طباعة

الشكوى والدموع

السيد كاظم الأمين
يا صاحبـي كن من الدنيا على وجلِ    *    وخالف النفس واحـذر كاذب الأملِ
فمـا أرى هـذه الدنيـا وان عطفت    *    سوى عـدو بثـوب الغـدر مشتمل
وقد أعـود علـى نفسـي بتسلـية    *    فيما نعانيـه مـن أيامنـا الفصـل
بأهـل بيت الهـدى كم كابدوا محنا    *    تزول شمّ الرواسـي وهي لـم تزل
وكم دماء لهـم عنـد العـدى هدر    *    يحول صبغ الليالي وهي لـم تحـل
اليّةً بـرة بالبيـت والحرم الشـريف والقبــر مثـوى خاتـم الرســل
لقد تزلـزلت السبـع الطباق ومـا    *    على البسيطة من سهـل ومن جبل
غداة اجهشـت الزهراء معلـنة الشكـوى بدمـع من الأحشـاء منهـمل
وربّ دمع لها مـن بعد ذاك جرى    *    على قتيل بأرض الطـف منجـدل
الله يعلـم مـا تلك الدمـاء جـرت    *    بالطـف إلاّ بتمـهيـد مـن الأول
فسـوف يعلـم أقـوام منازلهــم    *    وما أعـدّ لهـم فيها مـن النـزل