موضوع البرنامج: حكايات وهدايات الحلقة (٨) - رکات برالوالدين وحب سيد الاوصياء الهداة نبدأ أولاً بما رواه ثقة الاسلام الکليني
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٨/٠٢
نلتقيکم في حلقة جديدة من هذا البرنامج وقد أعددنا لکم فيها ثلاث حکايات فيها هدايات الی برکات برالوالدين وحب سيد الاوصياء الهداة نبدأ أولاً بما رواه ثقة الاسلام الکليني رضوان الله عليه في کتاب الکافي بسنده عن زکريا بن إبراهیم قال: کنت نصرانياً فأسلمت وحججت فدخلت.
علی أبي عبد الله (عليه السلام) فقلت: إني کنت علی النصرانية وإني أسلمت.
فقال: وأي شيء رأيت في الاسلام؟
قلت: قول الله عزوجل: «مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاءُ».
فقال: لقد هداک الله.
ثم قال: اللهم اهده - ثلاثاً - صل عما شيء يا بني.
فقلت: إن أبي وأمي علی النصرانية وأهل بيتي، وأمي مکفوفة البصر فأکون معهم وآکل في آنيتهم؟
فقال: يأکلون لحم الخنزير؟
فقلت: لا ولا يمسونه.
فقال: لا بأس فانظر أمک فبرها، فإذا ماتت فلا تکلها إلی غيرک، کن أنت الذي تقوم بشأنها ولا تخبرن أحدا أنک أتيتني حتی تأتيني بمنی إن شاء الله.
قال زکريا: فأتيته بمنی والناس حوله کأنه معلم صبيان، هذا يسأله وهذا يسأله، فلما قدمت الکوفة ألطفت لأمي وکنت أطعمها وأفلي [يعني أغسل] ثوبها ورأسها وأخدمها.
فقالت لي: يا بني ما کنت تصنع بي هذا وأنت علی ديني فما الذي أری عنک منذ هاجرت فدخلت في الحنيفية؟
فقلت: رجل من ولد نبينا أمرني بهذا.
فقالت: هذا الرجل هو نبي؟
فقلت: لا ولکنه ابن نبي.
فقالت: يا بني إن هذا نبي إن هذه وصايا الأنبياء.
فقلت: يا أماه إنه ليس يکون بعد نبينا نبي ولکنه ابنه.
فقالت: يا بني دينک خير دين، اعرضه علي فعرضته عليها فدخلت في الاسلام وعلمتها، فصلت الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة، ثم عرض لها عارض في الليل.
فقالت: يا بني أعد علي ما علمتني فأعدته عليها، فأقرت به وماتت، فلما أصبحت کان المسلمون الذين غسلوها وکنت أنا الذي صليت عليها ونزلت في قبرها.
وروی الشيخ الکليني أيضاً في کتاب الکافي بسنده عن عمار بن حيان قال: خبرت أبا عبد الله الصادق (عليه السلام) ببر إسماعيل ابني بي، فقال: لقد کنت أحبه وقد ازددت له حباً، إن رسول الله (صلی الله عليه وآله) أتته أخت له من الرضاعة فلما نظر إليها سر بها وبسط ملحفته لها فأجلسها عليه ثم أقبل يحدثها ويضحک في وجهها، ثم قامت وذهبت وجاء أخوها، فلم يصنع به ما صنع بها.
فقيل له: يا رسول الله صنعت بأخته ما لم تصنع به وهو رجل؟!
فقال: لأنها کانت أبر بوالديها منه.
ومن هاتين الحکايتين في برکات بر الوالدين ننقلکم من کتاب الکافي الی کتاب "الأربعون حديث" للمحدث الجليل الورع الشيخ منتجب الدين (رضوان الله عليه) فنتابع تقديم هذه الحلقة من برنامج حکايات وهدايات بقراءة ما رواه عن وکيع عن الاعمش، قال: کنت حاجا إلی بيت الله الحرام، فنزلت في بعض المنازل فإذا أنا بامرأة محجوبة البصر وهي تقول: يا راد الشمس علی علي بن أبي طالب بيضاء نقية بعد ما غابت، رد علي بصري قال الاعمش: فأعجبني کلامها، فأخرجت دينارين وأعطيتها فلمستهما بيدها ثم طرحتهما في وجهي وقالت: يا رجل أذللتني بالفقر، اف لک إن من تولی آل محمد صلی الله عليه وآله لا يکون ذليلاً.
قال الاعمش: فمضيت إلی الحج، وقضيت مناسکي، وأقبلت راجعا إلی منزلي وکانت المرأة من أکبر همي حتی صرت إلی ذلک المکان، فإذا أنا بالمرأة لها عينان تبصر بهما فقلت لها: يا إمرأة ما فعل بک حب علي بن أبي طالب؟
فقالت: يا رجل إني أقسمت به علی الله ست ليال، فلما کان في الليلة السابعة وهي ليلة الجمعة، فإذا أنا برجل قد أتاني في نومي فقال لي: يا إمرأة أتحبين علي ابن أبي طالب؟
قلت: نعم.
قال: ضعي يدک علی عينيک وقال: [اللهم] إن تکن هذه المرأة تحب علي بن أبي طالب من نية صادقة، فرد عليها عينها.
ثم قال: نحي يدک. فنحيتها فإذا أنا برجل في منامي.
فقلت: من أنت الذي من الله بک علي؟
قال: أنا الخضر، أحبي علي بن أبي طالب، فان حبه في الدنيا يصرف عنک الآفات، وفي الآخرة يعيذک من النار.
وفي هذه الحکاية هداية الی أن المحب الصادق للعترة المحمدية ينبغي أن يکون عزيزاً بمودتهم إضافة الی هداية الی برکات هذه المودة القدسية.
المأخذ : arabic.irib.ir