موضوع البرنامج:آيات الصائمين الحلقة (١٣)
التاريخ: ٢٠٠٩/٠٩/٠٨
تقبل الله أعمالکم وأهلاً بکم في لقاءٍ أخر من هذا البرنامج نتدبر فيه بکلام الله المجيد لنعرف ما تهدينا إليه آياته الکريمة من خصائص فريضة الصوم لکي نؤديها بالصورة الفضلی التي يحبها الله لعباده الصالحين ولنا في هذه الحلقة وقفة عند قوله تعالی في آيات الصوم: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ».
والحديث في هذه الآية الکريمة عن موسم فريضة الصوم وخصوصياته وفيها دعوة قرآنية للمؤمنين لتعظيمه فهو شهر الله الأکبر.
إن شَهْرُ رَمَضَانَ هو الشهر الوحيد الذي ذکره القرآن بالإسم تعظيماً له وهذه الآية ذکرته لکي تفسر بذلک مصداق الأيام المعدودات التي أوجب الله فيها الصوم في الأية السابقة لهذه الآية أي أن الله تبارک وتعالی إختار لفريضة الصوم أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ تمتاز بخصوصيات تجعل هذه الفريضة تحقق أهدافها المطلوبة بأسمی مراتبها إذا أقامها الإنسان بشروطها.
والسبب الأول لعظمة شَهْرُ رَمَضَانَ هو کونه شهر الله الأکبر، بمعنی أن الله جل جلاله جعل هذا الشهر موسماً خاصاً للتوجه إليه والدخول في ضيافته الخاصة کما ورد في خطبة النبي الأکرم (صلی الله عليه وآله) ولذلک نسبه الی ذاته المقدسة مباشرةً.
روي في تفسير کنز الدقائق مسنداً عن هشام بن سالم أنه کان مع ثمانية من أصحاب الإمام الباقر في محضره (عليه السلام) قال هشام: فذکرنا رمضان.
فقال (عليه السلام): لا تقولوا هذا رمضان ولا ذهب رمضان ولا جاء رمضان، فإن رمضان من أسماء الله عزوجل ولا يجيء ولا يذهب وإنما يجيء ويذهب الزائل ولکن قولوا شَهْرُ رَمَضَانَ، فالشهر مضاف الی الإسم والإسم إسم الله عز ذکره وهو الشهر الذي أنزل فيه القرآن جعله مثلاً وعيداً.
ويبدو من مراجعة الجذور اللغوية لکلمة «رَمَضَانَ» أن معنی هذا الإسم من أسماء الله تعالی هو المذيب للذنوب والمعاصي بمعنی المطهر للإنسان منها، أي أن هذا الشهر هو شهر الله الذي ينقي فيه عباده من الذنوب، کما تشير لذلک کثيرٌ من الأحاديث الشريفة نظير قوله (صلی الله عليه وآله): إن شهر رمضان شهر کتب الله صيامه علی المسلمين وسنّ قيامه فمن صامه إيماناً وإحتساباً خرج من ذنوبه کيوم ولدته أمه، وکقول الإمام (عليه السلام): وعن ذلک [أي عن المعاصي وآثارها] حرس الله عباده المؤمنين بالصلوات والزکوات ومجاهدة الصيام في الأيام المفروضات تسکيناً لأطرافهم وتخشيعاً لأبصارهم وتذليلاً لنفوسهم وتخضيعاً لقلوبهم.
_____________________
المأخذ : arabic.irib.ir