سماحة الشيخ مصطفى الطائي:
بسم الله الرحمن الرحيم, المناظرة السادسة والتي جرت في غرفة الحق.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على أشرف المرسلين أما بعد؛ فحي الله تبارك من حضر لطلب الحق, وأريد في البداية أن أبين أنني كنت أريد أن أجيب على كل الأسئلة, ولكن قدر الله تبارك وتعالى أنه فصل عنا الاتصال قبل الإجابة عن الأسئلة، ولذلك لم نستطع أن ندخل مرة ثانية، وقد كلّفت الأخ الكابتن أن يعتذر نيابة عني للأخوة الحضور, وأن يبين لهم أنني مسافر، وقد قام ـ جزاه الله تبارك وتعالى كل خير ـ بهذا العمل, لذا أعتذر منكم مرة ثانية على ما حصل، وإن شاء الله تبارك وتعالى يكون الذي حصل خيراً.
أما ثانياً: فكما رأينا جيمعاً كيف أن الجلسة السابقة والحمد لله التزمنا فيها بالوقت خمسون دقيقة للدكتور الشيخ عصام، وخمسون دقيقة لي.
ثم كانت الأسئلة؛ ولكنني أنا خرجت رغما عنّي, ولذلك أقول: آسف على ذلك الخروج، وأسأل الله تبارك وتعالى أن ييسر في هذه الليلة.
الأمر الثالث: اقرأ هنا أرجو أن تتوقف لحظات. فهل نتوقف؟! المسؤول عن الغرفة، هل نتوقف؟
الأخ وعد من طرف الاثني عشرية:
طيب، بسم الله الرحمن الرحيم, شيخ عثمان، لعل الدكتور السيد عصام العماد لا يسمعك، طيب أخي طلال، إذا تسمعون تفضلوا على المايك.. يا أخي طلال ارفعوا يديكم.
السيد طلال:
نعم اسمع تفضلوا مولانا المايك معكم، إن شاء الله نحن نسمعكم ونبدأ المناظرة إن شاء الله.
الأخ وعد:
تفضل سيد عصام نسمع منكم إن شاء الله.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي، وأفوض أمري الله إن الله بصير بالعباد.
أبدأ الكلام بكلمة لشهيد القرآن، وشهيد الإسلام، رائد الفكر المعاصر، وشهيد القرن العشرين سيد قطب ـ رضوان الله عليه ـ، وهي أصدق وأدق كلمة استشهد السيد قطب في سبيلها, قال ـ رضوان الله عليه ـ واسكنه الله جنانه, ولعن الله من تسبب في مقتله قال هذه العبارة: «إن السر العجيب ليس في بريق الكلمات, وموسيقى العبارات, وإنما السر العجيب كامن في قوة الإيمان للرجل المتحدث، وإن أفكارنا تظل جثثاً هامدة حتى إذا متنا في سبيلها وغذيناها بالدماء انتفضت حية وعاشت بين الأحياء]، وقال شهيد القرآن ـ أيضاً ـ سيد قطب ـ رضوان الله عليه ـ: «إننا نظل في حياتنا بعيدين عن الحياة حتى إذا اختلط دمنا بدمائنا انتفضت أرواحنا لتعيش بين الأحياء».
افتتحت هذا المجلس بهذه الكلمات لشهيد القرآن في القرن العشرين, لعل الله أن يبارك في هذا الحوار ببركة كلمات شهيد القرآن, وأتقدم بالشكر والثناء والدعاء لسماحة الشيخ عثمان الخميس, وأسأل الله أن تكون العمرة التي أداها مقبولة عند الذات الإلهية.
كما أدعو أخي سماحة الشيخ عثمان أن لا يكون هذا الحوار سبباً للتفريق بيننا ـ معاذ الله ـ , بل يجب أن يكون هذا الحوار سبباً في استئناف حياة إسلامية جديدة بين الوهابية وبين الاثني عشرية, تقوم على المودة والأخوة الإسلامية لتزيل الحرب الصليبية التي تشنها أميركا على الإسلاميين في العالم, وتفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, حياكم الله جميعاً وجزاكم الله خيراً ونرحب بالشيخ عثمان الخميس, تفضلوا شيخ عثمان نبدأ من عندكم.
الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, ذكرت قبل قليل أننا نرجو أن نلتزم بالوقت إن شاء الله تعالى, كما كنا في الأسبوع الماضي أو عفواً قبل الماضي, وخرجت بسعادة من حيث التزامنا بالوقت؛ فأرجو كذلك أن نلتزم في هذه الليلة إن شاء الله تعالى بالوقت. كذلك بالنسبة للأسئلة التي لم أجب عليها؛ لأنه بلّغني بعض الأخوة أنه في غرفة الحق تكلم الأخ وعد وغيره, وقالوا: إني لم أجب عن كثير من الأسئلة التي طرحت عليّ. أنا حقيقة لا أذكر أني فوتّ سؤالاً عن قصد أو امتنعت عن الإجابة, ولذلك أطلب منهم أن يستغلوا هذا الوقت في هذه الليلة إن شاء الله تعالى, ويجمعوا جميع الأسئلة التي يقولون إني لم أجب عليها, وإن شاء الله تعالى إما أن تكون كتابة وإما تكون عن طريق الإلقاء, وإن يسر الله تبارك وتعالى سأجيب عليها إن شاء الله تعالى, والذي لا أعرفه سأقول ـ وأنا سعيد ـ لأعرفة إن شاء الله تعالى.
نعم إن شاء الله نبدأ بحول الله وقوته تبارك وتعالى, أنا ذكرت كل ما عندي فيما يخص حديث الكساء وآية التطهير, إن شاء فضيلة الشيخ الدكتور عصام أن نتكلم في حديث الثقلين أو حديث الاثني عشر أو ما يريد؟! أظنه قال: حديث الثقلين أو حديث الاثني عشر إن شاء الله هذا أو هذا, فلا مانع عندي إن شاء الله تعالى, المهم أن يحدد ما يريد الآن أن يناقشه إلاّ إذا كان عنده تعليق باقٍ على حديث الكساء وآية التطهير, فلا مانع بأن نسمعه.
سماحة السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, في الحقيقة أنه ما زال قضايا كثيرة لم تطرح في حديث الكساء وآية التطهير, وكما عرفتم في الجلسة الماضية أحياناً تثار بعض القضايا حول حديث الكساء وحول آية التطهير, وأحيانا قضية واحدة نستغرق جلسة كاملة في الرد عليها.
فمن هنا أرى أنّ آية التطهير لا ينبغي أن نمر عليها مرور الكرام بهذه السرعة وبهذه الجلسات المختصرة, وأرى أن نديم النظر في هذه الآية أو في هذا الحديث. ولا داعي بأن نخرج من حديث أو آية بهذه السرعة, مع أنه لا يزال هنالك بعض القضايا لم تطرح بعد, فالشيخ عثمان مثلاً أثار بعض القضايا ولا بدّ أن نطرح تلك القضايا التي لم نجد فرصة في الجلسات الماضية لطرحها, وتفضلوا معكم المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, أنا قلت كل ما عندي بالنسبة لآية التطهير وحديث الكساء, إن كان للدكتور الشيخ عصام شيئاً آخر عنهما سنسمعه إن شاء الله تعالى, وليبدأ بما شاء.
سماحة السيد عصام:
في الحقيقة أرى من الواجب أن أشير إلى أهم قضية أثارها سماحة الشيخ عثمان حول آية التطهير في الجلسات الماضية, والتي أثارها, هي قضايا كثيرة, وهي قضايا مثارة حول آية التطهير, وهي من صميم القضايا المثارة حول آية التطهير وحول حديث الكساء. ولم أتمكن في الجلسة الماضية من التعقيب على كلام أخي الشيخ عثمان بسبب أن وقتي كان قد انتهى.
والقضية الأولى والكبرى الهامة التي أثارها الشيخ عثمان ـ حفظه الله ـ , وفي نظري أنها أكبر قضيّة أثارها وهي تتلخص بقوله أو بمعنى قوله كما قال ـ لا أتذكر نفس عبارته بالضبط ـ إنه إذا كانوا (أهل البيت) هم أهل الكساء الخمسة أو الأئمة الاثني عشر, فهل معنى ذلك أن أمثال السيدة زينب أو العباس أو الحسن المثنى أو النفس الزكية ليسوا من أهل البيت؟ أعتقد أنّ هذه قضية هامة كنت أريد أن أعقِّب على كلام الشيخ عثمان بهذه القضية, ولكن لم تتح لي الفرصة.
وأنا أخالف سماحة الشيخ عثمان ـ حفظه الله ـ في هذا الأمر, وأبيّن له أنه لا بدّ من الالتفات إلى منهج النبي في تعريف أهل البيت, ولا بدّ لنا أن نسلّم بمنهج النبي وما قاله النبي, وأن نبتعد عن المقررات السابقة من رواسب الآبائية والعصبية المذهبية التي لم تؤخذ من السنة. لا بدّ لنا أن نحاكم كلمات علماء أهل السنّة أو علماء الاثني عشرية أو علماء الوهابية إلى نصوص السنة النبوية, ونستلهم من السنة النبوية معنى أهل البيت, من دون النظر إلى المقررات السابقة, ولا يصح أن نحاكم السنة النبوية إلى كلام العلماء في تعريف أهل البيت, إنّما نحن نستمد تعريف أهل البيت من النبي ابتداءً.
وهذا وحده هو المنهج الصحيح في تعريف أهل البيت. إنّ أخي الشيخ عثمان في محاولته لتعريف أهل البيت أخذ تعريف أهل البيت من العرف.
والتعريف لأهل البيت بالمعني العرفي لا شك أنه يشمل حتى العجم, ومن هنا قال النبي في الحديث الصحيح: «سلمان منّا أهل البيت»! كما أن الشيخ عثمان أخذ تعريف أهل البيت كما في قواميس اللغة, في القاموس المحيط أو في لسان العرب, ولا شك أنّ أهل البيت كما في قواميس اللغة تشمل أقرباء النبي بما فيهم النساء وبما فيهم الهاشميين الذين يزيدون الآن أو يقربون من خمسين مليوناً كما في الإحصائيات الأخيرة.
وهذا المعنى يشمل النفس الزكية والحسن المثنى والسيدة زينب والعباس, وجميع هؤلاء من أهل البيت! إذا نظرنا إلى المعنى اللغوي, ولكن الشيخ عثمان غفل عن معنى أهل البيت الذي لا يستغرق ويضم (سلمان منا أهل البيت) في المعنى العرفي، ولا يضم أيضاً معنى أهل البيت بالمعنى اللغوي, كما في قواميس اللغة الذي يشمل جميع أقرباء النبي من دون تمييز بين المطهرين وغير المطهرين من أهل البيت!
بل المعنى النبوي يطرح معنى ثالث آخر أراده النبي, وهو نبي, لا بدّ أن نتأمّل في كلامه، وهو معني يعطي أن دائرة المطهرين المنتجبين المنتخبين من بين بقية أهل البيت بالمعنى العرفي أو المعنى اللغوي هؤلاء (يعني أهل البيت العرفي واللغوي) انتخب منهم الله أناساً معينين معدودين محصورين في حديث الكساء وفي حديث الاثني عشر, وهؤلاء هم الذين قرنهم النبي في حديث الثقلين بالقرآن والسنة النبوية ولا يشمل حديث الثقلين (سلمان منا أهل البيت), كما لا يشمل جميع أقرباء النبي.
إنني أعجب كيف ابتعد الشيخ عن منهج القرآن الكريم وعن أسلوبه الخاص في تبيين الذين اصطفاهم الله من أهل بيت الأنبياء الذين سبقوا النبي.
إن القرآن اصطفى مريم وحدها من جميع أقرباء النبي موسى ـ عليه السّلام ـ فنحن لا ننفي أن غير مريم من أقرباء النبي موسى, ولكن نحن لا نعطي مقام مريم لغيرها من النساء التي تنتسب إلى موسى. والقرآن وحده هو الذي يجعلنا نصطفي مريم عن بقية آل موسى؛ لأننا نلتزم بالنصوص. وهكذا اصطفى الله من آل موسى هارون من بين جميع أقرباء موسى (هارون أخي أشدد به أزري), ولا يمكن أن نساوي بين هارون وبين غيره من أقرباء موسى.
و مسألة الاصطفاء مسألة إلهية قرآنية لا دخل للبشر فيها. وهكذا لا ينبغي أن يأتي ويساوي أحد بين آل موسى المنتخبين المطهرين, أعني بين مريم وغيرها.
اصطفى الله أيضاً من آل إبراهيم إسماعيل وإسحاق, اصطفاهم على جميع آل إبراهيم, ولا يمكن أن نساوي بين إسماعيل وبين غيره, فمريم اصطفاها الله من آل عمران وطهرها وانتخبها من بين النساء الأخريات من نساء آل عمران.
والمنهج القرآني في التعريف بالمصطفين من أهل بيت الأنبياء لا يختلف عن منهج النبي, فالنبي لا يفارق القرآن أبداً, فكما أنّ القرآن عرَّف أهل بيت الأنبياء الذين اصطفاهم الله فكذلك النبي نهج منهج القرآن وعرّف الذين اصطفاهم الله من أهل بيته, فاصطفى الله فاطمة من بين جميع بنات النبي, ومن هنا أجمع أهل السنة أنها لا تساويها أم كلثوم ولا غيرها من بنات النبي, وقال النبي كما في الحديث الصحيح الثابت عند السنة وعند الاثني عشرية وعند الوهابية: [فاطمة ومريم سيدتا نساء العالمين].
إن النبي يريد أن يقول لنا: كما أن الله اصطفى مريم من جيمع بقية نساء آل عمران, فقط اصطفى فاطمة من بين جميع بنات النبي. وهكذا قال النبي لعلي: [أنت مني بمنزلة هارون من موسى] أي أنه كما أن الله اصطفى هارون من بقية آل موسى فقد اصطفاك من بين سائر آل محمد.
ونحن لا يمكن أن نساوي بين الذين اصطفاهم النبي وجاءت فيهم آيات التطهير وبين غيرهم، مثل: الحسن المثنى، أو الحسن المثلث أو غيرهم. كما أنه لا يمكن أن نساوي بين من اصطفاهم الله من آل إبراهيم وبين بقية آل إبراهيم الذين لم يصطفهم الله. ومشكلة المذهب السني أنه خلط بين دائرة المصطفين المطهّرين من أهل البيت وبين دائرة غير المطهّرين وغير المصطفين من أهل البيت, وأرى أن الشيخ عثمان ابتعد عن جو القرآن وعن أسلوب القرآن الخاصّ بتعريف الذين اصطفاهم الله من أهل البيت, وعن جو النبي حين وضع حديث الكساء وحين أراد أن يصطفي من أهل بيته من يشاء. ونحن نقول: إن الله قد اصطفى أهل الكساء واصطفى الاثني عشر من بين جميع أهل البيت بالمعنى العرفي والمعنى اللغوي. هذه خلاصة القضية الأولى وتفضلو معكم المايك.
السيد رفيق الموسوي مدير ومسؤول الحوار من طرف الاثني عشريه:
تفضل شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
أنا أظن أننا قد بدأنا المناظرة, ولكن لا بأس هذه الدقائق مرت, ولكن نبدأ الآن حتى التلخيص المفروض يحسب من الوقت, يعني إذا أراد هو أن يلخص ما سبق يحسب من الوقت تلخيص ما سبق, وأنا كذلك إذا أردت تلخيص ما سبق يحسب من وقتي, هذا رأيي أطرحه لكي يكون التلخيص من الوقت, وإلا سوف يكون غير ما تم الاتفاق عليه. ثم إن فضيلة الشيخ الدكتور عصام لا يلخص ما سبق, ولكن يطرح موضوع جديداً الآن ويقول: تلخيص لما سبق!!
نبدأ الآن وأنا قلت: يبدأ الشيخ عصام, أنا الآن انتهيت من حديث الكساء هل هو انتهى من حديث الكساء أم لا؟
أرجو أن يبدأ الوقت إن شاء الله تعالى, توكل على الله.
السيد رفيق:
طيب إذن إن شاء الله نبدأ من عند سماحة الدكتور السيد عصام, ونبدأ بحساب الوقت, والآن أخي محمد على ابدأ حسابك للوقت من الآن, تفضل سيد عصام.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, تبين لنا مما سبق قضيّة هامة وهي قضيّة جوهرية, وإن كانت لا تقل عن هذه القضيّة الأولى التي طرحتها، وهي: إن حديث الكساء قد حصر أهل البيت الخمسة, كما تبيّن لنا أنّ أئمة أهل السنّة لا يطعنون في حديث الكساء, وأن الإمام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ سلّم بهذا الحديث, بل هو وارد في صحيح مسلم. ومن هنا لم نناقش في سنده؛ لأنه لا يوجد أحدٌ من المسلمين طعن في حديث الكساء, ولكن الخلاف هو في بعض الألفاظ في حديث الكساء, في الزيادات, أما أصل حديث الكساء فقد أجمعت عليه الأمة الإسلامية. ومن هنا لا أريد أن أدخل في البحث السندي في حديث أجمعت عليه الأمة الإسلامية, ولكن القضيّة الأخرى التي أريد أن أطرحها, وقد أثارها الشيخ عثمان أيضاً في الجلسة الماضية, وهي: إن الشيخ عثمان أثناء الرد على الاثني عشرية غفل أن الكثير من علماء أهل السنة أيضاً يقولون بما قالت به الاثنا عشرية! فالقضية ليست محصورة في رأي الاثني عشرية، بل هي قضية سنية قبل أن تكون قضية اثني عشرية. ومن هنا أنا أقول: إنّ الحوار وهابي اثني عشري؛ لأن الكثير من الوهابية خرجوا عن أهل السنة في تفسير آية التطهير, وفي فهم حديث الكساء.
ومن هنا أقول: إن الحوار وهابي اثني عشري؛ لأنه لماذا ترك سماحة الشيخ عثمان رأي أهل السنة الذين لديهم رأي في آية التطهير يخالف رأي الوهابية؟ إنّ الكثير من علماء أهل السنة, وقد ذكرت أسماءهم في الجلسة الماضية منهم إمام أهل السنة في زمانه الذي كان في القرون الثلاثة المطهرة القرون الأولى, كثير من أهل السنة يقولون بأن أهل البيت في آية التطهير هم الخمسة أهل الكساء, وكان إمام أهل السنة ـ كما قلت ـ الإمام الطحاوي من أكثر المؤكدين على هذا, وقد نقلت عبارته وقرأتها.
إذن فالقضية ليست قضية اثني عشرية, بل القضية قضية سنية، ولكن الوهابية الآن في العصر الحديث بسبب استغراقهم في الرد على الاثني عشرية نسوا أنّ هذا هو رأي أهل السنة, وظنوا أن القضية هي قضية اثني عشرية.
لا والله القضية قضية سنية, وأهل السنة الكثير منهم يقولون بما قالته الاثنا عشرية!
ومن هنا مسألة حصر أهل البيت المطهّرين في حديث الكساء بالأربعة: الحسن والحسين وفاطمة وعلي ـ رضوان الله عليهم ـ , ليست مسألة اثني عشرية, فأنا لا ادري لماذا الشيخ الخميس أخذ برأي الفريق الذي يخالف الاثني عشرية من أهل السنة وترك الفريق الذي يؤيد الاثني عشرية؟ هل الهدف هو مخالفة الاثني عشرية أم أنّ الهدف هو معرفة الحقيقة؟ إنّ الإمام الطحاوي عندما رأى أدلة الاثني عشرية في حصر أهل البيت المطهّرين لم يسعه إلاّ أن يستسلم للحقيقة.
ومن هنا أعلن الكثير من أهل السنة أنّ الحق في هذه المسالة مع الاثني عشرية.
وأنا أطلب فقط الجواب على هذا السؤال, لماذا ترك سماحة أخي الشيخ عثمان الخميس رأي فريق أهل السنة من القائلين بقول الاثني عشرية وهم كثير وفيهم كما قال الإمام ابن الجوزي أم سلمة والسيدة عائشة رأت نفس رأي الاثني عشرية في هذه المسألة؟
هل أصبح مخالفة الاثني عشرية هو الهدف الرئيسي أم أنّ الهدف الرئيسي هو معرفة الحق؟
تفضلوا شيخ عثمان معكم المايك.
السيد رفيق مدير غرفة الحق:
تفضل سماحة الشيخ عثمان إن شاء الله أربع دقائق محسوبة للسيد عصام, تفضلوا شيخ عثمان معكم المايك.
الشيخ عثمان:
نريد معرفة الحق.
السيد رفيق:
يقول الشيخ عثمان: يقول نريد معرفة الحق يكفي، هذا ليس جواباً.
سماحة الدكتور السيد عصام:
في الحقيقة أنه ليس جواباً كافٍ ولكن فقط أسألك هذا السؤال: لماذا رجحت رأي الإمام ابن تيمية على رأي الإمام الطحاوي؟
سماحة الشيخ عثمان:
أظن عفواًً الشيخ ابن تيمية ليس وهابياً, فلم اتبعه لأنه وهابي, وأنت كثيراً ما تقول بأن ابن تيمية قال كذا! شيخ الإسلام قال كذا! وكذا.. فأنا أخذت برأي الشيخ ابن تيمية فما يضرك أنت؟
سماحة الدكتور السيد عصام:
أقول: إنّ الإمام ابن تيمية كان يعتمد في كثير من كتبه على رأي الإمام الطحاوي, وعلى تصحيح الإمام الطحاوي, وأنت تعلم أن الإمام الطحاوي من علماء القرون الثلاثة, والإمام الطحاوي يرى أن أهل البيت المطهرين هم الخمسة بنصّ حديث الكساء, والإمام ابن تيمية خالفة في ذلك، والإمام ابن تيمية من القرون المتأخرة؛ فلماذا تركت رأي الإمام الطحاوي الذي في القرون الثلاثة وأخذت برأي الإمام ابن تيمية؟ هل لأن الإمام الطحاوي وافق الاثني عشرية فنحن نترك رأيه ولأن الإمام ابن تيمية خالف الاثني عشرية فنحن نأخذ رأية؟! أنا لم أقل ابن تيمية كان وهابياً, ولكن أجب عن هذا السؤال فقط!
السيد رفيق:
تفضل شيخ عثمان معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
أنا لا أدري هل سيستمر الوضع هكذا, يعني.. طيب لا بأس, يقول: ابن تيمية جاء من بعده! طيب لا بأس أنا أخذت برأي ابن عباس، ابن عباس قال: أنا أعتقد أنّ آية التطهير في نساء النبي, يكفي هذا؟!
إذن اذكر لنا الآن ما تدل عليه هذه الآية؟ تدل على ماذا؟ اكمل.. تكلم! تقول: عندي كلام كثير نريد أن نسمع؟
سماحة الدكتور السيد عصام:
قال الإمام ابن الجوزي: ذهبت السيدة أم سلمة والسيدة عائشة أنّهن لم تنزل فيهن آية التطهير, وقال: ذهب الكثير من أهل السنّة بدليل حديث الكساء الذي حصر أهل البيت المطهرين أنهم أهل البيت هؤلاء الخمسة. فلماذا إذا كنت أنت ترى أن هذا رأي ابن عباس وأنا أرى غير ما ترى؛ إن ابن عباس لا يقول ذلك, وهو لم يقل ذلك أبداً؛ فلماذا رجحت رأي ابن عباس ـ على فرض صحة كلامك ـ على رأي نساء النبي؟! مع أن علماء أهل السنّة يقولون: إن القضيّة إذا كانت تختص بالأقرب إلى الحادثة أو القضية مرتبطة به فيأخذ بكلامه ويرجح كلامه على كلام غيره! تفضلوا معكم المايك.
السيد رفيق:
تفضلوا معكم المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
الحقيقة أنا أتصور الشيخ الدكتور عصام يضيع الوقت, يعني صار الآن القضية لماذا لم تأخذ رأي عائشة ولم تأخذ رأي أم سلمة، وتأخذ رأي ابن عباس؟ هل هذا أسلوب النقاش؟! هذا النقاش أكاديمي الآن؟ اذكر الآن ما تدل عليه (آية التطهير)؟ قضية ابن عباس لا يقول بذلك! ذكر ابن عباس ذلك, ابن عباس ذكر عنه الطبري ذلك وغيره. القضية أنا أراها تضييع للوقت الآن، أنت تقول: عندي كلام كثير! فابدأ بكلامك، لماذا تأخذ قول ابن عباس وتترك كلام الطحاوي؟ لماذا تأخذ كلام ابن تيمية وتترك كلام أم سلمة؟
الحقيقة أرى أنا أن الكلام غير مستقيم, وطريقتنا هي عشر دقائق بعشر دقائق, بإمكانك في العشر دقائق التي لك تذكر ما عندك من أدلة، أما أنت تقول هكذا؛ لماذا تأخذ رأي فلان؟ لماذا ما تذكر فلان؟ هذا ليس شغلك أنت!
أنت الكلام ما تعرفه! الآن تكلمني لا تأخذ رأي ابن عباس! لا تأخذ رأي عائشة! لا تأخذ رأي أم سلمة! لا تأخذ رأي ابن الجوزي! لا تأخذ رأي الطحاوي، لا تأخذ رأي ابن تيمية؟! يعني هذا كلام غريب جداً!!
أنت تقول: عندي كلام كثير عن (آية التطهير)! نريد أن نسمع هذا الكلام الكثير.
الدكتور السيد عصام:
عفواً سماحة الشيخ عثمان، كنت تسألني وأنا أجيب, سألتني في الجلسة الماضية أسئلة كثيرة وأجبت، أجبت عن كل سؤال؛ فلماذا لا تجيب سؤالي؟!
أنا أريد أن أقول: إن قضية حصر أهل البيت المطهرين ليست قضية اثني عشرية, وإن الدليل القوي الذي استدلت به الاثنا عشرية جعل كثير من أهل السنة يخضعون لهذا الدليل ويقولون برأيهم؛ فلماذا أخذت بالفريق الذي خالف الاثني عشرية وتركت الفريق الذي أيدهم؟! هل لأنك مستغرق كل جهدك وكل وقتك في الرد على الاثني عشرية؟ فمن هنا رأيت مخالفة الاثني عشرية أولى من اتباع الحق؟ أم لأنك رأيت أن الحق مع الفريق الآخر؟ هذا سؤالي فقط.
السيد رفيق:
تفضلوا شيخ عثمان معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
أولاً: أريد نقل كلام ابن الجوزي في رأي عائشة وأم سلمة هذا أمر!
الأمر الثاني: أنا قلت في البداية: إن الكلام في تعريف أهل بيت النبي في (آية التطهير) أنها في نساء النبي, وأما في حديث لي آخر فقد ذكرت له أن الصحيح أن نساء النبي, من أهل البيت بالتبعية لا بالأصالة؛ لأنه قبل زواج النبي بهن لم يكن من أهل البيت, إنما صرن من آل البيت لما تزوجهن النبي.
وقلت: لو طلق النبي إحداهن فإنها لا تكون من أهل البيت, فهذه القضية أتصور الآن هي محسومة.
الآن نريد أنه على ماذا تدل (آية التطهير) التي نزلت في نساء النبي حسب ما نعتقد، أو كما أعتقد أنا ومثلما يعتقد ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ وكذلك على ماذا يدل (حديث الكساء)؟ نريد أن نسمع هذا الجواب.
سماحة الشيخ عصام:
ورد عن عائشة وعن أم سلمة ـ وهو صحيح ـ. إن النبي أدخل أهل البيت المطهرين المصطفين المنتخبين في كساء؛ الإمام علي والحسن والحسين وفاطمة وأدار الكساء عليهم ثم قال: [اللهم هؤلاء أهل بيتي].
يا أخي هل يوجد أبلغ من هذا العمل؟! أولاً قال: هؤلاء أهل بيتي! ثم أدار الكساء عليهم ووضع دائرة عليهم وقال: هؤلاء أهل بيتي! لو جاء أكبر عبقري أو أكبر مخرج سينمائي في العالم وأراد أن يحصر أناساً ويبين الفرق بينهم وبين غيرهم لما وجد وسيلة أعظم من هذه الوسيلة في الحصر؛ (هؤلاء أهل بيتي) مع إدخالهم في الكساء.
أقول: لماذا خالفت النبي؟! أنت تقول: إن أهل البيت كل بني هاشم! الإحصائيات الأخيرة طلعت خمسين مليوناً، لماذا النبي حصر هؤلاء وأنت تريد أن تجعل الخمسين مليوناً من أهل البيت؟ أنا أتكلم عن أهل البيت المطهرين الذين اصطفاهم الله؛ (أنت مني بمنزلة هارون من موسى), أي أن الله كما اصطفى هارون موسى، فقد اصطفى هارون محمد, وهو الإمام علي. ولذلك النبي قال: [طهرت من النساء فاطمة ومريم]. النبي يؤكد على هذا المعنى.
لماذا تساوي بين المطهرين من أهل البيت وبين الذين يشتركون معهم في الشجرة النسبية فقط؟ لماذا تخالف حديث الكساء؟ في البداية فقط أريد هذا السؤال أن تجيبه! ولماذا تخالف الإمام الطحاوي الذي فهم من حديث الكساء ما فهمته أنا؟ لقد تحولت من الوهابية يا أخي إلى رأي الاثني عشرية بسبب كلام الإمام الطحاوي, تفضل.
السيد رفيق:
تفضل شيخ عثمان لكم المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
طيب بالنسبة لحديث الكساء يقول: هذا للحصر.
أنا سألته قبل مدة ولم أسمع جواباً. أولاً عندما يلف النبي الكساء حولهم ويقول هؤلاء أهل بيتي قال: هذا للحصر. أنا أريد أن أعرف من سبق فضيلة الشيخ الدكتور عصام إلى هذا القول من أهل اللغة وقال بأنّ هذا مفهوم حصر؟!
يقول: هؤلاء أهل بيتي يفيد الحصر؟ إنه يقول: لا يمكن لعاقل أن يقول غير هذا الكلام: إن هذا لا يفيد الحصر.
أريد أن أعرف من سبقه إلى هذا الكلام؟ إن هؤلاء أهل بيتي هل تدل دلالة قطعية أن هذا يفيد الحصر؟ أرجو أن أعرف هذا؛ من سبقه في هذا القول أن هذا الكلام يدل على الحصر؟
سماحة الدكتور السيد عصام:
أجيبك عن هذا السؤال: إنّ القضية ليست بدعة أتيت بها من جيبي, بل قال كثير من أهل السنة بالحصر. ويكفي واحد منهم فقط الذي لا يمكن لأحد من الوهابيين ولا من أهل السنة أن يطعن فيه وهو الإمام ابن سعيد الطوفي الحنبلي في شرح مختصر الروضة، وهذا إمام أهل السنة, فلماذا لا تأخذ بقوله في الحصر؟ وراجع كلامه في الحصر سترى ذلك, تفضل معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
أولاً: أن تقول لا خلاف بين أهل العلم بأن هذه للحصر: (هؤلاء أهل بيتي)، هل هذا أسلوب الحصر؟ أنا أسألك مَن مِن أهل اللغة يقول إن هذا الكلام يعتبر من أساليب الحصر؟ إذن سؤالي واضح جداً, هؤلاء أهل بيتي فقط في هذا الحديث للحصر أم أن أي واحد من الناس إذا قال هؤلاء أهل بيتي أو هؤلاء أولادي، أو هذه أموالي، أو هذه بيوتي؛ إنه يكون للحصر؟ أنا أقول: هل عند أهل اللغة كلام إن هذا الأمر للحصر؟ وأين كلام الطوفي هذا؟
سماحة الدكتور السيد عصام:
كلام الطوفي في شرح مختصر الروضة، راجع الكتاب سترى أنه ذكر ذلك في بحث الإجماع. أما مسألة (حديث الكساء) فالذين استدلوا من أهل السنة على الحصر قالوا إن هنالك قرينة لفظية وقرينة حالية.
القرينة اللفظية: إن النبي قال هؤلاء أهل بيتي, ولم يأتِ بمن التبعيضية (من أهل بيتي) حتى يفيد حصر المطهرين من أهل البيت.
القرينة الأُخرى: وهو إنه أدخلهم في الكساء، هذه قرينة حالية أننا نرى الرسول قام بجانب لفظي, وحتى لا يأتي أحد مثل سماحة الشيخ عثمان ويشكك في الجانب اللفظي؛ جاء النبي وأدخلهم في الكساء, فقام بجانب عملي. ثم لم يكتف النبي بذلك قال الإمام ابن كثير في تفسيره: كان النبي يمرّ على بيت الإمام علي وفاطمة والحسن والحسين ويقول: [الصلاة أهل البيت] لمدة ستة أشهر. هنا يريد النبي أن يؤكد هذا المعنى حتى لا يأتي الخطابية المغالين ـ لعنهم الله ـ وينسبون بعض الناس إلى أنهم من المطهرين من أهل البيت ويحرفون الدين تحت مظلة أهل البيت! حتى لا يأتي أحد تحت مظلة أهل البيت ويتلاعب في الدين! حتى لا يأتي أحد تحت عنوان السبئية ويتلاعب في الدين! من هنا حسم النبي الموقف وحصرهم, فهل أنت تأخذ بكلام الإمام الحنبلي الطوفي أم لا؟ وهل تأخذ بكلام الإمام الطحاوي أم لا؟ وأنا أعلم إنك إذا رفضت كلام الإمام الطحاوي فلا يمكن أن تقبل كلام الإمام الطوفي! وإذا كنت تترك كلامه فما هو السبب في ترك كلامه؛ هل لأنه يؤيد الاثني عشرية؟ هل أصبح تأييد الاثني عشرية دليلاً على بطلان كلام بعض أهل السنة؟! تفضل معك المايك.
السيد رفيق الموسوي مدير لغرفة الحق:
تفضل يا شيخ عثمان.
سماحة الشيخ عثمان:
أنا أقول: لم يذكر لي كلام ابن الجوزي حين يقول: إنه كانت أم سلمة وعائشة تريان أنهما ليستا من أهل البيت؟ ثم كذلك بالنسبة لكلام الطوفي بأن هذا أسلوب حصر, الآن أريد أن يعلمني ما قاله بالضبط, يعني يقرأ كلام الطوفي في هذه المسألة إذا عنده, وإلاّ يؤجله إلى ما شاء في أنّ هذا أسلوب حصر. طيب هذا أولاً.
ثم يقول: القرينة اللفظية والقرينة الحالية! أين القرينة اللفظية؟ أنت قلت: هؤلاء أهل بيتي, قرينة لفظية. أنا قلت: لك مَن مِن أهل اللغة قال هذا الكلام من أساليب الحصر؟ أنت لا تجيب على هذا! أليس النبي عربياً؟! مَن مِن أهل اللغة قال: إن هذا الكلام يعتبر من أساليب الحصر؟
سماحة السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, سأذكر لك كلام الإمام الطحاوي في كتابه المشهور (بيان مشكل الآثار), والإمام الطحاوي معروف صاحب العقيدة الطحاوية التي درسناها ودرّسناها عندما كنت وهابياً, وهو كتاب معروف. الإمام الطحاوي له دور كبير في انتقال الكثير من أهل السنة أو من الوهابية إلى الاثني عشرية؛ لأنه لم يتعصب للباطل, بل أخذ بالحق, قال في كتابه ـ رضوان الله عليه ـ هو مِن علماء السلف الصالح, باب بيان مشكل ما روي عن رسول الله في المراد بقوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً). من هم أولئك المطهرون؟ ثم ذكر الأسانيد قال: بسنده لما نزلت هذه الآية دعا رسول الله علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً ـ رضوان الله عليهم ـ وقال: (اللهم هؤلاء أهل بيتي). فكان في هذا الحديث أنهم المراد بما في هذه الآية...
هذا كلام الإمام الطحاوي, هذا فهم الإمام الطحاوي إمام أهل السنّة في زمانه, والمراد بهذه الآية هم رسول الله وعلي وفاطمة وحسن وحسين. ثم روى بسنده وأنت تعرف الإمام الطحاوي من هو؟ عن أم سلمة قالت: لما نزلت هذه الآية في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين ـ رضوان الله عليهم ـ: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً), ثم ذكر أسانيد عديدة وذكر كثير من الروايات، راجع هذا الكتاب في الطبعة الوهابية, لا أقول: في الطبعة غير الوهابية. طبعة معتبرة, وأنا دائماً أعتمد على الطبعات الوهابية؛ لأنه دائماً يحققون في المسألة ويطبعون الكتب بطبعات جديدة محققة ومنقحة. وهكذا ذكر الإمام الطحاوي كثيراً من الأقوال بالأسانيد الصحيحة, لقد صححها الإمام الطحاوي, والإمام ابن تيمية كان إذا ذكر حديثاً يقول صححه الإمام الطحاوي, وهكذا الإمام الألباني قال في كثير من كتبه: هذا الحديث صحيح, صححه الإمام الطحاوي, ثم قال الإمام الطحاوي بعد ذكر الروايات: [فدل ما روينا من هذه الآثار مما كان من كلام رسول الله لأم سلمة مما ذكرنا فيها لم يرد به أنها كانت مما أريد به]. يعني الإمام الطحاوي يقول: إن أم سلمة لم تكن من أهل البيت المطهّرين.
الإمام الطحاوي يقول: في الآية (آية التطهير) المطروحة في هذا الباب إن المراد بأهل البيت في آية التطهير هم رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين دون من سواهم. ثم ذكر روايات كثيرة, لكن لا أريد أن أخوض بها؛ لأن الوقت لا يتسع.
فأنا أقول: كيف النبي يحصر أهل بيته بهؤلاء وأنت تأتي وتقول خمسون مليوناً هم أهل البيت؟! ثم تقول: نتبع الصالحين منهم, والصالح منهم قسم منهم من الوهابية, وقسم منهم من الاثني عشرية, وقسم منهم من الماتريدية, وقسم منهم من الأشعرية, وقسم منهم مالكية, وقسم منهم حنفية, وقسم منهم زيدية!!
يا أخي النبي يأتي ويقرنهم بالقرآن ويحدد عدد سور القرآن, ثم لا يحدد أهل البيت؟ هل النبي أراد أن يضل أمته، يذكر القرآن ويحدده بعدد معيّن ثم لا يحدد أهل بيته المطهّرين؟ وتفضل معكم المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
أنا سألتك عن الحصر، هل هذا أسلوب حصر عند أهل اللغة؟ هذا الذي أريدك أن تجيب عنه، فلما لا تجيب عن سؤالي؟
وقد ذكرت لك في المرة السابقة وأريد أن أكرر لعل البعض لم يسمع هذا الكلام؛ هذا حديث زيد بن أرقم الذي يقول: [إن النبي قال: أذكركم الله في أهل بيتي, سئل زيد من أهل بيته يا زيد؛ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته ولكن من حرم الصدقة بعده. قال: يا زيد من هم؟ قال: آل علي, وآل عقيل, وآل جعفر, وآل عباس, ولم تذكر لي كلام الطوفي بعد!
وكلام الطحاوي في الآية وأنا قلت: ذلك إن هنالك غير الطحاوي كذلك يقول مثل هذا الكلام؛ إن الآية في علي والحسن والحسين وفاطمة ومع هذا كله إلى ماذا تريد أن تصل؟! هؤلاء أهل بيت النبي ثم كان ماذا؟ أتريد أن يضيع الوقت على هذه الكلمات حتى يملّ الناس ويذهبوا؟! لا تضيع وقتنا في هذا الكلام، لا بدّ أن أسلّم لك في هذا, وبعد ذلك تعيد وتكرر.. تعيد وتكرر نفس الكلام.. نفس الحديث!! لماذا لا تأخذ برأي الطحاوي وتأخذ برأي ابن تيمية؟ أدخل بالموضوع على ماذا يدلّ الحديث؟ ادخل في الموضوع، يملّ الناس من حوارنا وأنت تقول هذا الكلام! نرجو أن يكون هناك النقاش الأكاديمي العلمي، قلت ما عندك وأقول ما عندي. تقول لي: يدل على كذا، يدل على كذا. أنا أتعجب! كيف تقول: إن حديث الكساء سيستغرق خمس جلسات! والله بهذه الطريقة يستغرق مئة جلسة وليس خمس جلسات!! على ماذا يدل حديث الكساء, تفضل.
السيد رفيق مدير الحوار:
تفضل سماحة الدكتور عصام.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, قال: أين كلام ابن الجوزي الذي ذكر فيه أن بعض أهل السنة والكثير من أئمتهم يقولون برأي الاثني عشرية؟
القضية ليست قضية اثني عشرية! لا تعيش يا أخي أجواء خلافاتك مع الاثني عشرية والمشاكل التي بينك وبينهم في الكويت! عش أجواء النبي! عش أجواء حديث النبي! دعني وخلافاتك مع الاثني عشرية! أنا في الحقيقة لا يهمني ماذا قالت الاثنا عشرية.
أنا كنت وهابياً، والاثنا عشرية لا تمثل لي شيء, بل بعض أعمامي وبعض أخواني يكفرون الاثني عشرية! أنا يهمني ماذا قال النبي، حتى زوجتي إلى قبل فترة كانت تكفر الاثني عشرية، بعض أخواني، أصدقائي يكفرون الاثني عشرية. أنا يهمني ماذا قال النبي. أنت تعيش أجواء الاثني عشرية! انتقل إلى جو النبي, جو الإمام الطحاوي، جو الإمام ابن الجوزي، إذا كان عندك مشاكل معهم في الكويت أو بعض الخلافات فلا تدخل مشاكلك الشخصية معهم في حوارنا. قال الإمام ابن الجوزي ـ رضوان الله عليه ـ في «زاد المسير» في الجزء السادس ص 381, عندما ذكر أقوال أهل السنة في آية التطهير: «والقول الثاني: إن آية التطهير خاصة في رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين».
إذن, هذا هو نص كلام ابن الجوزي, ثم قال الإمام ابن الجوزي: «ذهب إلى هذا الرأي للصحابي الجليل أبو سعيد الخدري وأنس بن مالك وعائشة وأم سلمة». هذا رأي نساء النبي, يقلن: لسنا من مصاديق آية التطهير. نساء النبي يقلن هذا في رأي الإمام ابن الجوزي. فبالله عليك ماذا أصنع؟ أنا كشخص كنت وهابياً وانتقلت إلى الاثني عشرية بسبب الإمام ابن الجوزي، بسبب الإمام الطحاوي، بسبب أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ، بسبب عائشة ـ رضي الله عنها ـ، بسبب أبي سعيد الخدري! فلماذا أنت تعيش الأجواء الخلافية؟ دعنا من الخلافات التي بينكم, أنا لا أعرفها، أنا لا يهمني الاثني عشرية, وخلافاتكم معهم, نحن في اليمن ليس عندنا اثنا عشرية, فلذلك أنا لا أحقد على الاثني عشرية ولا على الوهابية, ليس عندنا اثنا عشرية, إذا كان عندك مشاكل شخصية معهم لأن في الكويت يوجد اثني عشرية ويوجد سنة فبينكم حوارات وخلافات...
إنك في الحقيقة لم تفهم كلام زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ وهو عندما سئل عن أهل البيت بشكل عام يعني من هم أهل البيت المطهرين وغير المطهرين وهؤلاء هم الذين حرم عليهم الصدقة, فأجاب: هم آل علي. هذا هو رأي المسلمين حتى الاثني عشرية.
يا أخي ميّز بين مسألة الذين حرم عليهم الصدقة وبين الذين هم (عدل القرآن) كما يقول الإمام ابن حجر الهيتمي، هؤلاء الذين هم ثقل كثقل القرآن (الثقل الثاني) بعد القرآن والسنة.
ما علاقة مسألة تحريم الزكاة في مسألة المطهرين المنتجبين المصطفين من أهل البيت؟ ما علاقة الذين حرم عليهم الزكاة بالمطهرين؟
الآن السيدة فاطمة حرم عليها الزكاة, والآن أي واحدة تنتسب إلى أهل البيت من نساء القرن العشرين حرم عليها الزكاة؛ فهل نعطي مقامها لفاطمة؟! مقام فاطمة لهذه لأنها تشترك معها في تحريم أخذ الزكاة؟ افهم زيد بن أرقم، زيد بن أرقم سئل عن أهل البيت المطهرين وغير المطهرين, وهم الذين حرم عليهم الزكاة, وقد أجمع المسلمون أن بني هاشم كلهم حرم عليهم الزكاة, لم يسأل زيد بن أرقم ـ رضوان الله عليه ـ من هم الاثنا عشر؟ ولم يسأل من هم أهل الكساء؟ أو من هم أهل البيت في حديث الكساء؟ أو من هم المطهّرون مِن أهل البيت؟ بل سئل من هم أهل البيت؟ بالمفهوم العام, وهم الذين حرم عليهم الزكاة، أهل البيت بالمعنى اللغوي.
أنا أقول لك: إن كلامي هو حول أهل البيت الذين اصطفاهم الله, فلذلك أنا أطالبك أن ترجع إلى شروح صحيح مسلم وتنظر وتحاول أن تعيد النظر في كلام زيد بن أرقم, كلامه عظيم لا طعن فيه أبداً, ولكن يجب أن نتأمل فيه، موضوع زيد بن أرقم يختلف عن موضوع الحوار الذي بيننا؛ لأنني أحاورك في دائرة المطهّرين, وزيد بن أرقم يتحدث عن المطهّرين وغير المطهّرين, نحن نتكلم عن أهل البيت الذين اصطفاهم الله, الذين طهرهم تطهيراً, الذين انتجبهم, لا عن أهل البيت بالمفهوم اللغوي, الذي عناه زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ. فلا تخلط بين الأمرين؛ بين دائرة المطهّرين, وبين دائرة غير المطهّرين! أقول: لماذا لم تميّز بين كلام زيد بن أرقم وبين موضوع البحث الذي نتحدث فيه, موضوعنا هو: ما هو الفرق بين دائرة المطهرين من أهل البيت وبين دائرة غير المطهّرين من أهل البيت!! تفضل معك المايك.
السيد رفيق الموسوي:
طيب تفضل شيخ عثمان معكم المايك تفضل.
سماحة الشيخ عثمان:
بالنسبة لحديث زيد بن أرقم أنا أقرأه لك حتى لا تقول إن زيد بن أرقم سئل عن أهل البيت الذين حرمت عليهم الصدقة [إني تارك فيكم الثقلين أولهما كتاب الله وفيه البركة والنور؛ فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه, ثم قال: وأهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي, أذكركم الله في أهل بيتي] ثم سئل زيد بن أرقم: من أهل بيته؟ قال: أهل بيته من حرم الصدقة بعده! قال: ومن هم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة, قال: نعم.
زيد بن أرقم عرفهم بأنهم حرّم عليهم الصدقة, والحديث الآخر كذلك شبيه بهذا اللفظ: «من اتبعه كان على الهدى ومن تركه كان على ضلاله وفيه فقلنا: من أهل بيته؛ نساؤه؟ قال زيد بن أرقم: إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أهلها وقومها, أهل بيته أصله وعصابته الذين حرموا الصدقة بعده».
أرجو أن تقرأ الآن أنت الحديث من صحيح مسلم, وفيه: إن زيد بن أرقم ـ رضي الله عنه ـ سئل من هم الذين حرمت عليهم الصدقة؟ فقال: آل علي وآل عقيل وآل جعفر. نرجو أن نسمع منك قراءة من صحيح مسلم الآن, أين الذي قلت؟ مع ذكر الجزء والصحفة والطبعة إن شاء الله تبارك وتعالى. وأنا أجلب الصفحة أمامي إن شاء الله تعالى.
كذلك بالنسبة لباقي كلامك أنا أتركه الآن حتى تدخل في الموضوع ونسمع كلاماً مفيداً إن شاء الله تبارك وتعالى.
السيد رفيق الموسوي:
تفضل سماحة الدكتور عصام.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, حتى لا نضيع الوقت لن أذكر الجزء والصفحة والرقم, ولكن سأذكر رقم الحديث حسب ترقيم خادم السنة النبوية فؤاد عبد الباقي ـ رضوان الله عليه ـ , ذكر الحديث حسب ترقيمه وهو شيخ المرقمين في الحقيقة (2408), ذكر الحديث بسند الإمام مسلم: [لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، رأيت رسول الله, وسمعت حديثه، وغزوت معه، وكذا.. وكذا.. وكذا..
ـ إلى أن يقول له ـ: يا ابن أخي لقد كبرت سني وقرب أجلي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله ـ هذا كلام زيد بن أرقم وكذا.. وكذا إلى أن يقول له زيد بن أرقم ـ قام رسول الله يوماً فينا خطيباً بماء يدّعى خما؛ بين مكة والمدينة, فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال: أما بعد؛ ألا أيّها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب, وأنا تارك فيكم الثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور, فخذوا بكتاب الله, واستمسكوا به ـ فحثّ على كتاب الله ورغّب فيه ثم قال ـ: وأهل بيتي] لاحظوا قال: وأهل بيتي ذكر كلمة أهل بيتي بعد أن ذكر القرآن الكريم, يعني لم يأتِ بالتذكير بأهل البيت, يعني: لم يقل النبي أذكركم بأهل بيتي إلاّ بعد ذكر أهل البيت مع القرآن، إلاّ بعد أن ذكر أهل البيت. لا أدري هل غابت عن الشيخ عثمان الخميس هذه المسألة!! بعد أن ذكر القرآن قال: وأهل بيتي, ثم بعد ذلك قال زيد بن أرقم: قال النبي أذكركم الله بأهل بيتي؟ وما أدري هل نحن عندنا مثل المسيحيين أن 1+1+1=1 (يعني عند المسيحيين 3= 1), الرسول يقول: الثقلين هل 2=1؟ لأنك يا شيخ عثمان تقول: إنما عنى الرسول بالتمسك بثقل واحد وهو القرآن ولم يأمر بالثقلين؟!! ولكن عندما يقول: ثقلين يعني هنالك اثنين، فهل النبي لا يعرف علم الرياضيات؟!! يقول: ثقلين, ثم يعني بذلك فقط القرآن ويعني ثقل واحد؟! مع أن النبي قال قبل أن يذكّر بأهل البيت قال: القرآن وأهل بيتي كما في صحيح مسلم, ثم قال النبي: أذكركم الله في أهل بيتي. يعني بعد أن أمر بالتمسك بأهل البيت وبالقرآن, قال: [أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي]؛ لأنّ النبي يعرف بأنه سيأتي مثل سماحة الشيخ عثمان الخميس ويقول: نحن نأخذ بالقرآن والسنة فقط, ونأخذ بالثقل الأول فقط, والنبي يعلم: إنه لن يتجرأ أحدٌ يأتي وينكر القرآن، أو ينكر حجية السنة, ويعلم أنه سيأتي أناس يقولون: نحن نأخذ القرآن والسنة ونترك أهل البيت! وكأنّ أهل البيت خالفوا القرآن والسنة وفارقوهما!! الإمام الشافعي اتبع القرآن والسنة، لكن أئمة أهل البيت خالفوا القرآن والسنة!!
ثم هذه العبارة سئل (يعني زيد بن أرقم): ومن أهل بيته يا زيد ـ رضوان الله على زيد لقد كشف الحقيقة ـ؛ أليس نساؤه من أهل بيته؟ نساؤه من أهل بيته؟ ولكن عندما استدرك قال الإمام مسلم, عفواً قال الإمام النووي: استدرك, هذا يدل على انّه يرى أن النساء لسن من أهل بيته ـ صلى الله عليه وآله ـ زيد بن أرقم يؤيد أنّ أهل بيته بالمفهوم العام الذي يشمل المطهرين وغيرهم هم من حرم الصدقة بعده, يعني يتحدث عن مسألة حكم شرعي لا يتحدث عن أهل بيته الذين هم عدل القرآن, يتحدث عن أهل بيته الذين حرم عليهم الصدقة. إنّه لا يتحدث عن دائرة المطهرين من أهل بيته, لم يسأل زيد بن أرقم: من هم المطهّرون من أهل البيت؟ بل سئل عن أهل البيت بشكلٍ عام. فالمسألة يجب أن نعرف أنه قد ذكر هنا من حرم عليهم الصدقة، لم يقل هنا زيد بن أرقم: أهل بيته الذين هم عدل القرآن والذين اصطفاهم الله والذين طهرهم الله, لم يقل هكذا. فزيد بن أرقم يتحدث عن مسألة حكم شرعي، حكم فقهي أجمع عليه كل المسلمين, هذا هو ما فهمناه. راجع شروح صحيح مسلم أكثر من خمسين شرحاً ماذا يذكر؟ مسألة تحريم الصدقة على أهل البيت هذه مسألة ترتبط بأهل البيت بالمعنى اللغوي, والصدقة تحرم على أهل البيت المطهّرين كما تحرم على أهل البيت غير المطهّرين, من الصالحين وغير الصالحين، وهذا ما فهمه الإمام الطحاوي.
الإمام الطحاوي يقول: أهل البيت هم هؤلاء الخمسة. وهو ما فهمه كذلك بعض شراح (حديث الاثني عشر), يعني: حديث الاثني عشر يتحدث عن المطهّرين من أهل البيت لا عن جميع الذين حرمّت عليهم الصدقة من أهل البيت بالمعنى اللغوي. يأتي النبي بعد أن ذكر حديث الثقلين قال بعض شراح حديث الاثني عشر الوارد في صحيح الإمام مسلم قال: ذكر النبي حديث الاثني عشر في باب الأمارة, في غدير خم, في نفس المكان الذي ذكر فيه حديث الثقلين: (لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر), أي حدد أهل البيت المطهّرين.
وقال إمام أهل السنة ابن حجر الهيتمي: كلمة الثقلين تعني حفظ الدين؛ لأنه كما أن الجن والأنس بهما حفظ الكون, فبأهل البيت والقرآن والسنّة، أو القرآن أولاً ثم السنة ثانياً ثم أهل البيت ثالثا, حفظ الدين يكون بالاثني عشر قال ـ صلى الله عليه وآله ـ: «لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر», وقال شرّاح هذا الحديث الذي في صحيح الإمام مسلم, ذكره (يعني: حديث الاثني عشر) في غدير خم وذكر حديث الثقلين.
ألا يدل ذلك على أن النبي كان حكيماً أم لا؟ فلذلك المسألة واضحة, وعندما يأتي (حديث الاثني عشر) سوف أثبت لك الأدلة القوية من كتب أهل السنة ومن كتب الوهابية في أن الحق مع الاثني عشرية, ولكن الآن ليس مجاله, وتفضل معك المايك.
السيد رفيق:
تفضل شيخ عثمان معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
الرجل يسأل زيد بن أرقم: من أهل بيته الذين أمر التمسك بهم والتعلق بهم الذين هم عدل القرآن (الثقل الثاني)، من يا زيد بن أرقم؟ يقول له: لا أجيبك عن حكم فقهي! أهل البيت: آل علي وآل عباس وآل عقيل وآل جعفر! هذا كلام في الحقيقة يعني غير مقبول أصلاً يا دكتور, ثم تقول: ارجع إلى شروح مسلم أكثر من خمسين شرحاً! يا أخي أنا لا أعرف خمسين شرحاً لمسلم وأنا سنّي!
كذلك تقول: إذن هما الثقلان, وهذا هو الثقل الثاني! لا تخرج عن الموضوع! ألست تريد (حديث الكساء), تريد (حديث الثقلين), لا مانع تحدث عن (حديث الثقلين) لنر هل يدعو إلى التشيع؟ لماذا لم يتشيع الإمام مسلم تفضل.
السيد رفيق:
تفضل سماحة الدكتور السيد عصام معك المايك.
السيد عصام:
بسم الله الرحمن الرحيم, فقط أنا في (حديث الكساء) ما زال عندي جلسات كثيرة في (حديث الكساء), ولكن أنا عرّجت إلى (حديث الثقلين) لأنك ذكرته، لأنك ذكرت (حديث الثقلين), وهو حديث زيد بن أرقم, قلت: إنه لا يوجد فيه أهل البيت! أنا نقلت لك وقرأت لك الحديث في مسلم، ذكر أهل البيت, ثم قال: [أذكركم في أهل البيت] أنا رديت على كلامك فقط.
وأنت قلت: إنه لم يسأل زيد بن أرقم من أهل بيته الذين يتمسك بهم! لم يسأل عن دائرة المطهرين من أهل البيت! وهذا صحيح, وأنت تؤيد كلامي, لم يسأل هكذا، سئل: من أهل البيت بشكل مطلق, فوضح زيد بن أرقم بالإجابة المعروفة, آل علي وآل عباس.. لم يسأل: من هم المطهرون من أهل البيت, بل سئل: من أهل بيته؟ فقال: أهل بيته من حرم الصدقة بعده. واضح أنّه يتحدث عن قضيّة التحريم. من حرم عليهم الصدقة؟ فوضّح زيد كلام السائل, ففهمنا من إجابة زيد بن أرقم أنه يعني في كلمة أهل البيت هنا من حرم عليهم الصدقة, لا أهل البيت الذين هم عدل القرآن، الذين ذكرهم النبي بعد أن ذكر حديث الثقلين كما في صحيح مسلم, قال: [لا يزال الدين محفوظاً باثني عشر].
أتريد أنت أن توسع دائرة المطهّرين من أهل البيت وتجعل كل من هبّ ودبّ من أهل البيت المطهرين؟
أتريد أن تخلط بين دائرة المطهرين من أهل البيت ودائرة غير المطهرين من أهل البيت؟!
لماذا لم يوسع القرآن هذه المسألة ويجعل قضية آل إبراهيم المطهرين المصطفين لكل من هب ودبّ من آل إبراهيم؟!
لماذا اصطفى الله من آل إبراهيم إسماعيل وإسحاق؟
لماذا اصطفى الله من آل عمران مريم؟
لماذا تريدون أن تجعلوا دائرة أهل البيت المطهّرين لكل من هبّ ودبّ؟!
أنا أقول: أهل البيت المطهّرين, نعم, هؤلاء أهل البيت ذرية الحسن والحسين, لكنهم معاذ الله أن يكونوا كلهم من المطهرين! معاذ الله أن يكونوا كلهم الثقل الأصغر بعد القرآن والسنة! هذه حقيقة هل أنت تريد أن تساوي بين مريم وبين بقية نساء آل عمران؟ هل تريد أن تساوي بين فاطمة وبين بقية نساء بني هاشم؟
أريد فقط.. أننا قبل أن ننتقل إلى حديث آخر غير حديث الكساء, أنا لي كلام كثير, القضية ليست سهلة كما تتصور, إنها قضية تحول من الوهابية إلى الاثني عشرية! قضية انتقال.
آية التطهير لن نمر عليها مرور الكرام, لا والله! لي وقفة معها كبيرة, القضية عندما كنا وهابية كنا نمر عليها مروراً بطيئاً؛ لأننا لم نكن نتأمل في فضائل أهل البيت, أما وقد أصبحت آية التطهير من أسباب تحول الكثير من الوهابية والكثير من أهل السنة إلى الاثني عشرية. من هنا أريد أن نقف وقفة لتعرف أن لأهل البيت كلمةً في آية التطهير؛ فأهل البيت لم يمروا على آية التطهير مرور الكرام! أنت تنظر إليها كما كنت أنظر إليها عندما كنت وهابياً؛ كنت اودندن فيها بسرعة! ولم أكن أتأمّل في قوله تعالى: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً) صدق الله العظيم!
أما الآن أصبحت أنظر إليها بنظرة علمية وعملية, ما معنى (إنما) هل تفيد الحصر أم لا تفيد الحصر؟ ليذهب تأكيدا آخر.. ويطهركم تطهيراً تأكيد ثالث, وأمر رابع من هم؟ ولماذا هذا الحصر؟ وكيف حدث؟ ولماذا أخذ الإمام الطحاوي برأي الاثني عشرية؟ ولماذا أخذ الشيخ عثمان الخميس برأي ابن تيمية؟ ولماذا ترك رأي بعض أهل السنة وترك رأي الإمام الطحاوي؟ ولماذا اتهمنا نحن الاثني عشرية بالبدعة لأنهم أخذوا برأي الإمام الطحاوي؟ هل اتباع الإمام الطحاوي بدعة من البدع؟ يجب أن نقول وأنا أقول لك: إن الحوار معي ومعك سوف يدوم (مئات) الجلسات, لماذا؟ أنا قلت لك من البداية آية.. آية.. رواية.. رواية، وفي كل آية لديّ (مئة) نقطة, وفي كل نقطة لدي نقاط كثيرة؛ لأنني أعرف القضية ليست قضية سهلة, تفضل معك المايك.
سماحة الشيخ عثمان:
بسم الله الرحمن الرحيم, نعود إلى حديث زيد بن أرقم وكلام فضيلة الشيخ الدكتور عصام؛ إنه سئل: من أهل بيته بشكل مطلق.
طيب إذن سئل بشكل مطلق حديث النبي! هكذا يكون الكلام؟ يتعامل العرب كلامك غير مقبول أبداً كلام غير مقبول أبداً لا أكاديمياً ولا شعبياً! وحتى في كلام الناس العاديين أبداً ينسب إليهم شيئاً لم يقولوه, ثم يقول: فهمنا من كلامه هذا الأمر.
ثانياً: أنت تقول: لما كنت وهابياً.
بالله عليك أنت الآن لما كنت وهابيا ـ كما تقول إن كنت صادقا في قولك هذا ـ كنت تقول أكفر الاثني عشرية, ولما صرت اثني عشرياً قلت الآن عرفت الاثني عشرية! دلّ على أنك كنت عندك غلو في فهم الدين, هل تكفر الناس وأنت لا تعرفهم؟ كيف كنت تكفرهم قبل أن تعرفهم ثم عرفتهم بعد ذلك؟ هذه الأشياء والله ما عرفتها يوماً ولا التفت إليها يوماً! أنت هذا المنهج الذي تنهجة في مناظرتك معي والله ما عرفناه ولا سمعنا به أبداً! وإنما هذا منهج تلفيقي لا يُقبل أبداً في أن يطرح فيه أطروحة علمية, ونقاشا علمياً. ذكر بعده حديث الاثني عشر, أين ذكر ذلك؟ تقول: أهل بيتي. لماذا أخفيتها؟ ما أخفيت شيئاً, بل ذكرت أهل بيتي, وأنا قلتها أوّل أسبوع عندما سألتني من هم الثقلان أجبني من هم الثقلان؟ فقلت لك: الكتاب وأهل البيت! قال: إني لم أقولها! فأنا أقولها ولا أستحي منها, بل والله أرفع رأسي بها, وأتقرب إلى الله تبارك وتعالى بحبهم ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ. والآن أنت تعيد مرة ثانية وتكرر حديث الكساء, حديث الكساء تتكلم عنه كثيراً, ماذا في حديث الكساء؟ ماذا في آية التطهير؟ لماذا صرت شيعياً حتى ننتهج منهجك, نريد أن نكون شيعة والله نريد أن نكون من شيعة علي ـ رضي الله عنه ـ , والله إن كان منهجك نريد أن نكون شيعة, والله نريد أن نكون من شيعة علي ـ رضي الله عنه ـ , والله إن كان منهجك هو منهج علي ـ رضي الله عنه ـ فو الله نضع يدنا في يدك, والله نرجو أن نكون من شيعة علي ـ رضي الله عنه ـ ونسأل الله تبارك وتعالى أن نكون كذلك, ونحن كذلك! والله نرجو أن نكون من شيعة علي أو من شيعة عثمان أو من شيعة عمر أو شيعة أبي بكر ـ رضي الله عنهم أجمعين ـ!! ولذلك أنت لا تجيب على الكلام الذي وجهته لك لما قلت زيد بن أرقم قال كذا.
ادخل في الموضوع إذا لا تتكلم الآن عن دلالة حديث الكساء سأخرج عن الموضوع وأتكلم بحديث آخر حتى لا يضيع وقت الناس, في الحقيقة أنا أرى إنّ الوقت يمرّ سريعاً, وهو محسوب علينا وعليك؛ اتق الله في هؤلاء الذين يسمعون كلامي وكلامك ولا يجدون شيئاً نخرج منه بفائدة, حتى يضع الشيعي يده بيد السني ويدخلان مسجد السنة أو يدخلان الحسينية. المهم أن يتفقا, أن يصيرا جسداً واحداً ضد أعداء الله تبارك وتعالى؛ فلنحاول أن نفعل هذا؛ فأرجو أن لا يكون هناك تقليب للكلام؛ لأن هذه الطريقة ليست طريقة لإنسان يريد أن يصل إلى الحقيقة. أنت الشيعة لا تعرف شيئا عنهم, والآن لعلك تتكلم عن السنة وأنت لا تعرف شيئاً عنهم وتتكلم عن شروح مسلم الخمسين شرحاً وأنت لا تعرف شيئاً عنها! وتتكلم عن زيد بن أرقم وأنت لا تعرف شيئاً عنه! وتنسب إليّ الكلام وأنت لا تعرف شيئاً عني؛ أرجو أن تكون هناك دقة في طرح المواضيع أكثر من ذلك بكثير, وتفضلوا.
السيد رفيق:
طيب تفضل سماحة الدكتور السيد عصام.
السيد عصام:
جزاك الله خيراً على هذه الاتهامات, إنني أقلب الكلام حسب الأهواء والتحكّم, لا ينبغي أن يكون هذا ظنك بي! يجب أن تحسن الظن. أنت قلت في البداية: أنا لا أعرفه, فلا تطعن في شخص لا تعرفه, تعرّف عليه ثم بعد ذلك احكم عليه.
لا ينبغي لك أن تطعن في أخلاقي وأنت لا تعرفني! وأنا كذلك لا أعرفك في الحقيقة, ولكن أنا أحسن الظن بك, لأنك مسلم, ومن هنا عندما قالوا لي لماذا تسميه الشيخ عثمان وتصفه بالجليل؟ قلت: أنا دائماً أحسن الظن بالمسلم, وأنا أعرف الكثير من أصدقائي من الوهابيين, عمي وأخواني وزوجتي وأخواتي, وأرى بعضهم يفوقني بالتدين وبعضهم يفوقني في العلم. فلذلك أنا أحسن الظن بالوهابيين؛ لأني لو أسأت الظن بهم سوف أسيء الظن بأقربائي وأصدقائي؛ فأرجوك يا أخي لا تتهمني ولا تقول ما لم أقلة! أنت تقول: قوّلتني أقوالاً, وفي الحقيقة أنت قوّلتني أقوالاً, يعني لا أدري هل أن المستمعين سيحكمون بالعدل. ثم يا أخي ماذا قلت حتى تشنّ عليّ هذه الحملة الشديدة! ولكن عفا الله عنك وجزاك الله خيراً.
وأما مسألة النقاش حول حديث الثقلين فانا فقط استدركت ورددت على كلامك, ولي مع حديث الثقلين وقفة كبيرة ربما تدوم أكثر من عشرين جلسة, وإن شاء الله عندما يأتي هذا الموضوع (موضوع حديث الثقلين) سنناقشه.
أما فيما يتعلق بحديث الكساء أنت سئلت قلت: إنه من قال من علماء أهل السنة إنّ المطهرين من أهل البيت في زمن النبي هم الأربعة؟
سأذكر لك ذلك, قال العلاّمة أبو بكر في كتابه المعروف «كشف الصادي»: «والذي قال به الجماهير من علماء أهل السنة وقطع به أكابر الأئمة, وقامت به البراهين, وتظافرت به الأدلة؛ إن أهل البيت المرادين في الآية هم سيدنا علي وفاطمة وابناهما ـ رضي الله عنهم ـ وتخصيصهم بذلك منه (من النبي) ما كان إلاّ عن أمر إلهي ووحي سماوي] وقال أيضاً: [والأحاديث في هذا الباب كثيرة, وبما أوردته منها يعلم قطعاً أنّ المراد بأهل البيت في آية التطهير هم علي وفاطمة وابناهما ـ رضوان الله عليهم ـ. ولا التفات إلى ما ذكره صاحب روح البيان من أن تخصيص الخمسة المذكورين ـ رضوان الله عليهم ـ بكونهم أهل البيت من أقوال الشيعة؛ لأن ذلك محض تهور ويقتضي العجب!».
إذن فالقضية ليست قضية اثني عشرية, فهذا كلام ذلك الإمام والعالم السني.
وكذلك ذكر الإمام الطبري عند تفسيره لآية التطهير أن أهل التأويل من أهل السنة عند تبيين معنى كلمة أهل البيت انقسموا إلى قسمين؛ قسم منهم قالوا: إنهم علي وفاطمة والحسن والحسين, وقال آخرون: نساء النبي.
إذن فالقضية.. لا تقل لي: إنه أنت كيف تحولت؟ ولماذا تحولت؟ ولماذا انتقلت من رأي الوهابية إلى رأي الاثني عشرية؟ ألاّ يكفي هذا أن الإنسان يتحول, وأنا قلت لك: إني ما زلت في رأس الهرم (هرم الاثني عشرية), أنا عندي (مئات) الروايات التي نقلتني من الوهابية إلى الاثني عشرية. فالآن لا تستعجل, الآن مازلت في الخطوة الأولى فقط, وما زلت في حديث الكساء, ما زال عندي أحاديث كثيرة سوف تبين لك لماذا تحولت! فلا تستعجل! والعجل زلل, والعجلة من الشيطان؛ فلا تستعجل, سوف أأتي بما لم تسمع به, حتى تقول أو يقول أحد المستمعين: أشهد لله أن الحق مع الاثني عشرية؛ فلا تستعجل يا أخي. أنا الحمد الله كنت إماماً في مسجد (الأسطى), في مسجد وهابي, لم أكن جاهلاً!! الحمد لله عندما انتقلت من الوهابية.
أما مسألة التكفير وأنني كنت أكفّر الاثني عشرية عندما كنت وهابياً, فقد وقع في هذا الخطأ الكثير من الوهابية في تكفير الاثني عشرية وأخطأوا, لذلك فاحتمل لي من العذر ما تحتمل به لغيري, والمؤمن يحتمل لأخيه معاذير كثيرة, وأنا أخوك في الله قبل كل شيء. كنت في نفس المدرسة التي تتبناها, ولكن ماذا أصنع إذا كانت كتب أهل السنة تصيح بأعلى صوتها عليكم باتباع خلفاء النبي الاثني عشر؟!! ماذا أصنع إذا وجدت مسلم يعقد باب الخلفاء الاثني عشر؟! ماذا أصنع إذا وجدت مسلم يأتي بحديث الكساء؟!! ماذا أصنع إذا وجدت مسلم يأتي بحديث الثقلين ويذكره في باب فضائل الإمام علي؟! ولكن لا تتعجل سوف أجيبك عن كل نقطة نقطة, ولا تتصور أنني انتقلت إلى الاثني عشرية بسبب آية التطهير, بل هي أحد أسباب انتقالي, وهنالك أسباب أُخرى كثيرة.
وأنا والحمد لله اسأل عني في؟ اليمن اسأل عن أسرتي؟ اسأل عن عصام العماد؟ لست شخصاً مغموراً! سترى أنه ـ والحمد لله ـ ما اشتهرت بالكذب, ولا اشتهرت بالحيلة! اسأل عني حتى (الأخ أبي أحمد البكري) الآن هو الحكم بيني وبينك؛ قل له ماذا يعرف عن السيد عصام في اليمن؟ الحمد لله لم أشتهر بالكذب ولا بالفساد, منذ نعومة أظافري وأنا مشغول بالعلم وبحلقات العلم إلى أن بدأت أدرّس إلى أن أصبحت إمام جامع (الأسطى)؛ فأرجوك لا تطعن في إنسان لا تعرفه! وأنت قلت: أنا لا أعرفه! لا تعرفني إذن اتق الله! كيف تحكم عليّ أنني كذاب وأنت لا تعرفني؟
والآن أعود للبحث من جديد قال كذلك المسعودي: وهؤلاء هم أهل الكساء. فهم المراد من الآيتين (أي المباهلة والتطهير). وقال أبو منصور ابن عساكر الشافعي بعد ذكر قول أم سلمة: [وأهل البيت رسول الله وعلي وفاطمة والحسن والحسين، هذا حديث صحيح, والآية خاصة في هؤلاء المذكورين].