• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

إيمان ابي طالب عليه السلام

قلت: نعم.. لقد اختلف المؤرخون في إيمان أبي طالب (ع) ولكن المحقق المنصف يعرف إن القول بكفر أبي طالب وشركه صادر من أعداء الإمام علي (ع) ومناوئيه من الخوارج والنواصب، أرادوا بذلك الحط من كرامة الإمام علي (ع)، وتنزيل مقامه المنيع، وتقليل شأنه الرفيع.
ثم إن بعض الأعلام قد نقلوا هذا الخبر من غير تحقيق وتدبر، وتناقله آخرون من كتاب إلى كتاب بغير تعمق وتفكر، حتى آل اليوم إليكم، وأنتم تنقلونه وترسلونه إرسال المسلمات، ولو كنتم تتدبرون في الأخبار، وتنقلون الروايات بعد التحقيق، مما تفوهتم بهذا الكلام، وما قلتم إن أبا طالب (ع) مات مشركا إذ أن جمهور علماء الشيعة وأهل البيت (ع) الذين جعلهم النبي (ص) أعلام الهداية وعدل القرآن الحكيم، وكذلك كثير من أعلامكم مثل ابن أبي الحديد، وجلال الدين السيوطي، وأبي القاسم البلخي، والعلامة أبي جعفر الإسكافي، وآخرين من أعلام المعتزلة، والعلامة الهمداني الشافعي، وابن الأثير، وغيره ذهبوا إلى أن أبا طالب عليه السلام أسلم في حياته واعتنق الدين الحنيف ومات مؤمنا، بل اعتقاد الشيعة في أبي طالب (ع) انه آمن بالنبي (ص) في أول الأمر، وأما إيمانه بالله سبحانه كان فطريا ولم يكفر بالله طرفة عين، وكما في الأخبار المروية عن أعلام العترة وأهل البيت (ع) ، أنه لم يعبد صنما قط، وكان على دين إبراهيم الخليل (ع) وهو يعد من أوصيائه.
وأما قول أعلامكم ومؤرخيكم وعلمائكم المحققين منهم أنه أسلم، فقد قال ابن الأثير في كتاب جامع الأصول: وما أسلم من أعمام النبي غير حمزة والعباس وأبي طالب عند أهل البيت (ع).
ومن الواضح أن إجماع أهل البيت (ع) مقبول عند المسلمين ولا يحق لمؤمن أن يرده، لأن النبي (ص) جعلهم عدل القرآن، وارجع إليهم المسلمين في الأمور التي يختلفون فيها، وجعل قولهم الفصل والحجة والحق، وقال (ص): ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا. فجعل كلام الله وأهل البيت أمانا من التيه والضلال.
وعلى القاعدة المشهورة: أهل البيت أدرى بما في البيت، فهم أعلم بحال آبائهم وتاريخ حياة أسلافهم.
فالغرابة والعجب منكم إذ تتركون قول أهل البيت الطيبين (ع)، وتتركون قول أمير المؤمنين وسيد الصديقين والصادقين الذي شهد الله ورسوله بصدقه وتقواه، ثم تأخذون كلام المغيرة بن شعبة الفاجر وتصدقون بني أمية والخوارج والنواصب، المخالفين والمناوئين للإمام علي (ع)، الذين دعاهم الحقد والحسد، إلى جعل الأخبار والروايات الموضوعة، للحط من كرامة الإمام علي (ع) وتصغير شخصيته العظيمة، وللأسف إنكم تتمسكون بتلك الأخبار الموضوعة من غير تدبر وتحقيق، وترسلونها إرسال المسلمات، وتؤكدون على صحتها بغير علم أتاكم.
قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج14/65، ط دار إحياء التراث العربي:
و اختلف الناس في إيمان أبي طالب، فقالت الإمامية و أكثر الزيدية: ما مات إلا مسلما. و قال بعض شيوخنا المعتزلة بذلك، منهم الشيخ أبو القاسم البلخي و أبو جعفر الإسكافي و غيرهما.
أقول: والمشهور عندنا أنه ما تظاهر بالإسلام بل أخفى ذلك ليتمكن من نصرة رسول الله (ص) والذب عنه، فإن المشركين من أهل مكة وقريش، كانوا يراعون ذمته ويقفون عند حدهم إذا نظروا إليه، فكانوا يهابون، ويعظمون جانبه إذ كانوا يحسبوه منهم.
الشيخ عبد السلام: أما سمعتم الحديث المروي عن النبي (ص) في عمه أنه قال: إن أبا طالب في ضحضاح من نار.
قلت: هذا الحديث مثل كثير من الأحاديث المروية في كتبكم، موضوع وكذب وافتراء على النبي الكريم (ص). فلا يخفى على المحقق البصير، والمنصف الخبير، أن هذا الحديث وما شاكله مجعول وموضوع افتراه أعداء محمد وآل محمد (ع)، وذلك في عهد الأمويين وخاصة معاوية بن أبي سفيان الذي خصص أموالا طائلة لهذا الغرض الإلحادي. ولو عرفتم راوي هذا الخبر وفسقه وفجوره، ما شككتم في كذبه وافترائه وعدم صحة أخباره.
فإن الراوي هو المغيرة بن شعبة، من ألد أعداء الإمام علي (ع) وهو الذي اتهم بالزنا في البصرة وشهد عليه ثلاثة من الشهود عند عمر، ولما أراد الرابع أداء الشهادة، قاطعه عمر بجملة فأبى الرابع من أدائها، فخلص المغيرة، وأقام الحد على الشهود(36).
ثم نجد في رواته، عبد الملك بن عمير، وعبد العزيز الراوردي، وسفيان الثوري، الذين عدهم علماؤكم المتخصصين بعلم الرجال في الجرح والتعديل، مثل الذهبي في ميزان الاعتدال: ج2/ عدهم من الضعفاء ورد رواياتهم، بل عد سفيان الثوري من المدلسين الكذابين.
فلا أدري كيف تعتمدون على رواية أولئك الكذابين الوضاعين؟!

___________________
36- لقد نقل هذا الخبر ابن ابي الحديد في شرح نهج ‏البلاغة: ج12/227 ط دار احياء ‏التراث الكتب العربية، قال: (الطعن السادس في عمر) أنه عطل حد الله في المغيرة ‏بن شعبة لما شهد عليه بالزنا و لقن الشاهد الرابع الامتناع عن الشهادة اتباعا ‏لهواه فلما فعل ذلك عاد إلى الشهود فحدهم و ضربهم.‏
فبعد نقله الاقوال، قال في صفحة 231: أما المغيرة فلا شك عندي أنه زنى بالمرأة ‏و لكني لست أخطئ عمر في درء الحد عنه و إنما أذكر أولا قصته من كتابي ابي ‏جعفر محمد بن جرير الطبري و ابي الفرج علي بن الحسن الأصفهاني ليعلم أن ‏الرجل زنى بها لا محالة ثم أعتذر لعمر في درء الحد عنه. فروى ابن ابي الحديد ‏القصة بالتفصيل ثم قال في صفحة 239: فهذه الأخبار كما تراها تدل متأملها على ‏أن الرجل زنى بالمرأة لا محالة و كل كتب التواريخ و السير تشهد بذلك.‏
ثم نقل عن الأغاني خبرين آخرين، قال أبو الفرج بعدهما وحكاه عنه ابن ابي الحديد ‏في صفحة 241: و إنما أوردنا هذين الخبرين ليعلم السامع أن الخبر بزناه كان شائعا ‏مشهورا مستفيضا بين الناس.‏
أقول: هؤلاء الفسقة الفجرة، المغيرة وأصحابه وأشباهه كانوا يضعون الأخبار ويفترون ‏على الإمام علي (عليه السلام) وكل من ينسب إليه إرضاء لرغبات معاوية، ‏فيشترون مرضات المخلوق بسخط الخالق. ‏
((المترجم))


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page