موضوع البرنامج: حكايات وهدايات الحلقة (٦) - اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منه
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٧/٢٥
يسرنا أن نلتقيکم في رحاب حکايات الهداية آملين أن تقضوا في هذا اللقاء أطيب الأوقات ونبدأ بما روي عن ام المؤمنين مولاتنا السيدة أم سلمة رضوان الله عليها أنها قالت أتاني أبو سلمة يوماً من عند رسول الله (صلی الله عليه وآله) فقال: سمعت من رسول الله (صلی الله عليه وآله) قولا سررت به، قال: لا يصيب أحداً من المسلمين مصيبة فيسترجع عند مصيبته فيقول: «اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها» إلا فعل ذلک به.
قالت أم سلمة: فحفظت ذلک منه فلما توفي أبو سلمة استرجعت وقلت: اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منه.
ثم رجعت إلی نفسي فقلت: من أين لي خير من أبي سلمة؟! فلما انقضت عدتي استأذن عليّ رسول الله (صلی الله عليه وآله) وأنا أدبغ إهابا أي جلداً لي، فغسلت يدي، وأذنت له، فوضعت له وسادة من أدم حشوها ليف، فقعد عليها فخطبني إلی نفسي، فلما فرغ من مقالته قلت: يا رسول الله (صلی الله عليه وآله) ما بي إلا أن يکون بک الرغبة، ولکني امرأة في غيرة شديدة، فأخاف أن تری مني شيئا يعذبني الله به، وأنا امرأة قد دخلت في السن وأنا ذات عيال فقال: أما ما ذکرت من السن فقد أصابني مثل الذي أصابک، وأما ما ذکرت من العيال فإنما عيالک عيالي.
قالت: فقد سلمت لرسول الله (صلی الله عليه وآله)، فتزوجها رسول الله.
فقالت أم سلمة: فقد أبدلني الله بأبي سلمة خيراً منه وهو رسول الله (صلی الله عليه وآله).
وفي هذه الحکاية هداية مهمة الی برکات الثقة بحسن الصنع الإلهي لعباده المؤمنين، وهذه الثقة هي التي تفتحت في قلوب المؤمنين الذين تحدثنا عنهم الحکايات التالية.
فقد روي أن يونس (عليه السلام) قال لجبرئيل (عليه السلام) دلني علی أعبد أهل الأرض فدله علی رجل قد قطع الجذام يديه ورجليه، وذهب ببصره وسمعه، وهو يقول: «متعتني بها ما شيءت، وسلبتني ما شيءت، وأبقيت لي فيک الامل يا بر يا وصول»، وروي أن عيسی (عليه السلام) مر برجل أعمی أبرص مقعد، مضروب الجنبين بالفالج، وقد تناثر لحمه من الجذام، وهو يقول: «الحمد لله الذي عافاني مما ابتلی به کثيرا من خلقه».
فقال له عيسی (عليه السلام): يا هذا وأي شيء من البلاء أراه مصروفا عنک؟
فقال: يا روح الله أنا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته.
فقال له: صدقت، هات يدک، فناوله يده، فإذا هو أحسن الناس وجها وأفضلهم هيئة، قد أذهب الله عنه ما کان به فصحب عيسی (عليه السلام) وتعبد معه.
وروي أنه کان في بني اسرائيل رجل فقيه عابد عالم مجتهد، وکانت له امرأة فماتت فوجد عليها وجداً شديداً حتی خلافي بيت وأغلق علی نفسه، واحتجب عن الناس، فلم يکن يدخل عليه أحد، ثم إن امراة من بني إسرائيل سمعت به فجائته فقالت: لي اليه حاجة أستفتيه فيها ليس يجزئني إلا أن أشافهه بها فذهب الناس ولزمت الباب فأخبر فأذن لها.
فقالت: استفتيک في أمر.
قال: ما هو؟
قالت: إني استعرت من جارة لي حليا فکنت ألبسها زمانا. ثم إنهم أرسلوا إلي أفأردها إليهم؟
قال: نعم، والله.
قالت: إنها قد مکثت عندي زمانا.
قال: ذاک أحق بردک إياها.
فقالت له: رحمک الله أفتأسف علی ما أعارک الله عزوجل ثم أخذه منک وهو أحق به منک؟
فأبصر الفقيه العابد ما کان فيه، ونفعه الله بقولها.
حكايات وهدايات الحلقة (٦) - اللهم اجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منه
- الزيارات: 2353