قلت: إذا كان كذلك، يجب أن تفكروا في عدم مبايعة الإمام علي (ع) لأبي بكر في أول الأمر، بل اعترض على خلافته اعتراضا شديدا.
والمفروض أن المتقي ولا سيما إمام المتقين، لا يترك الحق ولا يعارضه، وحديث رسول الله (ص) الذي نقلته لكم في بعض الليالي الماضية إذ قال (ص): علي مع الحق والحق مع علي حيثما دار.
فإذا كانت خلافة أبي بكر حقا! فلماذا وكيف لا يبايعه الإمام علي (ع)؟
بل عارضه بشدة، حتى انتهى الأمر إلى اقتحام دار فاطمة وعلي، وآل الهجوم إلى قتل الجنين ـ محسن ـ ووفاة السيدة فاطمة (ع) و....
[ وقد ذكرنا ذلك بالتفصيل في الليلة الماضية، مع ذكر المصادر من كتبكم ] وإذا كانت خلافة أبي بكر باطلا وخلافا، فلماذا أنتم تتمسكون بالباطل على يومنا هذا؟
الشيخ عبد السلام: إني أتعجب من كلام الشيعة حيث يقولون: سيدنا علي كرم الله وجهه لم يبايع أبا بكر (رض)، فقد ذكر المؤرخون كلهم حتى مؤرخيكم: بأن سيدنا علي كرم الله وجهه بايع أبا بكر بعد وفاة فاطمة الزهراء، ولم يخالف الإجماع.
قلت: العجب في كلامك هذا، وكأنك نسيت حديثنا وحوارنا في الليالي الماضية، حيث أثبتنا انه (ع) أجبر وأكره على البيعة، فعدم رغبته وعدم مطاوعته في بيعة أبي بكر دليل على بطلان خلافته، ثم أنت تعترف بأنه (ع) ما بايع إلا بعد وفاة الزهراء سيدة النساء (ع)، وصرح أعلامكم كالبخاري ومسلم وغيرهما أن وفاتها كانت بعد وفاة النبي (ص) بستة أشهر، فهل في هذه المدة كان علي (ع) تاركا للحق وسالكا غير سبيل المتقين؟!
الشيخ عبد السلام: لقد كان سيدنا علي كرم الله وجهه أعرف من غيره بتكليفه ولا يجوز لنا أن نتدخل في خلافات الصحابة ونجدد قضايا مرت عليها الدهور والقرون!!
قلت: إن هذا الكلام انهزام من الواقع والحق وليس بجواب مرضي في الحوار، لأن تلك الخلافات تمسنا أيضا. إذ يجب على كل مسلم بل كل إنسان أن يبحث عن الحقائق، ويلتزم بالحق، ويعتنقه، ويصدق الواقع المعلوم، ويبتعد عن المكذوب الموهوم.
الشيخ عبد السلام: إذا أردت بهذا الاستدلال والبرهان أن تبين أن أبا بكر (رض) كان باطلا وخلافته كانت غير مشروعة ومناقضة لدين الله فلماذا سكت وسكن الإمام علي كرم الله وجهه! بل كان عليه أن ينهض ويثور على الخليفة وأنصاره، ويسترجع حقه ويبطل الباطل، وهو ذلك الشجاع الذي لا تأخذه في الله لومة لائم.
فاقضوا أيها المنصفون!!
- الزيارات: 2151