كلا . إن رثاء رواد الحقائق لا كرثاء الميت العادي الذي يعني رثاؤه ختم حياته ودوره وإعطاءه اعتباره وكفى ثم إهالة التراب وغلق قبره..
إن رثاء رواد الحقائق هو إثراء للقيم والمفاهيم ذلك لأنهم شهداء بكل ما للكلمة من معنى.. فعلي الأكبر إذ يترنح أرضاً وأضحى طريح رمال ربى الطف يظلله فسطاط الشهداء إلى جانب الذين صرعوا ممن قد سبقوا عليّاً إذ هو في مرقده المقدس، كغيره كأبيه لم يزل فكراً نيراً ومثلاً شامخاً سامياً، ومن شأن الفكر والقضية المبدئية أن لا تنالها يد السوء والردى إن نالت الجسم والجسد.

هكذا يرثيه الشيخ العاملي - كما رثاه شيخ آخر بقوله:

وللسيد ابراهيم الطباطبائي قصيدة منها:

اننا ننتقي مقاطع أدبية شعرية قصيرة دون أن نطيل . ولم يكن هؤلاء شعراء محترفون للشعر، بل إنّ هذا ما جادت به قرائح علماء وأدباء شغفوا بحب أهل البيت، واستغرقوا في تصور أنشطتهم، والوقوف على أحداثهم وبطولاتهم، وروائع مواقف ثباتهم المبدئي.

ولنتمثل بأبيات أبي تمام حول علي الأكبر (عليه السلام):

___________________________________________________
1-لأبي الحسن التهامي أبيات يرثي بها ولده وهكذا يقول:
يا كوكباً ما كان أقصـر عمره وكذاك عمر الكواكب الاسحار
وهلال أيام مضى لـم يستـدر بدراً ولم يمهل لوقت سـرار
عجل الخسوف عليه قبل أوانه فمحـاه قبل مظـنه الإبـدار
فكـأن قلبـي قـره وكــأنه في طيه سـر من الأسـرار
فإذا كان يصف ولده بالكوكب والهلال فماذا عساه يصف علياً لو رآه وماذا عسى الشعراء أن يقولوا بعلي أو ما عسى أن يقول أبوه أبياتاً فيه.

أضف تعليق

الاسم

العنوان

تحديث

أرسل

إلغاء