• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الدعاء ألاول من ادعية الصحيفة في التَّحْميدِ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ

وَكانَ مِنْ دُعائِهِ عَلَيْهِ السَّلامُ اِذَا ابْتَدَءَ بِالدُّعاءِ بَدَءَ بِالتَّحْميدِ لِلّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالثَناءِ عَلَيْهِ
اَلْحَمْدُ لِلّهِ الاَْوَّلِ بِلا أَوَّل كانَ قَبْلَهُ، وَالاْخِرِ بِلا آخِر يَكُونُ بَعْدَهُ، الَّذي قَصُرَتْ عَنْ رُؤْيَتِهِ أَبْصارُ النّاظِرينَ، وَعَجَزَتْ عَنْ نَعْتِهِ أَوْهامُ الْواصِفينَ.
اِبْتَدَعَ بِقُدْرَتِهِ الْخَلْقَ ابْتِداعاً، وَاخْتَرعَهُمْ عَلى مَشِيَّتِهِ اخْتِراعاً، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمْ طَريقَ إِرادَتِهِ، وَبَعَثَهُمْ في سَبيلِ مَحَبَّتِهِ، لايَمْلِكونَ تَأْخيراً عَمّا قَدَّمَهُمْ إِلَيْهِ، وَلا يَسْتَطيعُونَ تَقَدُّماً إِلى ما أَخَّرَهُمْ عَنْهُ، وَجَعَلَ لِكُلِّ رُوح مِنْهُمْ قُوتاً مَعْلُوماً مَقْسُوماً مِنْ رِزْقِهِ، لا يَنْقُصُ مَنْ زادَهُ ناقِصٌ، ولا يَزيدُ مَنْ نَقَصَ مِنْهُمْ زائِدٌ.
ثُمَّ ضَرَبَ لَهُ فِي الْحَياةِ أَجَلاً مَوْقُوتاً، وَنَصَبَ لَهُ أَمَداً مَحْدُوداً، يَتَخَطّى إِلَيْهِ بِأَيّامِ عُمُرِهِ، و يَرْهَقُهُ بِأَعْوامِ دَهْرِهِ، حَتّى إِذا بَلَغَ أَقْصى أَثَرِهِ، وَاسْتَوْعَبَ حِسابَ عُمُرِهِ، قَبَضَهُ إِلى ما نَدَبَهُ
إِلَيْهِ مِنْ مَوْفُورِثَوابِهِ، أَوْ مَحْذُورِ عِقابِهِ (لِيَجْزِيَ الَّذينَ أَسَاءُوا بِما عَمِلُوا وَيَجْزِيَ الّذينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنى )عَدْلاً مِنْهُ، تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ وَتَظاهَرَتْ آلاؤُهُ (لا يُسْأَلُ عَمّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ).
وَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي لَوْ حَبَسَ عَنْ عِبادِهِ مَعْرِفَةَ حَمْدِهِ عَلى ما أَبْلاهُمْ مِنْ مِنَنِهِ الْمُتَتابِعَةِ، وَأَسْبَغَ عَلَيْهِمْ مِنْ نِعَمِهِ المُتَظاهِرَةِ، لَتَصَرَّفُوا في مِنَنِهِ فَلَمْ يَحْمَدُوهُ، وَتَوَسَّعُوا في رِزْقِهِ فَلَمْ يَشْكُرُوهُ، وَلَوْ كانُوا كَذلِكَ لَخَرَجُوا مِنْ حُدُودِ الاِْنْسانِيَّةِ إِلى حَدِّ الْبَهيمِيَّةِ، فَكانُوا كَما وَصَفَ في مُحْكَمِ كِتابِهِ (إِنْ هُمْ إِلاّ كَالاَْنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبيلاً ).
وَالْحَمْدُ لِلّهِ عَلى ما عَرَّفَنا مِنْ نَفْسِهِ، وَأَلْهَمَنا مِنْ شُكْرِهِ، وَ فَتَحَ لَنا مِنْ أَبْوابِ الْعِلْمِ بِرُبوبِيَّتِهِ، وَ دَلَّنا عَلَيْهِ مِنَ الاِْخْلاصِ لَهُ في تَوْحيدِهِ، وَ جَنَّبَنا مِنَ الاِْلْحادِ وَالشَّكِّ في أَمْرِهِ، حَمْداً نُعَمَّرُ بِهِ في مَنْ حَمِدَهُ مِنْ خَلْقِهِ، وَنَسْبِقُ بِهِ مَنْ سَبَقَ إِلى رِضاهُ وَعَفْوِهِ، حَمْداً يُضيءُ لَنا بِهِ ظُلُماتِ الْبَرْزَخِ، وَيُسَهِّلُ عَلَيْنا بِهِ
سَبيلَ الْمَبْعَثِ، وَيُشَرِّفُ بِهِ مَنازِلَنا عِنْدَ مَواقِفِ الاَْشْهادِ (يَوْمَ تُجْزى كُلُّ نَفْس بِما كَسَبَتْ وَهُمْ لايُظْلَمُونَ )، (يَوْمَ لايُغْني مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَ لاهُمْ يُنْصَرُونَ ).
حَمْداً يَرْتَفِعُ مِنّا إِلى أَعْلى عِلِّيِّينَ (في كِتاب مَرْقُوم * يَشْهَدُهُ الْمُقَرَّبُونَ ). حَمْداً تَقَرُّ بِه عُيُونُنا إِذا بَرَقَتِ الاَْبْصارُ، وَتَبْيَضُّ بِهِ وُجوُهُنا إِذَا اسْوَدَّتِ الاَْبشارُ، حَمْداً نُعْتَقُ بِهِ مِنْ أَليمِ نارِ اللّهِ إِلى كَريمِ جِوارِ اللّهِ، حَمْداً نُزاحِمُ بِهِ مَلائِكَتَهُ الْمَقَرَّبينَ، وَنُضامُّ بِهِ أَنْبِياءَهُ الْمُرْسَلينَ، في دارِ الْمُقامَةِ الّتي لاتَزُولُ، وَمَحَلِّ كَرامَتِهِ الَّتي لاتَحُولُ.
وَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي اخْتارَ لَنا مَحاسِنَ الْخُلْقِ، وَأَجْرى عَلَيْنا طَيِّباتِ الرِّزْقِ، وَجَعَلَ لَنَا الْفَضيلَةَ بِالْمَلَكَةِ عَلى جَميعِ الْخَلْقِ، فَكُلُّ خَليقَتِهِ مُنْقادَةٌ لَنا بِقُدْرَتِهِ، وصائِرَةٌ إِلى طاعَتِنا بِعِزَّتِهِ، وَالْحَمْدُ لِلّهِ الّذي أَغْلَقَ عَنّا بابَ الْحاجَةِ إِلاّ إِلَيْهِ، فَكَيْفَ نُطِيقُ حَمْدَهُ؟ أَمْ مَتى نُؤَدّي شُكْرَهُ؟ لا، مَتى؟
وَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي رَكَّبَ فينا آلاتِ الْبَسْطِ، وَجَعَلَ لَنا أَدَواتِ الْقَبْضِ، وَ مَتَّعَنا بِأَرْواحِ الْحَياةِ، وَأَثْبَتَ فينا جَوارِحَ الاَْعْمالِ، وَغَذّانا بِطَيِّباتِ الرِّزْقِ، وَأَغْنانا بِفَضْلِهِ، وَأَقْنانا بِمَنِّهِ، ثُمَّ أَمَرَنا لِيَخْتَبِرَ طاعَتَنا، وَنَهانا لِيَبْتَلِيَ شُكْرَنا، فَخالَفْنا عَنْ طَريقِ أَمْرِهِ، وَرَكِبْنا مُتُونَ زَجْرِهِ، فَلَمْ يَبْتَدِرْنا بِعُقُوبَتِهِ، وَلَمْ يُعاجِلْنا بِنِقْمَتِهِ، بَلْ تَأَنّانا بِرَحْمَتِهِ تَكَرُّماً، وَانْتَظَرَ مُراجَعَتَنا بِرَأْفَتِهِ حِلْماً.
وَالْحَمْدُ لِلّهِ الَّذي دَلَّنا عَلَى التَّوْبَةِ الَّتي لَمْ نُفِدْها إِلاّ مِنْ فَضْلِهِ، فَلَوْ لَمْ نَعْتَدِدْ مِنْ فَضْلِهِ إِلاّ بِها لَقَدْ حَسُنَ بَلاؤُهُ عِنْدَنا، وَجَلَّ إِحْسانُهُ إِلَيْنا، وَجَسُمَ فَضْلُهُ عَلَيْنا، فَما هكَذا كانَتْ سُنَّتُهُ فِي التَّوْبَةِ لِمَنْ كانَ قَبْلَنا، لَقَدْ وَضَعَ عَنّا ما لاطاقَةَ لَنا بِهِ، وَلَمْ يُكَلِّفْنا إِلاّ وُسْعاً، وَلَمْ يُجَشِّمْنا إِلاّ يُسْراً، وَلَمْ يَدَعْ لاَِحَد مِنّا حُجَّةً وَلاعُذْراً، فَالْهالِكُ مِنّا مَنْ هَلَكَ عَلَيْهِ، وَالسَّعيدُ مِنّا مَنْ رَغِبَ إِلَيْهِ.
وَالْحَمْدُ لِلّهِ بِكُلِّ ما حَمِدَهُ بِهِ أَدْنى مَلائِكَتِهِ إِلَيْهِ، وَأَكْرَمُ خَليقَتِهِ عَلَيْهِ، وَأَرْضى حامِديهِ لَدَيْهِ، حَمْداً يَفْضُلُ سائِرَ الْحَمْدِ، كَفَضْلِ رَبِّنا عَلى جَميعِ خَلْقِهِ، ثُمَّ لَهُ الْحَمْدُ مَكانَ كُلِّ نِعْمَة لَهُ عَلَيْنا وَ عَلى جَميعِ عِبادِهِ الْماضينَ وَالْباقينَ، عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ مِنْ جَميعِ الاَْشياءِ، وَمَكانَ كُلِّ واحِدَة مِنْها عَدَدُها أَضْعافاً مُضاعَفَةً، أَبَداً سَرْمَداً إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.
حَمْداً لامُنْتَهى لِحَدِّهِ، وَ لاحِسابَ لِعَدَدِهِ، وَلا مَبْلَغَ لِغايَتِهِ، وَلاَ انْقِطاعَ لاَِمَدِهِ، حَمْداً يَكُونُ وُصْلَةً إِلى طاعَتِهِ وَعَفْوِهِ، وَسَبَباً إِلى رِضْوانِهِ، وَذَريعةً إِلى مَغْفِرَتِهِ، وَطَريقاً إِلى جَنَّتِهِ، وَخَفيراً مِنْ نِقْمَتِهِ، وَأَمْناً مِنْ غَضَبِهِ، وَظَهيراً عَلى طاعَتِهِ، وَحاجِزاً عَنْ مَعْصِيَتِهِ، وَعَوْناً عَلى تَأْدِيَةِ حَقِّهِ وَوَظائِفِهِ.
حَمْداً نَسْعَدُ بِهِ فِي السُّعَداءِ مِنْ أَوْلِيائِهِ، وَنَصيرُ بِهِ في نَظْمِ الشُّهَداءِ بِسُيُوفِ أَعْدائِهِ، إِنّهُ وَلِيٌّ حَميدٌ.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page