضل سماحة الدكتور سيد عصام.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابه المنتجبين.
أما بعد, أرحب بجميع الأخوة لاسيما بأخي الشيخ الحبيب الشيخ عثمان الخميس حفظه الله, وسوف فقط أبين ما ذكره الشيخ بالنسبة إلى ما أورده على بعض ما في الجلسات الماضية, فأقول نحن عاهدنا الله في أول جلسة أن نسير حسب منهج معين, ووافق الشيخ عثمان الخميس على المنهج, وأنا قلت له في البداية بحكم إنني شخصية أكاديمية يجب أن نلتزم بمنهجية معينة, ورسمت المنهجية فوافق الشيخ عندما قلت له أننا لو ظلينا نجيب على كل سؤال وظلينا نجب عن كل موضوع في جلسة واحدة, فسوف يضيع المبحث, نحن نجد أن العالم كله يتحرك في إطار منهجي وموضوعي لا يبحثون عن آية واحدة فحسب, بل نقطة معينة في آية ترى مثلاً «واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً», اذكر أن شيخي وأستاذي الأستاذ العظيم عمر طرموم ـ رحمه الله ـ , ظل يشرح كلمة (حبل) قرابة أربع ساعات, لماذا استخدم القرآن كلمة (حبل) ولم يستخدم غيرها؛ لأن الحبل يتكون من شعيرات وكل شعيرة تعتصم, وتلتف حول الأخرى ولو كانت قطعة غير حبلية فلن يعبّر بها بالاعتصام وإذا انقطعت الشعرة الحبلية ستؤثر على بقية الشعيرات، وترون أن السفن ترتبط بشعر حبلية.
ظل أكثر من أربع ساعات يبيّن مفردات هذه الآية، فأنا ليس فقط أؤمن بأن البحث يكون في آية فقط, بل في نقطة من آية أنا أثق في الشيخ عثمان الخميس, وأقول بالله عليك وأسألك بالله ألم أقل لك في الجلسة الأولى أن نبحث عن آية آية؟ بل نقطة نقطة, وقلت لك لن أجيب عن أي سؤال إذا كان خارج البحث ليس لأنني لا أستطيع أن أجيب, ولكن لأنني أعرف أنه لو أجبنا على كل سؤال, وبحثنا في كل موضوع, بل لو بحثنا عن آية واحدة في جلسة واحدة, هذا خطأ, بل يجب أن نبحث عن نقطة واحدة لآية واحدة, بل إذا استطعنا أن نبحث عن (ربع) نقطة في آية واحدة, سوف يكون البحث علمي أكثر ومؤثر أكثر, الشيخ عثمان له الحق أن يجيب على كل سؤال؛ لأنه التزم قال أي سؤال أي آية أي رواية يختارها الشيخ عصام العماد أنا مستعد أن أناظره بها, وهذا ما قاله وكرره أكثر من مرة, لست مثل الشيخ عصام لا أجيب عن كل سؤال, وأنا مستعد أن أبحث في أي آية, وفي أي رواية يختارها السيد عصام, فأنا أقول ربما أن الشيخ عثمان الخميس هكذا هي طريقته وطريقة بعض الشخصيات ترى هذا الأسلوب, بعض الشخصيات ترى هذه الطريقة, لكن أنا بحكمي شخصية أكاديمية أرى أن هذه الطريقة سوف تشتت البحث, سوف نكوّن كشكول البهائي, رأيت كشكول البهائي من نقطة رياضية إلى بيت شعري إلى كذا, فلذلك أنا راضي جداً عما حدث, وأما الأسئلة التي تسألها خارج الموضوع, فإن لكل سؤال إجابة ولكن حين يظهر الوقت المناسب.
أنا عندي منهجية علمية موضوعية مرسومة حسب خطة وضعتها أنا في كتابي «المنهج الصحيح والجديد في الحوار مع الوهابية», الكتاب موجود ومطبوع وهذه المنهجية أنا الآن أطبقها الآن معك, وأنا رسمتها بشكل كامل في كتابي هذا بشكل هرم وبشكل رسوم معيّنة, فأرجوك يا أخي شيخ عثمان هذه المنهجية أنا لم آتي بها هكذا, يعني ارتجالاً, مرسومة ومكتوبة على أسس علمية وموضوعية وإذا أردت أن أبعث لك كتابي هذا لترى المنهجية التي أسير عليها, وإذا رأيتني خرجت عن هذا المنهج الذي رسمته فبعد ذلك تستطيع تقول إن السيد عصام انحرف عن المنهج الذي رسمه لي في أول جلسة وخرج عنه.
أما مسألة ما تقوله حول روايات الغلاة أولئك الغلاة أنا أقول لعنهم الله من اليوم إلى يوم الدين, ما دخل الغلاة «بحديث الثقلين»؟ هل إذا وجدنا أناس غالوا في حضرة عيسى عليه السلام, هل نقول نترك عيسى؟!! هل تقول إذا وجد غلاة غالوا في أحد الأنبياء نترك النبي؟!! فهل إذا وجد أناس غالوا بأهل البيت نترك أهل البيت؟!! هل هو مبرر أمام الله سبحانه وتعالى إننا نترك «حديث الاثني عشر» الصحيح في مسلم, وفي البخاري من أجل أن بعض الغلاة غالوا في هؤلاء الأئمة؟!! ومن أجل أن بعض الغلاة دسوا في بعض الروايات عن الأئمة, إن مبحث الغلاة مبحث آخر لا علاقة له بحديث الاثني عشر, وأنا لي كتاب كامل حول موقف الاثني عشرية من الغلاة كتبته بعنوان [نقد الأدلة القرآنية والحديثية للغلاة] والمشكلة في أن الشيخ عثمان الخميس عنده تلازم بين الأمرين ما هي الملازمة بين حديث «الاثني عشر», وبين الغلو في الأئمة الاثني عشر؟!! ما هي الملازمة بين حديث الكساء, وبين الغلو في أهل الكساء؟!! ما هي الملازمة بين «حديث الثقلين», وبين الغلو في أهل البيت؟!! أنا أريد أن أقول دعك والغلاة سنبحث عن الغلاة في مبحث آخر, نقول لعنهم الله الآن وأتبرأ إلى الله منهم, ثم نبحث عنهم في جلسة أخرى. إيانا.. إيانا.. إيانا أن نأتي يوم القيامة, ونقف أمام الذات الإلهية, ثم يقول لنا الله كيف تركتم أهل البيت؟!! في حوار ثنائي بيننا وبين الله, كيف تركتم «حديث الثقلين» في مسلم؟!! كيف تركتم «حديث الاثني عشر» في مسلم والبخاري؟!! كيف تركتم حديث الكساء في مسلم؟!! أقول والله أنا وجدت بعض الغلاة فتركته, هل هذه إجابة يا أخي يا شيخ عثمان تقنع الذات الإلهية؟!! نعم يمكن أن تقنع شخصية وهابية, لكن لا تقنع الذات الإلهية المقدسة, يعني يجب أن نبعد من نفسنا مسألة الغلاة لا يجعلنا الغلاة ننفر من أهل البيت. كثير أنا قرأت روايات أهل البيت في تكفير الغلاة ولعنهم. يقول أحد أئمة أهل البيت: إن الغلاة لعنهم الله وضعوا روايات على ألسنتنا من أجل أن ينفرونكم منا فلا تصدقوا الغلاة وتتركونا وتخالفوا (حديث الثقلين). يعني هذه القضية جداً غريبة. هل أنت ستترك عيسى لأنة غالى فيه بعض المسيحيين؟!! هل ستترك «حديث الثقلين» لأنك وجدت بعض الغلاة, هل ستترك أهل الكساء لأن بعض الناس غالوا فيهم؟!! يا أخي ادخل المذهب. أنت لست ملزم بأن تسلِّم بكل الروايات الموجودة عند الاثني عشرية أنا الآن أصبحت من الاثني عشرية لكن الكثير من الروايات لا أؤمن بها. ولا يستطيع أحد أن يقول أنت لست اثني عشري, لا يستطيع أحد أن يحكم عليّ بالخروج عن المذهب كائناً من كان أقصد يا أخي الشيخ عثمان لا نعيش عند البحث عن قضية أهل البيت يجب أن لا نعيش حالة الغلاة في أهل البيت لأننا إذا عشنا حالة الغلاة سوف نبتعد عن أهل البيت وإذا جئنا إلى الله سبحانه وتعالى والحق سبحانه وتعالى ماذا سنجيب أننا خالفنا (حديث الثقلين) سنقول الغلاة صدونا عن أهل البيت, هل هذه إجابة مقنعة للذات الإلهية؟ فأنت الآن أقول لماذا تدخل قضية الغلاة وهي مبحث آخر؟ مسألة الغلاة والغلو هذا مبحث أخر يمكن أن نحدد جلسة أخرى لهذا الموضوع. وسوف أرسل لك كتابي حول موقف الاثني عشرية من الغلو والغلاة, وسوف أبحث معك عن ما هو الغلو, ما معنى الغلو, ما هو الغلو الذي يخرجنا من الإسلام, ما هو الغلو الذي لا يخرجنا من الإسلام, هناك مواضيع أخرى, ـ ليست قضيتنا ـ الآن قضيتنا هي قضية أهل البيت, وروايات فضائل أهل البيت, أما مسألة ما قلته أنني ذكرت أن (حديث الثقلين) موجودة في كتاب صحيح مسلم, نعم موجود في صحيح مسلم, ولكن بصيغة (كتاب الله وأهل بيتي), هكذا موجود وأنت قلت في الجلسة الماضية إن «حديث الثقلين» موجود في صحيح مسلم, أنت قلت هذا وسألتك ما المراد بالثقلين قلت (كتاب الله وأهل بيتي), فعندما تقول إن السيد عصام قال إن (حديث الثقلين) موجود في صحيح مسلم أنت قلت ذلك أيضاً وهل يوجد أحد من المسلمين يقول إن (حديث الثقلين) غير موجود في صحيح مسلم؟!! أنا رجعت الآن إلى كل شروح (حديث الثقلين) منذ أقدم شرح إلى القرن الرابع عشر الهجري, واستخرجت أقوالهم, ووجدت أن كلهم أجمعوا أن (حديث الثقلين) موجود في صحيح مسلم, وإن المراد بالثقلين (كتاب الله وأهل بيتي), فعندما تقول أنني قلت أنه موجود فهو صحيح موجود, ولكن لم أقل أنه موجود بلفظ وعترتي, أعني لم أذكر لفظ (وعترتي), بل ذكرت وأهل بيتي موجود في مسلم بلفظ كتاب الله وأهل بيتي.
أما مسالة محمد علي البار يمكن حدث عندكم خطأ أنا قلت محمد علي البار أحد الشخصيات البارزة الوهابية المعاصرة, ثم أنت لماذا تبحث عن وصف محمد علي البار؟ يجب أن تبحث عن ماذا قال محمد علي البار في كتابه الطبعة السعودية, انظر ماذا قال إن شاء الله يكون عالماً أو غير عالم, جاهلاً أو غير جاهل, هو قال هكذا في الطبعة السعودية, من كتابه (طب الإمام الرضا) الموزع في السعودية بطبعة وهابية, قال: والغريب حقاً أن (حديث الثقلين) كتاب الله وأهل بيتي رغم وروده في صحيح مسلم, وفي سنن الترمذي, وحسنه في المستدرك للحاكم النيسابوري, ومسند أحمد إلا أن معظم المعاصرين من العلماء والخطباء يجهل (حديث الثقلين), ويتجاهله ويوردون بدلاً عنه حديث (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وسنتي) وهو في موطأ الإمام مالك ـ هذا كلامه ما زال كلامه ـ وفي سنده ضعف وانقطاع, وإن كان متنه ومعناه صحيحاً, وكان من الواجب إيراد الحديثين (كتاب الله وسنتي) و (كتاب الله وأهل بيتي) كلاهما معاً لأهميتهما في الباب, وأما كتمان هذا الحديث الصحيح, فهو من كتمان العلم الذي هدد الله ورسوله فاعله, قال تعالى: «إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البيّنات والهدى من بعد ما بيّناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون, إلا الذين تابوا وأصلحوا وبيّنوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم», وقال رسول الله: ـ ما زال الكلام للوهابي المعاصر محمد علي البار ـ (من كتم علماً يعلمه, الجمه الله بلجام من نار يوم القيامة) فليحذر هؤلاء ـ الكلام للوهابي المعاصر محمد علي البار ـ الذين يكتمون ما أنزل الله من الفضل على أهل بيته, ولا يذكرونها مثلما فعل أحبار اليهود كتموا علمهم برسالة النبي حسداً له, وبغضاً فبأوا بالخسران المبين.
بالله عليك يا أخي هذا الكلام صحيح أنا كنت وهابياً يا أخي إلى أن مضى كثير من عمري, ورأيت هذه الحقيقة في كل الخطب والمنابر الوهابية, بالله عليك أسألك بالله الذي لا إله إلاّ هو, هل يوجد أحد من خطباء المنابر يذكر (كتاب الله وأهل بيتي) أم أنهم يرددون (كتاب الله وسنتي)؟!! كلام محمد علي البار صحيح إن شاء الله, الآن تقول لا أعرف محمد علي البار, إذا كنت لا تعرفه فغيرك يعرفه, لأنه ليس كل شخص لا تعرفه ليس معروفاً وأنا ليس عندي رقم تلفونه لأجل تتعرف عليه وهو شخص معروف مدرس في الجامعات السعودية, وإن شاء الله يكون عالماً أو جاهلاً, طالما أن كلامه صحيح وسليم, لا داعي أن يكون معروفاً لديك, والشخص معروف, ولا أعتقد أن شخصاً يجهله بالذات أنت شخص من الكويت تعرف أن محمد علي البار يكتب في مجلاّت إسلامية كويتية, في (مجلة المجتمع) التي تصدر عن جمعية الإصلاح التي يشرف عليها إسماعيل الشطي وغيره, كان يكتب مقالات عن بني إسرائيل, وعن تاريخ إسرائيل, وعن قضايا بني إسرائيل في القرآن, فالمسألة هنا كان يجب أن يشكل على كلام محمد علي البار, لا على نفس محمد علي البار لا تشكل عليه فليكن غير معروف عندك, أشكل على كلامه أنا أتمنى أنك ترد على كلامه, لأنك تقول إني لا أعرفه, وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق الموسوي:
تفضلوا شيخ عثمان إن شاء الله لكم المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, عفواً حتى لا يلتبس على الناس شيء من الكلام, فقط أريد أن أنبه بالنسبة الدكتور الشيخ يقول: إنه اتفقنا على آية.. آية أو حديث.. حديث وأنا لا زلت عند قولي, لما قلت إننا نناقش كل شيء تريدونه, لا مانع عندي أبداً, المهم أن يستمر هذا الحوار.
كذلك هنالك أمور أخرى ذكرها, لكنني لا أريد أن أضيع الوقت بل أريد أن ندخل بالموضوع مباشرة, وأرجو أن تحدد عشر دقائق للدكتور عصام, وعشر دقائق لي, حتى نتحدث فيما نريد أن يسمعه الحاضرون والسامعون, إن شاء الله تبارك وتعالى.
وأسال قبل أن نبدأ, هل انتهينا من (حديث الكساء) ثم بعد ذلك لا مانع من بدء الحوار فيما تريدون فبارك الله بالجميع.
السيد رفيق:
تفضلوا شيخ عصام هل انتهينا من (حديث الكساء)؟ تفضل.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, الحقيقة أن الإشكاليات الكبرى هي وجود بعض الإشكاليات التي ذكرها الشيخ عثمان في (حديث الكساء), أنت قلت وأنا استغربت جداً استغربت أنك قلت ورد حديث الكساء عن أم سلمة وهو ضعيف, هذا ليس صحيحاً فعندما أنا ألزمتك وقلت لك إنه صححه الإمام ابن تيمية, وصححه الإمام البيهقي, وصححه الإمام الألباني, قلت لي: نعم صححوه, ولكن ألم نكن اتفقنا أن نتحاور في الحديث المتفق على صحته؟ وبالله عليك هل هذه إجابة مقنعة وعلمية عندما تضعف حديثاً, وعندما أنا أصحح لك وأذكر من صحح تقول هذا لم نتفق عليه؟ أنا أقصد أن الإنسان يجب أن يتقي الله في التصحيح والتضعيف, إذا كان قد ورد عن أم سلمة بطريق واحد ضعيف فيجب أن تبين هذا الطريق, ولكن أنك تقول بجميع الطرق ورد ضعيفاً هذا لا يمكن, هذا خلاف الأمانة العلمية, وأنا أرجوك في المناظرة معي أن لا تستخدم هذا الأسلوب, يعني عندما أنت تقول ضعيف وألزمك بالصحة تتراجع, يجب من البداية أن تذكر الحقيقة لا حاجة أنه أنا أعلّق على كلامك, ليس جيداً حتى من الناحية العلمية, ومن الأمانة العلمية, ومن الأمانة الدينيّة, ومن حيث المنهج العلمي أنك تتراجع, في كل مرة تأتي بحديث وتقول ضعيف, ثم أقول لك الحديث صحيح, صححه الألباني وغاب عنك أن حديث الكساء موجود في صحيح مسلم, ولكن عن عائشة كما حدث ـ أيضاً ـ , مثلاً (حديث الثقلين) كمثال أنت للأسف الشديد وكأنه غاب عنك أو لم تلتفت إلى (حديث الثقلين) الوارد في سلسلة الأحاديث الصحيحة, كأنك لم تلتفت أن الإمام الألباني صححه لذاته. وأنا آسف كثيراً أنه يمكن غاب عنك قراءة عبارة للإمام الألباني, نعم قال: انه صححها في هذا الحديث بهذه الطريق لغيره, لكن نسيت العبارة الأخرى وهي واضحة جداً, في صفحة (358) المجلد الرابع في طبعة المعارف الرياض, طبعة وهابية معروفة, وارجع عندما ناقش الدكتور السالوس وبين وقال: بعد تخريج هذا الحديث (حديث الثقلين) بصيغته غير الموجودة في صحيح مسلم, وأنت لا تستطيع الآن أن تأتي وتقول لي أنا لا ألتزم إلا بصيغة حديث الثقلين في صحيح مسلم, صيغة مسلم نعم مطلوبة لكن هل بالله عليك ترضى أن تتجاهل تصحيحات كبار علماء أهل السنة لغير صيغة مسلم؟! هذه الأقوال التي سأذكرها الآن, الذين صححوا (حديث الثقلين), أو الزيادات على (حديث الثقلين) كما هي في صحيح مسلم. وهل أنت تطبق هذه المنهج؟ هل كلما زاد على رواية موجودة في صحيح مسلم, أنت تلتزم بعدم الأخذ بهذه الزيادة؟ إذا قلت ذلك فأنت قد خرجت عن منهج أهل السنة والجماعة؛ لأن أهل السنة والجماعة أجمعوا على أن الزيادات على الأحاديث الموجودة في البخاري ومسلم يؤخذ بها, فلماذا أنت تأخذ بالزيادات خارج صحيح مسلم في غير (حديث الثقلين), ولا تأخذ الزيادات التي على حديث الثقلين في غير مسلم؟!! وإلا سيكون الحقيقة مؤامرة على حديث الثقلين, وأنا أخشى يا أخي أن تقع في نفس الخطأ الذي وقع فيه الدكتور السالوس, عندما ضعف (حديث الثقلين) بصيغة غير صحيح مسلم, فقال فيه الإمام الألباني هذا الكلام ـ تأمل في هذا الكلام ـ أنا أخشى عليك أن تكرر خطأ الشيخ أو الدكتور الأكاديمي المعاصر الدكتور أحمد السالوس, فالمسألة أنت أخطات, قلت أنه صححه لغيرة, نعم صححه لغيرة في بعض الطرق, كلامك صحيح, لكن قال الإمام الألباني بهذه العبارة قال: إنه هنالك كثير من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحه أو حسنه, وهل بالله عليك هل تلتزم برفض كل حديث صحيح لغيره؟! وهل أحد من علماء أهل السنة يقول إن الصحيح لغيره ليس حجة؟! لو قلت أن الصحيح لغيره ليس حجة؛ لكان معنى ذلك أنك ستنكر (عشرات) الأحاديث, بل (مئات) الأحاديث الموجودة في كتب أهل السنة والتي يعمل بها في كل الأبواب الفقهية, فأنا أريد في البداية أن أبيّن لك إياك إياك أن تقع في خطأ الدكتور السالوس, فلقد قال الألباني هذه العبارة؛ لأن السالوس جاء ووقع في خطأ كبير, التزم (بحديث الثقلين) بصيغة مسلم وأنكر كل الصيغ الموجودة في غير مسلم, فخالف الإمام الذهبي, وخالف الإمام الألباني, وخالف الإمام ابن حجر العسقلاني, وخالف كبار أئمة أهل السنة, وبالتالي يكون خرج عن منهج أهل السنة, ودخل إلى منهج آخر, قال الألباني هذه العبارة وأنا سأذكرها لك؛ لأني أراك تتحرك بحركة لا شعورية نحو الدكتور السالوس دون أن تشعر. قال: بعد تخريج (حديث الثقلين) ـ يقصد (حديث الثقلين) في غير صحيح مسلم ـ بعد أن درست (حديث الثقلين) قال: بعد تخريج هذا الحديث وتصحيحه بزمن بعيد, كتب عليّ أن أهاجر من دمشق إلى عمان, ثم أن أسافر منها إلى الإمارات العربية, فلقيت في قطر بعض الأساتذة والدكاترة الطيبين, ـ يقصد أحمد السالوس كما ثبت لي عندما راجعت رسالة تضعيف (حديث الثقلين) لعلي أحمد السالوس ـ فأهدى إليّ رسالة له مطبوعة في تضعيف هذا الحديث (حديث الثقلين) كما هو في صيغة لها زيادات على صحيح مسلم, فلما قرأتها تبيّن لي أنه حديث عهد بهذه الصناعة ـ فهل أنت حديث عهد بهذه الصناعة ـ , وذلك من ناحيتين. ـ للأسف الشديد هاتان الناحيتان موجودتان في الشيخ عثمان الخميس ـ:
الأولى: أنه ـ يعني به الدكتور علي أحمد السالوس ـ اقتصر في تخريج حديث الثقلين (في غير صحيح مسلم) على بعض المصادر المطبوعة والمتداولة؛ (وهذه مشكلة كبيرة يا أخي) ولذلك قصر تقصيراً فاحشاً في تحقيق الكلام على (حديث الثقلين) في غير مسلم, وفاته كثير من الطرق والأسانيد, التي هي بذاتها صحيحة أو حسنة.
وهذه ـ أيضاً ـ مشكلة الشيخ عثمان الخميس, عندما ضعف حديث أم سلمة ضعفة من خلال النظر إلى بعض طرقه, وفاتته طرق أخرى لحديث أم سلمة, نفس المشكلة كررها, ثم قال الألباني:
والثانية: ـ وهذه الناحية الثانية للأسف الشديد موجودة حتى عند الشيخ عثمان الخميس ـ إنه لم يلتفت إلى أقوال المصححين للحديث (حديث الثقلين) من العلماء.
كذلك أنت لم تلتفت إلى أقوال المصححين (لحديث الكساء) الوارد عن أم سلمة, نفس الإشكالية التي وقع بها الدكتور السالوس تكرر في الوقوع فيها الشيخ عثمان الخميس, نواصل كلام الإمام الألباني أن الدكتور السالوس لم يلتفت إلى أقوال مصححي الحديث من العلماء ولا إلى قاعدتهم, (تأمل يا أخي في هذه القاعدة فهي رأس الخطأ في الكثير من الذين يضعفون الأحاديث الصحيحة الآن في العصر الحديث, سواء من الاثني عشرية أو من الوهابية أو من أهل السنة, هذا خطأ موجود عند الجميع, تأمل هذه القاعدة التي ذكروها في الحديث وهذه موجودة حتى عند الاثني عشرية). يقول الألباني: في هذه القاعدة الهامة إن الحديث الضعيف ـ تأمل في هذا ـ يتقوى بكثرة الطرق. ووقع بهذا الخطأ الفادح من تضعيف الحديث الصحيح, وأنت نفس الشيء ضعفت (حديث الكساء) ولم تلتفت أنه عندما صححه الأئمة الآخرون من أهل السنة, لم ينظروا إلى طريق واحد, بل نظروا إلى مجموع الطرق, وأنت تعرف القاعدة العلمية في الحديث الصحيح لغيره, أفرض أن الحديث رواه في الطبقة الأولى (عشرة) أشخاص من رواة الحديث وكان (التسعة) الأول ضعفاء يبقى معنا واحد, وفي الطبقة الثانية جاءوا وأصبحوا (ثمانية), إذن يبقى واحد من الطبقة الأولى واثنان من الطبقة الثانية, في الطبقة التي بعدها جاءوا أصبحوا (سبعة), يبقى معنا (ثلاثة), عندما تقوم بعملية تركيب يصبح الحديث صحيحاً لغيره, وهل أنت ترضى بمنهج عبد المنان في طريقة تعامله مع الحديث؟ الذي رد عليه الألباني, ألا تعلم أنه ضعف حديث سنتي وسنة الخلفاء الراشدين, لماذا؟ لأنه لم يلتزم بهذه القاعدة, لم ينظر إلى الحديث بشواهده, هل نلتزم بمنهج حسن السقاف؟ لأنه ضعف حديث (كتاب الله وسنتي)؛ لأنه لم يلتزم بهذه القاعدة, نظر إلى الحديث ببعض طرقة, فرأى بعض طرقه ضعيفة, ولم يلتفت إلى الطرق الأخرى للحديث, فرد علية الألباني في مقالة خاصة, كما رد على عبد المنان في كتاب تحت عنوان «الرد على عبد المنان», وللأسف الشديد أراك تسير سيراً حثيثاً نحو عبد المنان, لكن في الخط المقابل فلا يجعلك مواجهة الاثني عشرية, تقع في خطأ وسوف تكتشف خطأك في المستقبل ليس الآن؛ لأنه يوجد أحاديث كثيرة ضعفتها؛ بسبب أنك لم تلتزم بهذه القاعدة مثلاً ضعفت حديث (أنا مدينة العلم, وعلي بابها). نعم لا شك أنه روي في بعض طرقه بطرق ضعيفة, ولكن لماذا لا تنظر إلى الطرق الأخرى؟ أليست الشواهد الأخرى جعلت الإمام بن حجر العسقلاني يقول هذا الحديث حسن؟ وجاء الإمام الغماري المغربي واطلع على شواهد أخرى لم يطلع عليها الإمام العسقلاني, فقال: بل صحيح, ولو كان العسقلاني عاش وعرف المخطوطات التي رأيتها, والطرق التي اطلعت عليها لقال هذا الحديث صحيح.
فيجب أن نكون متحريين ومتقين لله, وأنت تعرف ما هو حكم الإسلام فيمن ضعف الحديث الصحيح, نحن عندنا وعندكم قاعدة المحدثين من الوهابية ومن الاثني عشرية, أن من ضعف الحديث الصحيح يتهم بدينه, وهذه قاعدة عند علماء الحديث من الاثني عشرية, وعند علماء الحديث من السنة, وهي مسألة خطيرة جداً, فأرجوك أن تتقي الله ولا تتعامل مع حديث الرسول بهذا الشكل, وإلا سوف يكون خصمك النبي الأكرم يوم القيامة, وتفضل معك المايك.
السيد رفيق الموسوي:
تفضلوا إن شاء الله سماحة الشيخ عثمان نسمع منكم.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب حتى لا يطيل الدكتور عصام هذه الإطالة, يقول عندما ألزمك تتراجع وكأنه ألزمني في شيء وتراجعت, لكن إن كان تراجعاً إلى الحق أنا لا أرده ولكن لا أذكر أن هذا وقع ما باله يطرح الآن هذا القول, ويريد أن يضيع وقتنا في قضية البحث بطرق الحديث والصحيح لغيره وهو صحيح ولكن ضعيف من بعض طرقه, ولكن إذا جمعت الطرق وصلت إلى الحديث الصحيح.
أهذه هي الأدلة القطعية على إمامة علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ. ألست قلت أنك عندك أحاديث قطعية, ونريد المسلمات ونريد المتفق عليها ولا نناقش صححه فلان, وضعفه فلان؟!! لا أناقشك إلا في الأحاديث القطعية المتفق عليها, وقلت لك: ائتنا بالآيات التي لا أعارضك فيها أبداً قلت: إنما هو المدخل (حديث الكساء), ثم لما رأيت حديث عائشة لا يفي بالغرض ألزمتنا بحديث أم سلمة, وهو كذلك لا يفي بغرضك, وأنا لو سلمت في تصحيحه ما ينفعك في شيء أبداً, ولذلك لم يكتفِ (بحديث الكساء) الذي في صحيح مسلم, ويبحث في حديث الكساء الذي رواه غير مسلم, وهي التي نناقش فيها, هل هي صحيحة أو لا؟ وهل تريد أن تشغلنا الآن في التصحيح والتضعيف, هذا ثقة ولماذا ضعفة ابن معين؟ ولماذا وثقه أحمد؟ ونخرج عن موضوع حديثنا.
أنت قلت لا تأخذ إلا الأحاديث المسلم بها, أليس حديث الثقلين موجود في صحيح مسلم؟ طيب ائتنا بحديث الثقلين الذي في صحيح مسلم, وائتنا كذلك بحديث الكساء الذي في صحيح مسلم, وهو حديث عائشة, تذهب إلى حديث أم سلمة الذي هو خارج صحيح مسلم, وليس فيه ما تريد وإنما فيه أن النبي كان يمر على بيتهم فيذكّرهم بالصلاة, وهذا قلت لك إنه صحيح هذا (حديث الكساء) والآن انتهى هذا الأمر كله, وسوف نناقش في فقه هذا الحديث, وهو بمجموع طرقه صحيح, تعال نناقش هذه الطرق, ولماذا ضعفه الشيخ السالوس المصري والألباني صححه, ولأن صار الألباني هو العمدة عندك.
يا أخي بارك الله فيك, حتى لا تضيع وقت الناس, ادخل في الموضوع مباشرة, قلت لك ماذا تستفيد أنت من (حديث الكساء) يدل على ماذا؟ ماذا نستفيد منه؟ تفضل وأرجو أن لا تطيل.
السيد رفيق الموسوي:
تفصل دكتور معك المايك.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, أولاً أريد أن أبين نقطة رئيسية أنه كلامي أنا موجود, والحمد لله ما زلنا الاثنين أحياء.
أنا ماذا قلت عندما قلت نتحاور فيما اتفقنا عليه؟ يعني, ما روي في كتبنا وفي كتبكم, مثلاً (حديث الثقلين) موجود في كتبنا وفي كتبهم, متفق عليه بين الاثني عشرية وبيننا, أما تطبيق هذه القاعدة, شيخ عثمان لا يمكن أن إنسان يقبل هذه القاعدة التي قلتها أنت, يعني لو ردينا كل حديث اختلف فيه أهل السنة, لضاعت الكثير من أحاديث النبي, تعرف أنه حتى الحديث المشهور ـ عند أهل السنة ـ حديث الخلافة بعدي ثلاثون عاماً, هذا مختلف فيه, تعرف أن العلامة الوهابي المعاصر المعروف, محب الدين الخطيب ضعف هذا الحديث, في تعليقه على كتاب «العواصم من القواصم» تأليف أبي بكر ابن العربي في الحاشية, قال هذا حديث ضعيف لعدة وجوه, وذكر (ثلاث) وجوه, ثم قال: الوجه الرابع؛ لأنه يخالف (حديث الاثني عشر).
هذا وهابي معاصر وأنت تعتمد عليه في كتبك, في كتابك «كشف الجاني», في أشرطتك تعتمد عليه فإذا أنت طبقت قاعدة أنه فقط الحديث المتفق عليه بين أهل السنة, هو المعتمد عليه, فإنه سوف تنسف مذهبك وعقائدك, يعني ـ مثلاً ـ حديث سنتي وسنة الخلفاء الراشدين, ألا تعلم أن عبد المنان ضعف الحديث هذا!! ورد عليه الألباني, وذكر أدلة كثيرة, والكتاب موجود عندي الآن, فهل تطبق هذه القاعدة؟ ضعف حديث سنتي وسنه الخلفاء الراشدين, وقال: لم يرو إلا عن شخص واحد, فهل نلتزم بهذه القاعدة؟ وإذا التزمت بهذه القاعدة تكون قد خرجت عن منهج أهل السنة.
في الحقيقية أن أهل السنة لم يقل أحد منهم أن الحديث المختلف فيه لا يحتج به, مثلاً اختلفوا في حديث الخلافة بعدي ثلاثون عاماً, وقال محب الدين الخطيب قال هكذا بالحرف الواحد, في حاشيته على كتاب «العواصم من القواصم»: حديث ضعيف أعرض عنه البخاري ومسلم ويخالف (حديث الاثني عشر) فهو حديث ضعيف. (انظر حاشية كتاب [العواصم من القواصم] الموزع عند الوهابية الحاشية لمحب الدين) ضعفه حتى الكثير من العلماء ضعفوه, لا داعي لذكرهم. فأنت هل تلتزم بأن الحديث الذي اختلف فيه علماء أهل السنة لا نناقش فيه؟ يا أخي إياك أن تقع في قاعدة من عندك, وهي خطيرة جداً يعني الإمام الألباني طوال حياته كان يحذر من هذه القاعدة, والإمام ابن تيمية كتب كتاباً عندما رد على ابن حزم الظاهري, حذر من هذه القاعدة الخطيرة التي يمشي نحوها الشيخ عثمان, انظر رسالة الإمام ابن تيمية في الرد على ابن حزم الظاهري, عندما حذر من مسألة مغبة تضعيف الحديث ـ أي حديث ـ بسبب رواية واحدة, أو بسبب طريق واحد, وعدم النظر إلى شواهدها, فأنا لا أدري يبدو أنك لم يتضح لك الكلام, لا يمكن أنا أقول ما قلته عني, أنا لست إنساناً جاهلاً حتى آتي وأقول: الحديث المختلف فيه بين أهل السنة لا نناقشه لا بل أنا أقول (حديث الثقلين) متفق بيننا وبينكم ونناقشه وهكذا (حديث الاثني عشر) موجود في مسلم وموجود في الكافي نناقشه, الأحاديث المتفقة عند الطرفين أنا أقصد هذا, أما لو قصدت الذي تقول فوالله يجب أن أرجع إلى المرحلة الابتدائية, وأتعلم من جديد, وهذا الكلام الذي قلته أنت لا يمكن؛ لأنه يوجد أحاديث كثيرة, حتى في كتب الاثني عشرية, اختلف بتصحيحها وتضعيفها علماء الإمامية الاثني عشرية, فهل نرفضها؟ يوجد أحاديث كذلك عند السنة اختلفوا في تضعيفها وتصحيحها, فهل ترفضها؟ فأنا لا أدري يا شيخ عثمان, وأنت تعرف علم الحديث ومصطلحاته، إذا تريد تكون بيننا أنا وأنت مناظرة في مصطلح علم الحديث, وقواعد علم الحديث ومنهج علم الحديث نبدأ باسم الله. أما إذا دخلنا في التصحيح والتضعيف, مع عدم منهجية مرسومة فلن نصل إلى نتيجة, أرجوك يا أخي أنا شخصية أكاديمية ومنهجية, وأنت الآن وجدتك ما عندك أي منهجية في التعامل مع علم الحديث, وبالتالي ليس عندك منهجية في التضعيف, ولا منهجية في التصحيح, يعني هل أنا آخذ بكلام عثمان الخميس وأترك كلام الإمام الألباني، كلام الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية، كلام الإمام الذهبي!! كلام أئمة أهل السنة؛ لأن الشيخ عثمان جاءني بعد ألف وأربع مائة سنة, وقال: هذا الحديث ضعيف?! لا يمكن أن يكون هذا أصلاً، ومن أنت ومن أنا حتى نضعّف أو نصحّح، نحن كلنا نرجع إلى الألباني, أو نرجع إلى الشيخ مقبل الوداعي, أو نرجع إلى الإمام الذهبي.
وإن كنت أنا أعلم منك في الحديث عند أهل السنة؛ لأنني كنت متخصصاً في علم الحديث, ولكن كلنا نخطأ، وكلام الذهبي هو الذي نقلني من الوهابية إلى الاثني عشرية, رأيت أن (حديث الاثني عشر) موجود في البخاري، (حديث الاثني عشر) موجود في مسلم.
فأنا أريد أن تضع لي قبل أن نبدأ بالحوار والنقاش في أدلتنا الحديثية في الأخذ عن أهل البيت, أريد أن أعرف في البداية, ما هو منهجك في التضعيف؟ لأنني أراك قد خرجت عن منهج أهل السنة في التضعيف والتصحيح, فوالله أنك خرجت عن منهج أهل السنة, وإذا أردت أن أثبت لك, أنا سأثبت لك من خلال ملف عندي كامل, عن أحاديث ضعفتها وصححها الذهبي, أو أحاديث ضعفتها وصححها الإمام ابن تيمية.
فأنا لا أريد أن تجعلك خصومتك أو عداءك لبعض المسلمين, تضعّف الصحيح فتقع في إثم كبير وأنت تعرف أن تضعيف الحديث الصحيح, من دون سبب, ومن دون علة لمجرد أن العلماء اختلفوا فيه, تضعفّه يعتبر هذا من الاتهام, في دين الذي يمارس هذا النوع من التضعيف.
ومن هنا تجد أن أئمة أهل السنة, حذروا من الشخص الذي يتسرع في التضعيف, واتهموه في دينه, واتهموه في سلوكه. فحذاري.. حذاري يا أخي, إن كنت يا أخي تريد أن الحوار يستمر بيننا فلا تضعف من رأسك، فلتراجع إلى ما قاله العلماء.
أما أن تأتي تبحث لي في الرجال, وأقوال الرجال في الرواة, وتخرج بنتيجة جديدة, في الحقيقة وفّر على نفسك, لقد قام العلماء القدماء بعملية التصحيح والتضعيف, وهناك تلخيص الإمام الذهبي نرجع إليه، نرجع إلى الأحاديث التي صححها الذهبي، والأحاديث التي صححها الألباني, والأحاديث التي صححها الإمام ابن كثير, نحن نرجع ونناقش في فقه الأحاديث التي صححوها, أما أنك تأتي الآن, وتريد أن ننسف منهج أهل السنة في التصحيح وتضع منهجاً جديداً فوالله بعد فترة سنصبح وسيكون هناك مذهب خامس جديد اسمه (المذهب الخميسي), وتفضلوا معك المايك.
الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, يقول لو رددنا الأحاديث المختلف فيها؛ لضاعت الأحاديث, والله هذا الأمر أمر عجيب، أنا قلت في البداية إن الشيخ عصام, يعني الآن تريدنا أن نناقش كل الأحاديث المختلف فيها, أن نناقشها لماذا ضعيفة ولماذا... وتعطينا منهجك, الآن تريد أن تعطينا منهجك في التضعيف والتصحيح, وتريد أن تعرف منهجي في التضعيف, وتناقش منهجي وتعلّمني كيف يكون المنهج.
هذا كلام غير سليم, بارك الله فيك وفي الجميع لماذا هذا الكلام? وأنا أكاديمي ومنهجي, وأنت لا أكاديمي ولا منهجي يا أخي لا تغتر بهذه الدال، دال الدكتور, بارك الله فيك, ناقش نقاشاً علمياً، دع عنك حرف الدال هذه سهلة.
قبلنا كلام الألباني ـ رحمه الله تعالى ـ تريد ماذا بعده؟ لماذا تريد تضيع الوقت؟! وتأتي لتعلّمني الآن كيف أدرس, وكيف أتعلّم وكيف هذا?! ليس من شأنك أنت, بارك الله فيك لي شيوخي الذين يعلّموني, والذين يدرّسوني, والحمد لله, وأنا فخور بهم, ويكفونني إن شاء الله تعالى ولكن لماذا أنت لا تقبل تصحيح الألباني؟! أليس الألباني بعالم؟ لماذا تتدخّل بهذا الكلام? كل حديث سيختلف فيه, تأتي وتطرحه, لماذا خالفت الذهبي، لماذا خالفت الحاكم، لماذا خالفت فلاناً، ولماذا خالفت فلاناً؟
و بعد هذا، هل يكون النقاش هكذا، هذا الذي تعلّمته في النقاش العلمي المنهجي المهم, لا أريد أن أضيّع كثيراً من الوقت, أرجوا من الآن أن يحدد الوقت، وأنا أعتبر النقاش قد بدأ, وأرجوا أن يحدد وقت للشيخ الدكتور عصام ووقت لي, يتكلم بما يدل عليه (حديث الكساء), وما يستفيده منه, وأتكلم أنا على ما يدل عليه هذا الحديث, وما نستفيده منه, وإن رأى, أنه لا داعي لذلك, وأن ينتقل إلى (حديث الثقلين) أيضاً لا مانع عندي.
الأخ رفيق:
إذن على بركة الله, إن شاء الله, سماحة الدكتور السيد عصام ما عنده مانع, وجنابكم ما عندكم أي مشكلة, إن شاء الله نبدأ. هل تحبون أن نبدأ معكم شيخ عثمان, حول (حديث الثقلين)؟ إن شاء الله إذن نطرح حديث الثقلين.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب الآن أنا أرى الشيخ الدكتور عصام يكتب (حديث الثقلين) ولكن أنا أريد نبقى قليلاً في حديث الكساء, هل إنه انتهى من (حديث الكساء)؟ وإن هذا الحديث على ماذا يدل، نريد أن نعرف ذلك حديث الكساء يدل على ماذا يا دكتور?
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, فقط أولاً أريد أن أشير إلى نقطة, أنه هذا منهج خطير, يعني رفض الحديث الصحيح لغيره, منهج خطير جداً, وأنا عندي بحث في الموضوع, يعني رد شيخ الإسلام ابن تيمية, رد الإمام ابن كثير, رد الألباني وتخطئتهم للذي يرفض الحديث الصحيح لغيره, يعني هذا منهج خطير يا أخي الشيخ عثمان الخميس, وأنت تعرف يعني جداً خطير.
و أنا الآن عندي بحث كامل في الموضوع, ولكن لا أريد أن أضيّع الوقت, وخلاصة الموضوع هو أنه لديك منهج خلاف منهج أهل السنة، أنت قرأت في علم الحديث, وتعلم أن رفض الحديث الصحيح لغيره, يعتبر جريمة كبرى سواء عند الاثني عشرية أو عند أهل السنة أو عند الوهابية, عندما تقول أنني لا أحتج بالحديث الحسن لغيره أو الحديث الصحيح لغيره, إذا كنت صاحب منهج جديد يخالف منهج أهل السنة, فهذا شيء آخر؛ لأنه إذا حديث صُحِّحَ من خلال مجموعة طرقه, ما معنى صحيح لغيره, أي أن هناك مجموعة من الطرق الضعيفة لحديث واحد, بعد التركيب بينها أصبح صحيحاً لغيره، والصحيح لغيره حجة عند المسلمين جميعاً، إلاّ إذا كان السيد عثمان الخميس, رجع عن إجماع المسلمين, فهذه مسألة أخرى.
ونبدأ الآن في بحثنا بالنسبة (لحديث الكساء), أنا حددت بعد أن سلمنا بصحته, وبعد أن صححه أهل السنة القدماء, مثل الإمام شيخ الإسلام ابن تيمية, قال: حديث أم سلمة صحيح، (حديث الكساء) صحيح, وارد عن أم سلمة وعن عائشة في صحيح مسلم, وبعد أن صححه العلماء, أقول لك أنا: إن هذا الحديث؛ لأن النبي ـ أكدت لك أكثر من مرة ـ كان يريد أن يحدد أهل البيت المطهرين، في موارد عديدة، مرة في (حديث الكساء) عندما أدخلهم في الكساء, وقال: [اللهم هؤلاء أهل بيتي].
يا أخي, أنت في حياتك العملية, اضرب مثالاً يقرّب مرادي إلى الذهن حتى لا تكون المسألة بعيدة ومجردة, أنت لو خرجت ووجدت أن أطفالاً يلعبون بجوار بيتك, ثم قلت لك من هم أبناؤك فقلت لي هؤلاء أبنائي وفصلت بينهم (أربعة) من بين (عشرين) فهل معنى ذلك أنا آتي وأقول، لا يا أخي وهؤلاء ـ أيضاً ـ أبناؤك, فكيف لو أتيت بهم وأدخلتهم داخل غطاء وكساء وقطعة, ثم جمعتهم, ثم قلت يا جماعة هؤلاء أهل بيتي, لم تكتفِ فقط بأنك, وضعتهم داخل الكساء, بل أخبرت الجميع بأنهم أهل بيتك، هل كنت تريد من النبي أن يعلّقهم في عتبات الكعبة حتى يقول هؤلاء أهل بيتي! ماذا يصنع النبي ماذا يصنع، أنت سلّمت بحديث عائشة, وحديث عائشة موجود في صحيح مسلم, وأقريت أن الرسول أدخلهم في الكساء, وقال: هؤلاء أهل بيتي, وقراء عليهم آية التطهير, وفي موارد عديدة كان يخرج وقت الصلاة, ويقول: الصلاة يا أهل البيت.
وأنت أخطأت, وقلت مرة واحدة, وهذا خطأ خلاف أهل السنة وإجماع أهل السنة, فأنا أتمنى يا أخي أنه, هؤلاء أهل بيتي, إذا كانت لا تفيد الحصر، وإذا كان عمل النبي, وإدخاله لهم في الكساء لا يفيد حصر دائرة المطهرين من أهل البيت في زمن النبي, فما هي الحكمة من ذلك؟ ثم بعد ذلك استدليت وقلت لك آية المباهلة موجودة في صحيح مسلم, أن النبي عندما نزلت الآية جمعهم مرة أُخرى، الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة, وقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي. هذه موجودة في صحيح مسلم, فإذا كان مسلم جاء وذكر لي (حديث الثقلين) كتاب الله وأهل بيتي، ثم جاء في باب آخر, وذكر آية المباهلة, نفس مسلم ذكر آية المباهلة, وذكر أن النبي جمع هؤلاء (الأربعة), وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي), وإذا كان صحيح مسلم هو الذي روى (حديث الكساء), إذن فقد أصبح صحيح مسلم يبين لنا هذه المسألة بشكل واضح, ذكر (حديث الثقلين), ثم ذكر (حديث الكساء), ثم ذكر (آية المباهلة) فماذا تريد بعد هذا؟! هل يوجد حصر أكثر من ذلك؟ هل توجد دلالة أكبر من ذلك? أما مسألة إنك تقول سألت في الجلسة الماضية, أنه ماذا نريد من ذلك؟ ما هو الغرض؟ أنا أريد من ذلك يسأل عنه النبي والسؤال لا يوجّه إليّ أصلاً, أنت تقول ماذا تريد من ذلك، النبي يسأل، النبي كان يعلم أنه سيأتي أناس يحرّفون الدين ويتلاعبون بالدين, تحت مظلة أهل البيت, وكان يعلم بأنه سوف يأتي أناس يخلطون بين دائرة المطهرين من أهل البيت, ودائرة غير المطهرين من أهل البيت, سواء كانوا من دائرة الرجس, أو كانوا من دائرة الصالحين, ولكن مشكلة الشيخ عثمان, أنه يخلط بين هذه الثلاث الدوائر, دائرة المطهرين ودائرة الصالحين ودائرة الرجس وإن كان كلهم من أهل البيت, فأراد النبي أن يحصرهم, حتى لا يلعب أحد بالدين, تحت مظلة أهل البيت يلعبون في الدين.
يا أخي نظرية أهل السنة, لا يمكن أن يقبلها العقل أصلاً آل علي وآل جعفر كلهم آل البيت من دون تمييز بين الدوائر الثلاث, يعني أنا الآن قمت بإحصائية, طلعوا في حدود خمسين مليوناً, قالوا نعم نحن نقول الصالحون منهم، إن النبي أوصى بالكتاب وأهل البيت الصالحين والسنة, كما قال الإمام ابن حجر الهيتمي, وخلطوا بين دائرة المطهرين ودائرة الصالحين, كما في الصواعق المحرقة, وكما قال الكثير من أهل السنة يا أخي الآن هم خمسون مليوناً جزء منهم من الوهابية، يقولون نحن أهل السنة, وجزء منهم من الماتريدية يقولون نحن أهل السنة, وجزء منهم من الاثني عشرية, وجزء منهم من الأشعرية, يقولون نحن ونحن أهل الحق، وجزء منهم من الزيدية يقولون نحن أهل السنة ونحن أهل الحق، وجزء منهم موزّعون في فرق عديدة, كالصوفية يقولون نحن أهل السنة نحن أهل الحق بكل فرقهم, وبكل الطرق الصوفية, وكل هؤلاء يوجد فيهم من الهاشميين فكيف الرسول لا يضع لنا قاعدة ويأمرنا ويقول: تركت فيكم الثقلين, ثم لا يشرح لنا ما هو مراده ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ من الثقلين.
وأنا قلت لك رجعت إلى شروح مسلم, منذ أقدم شرح لمسلم إلى الآن فرأيت كل الشراح, يقولون إنما سمّى أهل البيت والقرآن بالثقلين, ارجع إلى الشروح, ارجع منذ ابتداء القرن الرابع, إلى آخر شرح لصحيح مسلم, قالوا: كلهم إن النبي سمى القرآن وأهل البيت الثقلين, لأن ما عداهما خفيف. قالوا: سماهم بالثقلين؛ لأن العمل بهما ثقيل, حقيقة أن العمل بالقرآن وبالسنة وبأهل البيت ثقيل، كثير من الناس يتقبّل أن تأتي له بالمذهب الشافعي, أو المالكي, أو الحنبلي, أو أي مذهب, ولكن تقول له مذهب أهل البيت, لا يتقبل. فهل بالله عليك من العدالة الإسلامية, أننا نقبل كل المذاهب, ثم نرفض مذهب أهل البيت؟!! لقد قال أحد علماء أهل السنة, ـ لا أتذكّر اسمه ـ قال: لم تستغل كلمة المساواة في محو أحد, كما استغلت في محو أهل البيت، تحت عنوان: إن الإسلام دين المساواة محي مذهب أهل البيت رغم أن الرسول أشار في (حديث الثقلين) إلى ذلك, راجع يا أخي كلمات شرّاح حديث الثقلين, الآن أنا عندي سلسلة لأقوال علماء أهل السنة في كلمة (ثقلين)، أنت ارجع لكلمة الثقلين (تركت فيكم الثقلين) انظر هذه المسألة، ما معنى تركت فيكم، لماذا النبي يأتي في آخر حياته, ويقول: (تركت فيكم الثقلين) ماذا يريد أن يقول؟ (الثقلان) لأنه قال علماء أهل السنة في شرح صحيح مسلم, قالوا سماهم (الثقلين) تشبيهاً لهما بالجن والأنس, يا معشر الثقلين فكما أن الدنيا تقوم بالجن والأنس, فكذلك الدين يقوم بالقرآن وأهل البيت. القرآن أولاً، السنة ثانياً، أهل البيت ثالثاً لا أننا نقول: ـ والعياذ بالله ـ أننا نأخذ بأهل البيت, ونترك الكتاب والسنة, لا الكتاب أولاً، السنة ثانياً، أهل البيت ثالثاً, لكن أنتم للأسف الشديد لم تأخذوا بأهل البيت حتى صرح بذلك الإمام ابن تيمية, قال الإمام ابن تيمية: لم يأخذ أحد من الفقهاء السبعة عن الإمام علي, والإمام علي أنت قلت في الجلسة الماضية أنه سيد أهل البيت, وأفضل أهل البيت, فإذا كنا تركنا أفضل أهل البيت, قال الإمام ابن تيمية هكذا, وقال الإمام محمد أبو زهرة ـ في كتابه (الإمام جعفر الصادق) انظر الكتاب وهو فقيه العصر ـ: (لا شك أن أهل السنة قد تركوا الإمام علي؛ لأن بني أمية كانوا يلعنوه, وكانوا يسبّونه فكان ذلك سبباً أن غبنا عن علي نحن أهل السنة، وإذا كان يوجد عندنا شيء عن الإمام علي, فهو مجرد روايات قليلة, أما فقه الإمام علي، وحِكَم الإمام علي، وخطب الإمام علي, فقد عزلتنا السياسة عن الإمام علي).
هذا كلام فقيه العصر, الإمام محمد أبو زهرة في كتابه (الإمام جعفر الصادق) وأنت تعرف من هو الإمام محمد أبو زهرة, صاحب كتاب (حياة الإمام ابن تيمية) وصاحب كتاب (الإمام جعفر الصادق).
إنها حقيقة مسلّمة, أين أهل البيت، أنا دائماً أسألك، هل التزمتم بـ (حديث الثقلين) في صحيح مسلم? أنت تقول نعم إن (الثقلين) في صحيح مسلم هما الكتاب وأهل البيت, إذن هل التزمتم بـ (حديث الثقلين)، هل التزمتم بحديث عائشة في صحيح مسلم, الذي حصر النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ فيه أهل البيت المطهرين بأشخاص معينين، بل أنتم أضفتم إلى (الأربعة) ملايين من أهل البيت، ووضعتم قاعدة لا يقبلها العقل البشري, وخلطتم بين المطهرين من أهل البيت, وغير المطهرين, تماماً كما خلطتم بين الصحابة العدول والصحابة غير العدول, فأصبحت نظرية أهل البيت عندكم كنظرية عدالة الصحابة عندكم تماماً! قلتم الصالحين منهم، والصالحون موزعون على كل المذاهب, وخلطتم بين دائرة المطهرين من أهل البيت, ودائرة الصالحين من أهل البيت, العباس كان من دائرة الصالحين, أما الإمام علي كان من دائرة المطهرين, وأبو لهب كان من دائرة الرجس, وكلهم من أهل البيت, فأنا أقول لك, لماذا تخرج عن مسلم نفسه (حديث الكساء) موجود عند مسلم، (حديث المباهلة) موجود في صحيح مسلم، (حديث الثقلين) أيضاً موجود في صحيح مسلم، و (حديث الاثني عشر) كذلك موجود في صحيح مسلم.
فلو كان الإنسان قرأ صحيح مسلم بعقلية غير متعصبة, لأصبح اثني عشرياً؛ لأن كل شيء في صحيح مسلم.
المذهب الاثنا عشري بعيد عن الغلو, ومستمد من الأحاديث القطعية, إذن تبين لنا أن كل شيء موجود في صحيح مسلم, وتفضلوا معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, تقول لو خرجت إلى رجل, وقلت له من أبناؤك لجمع أولاده وقال هؤلاء أولادي، هذا إذا سُئل. الرسول لم يُسأل، وإنما جاء ودعا لهم ثم كذلك تقول إنها تفيد الحصر. من سبقك إلى هذا من سبقك حتى من الشيعة، من سبقك إلى أن قول النبي عندما جلل عليا وفاطمة والحسن والحسين ـ رضي الله عنهم ـ عندما جللهم بالكساء وقال (هؤلاء أهل بيتي) إنها تفيد الحصر. أين أداة الحصر هنا، من سبقك إلى هذا من أهل اللغة من السنة أو الشيعة, أنه قال إنها تفيد الحصر? ألستم تقولون إن علي بن الحسين من أهل البيت، ألستم تقولون إن محمد الباقر من أهل البيت، ألستم تقولون إن جعفر الصادق من أهل البيت? فإذا كان في ذلك الحصر فقد أخرجتم هؤلاء كلهم? فهذا الكلام غير صحيح أبداً أنه إذا جللهم بالكساء ودعا لهم, صاروا هم فقط أهل بيته وأنها تفيد الحصر? هذا الكلام غير مقبول أبداً من أمثالك, وأنت لك مثل هذه الشهادة ودكتور في الجامعة, أو في غيرها وشيخ وعالم وإمام جمعة وجماعة, مثلك لا يقول مثل هذا الكلام.
قلت أريد نقاشاً أكاديمياً ونقاشاً كذا، طيب نقاش أكاديمي, وقلنا (حديث الكساء) وتركه وتكلّم في (حديث الثقلين). لماذا لا تلتزم بما اتفقنا عليه? عندما قلت لك, ما الدلالة من (حديث الكساء)؟ كل الذي قلته الآن, والله هؤلاء هم أهل بيتي.
إننا لم نختلف بأن هؤلاء أهل بيت النبي, نحن متفقون أن علياً وفاطمة والحسن والحسين من أهل بيت النبي, ولكن هذا الخلاف هل هؤلاء فقط هم أهل البيت؟ ثم كذلك إن كانوا من أهل البيت كان ماذا? طيب علي وفاطمة والحسن والحسين أهل البيت ثم كان ماذا? تريد أن أتنازل وأن أتفق معك, وهو أن النساء لسن من أهل البيت, وتتفق معي أن محمد الباقر وجعفر الصادق وعلي بن الحسين ـ رضي الله عنهم ـ وغيرهم من أئمة أهل البيت, بل هم من أئمة أهل السنة.
اسمح لي بذلك؛ لأن هذا الذي أعتقده, لكن إذا قلت لك هذا, هل تقنع بأن هؤلاء فقط هم أهل البيت, وأنهم محصورون ولا يدخل معهم غيرهم?! أنا أريد أن أنتقل الآن وأعرف الحق.
وكثيرا ما تقول فقيه العصر، فقيه العصر محمد أبو زهرة، أرجو أن تذكر لنا كتبه الفقهية, عفوا أنا لا أطعن في الرجل ـ رحمه الله ـ ولا أدري هو الآن موجود أم لا, ولكن القصد ما هي كتبه الفقهية؟! حتى تقول فقيه العصر عددتها عشر مرات, يمكن فقيه العصر فأرجو أن تذكر كتبه الفقهية.
فأنت تقول لكنه فقيه العصر, وكذلك وله كتب فقهية عظيمة, أنا لم أطلع عليها, أرجو أن تفيدنا فيها, ومن قال أنه فقيه العصر من العلماء? وأرجو الآن أن تبين لنا ما مدلول (حديث الكساء)، و (حديث الكساء) يدل على ماذا? أي إذا دلّ على أن هؤلاء أهل بيته, ثم ماذا؟ تفضل.
سماحة الدكتور السيد عصام:
بسم اله الرحمن الرحيم, يا أخي أنت تعرف في اللغة العربية متفق عليه, ارجع إلى قواعد اللغة العربية (هؤلاء هم أهل بيتي), جملة اسمية تدل على الحصر, وأهل البيت في زمان النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كانوا هؤلاء الأربعة, طبعاً كلامي عن دائرة المطهرين, الذين كانوا موجودين في زمن النبي هم الأربعة.
فالمقصود في أهل البيت المطهرين في زمن النبي هم هؤلاء الأربعة.
أما قضية من هم أهل البيت من المطهرين غير الأربعة, فنحن سنبحث عن هذه القضية في (حديث الاثني عشر) لماذا تستعجل؟ لماذا أنا أقول لك لا بدّ أن تكون عندنا منهجية.
ارجع إلى صحيح مسلم, ارجع واقرأه بتأمل بعيد عن الخصومة المذهبية للاثني عشرية, ستجد في صحيح مسلم (لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر)، هذا موجود في صحيح مسلم, وموجود في كتب أهل السنة الأخرى، ذكر هذا الحديث كما في كتب أهل السنة في (غدير خم), أي أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ذكر (حديث الثقلين) في (غدير خم), كما في شروح صحيح مسلم, وأنت تعرف لا داعي أن أبيّن لك الصفحة, وإلاّ فأنا سأذكر لك الصفحة, وذكر (حديث الاثني عشرية) في صحيح مسلم.
إذن فهنالك علاقة بين (حديث الاثني عشر), وبين (حديث الثقلين) في مسلم, وكلاهما في مسلم, والدليل على ذلك أن هنالك علاقة, أننا نجد أن الإمام أبا داود في سننه, ولقد قال فيه أهل السنة, قال الإمام أبو سليمان الخطابي: [ألين لأبي داود الحديث كما ألين لداود الحديد]. ماذا صنع الإمام أبو داود؟ أتى (بحديث الاثني عشر) وذكره في كتاب (المهدي), والمهدي من أهل البيت, إذن هنالك علاقة بين حديث الاثني عشر, وبين حديث الثقلين, وعندما رجعت إلى شروح سنن أبي داود, قالوا: إنما ذكر (حديث الاثني عشر) في باب المهدي؛ لأن المهدي من أهل البيت. وقال الإمام ابن كثير في تفسيره, عندما وصل إلى النقباء الاثني عشر من بني إسرائيل في القرآن الكريم, قال: الإمام المهدي هو من الاثني عشر, إذن (فحديث الاثني عشر) كذلك فيه حصر, فالنبي حصر دائرة المطهرين من أهل البيت في زمانه بحديث الكساء, وهكذا حصر دائرة المطهرين بعد زمانه بحديث الاثني عشر، أنا أرفض مسألة إطلاق خمسين مليوناً من أهل البيت.
الرسول حصر أهل البيت المطهرين, لا غير المطهرين, فهم غير محصورين بعدد معيّن, والذين في زمانه (أربعة), ثم بعد ذلك حصر أهل البيت المطهرين في غير زمانه بـ (تسعة), كما هو موجود في (حديث الاثني عشر).
إن شاء الله, عندما يأتي الحديث عن هذا, وعندما تعرف أن النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ ذكر (حديث الاثني عشر) في (غدير خم), وذكر (حديث الثقلين) في (غدير خم), وكلاهما ذُكرا في مسلم, وتعرف ما هي العلاقة بين (حديث الاثني عشر) وبين حديث الثقلين؟ وتعرف أن الإمام مسلم كان دقيقاً، في ترتيب الحديث, فكان قد قام بتوزيع الحديث حسب الأبواب, فذكر (حديث الاثني عشر) في باب الإمارة, و ذكر (حديث الثقلين) في باب فضائل الإمام علي؛ لأنه يرتبط بالإمام علي؛ لأن الإمام علي يعتبر الثقل الثاني, وهو أفضل أهل بيت النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ والنبي عندما ذكر (حديث الثقلين), ذكر في نفس الوقت (حديث الاثني عشر)، ولكن الإمام مسلم التزاما بالمنهجية العلمية وزّع (حديث الثقلين) في باب الإمارة, وفي باب فضائل أهل البيت.
و من هنا جاء الإمام أبو داود في سنن أبي داود وذكر (حديث الاثني عشر) في باب الإمام المهدي, مما يبيّن أن هناك (تسعة) آخرين يوجدوا هم تتمة للأئمة الثلاثة من آل الرسول, وما صنع أبو داود في ذكره لحديث الاثني عشر في كتاب المهدي, والمهدي من أهل البيت.
من هنا عرفنا من خلال عمل الإمام أبي داود, ان هنالك علاقة بين حديث الاثني عشر, وحديث الثقلين وإيّاك إيّاك أن تجعلك كراهيتك للاثني عشرية أن تعرض عن الحق.