• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

حكايات وهدايات الحلقة (٢) - أدب العبودية لله عزوجل

موضوع البرنامج: حكايات وهدايات الحلقة (٢) - أدب العبودية لله عزوجل
التاريخ: 2009/06/10
أعددنا لکم حکايتين من غرر حکايات الهداية الاولی تحمل عبرة جليلة في أدب العبودية لله عزوجل.
روی الشيخ الصدوق في کتاب الأمالي بسنده عن الزهري، قال کنت عند علي بن الحسين (عليه السلام) فجاءه رجل من أصحابه، فقال له علي بن الحسين (عليه السلام): ما خبرک، أيها الرجل؟
فقال الرجل: خبري - يابن رسول الله - أني أصبحت وعلي أربعمائة دينار دين لا قضاء عندي لها، ولي عيال ثقال ليس لي ما أعود عليهم به.
قال الزهري: فبکی علي بن الحسين (عليهما السلام) بکاء شديداً.
فقلت له: ما يبکيک، يا بن رسول الله؟
فقال: وهل يعد البکاء إلا للمصائب والمحن الکبار؟!
قال الحاضرون: الأمر وکذلک، يابن رسول الله، وقال (عليه السلام): فأية محنة ومصيبة أعظم علی مؤمن من أن يری بأخيه المؤمن خلة فلا يمکنه سدها، ويشاهده علی فاقة فلا يطيق رفعها!
قال الراوي: فتفرق الحاضرون عن مجلسهم ذلک.
فقال بعضهم المخالفين وهو يطعن علی علي بن الحسين (عليهما السلام): عجبا لهؤلاء يدعون مرة أن السماء والأرض وکل شيء يطيعهم، وأن الله لا يردهم عن شيء من طلباتهم، ثم يعترفون أخری بالعجز عن إصلاح حال خواص إخوانهم!! فاتصل هذا القول بالرجل صاحب القصة فجاء إلی علي بن الحسين (عليهما السلام) فقال له: يابن رسول الله، بلغني عن فلان کذا وکذا، وکان ذلک أغلظ علي من محنتي!
فقال علي بن الحسين (عليهما السلام): فقد أذن الله في فرجک، ثم قال لجاريته يا فلانة احملي سحوري وفطوري.
فحملت قرصتين، فقال علي بن الحسين (عليهما السلام) للرجل: خذهما فليس عندنا غير هما، فإن الله يکشف عنک بهما، وينيلک خيراً واسعاً منهما.
أخذ الرجل القرصين، ودخل السوق وهو لا يدري ما يصنع بهما، يتفکر في ثقل دينه وسوء حال عياله، ويوسوس إليه الشيطان قائلاً: أين موقع هاذين الرغيفين من حاجتک؟
ثم مر الرجل بسماک قد بارت عليه سمکة فقال له: سمکتک هذه بائرة عليک، وإحد رغيفي هاذين بائر علي، فهل لک أن تعطيني سمکتک البائرة، وتأخذ رغيفي هذا البائر عليّ؟
فقال: نعم.
فأعطاه السمکة وأخذ الرغيف ثم مر برجل معه ملح قليل مزهود فيه، فقال له: هل لک أن تعطيني ملحک هذا المزهود فيه برغيفي هذا المزهود فيه؟
قال: نعم. ففعل.
ورجع الرجل بالسمکة والملح الی داره فقال: أصلح هذه بهذا، فلما شق بطن السمکة وجد فيها لؤلؤتين فاخرتين، فحمد الله عليهما، فبينما هو في سروره ذلک إذ قرع بابه، فخرج ينظر من بالباب، فإذا صاحب السمکة وصاحب الملح قد جاءا، يقول کل واحد منهما له: يا عبد الله، جهدنا أن نأکل نحن أو أحد من عيالنا هذا الرغيف، فلم تعمل فيه أسناننا، وما نظنک إلا وقد تناهيت في سوء الحال، ومرنت علی الشقاء، قد رددنا إليک هذا الخبز، وطيبنا لک ما أخذته منا.
فلما استقر بعد انصرافهما عنه قرع بابه، فإذا رسول علي بن الحسين (عليهما السلام)، فدخل فقال: إنه يقول لک: إن الله قد أتاک بالفرج، فأردد إلينا طعامنا، فإنه لا يأکله غيرنا، وباع الرجل اللؤلؤتين بمال عظيم قضی منه دينه، وحسنت بعد ذلک حاله.
فقال بعض المخالفين: ما أشد هذا التفاوت! بينا علي بن الحسين (عليه السلام) لا يقدر أن يسد منه فاقة، إذ أغناه هذا الغناء العظيم، کيف يکون هذا؟!
وکيف يعجز عن سد الفاقة من يقدر علی هذا الغناء العظيم؟!
فلما سمع هذا الرجل المؤمن بکلامهم جاء مهموماً الی الإمام (عليه السلام) وأخبره بقولهم فقال: هکذا قالت قريش للنبي (صلی الله عليه وآله): کيف يمضي إلی بيت المقدس ويشاهد ما فيه من آثار الأنبياء من مکة، ويرجع إليها في ليلة واحدة من لا يقدر أن يبلغ من مکة إلی المدينة إلا في اثني عشر يوماً؟ وذلک حين هاجر منها.
ثم قال (عليه السلام): جهلوا والله أمر الله وأمر أوليائه معه، إن المراتب الرفيعة لا تنال إلا بالتسليم لله جل ثناؤه، وترک الاقتراح عليه، والرضا بما يدبرهم به، إن أولياء الله صبروا علی المحن والمکاره صبراً لم يساوهم فيه غيرهم، فجازاهم الله عزوجل عن ذلک بأن أوجب لهم نجح جميع طلباتهم، لکنهم مع ذلک لا يريدون منه إلا ما يريده لهم.
ومن هذه الحکاية الجليلة في أدب التعامل مع الله جل جلاله ننقلکم الی الحکاية القصيرة التالية في أثر إعطاء الزکاة لغير مستحقيها، فقد روی القاضي النعمان المغربي في کتاب دعائم الإسلام عن الوليد بن صبيح وهو من أصحاب الإمام الباقر (عليه السلام) قال:
قال لي شهاب: إني أری بالليل أهوالا عظيمة، وأری امرأة تفزعني، فأسأل لي أبا عبد الله جعفر بن محمد صلوات الله عليه عن ذلک، فسألته له فقال: هذا رجل لا يؤدي زکاة ماله، فأعلمته.
فقال: بلی والله، إني لأعطيها، فأخبرته بما قال.
فقال (عليه السلام): إن کان ذلک فليس يضعها في موضعها، فقلت ذلک لشهاب.
فقال: صدق ابن رسول الله (صلی الله عليه وآله).
*******

المأخذ : arabic.irib.ir


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
اللطميات
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

۱ شوال

  ۱ـ عيد الفطر السعيد.۲ـ غزوة الكدر أو قرقرة الكدر.۳ـ وفاة عمرو بن العاص.۱ـ عيد الفطر السعيد:هو اليوم الاوّل م...

المزید...

۳شوال

قتل المتوكّل العبّاسي

المزید...

۴ شوال

۱- أميرالمؤمنين يتوجه إلى صفين. ۲- وصول مسلم إلى الكوفة.

المزید...

۸ شوال

هدم قبور أئمة‌ البقيع(عليهم سلام)

المزید...

۱۰ شوال

غزوة هوازن يوم حنين أو معركة حنين

المزید...

11 شوال

الطائف ترفض الرسالة الاسلامية في (11) شوال سنة (10) للبعثة النبوية أدرك رسول الله(ص) أن أذى قريش سيزداد، وأن ...

المزید...

۱۴ شوال

وفاة عبد الملك بن مروان

المزید...

۱۵ شوال

١ـ الصدام المباشر مع اليهود واجلاء بني قينقاع.٢ـ غزوة أو معركة اُحد. ٣ـ شهادة اسد الله ورسوله حمزة بن عبد المط...

المزید...

۱۷ شوال

۱- ردّ الشمس لأميرالمؤمنين علي (عليه السلام) ۲ـ غزوة الخندق ۳ـ وفاة أبو الصلت الهروي ...

المزید...

۲۵ شوال

شهادة الامام الصادق(عليه السلام)

المزید...

۲۷ شوال

مقتل المقتدر بالله العباسي    

المزید...
012345678910
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page