• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

المرأة الصالحة والعطاء الإلهي


على نساءنا اليوم وفى عصرنا هذا أن يتعلمن مواقف الزوجات الصالحات المؤمنات الصادقات، مواقف العزم والثبات والإباء والإصرار على العقيدة والدين القيم، فالآن نواجه تحديات صعبة وقاسية على المجتمع, وفي هذا المنوال ظهرت ثمار النهضة الثقافية الاجتماعية فالمرأة اليوم تتحدي الثقافة المنحرفة والسياسة المنحرفة والإعلام والشعارات المزيفة.
فهل تسقط المرأة أمام التحديات؟ المرأة المؤمنة الصادقة في أيمانها لا تضعف ولا تهزم مهما كان حجم وضراوة التحديات لأنها واثقة بعطاء الله ونصره.
زوجة أخلصت لزوجها، ووقفت إلى جواره حينما غت عليه البلاء واشتد به المرض لسنين متطاولة فكانت متماسكة طائعة. إنها زوجة النبي أيوب الذي ضُرب به المثل في الصبر الجميل والعزم القويم والارتكان إلى خالقه، وقوله تعالى (نعم العبد انه أواب) فقد مدحه لأنه كان يلازم كمال معرفته في جنب الله تعالى وإصابة نضره في حق الاعتقاد والتبصر في سلوك العبودية والتخلص من الجمود على ظاهر الحياة الدنيا وزينتها فقد بسط الله له رزقه ومد له في ماله فكانت له ألوف مؤلفه من الغنم وحقول خصيبة، فلم يبخل نبينا الكريم بماله بل كان ينفقه ويجود به على الفقراء والمساكين. وأراد الله أن يختبره في السرّاء كما اختبره في الضرّاء فابتلى بالمحن من سوء الحال في بدنه وأهله وماله وجفاف أرضه وفى سورة الأنبياء ندائه (أنى مسني الضر وأنت أرحم الراحمين) بناءاً على شمول الضر في مصيبته على نفسه وأهله ولم يشر في هذه السورة على فقدان المال. ولم يبقى شيء يلوذ به ويحتمي به غير رعاية الله له. فصبر واحتسب، ولسان حاله في إيمان ويقين (وديعة كانت عندنا فأخذها الله، نعّمنا بها دهراً، فالحمد لله معطياً وسالباً، راضياً وساخطاً، نافعاً وضاراً، هو مالك الملك يؤتى الملك من يشاء، وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء ويذل من يشاء). ثم يخر نبي الله ساجداً حامداً لله رب العالمين. ويمر الزمن على نبينا (ع) وهو لا يزال مريضاً، فقد وهن عظمه وهزل جسمه وازداد به الألم حينما بعد القريب وفر الحبيب ولم يقف بجواره سوى زوجته العطوف الحنون حيث كانت نعم المرأة الصالحة الصابرة المحتسبة فأعانت زوجها في محنته العصيبة فلم تشتكى من هموم آلامه، ولا مخاوف فراقه. فقاست من إيذاء الناس ما قاست ولكن صبرت صبراً جميلاً وضلت في خدمة زوجها أيام المرض سبع سنين. ثم دعا أيوب (ع) أن يكف عنه وساوس الشيطان وان يكشف عنه ما أصابه من سوء الحال، قال تعالى (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه أني مسني الشيطان بنصب وعذاب) في سياق الأمر كان لا يقدر على القيام والمشي بقدميه وكان مصاباً في سائر بدنه فابرأ الله ما في رجليه من ضر فتفجر له نبع ماء وأمره أن يغتسل ويشرب حتى يبرأ ظاهر بدنه وباطنه (واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربه هذا مغتسل بارد وشراب).
فمن نعم الله الزوجة الصالحة الرئوف الودود. لقد سجلت هذه المرأة لنا أروع ملاحم البطولة في العزم والثبات على العقيدة والمبدأ والوصول إلى مرضاته (جل وعلا).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page